التهاب الأنف التحسسي من المشاكل الصحية الشائعة التي تؤثر على 30% من الأفراد، و معظمهم من الأطفال في عمر المدرسة.
يتمثل التهاب الأنف التحسسي بحدوث التهاب في بطانة الأنف، بعد استنشاق المادة المسببة للحساسية مثل غبار الطلع أو الغبار المنزلي أو الرطوبة و العفن سواءً الموجودة داخل المنازل أو خارجها. بالإضافة لوبر الحيوانات و غيرها من المواد المسببة للحساسية الموجودة في البيئة المحيطة.
مراحل التهاب الأنف التحسسي:
تحدث ردود الأفعال التحسسية و استجابة الجسم لها على عدة مراحل.
- تحدث المرحلة الأولى بعد التعرض الأول للمادة المسببة للحساسية و تعرف هذه المرحلة باسم التحسس. و في هذه المرحلة لا تظهر أي أعراض على المريض.
- يلي ذلك في المرحلة الثانية والثالثة هو إعادة تعرض الجسم للمادة المسببة للحساسية.
- ففي المرحلة الثانية، تحدث ردود أفعال فورية خلال دقائق من التعرض للمادة المسببة للحساسية. و تستمر هذه الأعراض أو الاستجابة لمدة 30 – 90 دقيقة.
- أما في المرحلة الثالثة من التعرض للمادة المسببة للحساسية، تحدث ردود أفعال الجسم والاستجابة المناعية بعد فترة زمنية تتراوح بين 4-8 ساعات من التعرض للمادة المسببة للحساسية.
أنواع التهاب الأنف التحسسي:
يتم تصنيف أعراض التهاب الأنف التحسسي تبعاً لشدة الأعراض إلى:
- حالات الالتهاب خفيفة: حيث تظهر أعراض الحساسية لكنها لا تسبب الإزعاج و لا تؤثر على النشاطات اليومية أو العمل أو المدرسة و لا تعيق النوم.
- حالات الالتهاب معتدلة إلى شديدة: بحيث تكون الأعراض مزعجة أو تعيق أداء النشاطات اليومية أو المدرسة أو العمل أو تعيق جودة النوم.
أعراض و أسباب التهاب الأنف التحسسي:
كما ذكرنا سابقاً خلال المرحلة الأولى من التعرض للمادة المسببة للحساسية، لا تظهر أي أعراض.
- أما في المرحلة الثانية: تظهر أعراض حساسية فورية تتمثل بالعطاس و سيلان الأنف أو احتقان الأنف و حكة الأنف.
- أما في المرحلة الثالثة، تكون الأعراض مماثلة للمرحلة الثانية، إنما يستمر الاحتقان الأنفي فترة أطول. و قد يرافق ذلك أيضاً حكة و احمرار في العين و زيادة إفراز الدموع و حكة في البلعوم. بالإضافة للشعور بوجود ضغط في الأذن و الخدين و الجبهة. و يبقى الفم مفتوح معظم الوقت للتنفس. بسبب صعوبة التنفس من الأنف بسبب الاحتقان أو السيلان الأنفي.
بالإضافة لوجود أعراض أخرى تتمثل ب:
- الصداع
- مزاج سيء
- صعوبة التركيز
- الإرهاق و التعب
- اضطرابات النوم
أما في حالات التهاب الأنف غير التحسسي، فهنالك عدة أسباب قد تؤدي لذلك، أهمها:
- تناول بعض الأدوية مثل أدوية علاج ضغط الدم المرتفع مثل حاصرات قناة الكالسيوم، مثبطات الأنزيم المحول للأنجيوتنسين، المدرات البولية. بالإضافة لبعض الأدوية النفسية ومضادات الذهان، موانع الحمل الفموية، الموسعات الوعائية هيدرالازين، مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية و مادة الكوكائين و الأسبيرين و مضادات الاحتقان الموضعية.
- التقلبات الهرمونية كما في فترة الحمل أو الحيض أو قصور الغدة الدرقية
- تناول بعض الأطعمة الحارة أو الغنية بالتوابل والبهارات أو الكحول
- التهابات الجهاز التنفسي العلوي
- تقلبات درجات الحرارة
- الاضطرابات العاطفية
- الروائح القوية
- الناميات الأنفية
المضاعفات الناتجة عن التهاب الأنف التحسسي:
- الربو
- الشخير
- التهاب الجيوب الأنفية
- التهاب الأذن الوسطى
- توقف التنفس أثناء النوم
- كما قد يرافق ذلك تقوس في الحنك بسبب التنفس الفموي المزمن
أساليب الوقاية من التهاب الأنف التحسسي:
إن الوقاية من التهاب الأنف التحسسي هو الخطوة الأولى و الأهم للتحكم بالمرض. أي عن طريق تجنب مسببات الحساسية.
إليك أهم الخطوات للوقاية من التهاب الأنف التحسسي:
في حالات التحسس لغبار الطلع:
- إبقاء النوافذ و الأبواب مغلقة في المنزل و في السيارة
- في حال استخدام تكييف الهواء، يجب وضع إعدادات الجهاز على إعادة تدوير الهواء ضمن الدورة الداخلية فقط و ليس تبديل الهواء مع الخارج.
- مراقبة نشرة أخبار الطقس أو تعداد غبار الطلع. لتجنب الخروج من المنزل خلال زيادة فترات غبار الطلع إن أمكن. غالباً ما يزداد تعداد غبار الطلع في الأيام المشمسة و في الرياح و في الصباح.
- عدم تجفيف الملابس في الخارج.
- الاستحمام أو أخذ دش سريع بعد العودة إلى المنزل من النشاطات الحارجية. و ذلك لإزالة أي غبار طلع متبقية على الشعر و الملابس و البشرة و الوقاية من انتشارها داخل المنزل و على الأسرة.
الرطوبة والعفن خارج المنزل:
- الحرص على البقاء في البيئة المغلقة قدر الإمكان.
- في حال استخدام جهاز تكييف الهواء، إبقاء التهوية ضمن الدورة الداخلية فقط.
- استخدام كمامات للوجه في حال تمضية بعض النشاطات خارج المنزل.
العفن المنزلي:
- في بعض الأحيان قد تتراكم طبقة من الرطوبة و العفن في الحمام مثلاً أو حول المغسلة أو دلو القمامة أو مقبض الاستحمام. يجب الحرص على استخدام مبيدات الفطريات والعناية بالنظافة دائماً.
- كما يمكن تحضير محلول مضاد للفطريات في المنزل، عن طريق مزج نسب متساوية من الماء و من المبيض المنزلي. فهي طريقة فعالة للقضاء على الفطريات و العفن.
- تجنب أجهزة الترطيب و أجهزة الرذاذ البارد، لأنها تجعل البيئة أكثر عرضة لتراكم طبقة العفن. و في حال استخدامها، يجب الحفاظ على نظافتها بدقة.
- إزالة النباتات المنزلية. فخي مصدر شائع للفطريات و العفن.
عث الغبار المنزلي:
- تجنب السجاد في غرفة النوم و غرفة المعيشة الرئيسية. و يعتبر الأثاث المصنوع من الجلد أو الخشب هو الأفضل على الإطلاق.
- ينصح بتنظيف المنزل عندما يكون الشخص المصاب بالحساسية خارج المنزل إن أمكن.
- أو ارتداد كمامات وجه واقية أثناء التنظيف و لمدة 10-15 دقيقة بعد الانتهاء من التنظيق.
- استخدام المكنسة الكهربائية التي تحتوي على طبقتين من الفلتر لتوفير فعالية أكبر.
- غسل ملاءات السرير في الماء الحار كل أسبوع أو كل أسبوعين. فالغسيل في درجات الحرارة الباردة، غير كافية للقضاء على عث الغبار المنزلي.
- تجنب الألعاب القماشية المحشوة التي لا يمكن غسلها.
الحساسية من الحيوانات:
أفضل طريقة للوقاية من الحساسية في هذه الحالة هي من خلال التخلص من الحيوانات و عدم تربيتها في المنزل و إجراء تنظيف عميق للمنزل بعد ذهاب الحيوان الأليف.
إذا كان هذا الحل غير متاحاً، يجب اتخاذ بعض الخطوات الوقائية، مثل:
- إزالة السجاد نهائياً.
- إبعاد الحيوان الأليف عن غرفة نوم الشخص المصاب بالحساسية.
- استخدام جهاز تنقية الهواء المزود بفلتر ذو فعالية عالية.
- غسل القطة مثلاً كل أسبوع و غسل الكلب مرة أو مرتين في الأسبوع.
الخيارات العلاجية المتوفرة للقضاء على مشكلة التهاب الأنف التحسسي:
يعتبر التدخين من العوامل المحفزة على التهاب الأنف التحسسي و من الأفضل تجنب التدخين بكافة أنواعه، لدى مرضى التهاب الأنف التجسسي.
رذاذ المحلول الملحي الانفي:
يقلل من الأعراض و يخفف الحاجة للأدوية. يتوفر في الصيدليات و لا حاجة لوصفة طبية للحصول عليه.
الأدوية العلاجية:
إذا كان تجنب التعرض للمواد المسببة للحساسية غير كافِ للتحكم بالأعراض، أو غير فعال. إليك الخيارات العلاجية التالية:
- في الحالات الخفيفة من التهاب الأنف التحسسي:
يعتمد العلاج على مضادات الهيستامين الجيل الثاني، إما عند الضرورة أو بشكل يومي.
لا ينصح بالاعتماد على مضادات الهيستامين من الجيل الأول، نظراً للتأثيرات الجانبية المزعجة التي تسببها هذه الأدوية.
- في الحالات المعتدلة أو الشديدة من التهاب الأنف التحسسي:
يتم الاعتماد على العلاجات الموضعية الأنفية التي تحتوي على الستيروئيدات القشرية. إذا لم تكن فعاليتها كافية، يتم إعطائها بالمشاركة مع مضادات الهيستامين من الجيل الثاني.
- في حالات الاحتقان الأنفي الشديد، يتم المشاركة الدوائية مع الأدوية المضادة للاحتقان الموضعية أيضاً، مثل مادة سودوإفيدرين.
لكن يجب أخذ الحذر و تجنب استخدام هذه الادوية لدى مرضى ضغط الدم المرتفع.
المراجع:
http://www.ncbi.nlm.nih.gov/pubmed/32707227
https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pubmed/29451356