أسباب و أعراض التهاب المفاصل و أهم العلاجات الفعالة

8982 0
8982 0

المفصل هو منطقة التقاء عظمين مختلفين مع بعضهم البعض. وظيفة المفصل هو تحريك أجزاء الجسم المتصلة مع بعضها بواسطة العظام.

الغضروف هو عبارة عن نسيج ضام مرن موجود داخل المفاصل. حيث يقوم بحماية المفاصل عن طريق امتصاص الضغط و الصدمات التي قد تصيب المفصل أثناء الحركة و تطبيق الضغط عليه.

التهاب المفاصل هو عبارة عن التهاب في مفصل واحد أو أكثر من مفاصل الجسم.

أنواع و أسباب التهاب المفاصل:

هنالك أكثر من مئة نوع مختلف من التهابات المفاصل، و تختلف الأسباب المؤدية للإصابة و الخيارات العلاجية كذلك.

إن انخفاض الكمية الطبيعية لأنسجة الغضاريف، تؤدي للإصابة بالتهاب المفاصل. مما يسبب احتكاك و تآكل و تمزق المفصل. كما تؤدي الإصابة بالالتهابات أو التعرض لصدمة على المفصل إلى تسريع تحطم أنسجة الغضاريف.

من أكثر أنواع التهاب المفاصل شيوعاً:

  1. التهاب المفاصل الناتج عن هشاشة العظام، يتم تمزق الغضروف المحيط بنهاية العظم، مما ينتج عنه احتكاك و تآكل نهايات العظام فيما بينها، و بالتالي يسبب الألم و تقييد حركة المفصل. قد يحدث هذا التمزق على مدى عدة سنوات، أو قد يحدث نتيجة التعرض لإصابة في المفصل.
  2. أما التهاب المفاصل الروماتيزمي، في هذا النوع من التهاب المفاصل، يقوم الجهاز المناعي بمهاجمة البطانة الداخلية للمفصل، و هو عبارة عن نسيج صلب يغلف كامل أجزاء المفصل. تدعى هذه البطانة بالغشاء الزليلي، الذي يلتهب و يتورم. مع تقدم المرض يحدث تلف للغضاريف و العظام داخل المفصل.
  3. أما بالنسبة للأنواع الأخرى من التهاب المفاصل، فهناك عدة عوامل قد تؤدي لحدوثها، و نذكر منها:
  • داء النقرس حيث تشكل كريستالات حمض اليوريك في الدم.
  • الالتهابات و الأمراض المزمنة، مثل الصدفية أو الذئبة.

أعراض التهاب المفاصل:

تتطور الأعراض عادةً مع التقدم في السن، لكن في بعض الحالات تظهر الأعراض بشكل مفاجئ. و تتضمن ما يلي:

  • الألم.
  • تورم و انتفاخ في المفصل المصاب.
  • احمرار.
  • تقييد حركة المفصل.

على اعتبار أن عدة أنواع من التهاب المفاصل هي نتيجة أمراض الروماتيزم، لذلك فهي تؤثر على عدة أعضاء من الجسم. و في هذه الحالة تتضمن الأعراض:

العوامل الخطيرة المؤدية للإصابة بالتهاب المفاصل:

التاريخ العائلي للمريض:

بعض أنواع التهاب المفاصل تنتشر بين أفراد العائلة، لذلك فأنت أكثر عرضة للإصابة بالتهاب المفاصل إذا كان والداك أو إخوتك مصابين بالمرض.

العمر:

إن الإصابة بالتهابات المفاصل أكثر شيوعاً عادةً عند البالغين بعد سن ال 65، لكنه قد يصيب أيضاً بعض الأطفال أو المراهقين أو البالغين اليافعين.

الجنس:

النساء أكثر عرضة للإصابة بالتهاب المفاصل المرتبط بالروماتيزم بالمقارنة مع الرجال. بينما معظم الأفراد الذين يعانون من داء النقرس و غيره من أنواع التهاب المفاصل هم من الرجال.

تعرّض المفصل لإصابة سابقة:

الشخص الذي تعرض سابقاً لإصابة على المفصل كما في حالات ممارسة الرياضية، هو أكثر عُرضة لالتهاب المفصل مستقبلاً.

البدانة:

إن حمل الجسم للوزن الزائد يؤدي لضغط أكبر على المفاصل، خاصةً مفاصل الركبة و الوركين و العمود الفقري. لذلك فالأشخاص الذين يعانون من البدانة هم أكثر عرضة للإصابة بالتهاب المفاصل.

المضاعفات الناتجة عن التهاب المفاصل:

عندما تتفاقم حالة التهاب المفاصل و تصبح أسوأ، قد يؤثر ذلك على اليدين و الذراعين و يسبب المزيد من الألم.

التهاب المفاصل الناتج عن البدانة، قد يمنع المصاب من القدرة على الحركة و المشي و الجلوس باعتدال. ففي بعض الحالات قد تصبح المفاصل ملتوية و مشوهة.

الاختبارات و التشخيص:

خلال الفحوصات البدنية، سوف يكشف الطبيب عن وجود انتفاخ في المفصل أو احمرار أو دفء زائد. كما يراقب حركة المفصل، لمعرفة مدى قدرتك على تحريكه.

و قد يطلب الطبيب إجراء الاختبارات التالية:

التحاليل المخبرية:

إن تحليل أنواع مختلفة من سوائل الجسم يساعد في تحديد نوع التهاب المفاصل. و تتضمن هذه السوائل التي يتم تحليلها: تحليل الدم و البول و السائل الموجود في المفصل. للحصول على عينة من سائل المفصل، يقوم الطبيب بتعقيم الجلد فوق المفصل المُراد أخذ العينة منه، ثم يُدخل إبرة في فراغ المفصل لسحب بعض السائل.

التصوير:

هذا النوع من الاختبارات يكشف عن وجود مشاكل داخل المفصل و التي قد تكون المسببة للأعراض. تتضمن الاختبارات:

  • إجراء صورة بالأشعة السينية: يتم استخدام مستوى منخفض من الإشعاع لرؤية العظم. تُظهر الأشعة السينية إن كان هناك فقدان في الغضروف أو تلف في العظم. الأشعة السينية قد لا تكشف عن وجود التهاب في المفصل في وقت مبكر، لكنها تستخدم غالباً لمراقبة تطور المرض.
  • التصوير المقطعي المحوسب: يتم تسليط أشعة سينية من زوايا مختلفة و جمع المعلومات لتشكيل مقطع عرضي للهياكل الداخلية. يستطيع التصوير المقطعي المحوسب تمييز و رؤية العظام و الأنسجة المحيطة به.
  • الرنين المغناطيسي: يتم ربط موجات راديوية مع حقل مغناطيسي قوي. إن استخدام طريقة الرنين المغناطيسي تزودك بصور مقطعية ذات معلومات مفصلة أكثر كالغضاريف و الأربطة و الأوتار.
  • الأمواج فوق الصوتية: تُستخدم هذه التقنية مع تردد عالٍ من الأمواج الصوتية لتصوير الأنسجة المرنة و الغضاريف و السائل داخل المفصل. كما تستخدم لتحديد موضع إدخال الإبرة لسحب عينة من سائل المفضل.

علاج التهاب المفاصل:

لا يوجد علاج شافٍ لالتهاب المفاصل، بل يركز العلاج عادةً على تخفيف الأعراض و تحسين أداء المفصل لممارسة الحياة اليومية. قد تحتاج لعدة علاجات مختلفة أو المشاركة الدوائية قبل تحديد العلاج الأمثل لك. حيث يختلف العلاج بالاعتماد على نوع التهاب المفاصل و العوامل المسببة لحدوثه.

الأدوية:

تختلف العقاقير الطبية المستخدمة في علاج التهاب المفاصل بناءً على نوع الالتهاب. لكن تتضمن الأدوية الأكثر شيوعاً ما يلي:

  • مسكنات الألم: تُستخدم هذه الأدوية لتخفيف الألم لكن دون أي تأثير على الالتهاب. من الأمثلة على ذلك: أسيتامينوفين (تايلانول)، ترامادول، و الأدوية المخدرة التي تحتوي على مادة أوكسي كودون.
  • مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية: تعمل هذه الأدوية على تخفيف الألم و الالتهاب معاً. تتضمن مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية التي لا تحتاج لوصفة طبية ما يلي: إيبوبروفين (أدفيل)، نابروكسين الصوديوم. بينما تتوفر بعض مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية بوصفة طبية حصراً. إن مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية الفموية قد تسبب التهيج، و في بعض الحالات قد تؤدي لزيادة خطورة الإصابة بالذبحة الصدرية أو السكتة الدماغية. كما تتواجد بعض مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية على شكل كريم أو هلام (جل)، يتم دهنها موضعياً فوق المفصل.
  • مكافحة العوامل المهيّجة: تحتوي بعض أنواع الكريمات و المراهم على مادة المنثول أو مادة capsaicin التي تُكسب الفلفل الحار الطعم الحار. إن تطبيق هذه المستحضرات فوق المفصل المصاب و المسبب للألم، قد يتداخل مع النواقل العصبية التي تنقل إشارات الألم من المفصل نفسه.
  • مضادات الروماتيزم المُعدّلة للمرض: تستخدم هذه العقاقير عادةً لعلاج التهاب المفاصل الروماتيزم، حيث تعمل هذه الأدوية على إبطاء أو إيقاف الجهاز المناعي في مهاجمة المفاصل. و من الأمثلة على هذه الأدوية مادة ميثوتريكسات و مادة هيدروكسي كلورو كوين.
  • الأدوية المعدلة للاستجابة البيولوجية: يتم استخدام هذه العقاقير عادةً مع مضادات الروماتيزم المعدلة للمرض. إن الأدوية المعدلة للاستجابة البيولوجية تستهدف عدة جزيئات من البروتين التي تدخل في الاستجابة المناعية. ومن الأمثلة على هذه الأدوية إيتانرسيبت etanercept، و مادة إينفليكسي ماب infliximab .
  • الستيروئيدات القشرية: تتضمن هذه الأدوية مادة بريدنيزون و مادة كورتيزون، التي تعمل على تخفيف الالتهابات و تثبيط الجهاز المناعي. يتم تناول الستيروئيدات القشرية فموياً، أو يتم حقنها مباشرةً في المفصل المصاب.

العلاج الفيزيائي:

يُعتبر علاج مساعد في بعض أنواع التهابات المفاصل. فالتمارين الرياضية تُحسّن من حركة المفصل و تقوية العضلات المحيطة به.

العمليات الجراحية:

إذا لم يتم التحسن على العلاجات السابقة، قد يلجأ الطبيب للجراحة. و من العمليات الجراحية الشائعة لعلاج التهابات المفاصل:

  • إصلاح المفصل: في بعض الحالات يتم تمهيد و إعادة تنظيم سطح المفصل لتخفيف الألم و تحسين عمل المفصل المصاب. تتم هذه العملية عادةً عن طريق إجراء شق صغير فوق المفصل.
  • استبدال المفصل: يتم إزالة الجزء المتضرر من المفصل و استبداله بمفصل آخر صناعي. و من المفاصل الأكثر استبدالاً و التي تخضع لهذا النوع من الجراحة مفصل الورك و الركبة.
  • الدمج المشترك: هذا النوع من الجراحة أكثر شيوعاً في حالات المفاصل الصغيرة مثل مفصل الرسغ أو الكاحل أو الأصابع. يتم إزالة نهايات العظمتين الموجودة في المفصل ثم إقفال هذه النهايتين معاً إلى أن يشفى و يندمج في قطعة واحدة صلبة.

العلاجات البديلة:

يلجأ العديد من الأفراد للعلاجات البديلة لالتهاب المفاصل، لكنه يُفيد في بعض الحالات. تتضمن العلاجات البديلة ما يلي:

  • الوخز بالإبر: يتم استخدام إبر دقيقة جداً و إدخالها في مفاصل خاصة من خلال سطح الجلد، و ذلك لتخفيف عدة أنواع من الألم و من ضمنها الآلام الناتجة عن التهاب المفاصل.
  • غلوكوزامين: تشير بعض الدراسات إلى أن الغلوكوزامين ليس سوى علاج وهمي لالتهاب المفاصل، و تأثيره مثل تأثير العلاج الوهمي تماماً. لكن على الرغم من ذلك فقد أبدى فعالية في تخفيف الألم، خاصةً في حالات الألم المتوسطة أو الشديدة.
  • تمارين اليوغا: إن حركات التمدد البطيئة التي ترتبط مع اليوغا، تساعد في تعزيز مرونة المفصل و حركته.
  • التدليك: التدليك اللطيف للعضلات يساعد في زيادة تدفق الدم و تدفئة المفصل المصاب بالإضافة لتخفيف الألم بشكل مؤقت.

العلاجات المنزلية:

إن إجراء بعض التغيرات في أنماط الحياة اليومية يساعد في تخفيف أعراض التهاب المفاصل، و يتضمن الخيارات التالية:

  • إنقاص الوزن: إذا كنت تعاني من البدانة، فإن إنقاص الوزن سوف يخفف من الضغط على المفاصل التي تحمل وزن الجسم، و بالتالي تعزز من حركة المفصل و تساعد في الوقاية من بعض إصابات المفصل المستقبلية.
  • التمارين الرياضية: إن ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم يساعد في الحفاظ على مرونة المفاصل. تعتبر السباحة و التمارين الرياضية الهوائية المائية (الأيروبيك داخل الماء) من الخيارات الجيدة لصحة المفاصل، لأنها تخفف من الضغط على المفاصل التي تحمل وزن الجسم.
  • الحرارة و البرودة: إن كمادات الماء الساخنة أو مكعبات الثلج، تساعد في تخفيف ألم المفاصل.
  • الأجهزة المساعدة: استخدام العكاز أو الجهاز المساعد على المشي أو كرسي التواليت و غيرها من الأجهزة المساعدة، قد تساهم في حماية المفصل و تحسين حركته لأداء المهام اليومية.

المراجع:

http://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/arthritis/home/ovc-20168903

http://www.medicinenet.com/arthritis/article.htm

http://www.healthline.com/health/arthritis

الصورة المرفقة:

https://www.flickr.com/photos/145879010@N05/

 

تصنيفات المقال

انضم الى المحادثة

اذا أعجبك هذا المقال شاركه مع أصدقائك، شكراً لك