في المقالة السابقة تحدثت عن أسباب و أعراض مرض الربو عند الأطفال، و اليوم سوف نكمل تتمة الموضوع. أتمنى أن تجدوا الفائدة المطلوبة و شكراً للمتابعة.
الاختبارات و التشخيص:
يتم تشخيص مرض الربو غالباً بناءً على التاريخ الصحي لأفراد العائلة و وجود الأعراض و إجراء الفحوصات البدنية.
ففي كثير من الأحيان عندما تأخذ طفلك للطبيب ليقوم بفحصه، قد تكون أعراض الربو غير موجودة في تلك اللحظة. لذلك لا يمكن الاعتماد فقط على فحص الطبيب، و إنما على مساعدة الأهل أيضاً و الشرح للطبيب عن كافة الأعراض و التغيرات التي تحدث مع الطفل في مختلف الأوقات.
التاريخ الصحي:
سواءً وجود حالة ربو سابقة في العائلة أو مختلف المشاكل التنفسية أو التحسسية كالأكزيما أو الطفح الجلدي أو مختلف الأمراض الرئوية.
إذا لاحظت وجود أي من الأعراض التالية مع طفلك، يجب وصفها للطبيب: سواءً السعال أو الصفير أو انقطاع التنفس أو ألم في الصدر و بالتفصيل. مثلاً الأوقات التي تزداد فيها الأعراض.
الفحوصات البدنية:
يستمع الطبيب لصوت القلب و الرئتين و يكشف عن وجود أعراض تحسسية في الأنف أو العينين
صور أشعة سينية للصدر:
بالنسبة للأطفال الذين يبلغون من العمر خمس سنوات و ما فوق.
سبيروميتري (فحص معدل التنفس):
اختبار بسيط لوظائف الرئتين. حيث يقيس كمية الهواء في الرئتين و مستوى سرعة الزفير. نتيجة هذا الاختبار تساعد الطبيب في تحديد شدة الربو، و من الممكن إجراء هذا الاختبار عند بلوغ الطفل الخامسة من العمر أو أكبر.
اختبار وجود أوكسيد النيتريك في الزفير:
و هو مؤشر على وجود التهاب في المجاري التنفسية (FeNO)، فكلما ارتفعت نسبة أوكسيد النتريك في هواء الزفير، كلما دل ذلك على ضعف قدرة الرئتين على العمل بشكل صحيح، و ازدادت درجة الالتهابات في المجاري التنفسية بشكل أكبر. هذا الاختبار يمكن إجراءه أيضاً عند بلوغ الطفل خمس سنوات و ما فوق.
اختبار التحسس (تحديد المواد المحرّضة لنوبات الربو):
يتضمن هذا الاختبار إجراء تحاليل للدم و اختبارات تحسسية تحت الجلد.
قياس درجة مقاومة المجاري التنفسية impulse oscillometry:
يتم إجراء هذا الاختبار بالنسبة للأطفال الأكبر سناً، لكن بالنسبة للرضع المصابين بالربو، بل يتم الاعتماد غالباً على التاريخ الصحي و العامل الوراثي فقط.
مقياس ذروة تدفق الهواء:
هو عبارة عن جهاز يدوي سهل الحمل، يقيس مدى عمل الرئتين. و أعلى تدفق لهواء الزفير و سرعته. تشير القراءات المنخفضة إلى تفاقم حالة الربو، و كلما كانت القراءات أعلى، كلما كانت صحة المريض أفضل.
من خلال متابعة هذه القراءات يستطيع الأهل و الطفل معرفة مدى تراجع هجمات الربو قبل حدوث الأعراض، و بالتالي من الممكن تلافي ذلك بالعلاج المناسب قبل استياء حالة المريض.
علاج الربو:
لا يمكن علاج الربو بشكل نهائي، إنما يمكن التحكم به و السيطرة على أعراضه. و الهدف من ذلك:
- السيطرة و التحكم بالأعراض.
- تخفيف خطورة تفاقم حالة الربو مستقبلاً.
- المحافظة على وظيفة عمل الرئتين بشكل فعال.
- التمكن من ممارسة النشاطات بشكل طبيعي.
- استخدام أقل كمية ممكنة من الأدوية مع أقل كمية ممكنة من التأثيرات الجانبية.
يختلف العلاج تبعاً لشدة حالة الربو و عمر المريض و حالته الصحية.
تُقسم أدوية علاج الربو إلى الأقسام التالية:
أدوية علاج الربو على المدى الطويل:
و هي أدوية ثابتة تُستخدم يومياً على المدى البعيد للتحكم بوضع الربو الدائم. هذه الأدوية قد تستخدم بشكل موسمي إذا كانت أعراض الربو تزداد سوءاً في أوقات محددة من السنة.
تتضمن هذه الأدوية الأنواع التالية:
استنشاق الستيروئيدات القشرية:
و هي أكثر الأنواع شيوعاً للتحكم بالربو. هذه الأدوية المضادة للالتهاب تتضمن: فلوتيكازون، بوديسونيد، بيكلوميتازون، موميتازون.
معدلات اللوكوترين:
تعتبر العلاج الإضافي الثاني مع الستيروئيدات القشرية المستنشقة. و تتضمن: مونتيلوكاست، زافيرلوكاست، زليوتون.
في حالات نادرة، قد يكون العلاج المشترك بين مادة مونتيلوكاست و مادة زليوتون يؤدي لردود أفعال نفسية مثل العدوانية أو الهلوسة أو الاكتئاب. إذا شعرت بوجود هذه التغيرات لدة طفلك عند مشاركة الدوائين معاً، يجب مراجعة الطبيب.
المشاركة الدوائية بين عدة أجهزة استنشاق للربو:
تحتوي هذه الأدوية على ستيروئيدات قشرية مع مؤثرات بيتا بطيئة المفعول. و هذه الأدوية تتضمن: مشاركة فلوتيكازون مع سالميترول، و مشاركة بوديسونيد مع فورموتيرول، و مشاركة موميتازون مع فورموتيرول. هذه المشاركة تقي من هجمات الربو الحادة.
تيوفيللين:
هذا الدواء الذي يستخدم يومياً يعمل على فتح المجاري التنفسية (موسع قصبي).
أدوية علاج الربو سريعة المفعول:
هي عبارة عن موسعات قصبية سريعة المفعول، تزود الجسم بتأثير فوري لعلاج أعراض هجمات الربو الحادة، و يستمر مفعوله من 4-6 ساعات.
من الأدوية الأكثر شيوعاً في هذه الفئة نذكر مادة البوتيرول Albuterol، و من الأدوية المستخدمة أيضاً مادة بيربوتيرول pirbuterol و مادة ليفالبوتيرول levalbuterol.
على الرغم من أن تأثير هذه الأدوية سريع المفعول، إلا أنها لا تمنع عودة الأعراض مجدداً. فإذا كان طفلك يعاني من نوبات ربو متكررة فهو بحاجة لتناول أدوية الربو طويلة المفعول مثل بخاخات الربو الستيروئيدية للتحكم بحالة الربو و تخفيف حدوث الأعراض.
إذا كان طفلك بحاجة لتناول أدوية الربو سريعة المفعول في معظم الأحيان، معنى ذلك أن حالة الربو لديه ليست تحت السيطرة.
العلاجات المناعية للربو الناتج عن الحساسية (الربو التحسسي):
تفيد العلاجات المناعية في السيطرة على حالات الربو التحسسي الذي لا يمكن السيطرة عليه عن طريق تجنب المواد المسببة للحساسية.
تسبب زيادة حساسية الجهاز المناعي إلى انتفاخ الرئتين و المجاري التنفسية و إنتاج البلغم عند التعرض للمواد المحرضة للحساسية. إن ردود الأفعال تجاه المواد المسببة للحساسية قد تتأخر مما يؤدي لصعوبة تعرف الجسم على المادة المسببة للتحسس.
تعتمد العلاجات المناعية على ما يلي:
يبدأ طفلك في الحصول على اختبارات تحت الجلد، لتحديد نوع المادة المسببة للحساسية له و التي تحرض على تفاقم حالة الربو التحسسي لديه.
بعد أن يتم التعرف على نوع المادة المسببة للحساسية، يحصل المريض على سلسة من الحقن التي تحتوي على جرعات صغيرة من هذه المواد المسببة للحساسية. قد يحتاج طفلك للحصول على الحقنة مرة أسبوعياً لمدة عدة أشهر، ثم حقنة كل شهر لمدة 3-5 سنوات. إن التفاعلات التحسسية لدى طفلك و أعراض الربو يجب أن تختفي تدريجياً.
أجهزة الربو:
معظم علاجات الربو تُعطى بواسطة جهاز يسمح للمريض باستنشاق الدواء و إيصاله مباشرةً إلى لرئتين. و تتضمن هذه الأجهزة الأنواع التالية:
- أجهزة الاستنشاق بالجرعات المقننة: عبارة عن جهاز صغير سهل الحمل باليد، و هو من أكثر الأنواع الشائعة للاستخدام بالنسبة لأدوية الربو. و للتأكد من حصول طفلك على الجرعة الصحيحة، قد يحتاج لاستخدام أنبوب مفرغ يتم تعليقه على جهاز الاستنشاق.
- الاستنشاق بالمساحيق الجافة: هنالك أنواع معينة من أدوية الربو قد يحتاج طفلك لاستخدامها على شكل مساحيق جافة. يحتاج هذا الجهاز استنشاق عميق و سريع للحصول على الجرعة الكاملة من الدواء.
- البخاخات: تحول البخاخات المادة الدوائية إلى رذاذ ناعم يستنشقه طفلك عبر قناع وجهي. تستطيع هذه البخاخات إيصال جرعات عالية من المادة الدوائية لداخل الرئتين بنسبة أعلى من أجهزة الاستنشاق.
بالنسبة للأطفال الصغار في السن، يحتاج الطفل غالباً لاستخدام البخاخات لأنه من الصعب لديه استخدام أجهزة الاستنشاق الأخرى. تُعتبر حالة الربو عند الأطفال واحد من أهم الأسباب الشائعة لغياب الأطفال عن المدرسة. قد يعيق النوم و اللعب و غيرها من النشاطات الأخرى.
المراجع:
http://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/childhood-asthma/symptoms-causes/dxc-20193101
http://www.emedicinehealth.com/asthma_in_children/article_em.htm
http://www.medicinenet.com/asthma_in_children/article.htm
http://www.webmd.com/asthma/tc/children-asthma
https://medlineplus.gov/asthmainchildren.html
الصورة المرفقة:
https://www.flickr.com/photos/30912734@N04/