يطلق عليه أيضاً ارتفاع التوتر الشرياني. و هو من أكثر أمراض القلب و الأوعية الدموية شيوعاً. حيث يتم تدفق الدم عبر الأوعية الدموية بشكل أعلى من الحالة الطبيعية. و هذا التدفق يشكل قوة دفع ضد جدران الشرايين والأوعية الدموية أثناء ضخ القلب للدم. مما يؤدي لارتفاع ضغط الدم الذي ينجم عنه العديد من المضاعفات الصحية الأخرى إن لم يتم معالجته و السيطرة عليه. حيث يعتبر ارتفاع ضغط الدم السبب الرئيسي للأزمات القلبية و السكتات الدماغية.
أنواع أجهزة قياس ضغط الدم:
يتم قياس ضغط الدم بواسطة نوعين من الأجهزة، إما بواسطة جهاز يدوي أو إلكتروني.
جهاز ضغط الدم اليدوي:
يتكون من جهاز يوضع أعلى الذراع في منطقة مفصل المرفق، حيث يقيس شدة تدفق الدم عبر الشريان العضدي أثناء ضخ القلب للدم و أثناء الراحة بين النبضات. يتصل هذا الجهاز بمضخة هواء يمسكها الطبيب لتقوم بملء الجهاز بالهواء كي يضغط على الشريان فوق الحد الطبيعي للضغط الانقباضي. ثم يقوم بفتح صمام الهواء لقياس ضغط جريان الدم في الشريان. بالإضافة لذلك يتم استخدام سماعة الطبيب و وضعها أعلى الساعد بين الجهاز و مكان مرور الشريان، لسماع جريان الدم عبر الشريان و تحديد ضغط الدم الانقباضي و الانبساطي. الصوت الأول الذي يسمعه الطبيب هو الذي يحدد ضغط الدم الانقباضي والذي يشبه صوت النبض، و مع اختفاء أو ضعف هذا الصوت يتم تحديد ضغط الدم الانبساطي.
جهاز ضغط الدم الإلكتروني:
يلف هذا الجهاز حول المعصم أو الرسغ عادةً و يقيس شدة تدفق الدم عبر الشريان الكعبري، ثم يتم إظهار قراءة ضغط الدم خلال بضع دقائق. حيث يقوم أي جهاز ضغط بقياس:
- ضغط الدم الانقباضي الذي يقيس ضغط الدم أثناء ضخ القلب للدم.
- ضغط الدم الانبساطي الذي يقيس ضغط الدم خلال فترة راحة القلب بين النبضات.
تكون نتيجة قراءة الجهاز لضغط الدم عبارة عن رقمين: على سبيل المثال 118/76 mmHg أي 118 على 76 ميليمتر زئبقي. الرقم الأول هو عبارة عن قياس ضغط الدم الانقباضي بينما الرقم الثاني هو عبارة عن قياس ضغط الدم الانبساطي.
ضغط الدم الطبيعي:
يكون ضغط الدم الانقباضي في الحالة الطبيعية بالنسبة للبالغين 120 ميليمتر زئبقي، أما الضغط الانبساطي 80 ميليمتر زئبقي. من الطبيعي أن يتغير ضغط الدم لديك أثناء النوم أو الاستيقاظ أو التوتر أو أداء التمارين الرياضية. فخلال القيام بالنشاطات يزداد ضغط الدم و عندما تنتهي من نشاطاتك يعود ضغط الدم لوضعه الطبيعي. كما يزداد ضغط الدم مع التقدم بالعمر و ازدياد حجم الجسم. فالأطفال حديثي الولادة يكون ضغط الدم لديهم منخفض جداً 90/60 ميليمتر زئبقي، و هذا أمر عادي. و يزداد ضغط الدم مع التقدم في العمر إلى أن يصل لحده الطبيعي في عمر البلوغ 120/80 ميليمتر زئبقي.
أنواع ضغط الدم المرتفع بناءً على شدة ارتفاعه:
- المرحلة السابقة لضغط الدم المرتفع: في هذه المرحلة يتراوح ضغط الدم الانقباضي بين 120-139 ميليمتر زئبقي. أو يتراوح ضغط الدم الانبساطي بين 80-89 ميليمتر زئبقي.
- المرحلة الأولى من ضغط الدم المرتفع: في هذه المرحلة يتراوح ضغط الدم الانقباضي بين 140-159 ميليمتر زئبقي. أو يتراوح ضغط الدم الانبساطي بين 90-99 ميليمتر زئبقي.
- المرحلة الثانية من ضغط الدم المرتفع: في هذه المرحلة يكون ضغط الدم الانقباضي 160 ميليمتر زئبقي أو أعلى من ذلك. أو يكون ضغط الدم الانبساطي 100 ميليمتر زئبقي أو أعلى.
هذه التصنيفات لمراحل ضغط الدم هي بالنسبة للبالغين الذين ليس لديهم أي أمراض خطيرة على المدى القريب. يجب على الأشخاص الذين يعانون من داء السكري أو أمراض الكلى المزمنة المحافظة على ضغط الدم لديهم في مستوى أقل من 130/80 ميليمتر زئبقي. على الرغم من أن الأشخاص الذين يعانون من المرحلة السابقة لارتفاع ضغط الدم هم أقل من المصابين بالمرحلة الأولى من ضغط الدم المرتفع، إلا أنهم من الممكن أن ينتقلوا سريعاً للمرحلة الأولى من ضغط الدم المرتفع. لذلك يجب عليهم توخي الحذر خوفاً من حدوث المضاعفات.
أنواع ضغط الدم المرتفع بناءً على السبب المؤدي لارتفاع ضغط الدم:
- ضغط الدم المرتفع الأساسي أو الأولي: يعتبر هذا النوع هو الأكثر شيوعاً و الذي يتطور عادةً مع التقدم في العمر وله عدة أسباب نذكرها لاحقاً.
- ضغط الدم المرتفع الثانوي: يحدث هذا النوع عادةً نتيجة حالات صحية أخرى أو نتيجة استخدام بعض الأدوية و غالباً ما يزول مع انتهاء السبب أو علاجه.
الحالات الصحية التي تؤدي لارتفاع ضغط الدم الثانوي:
- مشاكل في الكلى.
- أورام الغدة الكظرية.
- مشاكل في الغدة الدرقية.
- بعض العيوب في الأوعية الدموية الموجودة منذ الولادة (عيوب خلقية).
أسباب ارتفاع ضغط الدم:
إن التغيرات التي تطرأ على الجسم من الممكن أن تسبب ارتفاع ضغط الدم، بالإضافة للأسباب الوراثية والبيئية.
التغيرات التي تطرأ على وظائف الجسم:
لازالت دراسات الأبحاث قائمة حول السبب في ارتفاع ضغط الدم الناتج عن التغيرات في وظائف الجسم الطبيعية. و تشمل الوظائف الأساسية التي تؤثر في ارتفاع ضغط الدم، ما يلي:
سوائل الكلى و التوازن الملحي:
تنظم الكلى عادةً توازن الأملاح في الجسم عن طريق احتباس الماء و الصوديوم و طرح البوتاسيوم. عدم التوازن في وظائف الكلية يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم.
نظام أنزيم الرينين أنجيوتنسين ألدوستيرون:
يعتمد هذا النظام على هرمونات الأنجيوتنسين و الألدوستيرون. حيث يقوم الأنجيوتنسين بتضييق و انقباض الأوعية الدموية و التي تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم. بينما يقوم الألدوستيرون بالتحكم في توازن السوائل داخل الكلى بالإضافة لتوازن الأملاح. إن زيادة مستويات الألدوستيرون من الممكن أن تؤثر على وظائف الكلى و تؤدي لاحتباس السوائل و الأملاح في الجسم، و بالتالي تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم.
نشاط الجهاز العصبي:
للجهاز العصبي دور هام للغاية في تنظيم ضغط الدم بما في ذلك معدل ضربات القلب و معدل التنفس. لذا أي اضطراب يحدث في الجهاز العصبي من الممكن أن يؤدي لارتفاع ضغط الدم.
بنية و وظيفة الأوعية الدموية:
إن التغيرات التي تحدث في بنية أو وظيفة الشرايين سواءً الكبيرة أو الصغيرة، من الممكن أن تساهم في ارتفاع ضغط الدم. بالإضافة لذلك فإن مسار هرمون الأنجيوتنسين و النظام المناعي في الجسم من الممكن أن يؤدي إلى تصلب الشرايين، و بالتالي ارتفاع ضغط الدم.
الأسباب الوراثية لارتفاع ضغط الدم:
أثبتت العديد من الدراسات على مدى السنوات ارتباط بعض الجينات و غيرها من الطفرات مع ارتفاع ضغط الدم. حيث يرتبط بعضها في تنظيم الأملاح الموجودة في الكلى و في مسارات أنزيم الرينين أنجيوتنسين ألدوستيرون. على كل حال، تشكل العوامل الوراثية المعروفة فقط 2-3٪ من حالات ارتفاع ضغط الدم. كما تشير الأبحاث إلى أن تغيرات محددة تحدث في ال DNA خلال مرحلة التكون الجنيني تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم في مراحل متقدمة من الحياة.
الأسباب البيئية لارتفاع ضغط الدم:
و التي تتضمن العادات الحياتية غير الصحية و البدانة، بالإضافة إلى تناول بعض العقاقير الطبية.
العادات الحياتية غير الصحية:
كتناول كميات عالية من الملح مع الطعام، أو تناول كميات كبيرة من الكحول، أو عدم ممارسة الرياضة و قلة النشاط البدني.
ازدياد الوزن و البدانة:
إن زيادة الوزن من الممكن أن تؤدي إلى قلة مرونة الأوعية الدموية مما يؤدي لإجهاد عضلة القلب و ارتفاع ضغط الدم.
بعض العقاقير الطبية:
كأدوية الربو أو المعالجة الهرمونية أو حبوب منع الحمل. بالإضافة لبعض أدوية نزلات البرد و الإنفلونزا. و بعض الأدوية الموصوفة لمعالجة حالات صحية أخرى كأمراض الكلى المزمنة و اضطرابات النوم و مشاكل في الغدة الدرقية أو بعض أنواع السرطانات. و يحدث ذلك نتيجة تأثير هذه الأدوية على أساليب ضبط الجسم للسوائل و الأملاح و الهرمونات الموجودة في الدم. مما يؤدي لانقباض الأوعية الدموية أو التأثير على نظام الرينين الأنجيوتنسين الألدوستيرون. و بالتالي يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم الثانوي.
العوامل الخطيرة المرتبطة بارتفاع ضغط الدم:
كل شخص معرض للإصابة بضغط الدم المرتفع، لكن يؤثر العمر و العِرق و الوزن الزائد و الوراثة على ازدياد خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم.
العمر:
يميل ضغط الدم عادةً إلى الازدياد مع التقدم في العمر. حيث يعتبر 65٪ تقريباً من الأشخاص الذين يبلغون الستين من العمر أو أكثر، هم من الأشخاص المصابين بضغط الدم المرتفع.
العِرق:
حيث يعتبر ضغط الدم المرتفع من الأمراض الشائعة لدى الأشخاص الذين ينتمون لأصل إفريقي، أكثر من الأشخاص الذين ينتمون لأصل إسباني أو قوقازي. فقد أثبتت الدراسات أن هؤلاء الأشخاص يميلون إلى الإصابة بضغط الدم المرتفع في عمر سابق، بالإضافة لقلة تحقيقهم للنتائج المستهدفة من العلاج.
زيادة الوزن:
كما ذكرنا سابقاً، فالأشخاص الذين يعانون من ازدياد الوزن أو البدانة هم الأكثر عرضة للإصابة بضغط الدم المرتفع. كذلك الأمر بالنسبة للوراثة. فالأشخاص الذين يوجد في تاريخ العائلة أشخاصاً مصابون بضغط الدم المرتفع، هم الأكثر عرضة لذلك أيضاً. و العادات الغذائية غير الصحية و أنماط الحياة أيضاً تعتبر من العوامل الخطيرة المؤدية لارتفاع ضغط الدم.
أتمنى أن تكون قد وجدت الفائدة المطلوبة من مقالتي هذه، و في المقالة القادمة سوف أتحدث عن أعراض و علاج ضغط الدم المرتفع بإذن الله.
المراجع:
http://www.webmd.com/hypertension-high-blood-pressure/guide/understanding-high-blood-pressure-basics
http://www.webmd.com/hypertension-high-blood-pressure/understanding-high-blood-pressure-treatment
http://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/high-blood-pressure/basics/definition/con-20019580
http://www.webmd.com/hypertension-high-blood-pressure/features/prehypertension-risks
http://www.nhlbi.nih.gov/health/health-topics/topics/hbp
http://www.medicalnewstoday.com/articles/159283.php
الصورة المرفقة:
https://www.flickr.com/photos/jasleen_kaur/