يتمثل مرض الذهان بوجود اضطراب في علاقة المريض مع الوقع! و هو عبارة عن نوع من الاضطرابات العقلية الخطيرة. الشخص الذي يعاني من مرض الذهان، قد يعاني من الهلوسة و الأوهام.
الهلوسة هي عبارة عن الإحساس بوجود أمور تحدث، لكن دون وجود حوافز فعلية حقيقية لهذه الأحاسيس. على سبيل المثال، الشخص الذي يعاني من الهلوسة السمعية، قد يسمع صوت أمه تناديه مثلاً على الرغم من عدم وجودها! أو مَن يعاني من الهلوسة البصرية، قد يرى أشياء مثل وجود شخص أمامه، على الرغم من عدم وجود أحد في الحقيقة.
الشخص الذي يعاني من مرض الذهان، قد يكون لديه أفكار تتعارض مع الأدلة الفعلية. هذه الأفكار هي المعروفة بالأوهام. كما يعاني بعض مرضى الذهان من قلة الحماس و التشجيع. و يُفضّلون العزلة و الانسحاب الاجتماعي. هذه الأعراض قد تكون مخيفة. فمن الممكن أن يلجأ مريض الذهان إلى إيذاء نفسه. و من الضروري جداً استشارة الطبيب مباشرةً عند اختبار أعراض الذهان.
أعراض مرض الذهان:
- صعوبة في التركيز.
- الشعور بالاكتئاب.
- اضطرابات في النوم، إما النوم كثيراً، أو عدم الحصول على كمية كافية من النوم.
- القلق.
- الانسحاب عن الأهل و الأصدقاء.
- الشك و الارتياب.
- الهلوسة و الأوهام.
- التحدث بطريقة مشوشة غير منظمة مع الدخول بأحاديث مختلفة و متقطعة.
- أفكار أو تصرفات انتحارية.
للوقاية من الانتحار:
إذا اعتقدت أن شخص ما مُقبل على الانتحار، و في خطورة فورية لإيذاء نفسه أو إيذاء شخص آخر:
- الاتصال بفريق الطوارئ المحلي مباشرةً.
- البقاء مع الشخص لحين وصول المساعدة.
- إبعاد أي سلاح أو سكين أو أدوية أو غيرها من الأشياء التي قد تلحق الأذى.
- استمع لكن لا تهدد أو تصرخ أو تحكم أو تجادل.
ما هي الهلوسة و الأوهام:
هي عبارة عن عَرَضَين مختلفين، يعاني منهما عادةً مريض الذهان. حيث تبدو الأوهام و مظاهر الهلوسة هي أمور حقيقية، يختبرها و يشعر بها مريض الذهان.
الأوهام هي اعتقادات خاطئة، يُؤمن بها مريض الذهان و يعتبرها حقيقة، على الرغم من مناقضتها للواقع. مثل أوهام داء العظمة أو أوهام جسدية. مثلاً قد يعتقد مريض الذهان أن رسالة سرية قد أُرسلت له! أو هنالك من يتبعه! أو أنه ذو شأن عظيم و مصاب بداء العظمة. او أنه مصاب بمرض ما، على الرغم من أنه صحي للغاية!
الهلوسة: هي الإدراك الحسي لأمور معينة دون وجود أي حوافز أو مثيرات حقيقية لهذه الأحاسيس، سواءً البصرية و السمعية أو الحسية أو شم روائح غير موجودة.
أسباب مرض الذهان:
كل حالة من حالات مرض الذهان هي حالة فريدة بذاتها، مختلفة عن غيرها. و السبب الأساسي للمرض غير واضح. لكن هنالك بعض الأمراض المحددة التي قد تسبب الذهان. كما يوجد محفزات أيضاً للمرض مثل تناول الأدوية أو قلة النوم.
الأمراض المؤدية للذهان:
من المشاكل الصحية التي قد تؤدي لمرض الذهان، نذكر ما يلي:
- أمراض الدماغ مثل داء باركنسون أو بعض الاضطرابات الصبغية.
- وجود أورام أو أكياس في الدماغ.
- بعض أنواع الخَرَف، من الممكن أن تؤدي إلى الذهان و التي قد تحدث بسبب داء الزهايمر.
- داء الزهري (السيفلس).
- نقص المناعة المكتسبة. و غيرها من المشاكل الصحية التي تهاجم الدماغ.
- بعض أنواع الصرع.
- السكتة الدماغية.
العوامل الخطيرة المؤدية لتطور مرض الذهان:
- لا يمكن التنبؤ مَن قد يعاني من مرض الذهان. لكن تُشير الأبحاث إلى أن العوامل الوراثية و الجينات قد تلعب دوراً في ذلك. فإذا كان أحد أفراد العائلة يعاني من مرض الذهان، مثل الوالدين أو الأخوة، تزداد خطورة تكرار الإصابة بمرض الذهان، بين أفراد هذه العائلة.
- الأطفال الذين يولدون و هم يعانون من طفرات وراثية تعرف باسم متلازمة الحذف للصبغي 22q11. هم أكثر عرضة للإصابة بمرض الذهان أو انفصام الشخصية مستقبلاُ.
أنواع مرض الذهان:
بعض أنواع الذهان قد تحدث بظروف و حالات محددة و تتضمن ما يلي:
اضطرابات ذهانية وجيزة أو قصيرة:
و في بعض الأحيان يُطلق عليها الذهان التفاعلي القصير. و تحدث خلال فترات عصيبة من حياة الشخص مثل موت أحد أفراد العائلة. فالشخص الذي يعاني من اضطراب ذهاني تفاعلي قصير، يتعافى عادةً خلال بضعة أيام إلى بضعة أسابيع بالاعتماد على مصدر التوتر.
الذهان المرتبط بتأثير الأدوية أو المخدرات أو الكحول:
- قد يتم تحفيز حالات الذهان بسبب تأثير بعض الأدوية المنشطة و المخدرات مثل مادة الأمفيتامين أو الكوكائين. أو بسبب تأثير فرط استهلاك الكحول.
- الأدوية المسببة للهلوسة مثل LSD غالباً ما تسبب رؤية أشياء غير حقيقية، لكن تأثير هذه الأدوية مؤقت.
- بعض الأدوية التي تحتاج لوصفة طبية مثل الستيروئيدات و المحفزات العصبية، قد تسبب أعرض الذهان.
- الشخص المدمن على الكحول أو أدوية معينة قد يعاني من أعراض الذهان أيضاً، إذا توقف بشكل مفاجئ عن تناول هذه الأدوية.
الذهان العضوي:
إصابة الرأس أو وجود مرض أو عدوى تؤثر على الدماغ، قد تسبب أعراض الذهان.
أنواع الاضطرابات و المشاكل الصحية التي تحفز أعراض الذهان:
قد يتم تحفيز اضطرابات الذهان عن طريق بعض المحفزات مثل حالات التوتر و الضغوطات، أو تناول الأدوية و الكحول أو الإصابة و الأمراض. كما قد يظهر الذهان من تلقاء نفسه.
أنواع الاضطرابات و المشاكل الصحية التالية، قد تؤدي إلى أعراض الذهان. و تتضمن ما يلي:
اضطراب ثنائي القطب:
عندما يعاني شخص ما من اضطراب ثنائي القطب، يعاني من تقلبات نفسية شديدة التفاوت. عندما يكون في المزاج العالي الإيجابي، قد يشعر بأعراض الذهان. فيعتقد بوجود قوى خارقة لديه مثلاً.
عندما يكون في المزاج المحبط، تتمثل أعراض الذهان لديه بالشعور بالغضب أو الحزن أو الخوف. و هذه الأعراض قد تتضمن الأفكار الانتحارية.
اضطرابات وهمية:
الشخص الذي يعاني من الاضطرابات الوهمية، يعتقد و بقوة بوجود أشياء غير حقيقية.
الاكتئاب الذهاني:
و هو عبارة عن مرض الاكتئاب بشكل أساسي، بالإضافة لأعراض الذهان.
انفصام الشخصية:
هو عبارة عن مرض مدى الحياة يتمثل بوجود أعراض الذهان، بالإضافة لأعراض انفصام الشخصية.
الاختبارات و التشخيص:
يتم تشخيص مرض الذهان من خلال التقييم النفسي لحالة المريض. أي أن الطبيب سوف يراقب سلوك المريض و إجاباته على بعض الأسئلة ول ما يختبره و يشعر بوجوده.
قد يلجأ الطبيب للتحاليل الطبية و استخدام الأشعة السينية لتحديد الأسباب الكامنة لهذه الأعراض.
تشخيص مرض الذهان عند الأطفال و المراهقين:
العديد من أعراض الذهان لدى المرضى البالغين، لا تعتبر أعراض الذهان لدى الأطفال أو المراهقين. على سبيل المثال، الطفل الصغير الطبيعي، غالباً ما يشعر بوجود أصدقاء وهميين، و يبدأ بالتحدث إليهم. هذا أمر عادي بالنسبة للطفل. لكن إن كنت تشعر بوجود سلوك غير طبيعي لدى الطفل أو المراهق، ينصح باستشارة الطبيب لتقييم حالته.
علاج مرض الذهان:
يتضمن العلاج مشاركة دوائية و علاجية. و عند الالتزام بالعلاج، معظم المرضى يختبرون تحسن ملموس و واضح في الأعراض.
التهدئة السريعة:
في بعض الحالات يصبح مريض الذهان عدواني و في خطورة لإيذاء نفسه أو غيره. في هذه الحالة، من الضروري تهدئة المريض سريعاً. و هو ما يطلق عليه بالتهدئة السريعة.
يقوم الطبيب أو فريق الطوارئ بإعطاء المريض حقنة مهدئة سريعة المفعول أو دواء سائل لاسترخاء المريض سريعاً.
أدوية علاج مرض الذهان:
يتم التحكم بأعراض الذهان من خلال تناول أدوية يطلق عليها مضادات الذهان. حيث تعمل على خفض حالات الهلوسة و الأوهام و تساعد المريض بالتفكير بشكل سوي. و يعتمد نوع الدواء المستخدم على شدة الأعراض التي يعاني منها المريض.
في العديد من الحالات، يحتاج المريض لتناول مضادات الذهان لفترة قصيرة فقط من الزمن إلى أن يتم السيطرة على الأعراض. أما مرضى انفصام الشخيصة، قد يحتاجون للمواظبة على تناول الأدوية مدى الحياة.
العلاج السلوكي المعرفي:
و يتمثل بإجراء جلسات علاج نفسي تهدف لتغيير طريقة تفكير و سلوك المريض. هذه الوسيلة من العلاج أبدت تحسن واضح و تغيير دائم لحالة المريض النفسية. و تعتبر غالباً العلاج الأفضل للتحكم بأعراض الذهان التي لم تستجب للأدوية بشكل كامل.
مضاعفات مرض الذهان:
لا يوجد الكثير من المضاعفات بالنسبة لمرضى الذهان. لكن إذا لم يتم علاجه، يبدأ بالتأثير على جودة و فعالية حياة المريض و قد يكون السبب في الإصابة بأمراض أخرى.
معظم مرضى الذهان يلاقون تحسن ملموس عند الخضوع للعلاج المناسب. علاج الذهان يساعد حتى في الحالات الشديدة من المرض.
المراجع:
https://www.nhs.uk/conditions/psychosis/causes/
https://www.healthline.com/health/psychosis#types
https://www.medicalnewstoday.com/articles/248159.php
https://www.earlypsychosis.ca/pages/diagnosed/symptoms-of-psychosis
https://www.psychologytoday.com/ca/blog/the-superhuman-mind/201610/10-subtle-signs-psychosis
الصورة المرفقة:
https://www.flickr.com/photos/pinkcotton/