ما هو الفرق بين العمر الزمني و العمر البيولوجي و هل من عوامل تؤثر عليهما؟

37 0
37 0
إطالة العمر

أسعد الله أوقاتكم بكل خير إخوتي الكرام من مختلف أنحاء العالم.

انتشر في السنوات الأخيرة مصطلح هام يعرف باسم (Longevity) طول العمر الصحي أو إطالة العمر الصحية أو التعمير الصحي.

دعونا نتعرف أكثر على هذا المعنى. ما هو أحدث ما توصل إليه العلم في هذا المجال؟

جميعنا على يقين أن الأعمار (العمر الزمني) بيد الله تعالى وحده. و لا خلاف في ذلك. لكن ماذا يعني مفهوم إطالة العمر الصحية؟!

إليكم المقال التالي لتوضيح هذه المفاهيم و الاستفادة معاً مما توصلت إليه الدراسات و الأبحاث الحديثة.

على الرغم من أن التقدم في العمر هو ظاهرة عالمية، إلا أنه لا توجد تجربة موحدة للتقدم في العمر. فبعض الأشخاص يظلون نشيطين عقليًا وجسديًا حتى في الثمانينيات أو التسعينيات من عمرهم. بينما يبدأ آخرون في المعاناة من تدهور في صحتهم أو جودة حياتهم قبل ذلك بعقود!!

كان الباحثون يعتقدون سابقًا أن العمر يعتمد بشكل أساسي على العوامل الوراثية. مما يعني أنه إذا عاش والداك وأجدادك عمرًا طويلاً، فستكون أنت وأطفالك أيضًا أكثر عرضة لذلك. لكن تشير الأبحاث الحديثة إلى أن العوامل الجينية تمثل فقط ما بين 15% إلى 25% من عملية التقدم في العمر. ووفقًا لهذه الأبحاث، فإن الشيخوخة بشكل صحي تعتمد بشكل أكبر على نمط الحياة، أكثر من الفوز باليانصيب الجيني!

هنالك فرق مهم جداً بين عمر الشخص الزمني chronological age، وهو عدد السنوات التي عاشها، وبين الحالة العامة لصحة جسم الشخص، التي تُعرف بالعمر البيولوجي biological age.

إن فهم هذا الاختلاف و العوامل التي تؤثر عليه، يساعدك كثيراً في توضيح عملية التقدم في العمر، ويسمح لك باتخاذ نهج شامل وأكثر تحكماً في صحتك.

الفرق بين العمر الزمني و العمر البيولوجي:

إن العمر الزمني و العمر البيولوجي كلاهما يعتبران وسيلة لقياس الشيخوخة و كيفية تأثير الزمن على صحة الجسم.

  • العمر الزمني: يقيس عدد السنوات التي عاشها الشخص.

نستخدم العمر الزمني طوال الوقت للاحتفال بعيد الميلاد، أو لملء استمارة لموعد طبي مثلاً.

كل شخص ولد في نفس اليوم والعام، لديه نفس العمر الزمني، بغض النظر عن شكله و شعوره بالشباب أو الهرم.

  • من ناحية أخرى، قد لا يكون العمر البيولوجي متساوياً للجميع. بل قد يعكس بشكل أفضل اختلاف عملية التقدم في العمر بين الأفراد.

يقيس العمر البيولوجي كيفية تقدم الشخص في العمر وفقًا للعديد من العوامل المختلفة والعلامات الحيوية:

العلامات الحيوية هي قياسات تقدم لمحة سريعة عما يحدث في الخلية أو الجسم. على سبيل المثال، إن قياس ضغط الدم أو إجراء تحاليل طبية بشكل روتيني، وغيرها من تقنيات التصوير و الاختبارات المخبرية، جميعها وسائل تقدم علامات حيوية لتقييم صحة الجسم على المستوى الخلوي و الجزيئي.

لا يوجد علامة حيوية واحدة أو اختبار واحد يمكنه أن يحدد العمر بدقة. عادةً ما يتم أخذ عدة علامات حيوية مخبرية (مثل تحليل الدم) و سريرية (مثل معدل ضربات القلب و ضغط الدم) بعين الاعتبار، لتقييم العمر البيولوجي للجسم.

إضافةً لذلك، يتم إحراز تقدم ملحوظ في مجال التكنولوجيا يومياً. حيث وجد باحثون أن تخطيط القلب الكهربائي بواسطة الذكاء الاصطناعي، بإمكانه تحديد الفرق بين العمر الزمني و العمر البيولوجي. و كانت الفجوات بين هذين العمرين مرتبطة بزيادة الوفيات القلبية!

أشارت أبحاث أخرى إلى أن دراسة بعض الخلايا التالفة والتي تسمى الخلايا الهرمة، يمكن أن تساعد في تحديد العمر البيولوجي.

بعيداً عن هذه القياسات المتقدمة، من الممكن تقييم كيفية تقدم شخص ما في العمر من خلال تقييم الصحة الجسدية و المحادثة معه.  هناك علامات ظاهرة على التقدم في العمر، مثل تساقط الشعر، لون الشعر، والتجاعيد، بالإضافة إلى عوامل جسدية مثل القدرة على الحركة، سرعة المشي، والهشاشة!

عندما نتحدث عن الاختلاف بين العمر الزمني والعمر البيولوجي، نحن نقصد كيف يهرم شخص ما أو يحافظ على شبابه، بالمقارنة مع أقرانه من نفس العمر الزمني.

إن فهم هذه الفروقات والعوامل المؤثرة عليها، يساعدنا في التمتع بالحياة الصحية و إطالة العمر البيولوجي لفترة أكبر وأفضل.

ما هي العوامل التي تؤثر على إطالة العمر البيولوجي للشخص؟

بالمعنى العام، فإن الشيخوخة هي نتيجة التغيرات التي تحدث في خلايا الجسم. عادةً بسبب تدهور أو تآكل الخلايا، مما يؤدي لانخفاض فعاليتها في أداء وظائفها.  مع مرور الوقت، تؤدي هذه التغيرات الصغيرة في الخلايا إلى ظهور علامات الشيخوخة، كالتجاعيد و الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب و الزهايمر.

هناك عدة عوامل تؤثر على سرعة تدهور الخلايا، بعضها يمكنك التحكم فيه، وبعضها لا يمكنك ذلك.

على الرغم من وجود العديد من النظريات حول سبب حدوث الشيخوخة، يعتقد الباحثون أن:

كلها تلعب دوراً في كيفية تقدم الجسم في العمر على المستوى الخلوي.

بالإضافة إلى ذلك، هناك عدد من العوامل الخارجية التي يمكن أن تؤثر أيضاً على الشيخوخة:

لا عجب في ذلك أن الأشخاص الذين:

هم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المزمنة و الموت المبكر.

بالإضافة لذلك، فإن:

  • الترابط الاجتماعي قد يلعب دوراً كبيراً في الشيخوخة البيولوجية. فالأفراد الذين تفتقر حياتهم للعلاقات الاجتماعية القوية، هم أكثر عرضة للشيخوخة البيولوجية المبكرة، أكبر من عمرهم الزمني. بينما الأشخاص الذين تربطهم علاقات اجتماعية قوية، هم أكثر قدرة على التمتع بحياة صحية أطول وبشكل أفضل، و تركيز عالي و نشاط ذهني حاد.

قد يبدو الأمر بسيطاً إذاً، لإبطاء الشيخوخة البيولوجية. لكن من المهم أن نتذكر أن ظروف الحياة غير متساوية للجميع. ليس بإمكان الجميع الوصول إلى الموارد، مثل الرعاية الطبية الموثوقة والمتاجر المجهزة بشكل جيد والمعقولة الأسعار، أو حتى الهواء النقي والمياه النظيفة! في الواقع، أظهرت الأبحاث أن الفقر والتلوث وظروف المعيشة غير الصحية ترتبط بتسريع العمر البيولوجي وتقليل العمر المتوقع!

الخُلاصة:

  • إن إجراء تغييرات صحية بسيطة لأنماط الحياة اليومية، لها تأثير كبير وقوي على مرحلة الشيخوخة، و كيفية التقدم في السن بشكل صحي، و جودة حياتك في السنوات القادمة.

تشير الدراسات أن:

يؤثر بشكل كبير وأساسي على جودة وطول العمر البيولوجي الصحي.

لكن حتى نكون واقعيين، من الضروري الأخذ بعين الاعتبار أن الشيخوخة الصحية أو إطالة العمر البيولوجي، لا تعني بالضرورة  أن تبدو أصغر سناً من عمرك الزمني و لا الوقاية المطلقة من الأمراض. بدلاً من ذلك، التركيز على العادات و أنماط الحياة التي تدعم الصحة و تقلل خطر الإصابة بالأمراض المزمنة وتُشعرك بالرضا والنشاط والقدرة على التكيف مع تغير جسمك مع التقدم في العمر.

و للحديث تتمة 🙂

مع المزيد من المقالات حول إطالة العمر الصحية Longevity.

نسأل الله تعالى لكم طول العمر بالصحة والعافية والسعادة والرضا والأمن والأمان. دمتم بخير إخوتي الكرام و شكراً لمتابعتكم.

المراجع:

https://newsnetwork.mayoclinic.org/discussion/ai-enabled-ekgs-find-difference-between-numerical-age-and-biological-age-significantly-affects-health-longevity/

https://mcpress.mayoclinic.org/healthy-aging/understanding-the-difference-between-biological-age-and-chronological-age

https://mcpress.mayoclinic.org/healthy-aging/senescent-cells-can-they-reveal-your-biological-age

 

الصورة المرفقة:

https://www.flickr.com/photos/rosiejuliet/52132277531/in/photolist-2ni33F4-2nCpcz4-2pMJ78V-2j3ru8r-2nqKxRe-5p1usU-2kZ73wQ-2iMUuym-2mTyfUC-2myoTtW-5p1uyw-28jDMf2-2hqmXos-TD6gqh-bZF7m5-quTFBX-XWQ1qK-MFoiAG-KJtrNS-9zK5gw-CMJHkm-9LVob9-FjDn9p-9SqKY2-9zK5fj-o4FNgD-LZjWEU-2j3rugT-KQXM7h-pc7gos-C3YWEV-bZFeoW-7wKkRh-JXcaSS-JXcbC9-9zK5dw-7wKkUG-9zK5eb-exF5Ea-vMLopF-exF5EX-exF5Bn-exJguJ-exF5zV-2bjAm2e-bn4ktJ-LZjVd5-exJgzA-exJgxC-gG6PMj

تصنيفات المقال

انضم الى المحادثة

اذا أعجبك هذا المقال شاركه مع أصدقائك، شكراً لك