في المقال السابق تحدثتُ عن أسباب و أعراض داء لايم. أما اليوم و بإذن الله تعالى سوف أُكمل الموضوع عن المضاعفات الناتجة عن المرض و الخيارات العلاجية المتوفرة. أتمنى أن تجد الفائدة المطلوبة و شكراً للمتابعة.
المضاعفات الناتجة عن داء لايم:
في حال عدم علاج مرض لايم، يؤدي ذلك إلى تطور مضاعفات أشد خطورة تتمثل بما يلي:
- التهابات مزمنة في المفاصل، خاصةً مفاصل الركبة.
- أعراض عصبية مثل الشلل الوجهي و اعتلال الأعصاب.
- اضطرابات في الإراك و المعرفة مثل ضعف الذاكرة.
- عدم انتظام ضربات القلب.
أساليب الوقاية من داء لايم:
أفضل طريقة للوقاية من مرض لايم هو بتجنب المناطق التي تكثر فيها حشرة القراد، خاصةً المناطق المشجرة و العشبية.
يمكنك خفض خطورة الإصابة بمرض لايم من خلال اتخاذ الاحتياطات التالية:
- تغطية كامل الجسم. ارتداء أحذية تغطي كامل القدم، مع إدخال البنطال داخل الحذاء. أو حبس البنطال داخل الجوارب لمنع وصول حشرة القراد من أسفل البنطال. بالإضافة لارتداء ملابس ذات أكمام طويلة و قبعة و قفازات.
- تجنب المشي كثيراً في هذه المناطق التي يكون العشب طويلاً.
- استخدام طارد للحشرات و تطبيقه على الجلد بتركيز 20 % أو أكثر. كما يجب تطبيق طارد الحشرات للأطفال مع تجنب اليدين و العينين و الفم. فمن الضروري عدم الاخذ بعين الاعتبار أن طارد الحشرات هو عبارة عن مادة سامة و يجب الحذر و الالتزام بكافة تعليماته.
- و في حال وجود حديقة للمنزل، يجب الحفاظ على نظافتها و قص العشب و تنظيف أوراق الشجر حيث تعيش حشرة القراد. بالإضافة لوضع الألواح الخشبية في المنطقة المشمسة.
- فحص الجسم و جسم الأطفال أيضاً بشكل جيد للتأكد من عدم وجود حشرة القراد. خاصةً بعد قضاء وقت خارج المنزل. غالباً حشرة القراد تكون صغيرة الحجم لا تتجاوز حجم رأس الدبوس. لذلك قد لا يتم اكتشافها بسهولة إلا في حال التدقيق و فحص الجسم بعناية
- من الأفضل الاستحمام بسرعة بعد العودة إلى المنزل. حشرة القراد تبقى عادةً على سطح البشرة لعدة ساعات، قبل ارتباطها بالجلد.
- الاستحمام و تنظيف الجسم أيضاً بواسطة قطعة قماش أو اسفنج مخصص لفرك الجسم بالماء و الصابون. يساعد في إزالة حشرة القراد التي لك ترتبط بالجلد بعد. لا تعتقد أن جسمك سوف يشكل مناعة ضد مرض لايم. قد تتكرر الإصابة بالعدوى مجدداً، حتى و إن أصبت سابقاً بمرض لايم.
- إزالة حشرة القراد بأسرع وقت ممكن بواسطة ملقط. لا تسحق الحشرة أو تعصرها. فقط اسحب الحشرة بعيداً عن الجلد بهدوء و عناية و ثبات.
بعد أن يتم إزالة حشرة القراد بفعالية، يتم التخلص منها و تطبيق مطهر موضعي مكان لدغة القراد.
الاختبارات و التشخيص:
الأعراض المتنوعة التي تنتج عن مرض لايم، هي ليست أعراض محددة بالمرض، بل غالباً ما تظهر نتيجة مشاكل صحية أخرى.
حشرة القراد التي تنقل مرض لايم، بإمكانها نقل أمراض أخرى في نفس الوقت.
إذا لم يكن المريض يعاني من الطفح الأحمر المميز لمرض لا، قد يلجأ الطبيب لطرح الأسئلة عن التاريخ الصحي للمريض و ما إذا كان يقضي فترات طويلة من الصيف خارج المنزل حيث تمثر حشرة القراد. بالإضافة لإجراء الفحوصات البدنية.
كما قد يعتمد الطبيب على الفحوصات المخبرية للكشف عن وجود الأجسام المضادة للبكتيريا. مما يدل و يؤكد تشخيص المرض. هذه الفحوصات أكثر دقة في حال إجرائها بعد بضعة أسابيع من الإصابة بالعدوى. مما بفسح المجال و الوقت الكافي لتكوين الأجسام المضادة. و تتضمن الفحوصات المخبرية ما يلي:
Enzyme-linked immunosorbent assay (ELISA) test:
غالباً ما يستخدم هذا الاختبار للكشف عن داء لايم و الأجسام المضادة. لأنها أحياًناً قد تعطي نتائج إيجابية خاطئة. و بالتالي لايمكن الاعتماد على هذا الاختبار فقط لتاكيد المرض. من ناحية أخرى و على سبيل المثال، في المراحل الأولى من المرض قد لا تشير لوجود العدوى.
Western blot test:
إذا كانت نتيجة اختبار ELISA test إيجابية، أي تشير لوجود العدوى. في هذه الحالة يتم الاعتماد على هذا الاختبار لتاكد الإصابة. حيث يكشف الاختبار عن الأجسام المضادة الناتجة عن العدوى.
علاج مرض لايم:
تستخدم المضادات الحيوية لعلاج مرض لايم. و بشكل عام كلما بدأ العلاج باكراً، كانت فترة الشفاء أسرع.
المضادات الحيوية الفموية:
و هو العلاج الأساسي الأول للمراحل المبكرة من مرض لايم. و يتضمن العلاج: مادة دوكسي سيكلين بالنسبة للبالغين و الأطفال أكبر من 8 سنوات.
أو مادة أموكسيسيللين أو سيفروكسيم لدى البالغين و الأطفال الأصغر سناً بالإضافة للمرأة الحامل أو المرضع.
ينصح عادةً بالمواظبة على العلاج لمدة 14-21 يوم. لكن تقترح بعض الدرايات أن المواظبة على العلاج لمدة عشرة أيام إلى أسبوعين، هي أيضاً تتميز بنفس الفعالية.
المضادات الحيوية عن طريق التسريب الوريدي:
إذا كان مرض لايم يشمل مشاكل صحية في الجهاز العصبي المركزي، قد يعتمد الطبيب على العلاج بواسطة التسريب الوريدي لمدة 14-28 يوماً. مما يساعد في الحدّ من العدوى. لكن العلاج عن طريق التسريب الوريدي، قد يسبب عدة تأثيرات جانبية، و التي تتضمن:
- انخفاض عدد كريات الدم البيضاء
- الإصابة بالإسهال المعتدل إلى الشديد.
- أو تشكيل مقاومة و العدوى بواسطة كانات مقاومة للمضادة الحيوي ليس لا علاقة بمرض لايم.
بعد تلقي العلاج المناسب، عدد قليل حداً من الافراد، ما يزالون يعانون من بعض الأعراض مثل ألم العضلات و الإرهاق و التعب.
السبب وراء استمرار الأعراض على الرغم من تلقي العلاج، هز سبب غير واضح و الحصول على كميات أكبر من المضادات الحيوية لن يفيد. لكن يوضح بعض الخبراء أن بعض الافراد المصابين بمرض لايم قد تتطور لديهم ردود أفعال ذاتية المناعة مما يساهم في حدوث الأعراض.
Bismacine:
هي عبارة عن مركب قابل للحقن يتم استخدامه كعلاج بديل للقضاء على مرض لايم. تُعرف أيضاً بايم كروماسين و التي تحتوي علة نسبة عالية من معدن بيسموث bismuth.
و على الرغم من ن مادة بيسموث تعتبر آمنة الاستخدم عند تناوله على شكل أدوبة غموية لعلاج قرحات المعدة. لكن لم تثبت فعاليتها في حال استخدامها على شكل حقن.
جرعات عالية من مادة بيسماسين قد يسبب التسمم بمادة بيسموث و التي قد تؤدي بدورها إلى فشل كلوي أو فسل العضلة القلبية.
المراجع:
https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/lyme-disease/diagnosis-treatment/drc-20374655
https://www.canada.ca/en/public-health/services/diseases/lyme-disease.html
https://www.healthline.com/health/lyme-disease