في المقالة السابقة تحدثت عن أعراض و أسباب و بعض أنواع الصداع، و سوف نكمل الحديث في هذه المقالة عن تتمة أنواع الصداع و أساليب التشخيص و العلاج.
أتمنى أن تستمتع بقراءة مقالتي و تجد الفائدة المطلوبة.
ذكرنا في المقالة السابقة أن الصداع يقسم إلى:
- صداع أولي ابتدائي ليس له علاقة بأي مشاكل صحية كامنة.
- صداع ثانوي سوف نكمل الحديث عنه هنا، شكراً للمتابعة.
الصداع الثانوي:
و الذي يحدث نتيجة وجود مشكلة صحية كامنة، أي هو عبارة عن عَرَض ناتج عن مرض ينشط الأعصاب الحساسة للألم الموجودة في الرأس. و تختلف حدة الألم باختلاف الحالات الصحية المسببة للصداع.
الأسباب الشائعة لحدوث الصداع الثانوي:
- الالتهاب الحاد للجيوب الأنفية
- تخثر الدم داخل الدماغ (تجلط وريدي)
- تمدد الأوعية الدموية في الدماغ (انتفاخ في شريان الدماغ)
- تشوه في الدماغ (تشكل غير طبيعي للأوعية الدموية الدماغية)
- ورم في الدماغ
- التسمم بأول أوكسيد الكربون
- تشوه في قاعدة الجمجمة الهيكلية
- ارتجاج في الدماغ
- الجفاف
- مشاكل في الأسنان
- التهاب أذن
- التهاب الدماغ
- التهاب الشرايين الدماغية (التهاب بطانة الشرايين)
- الجلوكوما ( ارتفاع ضغط العين)
- الإفراط في تناول الكحول
- ارتفاع ضغط الدم
- نزلات البرد و الانفلونزا و غيرها من الأمراض المسببة للحمى
- ورم دموي داخل الجمجمة (نزيف في الدماغ)
- تناول بعض العقاقير الطبية
- التهاب السحايا (التهاب الأغشية و السوائل المحيطة بالدماغ و النخاع الشوكي)
- الإفراط في تناول الأدوية المسكنة للألم
- متلازمة ما بعد الارتجاج
- الضغط على الرأس من القبعات الضيقة أو النظارات
- ارتفاع ضغط الدم داخل الجمجمة
- داء المقوسات
- السكتة الدماغية
و تتضمن بعض أنواع الصداع الثانوي ما يلي:
- الصداع الناتج عن ضغط خارجي على الرأس.
- صداع الآيس كريم و التي تعرف أيضاً باسم تجميد الدماغ الذي يحدث نتيجة تناول المشروبات الباردة أو الآيس كريم.
- الصداع المرتد الذي يحدث نتيجة الإفراط في تناول العقاقير الطبية، حيث يأتي الصداع و يذهب ثم يعاود من جديد.
- صداع الجيوب الأنفية و الذي يحدث نتيجة التهاب أو احتقان في الجيوب الأنفية.
- الصداع الشوكي و الذي يحدث نتيجة انخفاض ضغط أو حجم السائل النخاعي بسبب تسرب السائل النخاعي أو التخدير الشوكي.
متى يجب عليك زيارة الطبيب:
كما ذكرت سابقاً، في معظم الحالات يكون الصداع حالة عرضية غير خطيرة. لكن على اعتبار أنه يمثل بعض الحالات المهددة للحياة كالسكتة الدماغية و التهاب السحايا. لذلك إذا كان الصداع شديد جداً و لا يُحتمل و يرافقه أي من الأعراض التالية، في هذه الحالة يجب مراجعة الطبيب مباشرةً:
- صعوبة في الفهم أو النطق
- الإغماء
- ارتفاع شديد في درجة الحرارة (أعلى من 39-40 درجة)
- خدر أو شلل في جانب واحد من الجسم
- تصلب الرقبة
- اضطرابات في الرؤية أو المشي
- يرافق الصداع غثيان و إقياء بشكل مستمر
الاختبارات و التشخيص:
يحدد الطبيب نوع الصداع الذي تعاني منه عبر وصفك لنوع الألم و مدته اليومية و زمن حدوثه، و بناءً على الأعراض المرافقة له. و في حال كانت طبيعة الألم معقدة و لم يتمكن الطبيب من تحديد نوعه و أسبابه، يطلب منك الطبيب إجراء اختبارات لتحديد السبب الأساسي للألم، و تتضمن هذه الاختبارات:
تحليل للدم:
ففي حال وجود التهابات مثلاً تزداد نسبة كريات الدم البيضاء. و اختبار معدل الترسيب يستخدم للتشخيص المبدئي عن وجود أمراض الشرايين المزمنة التي تصيب الكبار في السن، و تسبب صداع حاد نتيجة التهاب الشرايين في جانب واحد من الرأس. كما يستخدم اختبار الدم لتقييم توازن الشوارد الكهربائية المنحلة و للكشف عن مجموعة من المشاكل المُحتملة التي قد تصيب الكبد و الكلى و الغدة الدرقية. كما يفيد اختبار السمية في الكشف عن وجود سمية نتيجة الإفراط في تناول الكحول أو استخدام بعض العقاقير الطبية بشكل خاطئ.
أشعة للدماغ كالتصوير بالرنين المغناطيسي:
الذي يُظهر بوضوح تشريح الدماغ و السحايا (الطبقات التي تغطي الدماغ و النخاع الشوكي)، و هو أكثر وضوحاً من المسح الضوئي. لكن هذا النوع من الفحوصات لا يتوفر في كافة المشافي، و يتطلب زمن أطول لإجراء الاختبار. كما يتطلب عدم احتواء جسم المريض على أي جهاز معدني (كالجهاز المسؤول عن تنظيم ضربات القلب أو الأجسام الغريبة المعدنية التي توضع في العين).
المسح الضوئي للرأس (التصوير المقطعي):
الذي يكشف عن وجود نزيف داخلي أو انتفاخ أو ورم في الجمجمة أو الدماغ، أو يكشف عن وجود سكتة دماغية أو جلطة سابقة.
الأشعة المقطعية للرقبة.
البزل القطني (الشوكي):
حيث يمكن الحصول على السائل المخي الشوكي الذي يحيط بالدماغ و النخاع الشوكي عن طريق إبرة يتم إدخالها في العمود الفقري أسفل الظهر، و هو ما يُعرف بالبزل القطني. و يستخدم هذا الاختبار للكشف عن وجود التهابات كالسحايا أو السل، أو للكشف عن وجود نزيف داخلي. لكن في جميع الحالات يتم إجراء اختبار التصوير المقطعي أولاً للكشف عن وجود نزيف أو ورم و ليس البزل القطني.
علاج الصداع:
من الأساليب الأكثر شيوعاً لعلاج ألم الرأس هو الحصول على الراحة و العقاقير المسكنة للألم التي لا تحتاج لوصفة طبية، كالإيبوبروفين و الأسيتامينوفين و الأسبيرين.
و في حال لم تنجح العقاقير السابقة في علاج الصداع، يصف لك الطبيب أدوية وقائية مثل مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات و مضادات الصرع مثل مادة توبيرامات و حاصرات مستقبلات بيتا مثل مادة بروبرانولول.
و في حال لم تنجح العقاقير السابقة، يصف لك الطبيب مادة غابابنتين التي تستخدم عادةً لعلاج الصرع و الاختلاجات، إلا أنها أثبتت فعاليتها في علاج الصداع كذلك.
أما بالنسبة لحالات الصداع المرتد الذي يذهب و يعاود من جديد، في هذه الحالة يتم تخفيف جرعة الدواء المسكن للألم تدريجياً، و في الحالات القصوى قد يتطلب الألم البقاء في المشفى لفترة قصيرة للتحكم في أعراض انسحاب الدواء بفعالية و أمان.
العلاجات المنزلية لتخفيف آلام الصداع:
- وضع كيس ماء ساخن أو كيس من الثلج على الرأس أو الرقبة، لكن تجنب درجات الحرارة القصوى.
- تجنب حالات التوتر و الضغوطات قدر الإمكان.
- تناول وجبات طعام منتظمة للحفاظ على مستويات مستقرة من سكر الدم.
- ممارسة تمارين رياضية منتظمة.
- الحصول على كمية كافية من النوم و الراحة.
- الحصول على كمية كافية من الماء و السوائل.
- أخذ حمام دافئ.
- العلاج البديل لألم الرأس: كالوخز بالإبر و التنويم المغناطيسي و جلسات التأمل و الأعشاب الطبية.
في بعض الحالات يعود سبب الصداع لنقص كمية المواد الغذائية التي يحتاجها الجسم، خاصةً عنصر المغنيزيوم و مجموعة فيتامينات ب. لذلك يجب الانتباه لنوعية الأطعمة المتناولة للوقاية من سوء التغذية.
المراجع:
http://www.mayoclinic.org/symptoms/headache/basics/definition/sym-20050800
http://www.nhs.uk/Conditions/headache/Pages/Introduction.aspx
http://www.medicalnewstoday.com/articles/73936.php
http://www.medicinenet.com/headache/article.htm
http://www.webmd.com/migraines-headaches/
الصورة المرفقة:
https://www.flickr.com/photos/rachel-johnson/