التشنج العضلي هو عبارة عن تقلص عضلي شديد و قوي. عادةً يرافقه الإحساس بوخز و قد يكون مؤشر تحذيري لوجود حالات صحية أخرى.
تعتمد أنسجة العضلات على عدة معادن و شوارد و مواد كيميائية لكي تتقلص و تتمدد. و من ضمن هذه المواد الهامة نذكر الكالسيوم و المغنيزيوم و البوتاسيوم و الصوديوم.
عدم الحصول على حمية غذائية صحية، أو نقص كمية سوائل الجسم، أو الإقياء و الإسهال، هي من العوامل التي تؤثر على توازن المعادن و الشوارد و تجعل العضلات أكثر عرضة للإصابة بالتشنجات و التقلصات الشديدة.
عندما تتقلص العضلة، تبقى الألياف العضلية في حالة انقباض مع عدم القدرة على التحرر أو الاسترخاء. كلما ازداد زمن تشنج العضلة كلما نقص تدفق الدم إلى هذه العضلة.
على الأغلب كل واحد منا قد اختبر شعور التشنجات العضلية في مرحلة ما من حياته. و هي شائعة الحدوث بالدرجة الأولى في عضلات الساق أو القدم. و الأشخاص المسنين أكثر عرضةً للإصابة بالتشنجات العضلية نظراً لضعف بنية العضلات مع التقدم في السن، و قلة النشاطات البدنية غالباً، و قلة إحساس الجسم بالعطش و الحاجة للسوائل.
يستمر التشنج العضلي عادةً من بضعة ثوانٍ إلى عدة دقائق (15 دقيقة). إذا استمر التشنج أكثر من ساعة اتصل بالطبيب حالاً.
من الحالات الصحية التي ترتبط بوجود تشنج في العضلات نذكر: الإصابة بالتهاب المفاصل أو عرق النسا (و هو عبارة عن التهاب في العصب النازل من أسفل الظهر إلى الجزء الخلفي من الساق)، أو التهاب أوردة الساقين أو أمراض الشرايين الطرفية التي تنتج عن سوء التروية الدموية في الساقين.
أسباب التشنجات العضلية:
- التجفاف: معظم حالات التشنجات العضلية تعود لنقص كمية السوائل في الجسم و انخفاض تركيز شوادر البوتاسيوم (خاصةً في الجو الحار عندما يفتقد الجسم للسوائل و الشوارد عن طريق التعرق).
- تناول بعض العقاقير الطبية كالمدرات البولية، هذه الأدوية تؤثر على توازن الشوارد و المعادن في الجسم.
- خلل في مستوى الهرمونات.
- نقص في التروية الدموية أو في مستوى الفيتامينات و المعادن.
متى يجب عليك استشارة الطبيب:
- إذا أصبت بالتشنجات العضلية المتكررة أو الألم في الساق يجب مراجعة الطبيب سواءً كان الألم خلال الراحة أو التمارين الرياضية أو أثناء النوم مثلاً. و أحياناً تكون شدة التقلص عالية جداً بحيث تمنعك من القدرة على إرخاء العضلة إلا إذا استعنت بقوة يدك على العضلة المتقلصة لتحريرها.
- إذا كان التشنج الحاد في الصدر أو الكتف، فالتشنجات الحادة في الصدر أو الكتف أو الذراع قد يكون مؤشر على وجود أزمة قلبية بحاجة لخطوات إسعافية مباشرةً.
- إن الشعور بالوخز أو الألم في الساق قد يكون مؤشر على الإصابة بدوالي الساقين، حيث تبدو الأوعية الدموية الموجودة في الساق أو الكاحل زرقاء أو أرجوانية اللون. و من الأعراض المرافقة للإصابة بدوالي الساقين نذكر:
- ألم دائم في الساق.
- الشعور بحرارة في الساق أو ألم على طول الأوردة أو احمرار.
- انتفاخ و تورم في ساق واحدة.
- الشعور بالوخز و الخدر.
- الإصابة بتشنجات عضلية متكررة في الساق أو الألم بعد أداء التمارين الرياضية الخفيفة كالمشي مثلاً.
الخطوات الإسعافية:
التوقف عن أداء أي نشاط:
على الرغم من أن التشنجات العضلية هي عبارة عن إصابة ثانوية، إلا أنها قد تكون مؤلمة للغاية و تؤثر على أدائك بشكل أساسي.
بعض الناس يحاولون أن يتعاملوا بعنف و قسوة مع العضلة المتشنجة، لكن هذا الأمر ضار للغاية و يجب التوقف مباشرةً عن أداء أي نشاط.
استخدام كمادات ماء ساخنة:
عندما تعاني من التشنج، طبق كمادات ساخنة على العضلة المتضررة و قم بتمدديها و إرخائها و عدم تقلصها مجدداً.
إن تطبيق الكمادات الدافئة تساعد في إرخاء الألياف العضلية و إزالة التشنج و تسريع وصول التروية الدموية الغنية بالمواد الغذائية من خلال تمدد الأوعية الدموية للمنطقة المصابة.
حاول التركيز على عمليات التنفس فذلك يخفف الألم إلى أن تسترخي العضلة.
تمديد العضلة:
عندما تتشنج العضلة معنى ذلك أن الألياف العضلية في حالة انقباض. و أفضل و أهم طريقة في هذه الحالة هي بتمدد العضلة المتضررة، حتى لو اضطر الأمر لتطبيق قوة يدك للمساعدة على تمديدها.
تدليك العضلة بلطف:
قم بتدليك العضلة المتشنجة بهدوء و لطف فهذا يساعد على الاسترخاء.
تناول كمية كافية من الماء و الشوارد:
العديد من حالات التشنجات العضلية ترتبط بحالات التجفاف الخلوي، بالإضافة لذلك فإن الشوارد تتحكم بنفوذية الخلايا. فعندما تتواجد شوارد الصوديوم و البوتاسيوم بكميات صحيحة، فإن الخلايا تعمل بشكل فعال.
عندما تتناول السوائل و الشوارد، ذلك لن يخدمك في حالة التشنج العضلي مباشرةً إنما يفيد في الوقاية من حدوث التشنجات مستقبلاً.
لا:
- لا تحاول الاستمرار بالضغط أو تطبيق أي نشاط على العضلة المتشنجة ظناً منك لمساعدتها على الاسترخاء. فذلك سوف يزيد الوضع سوءاً.
- لا تضع قطعة جليد على العضلة: يعتقد العديد من الأشخاص أن وضع قطعة جليد موضعياً على العضلة المتضررة يساعد في استرخائها، و ذلك أيضاً أسوأ و يؤدي لزيادة زمن التشنج.
- لا تضع العضلة المتشنجة في وضعية التقلص بل احرص على كونها في حالة التمدد: في بعض الأحيان من الصعب إيجاد وضعية استرخاء لتأمين الراحة للعضلة المتشنجة، لكن احرص على ذلك قدر الإمكان، لأن بقاء العضلة في وضعية التقلص بعد الانتهاء من حالة التشنج يزيد من احتمال تكرار التشنج مجدداً.
- تجنب تناول الكحول أو السوائل الحاوية على الكافئين فذلك يؤدي لزيادة تجفاف الجسم و فقدان المزيد من السوائل.
عندما تسترخي العضلة، حافظ على إبقائها في وضعية التمدد خلال اليوم و تناول كمية كافية من الماء و السوائل و الشوارد و تناول أطعمة صحية غنية بالفيتامينات و المعادن.
أساليب الوقاية من التشنجات العضلية:
- لتجنب تشنج العضلة خلال أداء النشاطات الرياضية، يُنصح بالحصول على كمية كافية من الماء و الشوارد (خاصةً البوتاسيوم و الصوديوم فهي المكونات الأساسية الموجودة في التعرق) قبل و خلال و بعد أداء التمارين الرياضية.
- تجنب الإرهاق الشديد أثناء أداء التمارين الرياضية.
- إن الحصول على المتممات الغذائية الغنية بعنصر الكالسيوم و المغنيزيوم أثبتت فعاليتها في الوقاية من التشنجات العضلية المرافقة للحمل.
- أما تناول الماء الغنية بالشوارد قبل الذهاب إلى النوم يساعد في تجنب الإصابة بالتشنجات العضلية التي تحدث ليلاً.
- الحصول على كمية وفيرة من الماء و الأطعمة الصحية الغنية بالبوتاسيوم كالموز أو البطاطا مثلاً.
المراجع:
https://expertbeacon.com/how-treat-muscle-cramp-first-aid-advice-help-reduce-pain/#.WKfDx39x3LE
https://www.betterhealth.vic.gov.au/health/conditionsandtreatments/muscle-cramp
http://www.emedicinehealth.com/muscle_cramps/page6_em.htm
http://firstaidandcprcourses.ca/muscle-cramp-in-the-legs/
http://www.ehsdb.com/first-aid—muscle-cramp.php
http://www.firstaidguide.net/muscle-cramps/
الصورة المرفقة:
https://www.flickr.com/photos/pramconsulting/