أسعد الله أوقاتكم بكل خير أحبتي متابعي موقع كبسولة الكرام.
تحدثنا في المقال السابق عن أسباب و أعراض داء الرتوج. و طرق تشخيص المرض و الاختبارات و الفحوصات المطلوبة.
أما اليوم و بإذن الله تعالى سوف نكمل الموضوع عن طرق العلاج و الوقاية.
أسأل الله تعالى لكم دوام الصحة و العافية. و أن تجدوا الفائدة المطلوبة.
علاج داء الرتوج (انتفاخات القولون) :
إذا كنت تعاني من وجود انتفاخات في القولون فقط دون التهاب. غالباً ليس لديك أي أعراض و لست بحاجة لعلاج.
لكن كما ذكرنا سابقاً.، على اعتبار أن تشكل الانتفاخات في جدار القولون، تؤدي لاحقاً لحدوث الالتهابات و العدوى. إذاً يجب تصحيح المشكلة قبل ظهور الأعراض. و يتم ذلك من خلال تناول أطعمة غنية بالألياف الغذائية. معنى ذلك تناول المزيد من الفواكه و الخضروات و الحبوب الكاملة و المكسرات و البذور و البقوليات. و الحدّ من تناول اللحوم الحمراء!
علاج داء الرتوج: (علاج التهابات الرتوج التي تحدث في جدران القولون) :
الحالات الخفيفة من التهاب الرتج:
1. يصف الطبيب مضاد حيوي فموي مثل:
- مادة ميترونيدازول (فلاجيل)
- ترايميثوبريم-سلفاميثوكسازول (باكتريم)
- سيبروفلاوكساسين
- أو أموكسيسيللين و حمض كلافولينيك (أوغمنتين)
2. بالإضافة للحصول على الراحة اللازمة. و تناول الأدوية المسكنة للألم التي لا تحتاج لوصفة طبية.
3. يتبعها حمية غذائية قليلة الألياف. أو الاعتماد على حمية تعتمد على السوائل إلى أن تتحسن الأعراض. متى ما تحسنت الأعراض، يمكنك العودة ببطء و بشكل تدريجي للاعتماد على الأطعمة الناعمة الطرية. ثم العودة بشكل تدريجي للحمية الغذائية العادية مع زيادة الأطعمة الغنية بالألياف الغذائية.
يقوم الطبيب بمناقشة نوعية الأطعمة و الخطة العلاجية بالتفصيل.
إذا كان التهاب الرتج حاد:
يعاني المريض عادةً من النزف الشرجي و حالات التهابات متكررة للقولون. في هذه الحالة عادةً ما يمكث المريض من المشفى، لتلقي مضاد حيوي تسريب وريدي. بالإضافة للسوائل الوريدية أو إمكانية الخضوع لعملية جراحية.
متى يتم اللجوء للعمل الجراحي لعلاج التهابات الرتوج؟
يتم الاعتماد على الجراحة لعلاج التهاب الرتج (التهاب انتفاخات القولون) في الحالات التالية:
التقرحات (الخرّاجات) Abscesses:
التقرحات هي عبارة عن عدوى محصورة في منطقة البطن. تكون ممتلئة بالسوائل (مجموعة من البكتيريا و خلايا كريات الدم البيضاء). إذا لم يتم تصريفها و تنظيفها عن طريق الإبرة أو القسطرة. يحتاج المريض لعملية جراحية لتنظيف الالتهاب و إزالة الخرّاج.
أثناء العمل الجراحي، يتم تنظيف التقرح و استئصال الجزء المتضرر من القولون.
ثقب (التهاب الصفاق) Perforation/peritonitis:
الثقب أو التمزق في جدار القولون يسمح للمفرزات الالتهابية (الصديد أو القيح) أو البراز بالتسرب لداخل تجويف البطن. مما ينتج عنه التهاب الصفاق.
هذه حالة مهددة للحياة. بحاجة لتداخل جراحي إسعافي فوري، لتنظيف التجويف الداخلي و إزالة الجزء المتضرر من القولون.
الانسدادت Blockages or strictures:
حدوث التهابات سابقة في القولون قد تؤدي لتشكل ندبات. مما ينتج عنه انسداد جزئي أو كلي أو تضيق في القولون.
في حال حدوث انسداد كامل، يتطلب تدخل جراحي لعلاجه.
الناسور Fistulas:
الناسور هو عبارة عن ممر أو نفق غير طبيعي يتشكل و يتصل بعضو آخر! يؤدي الخراج الذي يتآكل في الأنسجة المحيطة إلى تكوين هذه الممرات.
يستطيع الناسور في القولون أن يتصل إلى الجلد أو المثانة أو المهبل أو الإحليل أو أي جزء آخر من القولون.
معظم حالات الناسور التي تتشكل لا تغلق من تلقاء نفسها. بل بحاجة لجراحة لعلاجها.
النزف الشرجي المتواصل: و هو ما يعرف أيضاً باسم النزف الرتجي (أي الرتج النازف)
يحدث الرتج النازف عندما ينفجر وعاء دموي صغير بالقرب من الرتج (الانتفاخ أو البالون الذي يتشكل في جدار القولون).
في الحالات الخفيفة، يتوقف النزف من تلقاء نفسه. لكن في 20% من الحالات، يحتاج المريض للعلاج.
يتم اللجوء للجراحة إذا فشلت الطرق الأخرى في إيقاف النزف، مثل القص أو حقن الأدوية أو كيّ الشريان النازف.
إذا كان النزف كثيف و سريع، بحاجة لتدخل جراحي إسعافي.
في حالات التهاب الرتوج الشديدة، التي لا تستجيب على العلاجات الأخرى.
في حالات هجمات الالتهاب المتكررة:
التي لا تتحسن على الرغم من اتباع حمية غذائية غنية بالألياف. في هذه الحالة يتم مناقشة الوضع بين الطبيب و المريض ثم يقرر ما إذا كان الاعتماد على الجراحة هو الخيار الأفضل لمنع النوبات المستقبلية.
ماذا تتضمن العملية الجراحية لعلاج التهاب الرتوج في القولون؟
تتضمن الجراحة عادةً إزالة الجزء المتضرر من القولون.
خلال العملية، يتم استئصال الجزء التالف و إعادة وصل القولون مع الشرج.
بالاعتماد على مدى و شدة المرض، يمكن إجراء العمل الجراحي خلال عملية جراحية واحدة أو خلال عمليتين جراحيتين، أما جراحة مفتوحة عبر شق كبير أو جراحة خفيفة من خلال المنظار عبر نقوب صغيرة في البطن.
قد يحتاج المريض لفغر القولون أو قد لا يحتاج لذلك.
فغر القولون:
يعني توصيل النهاية الصحية السليمة من القولون إلى سطح الجلد من خلال عمل فتحة في جدار البطن. هذه الفتحة تعرف باسم الفغرة.
يتم توصيل كيس الفغرة بالقولون على سطح الجلد لتجميع فضلات القولون.
قد يحتاج المريض لكيس فغر القولون لعدة أشهر إلى أن يتم شفاء القولون.
متى ما تم الشفاء بإذن الله، يتم إعادة ربط القولون مع الشرج و إزالة كيس فغر القولون.
يتم مناقشة كافة هذه التفاصيل بين الطبيب و المريض، بما في ذلك المخاطر و المضاعفات المتوقعة بعد العملية تبعاً لكل حالة.
أساليب الوقاية من داء الرتوج:
للوقاية من أمراض الرتوج و الحدّ من المضاعفات، يجب الحفاظ على حركة الأمعاء بشكل منتظم، و تجنب الإمساك أو الإجهاد و الضغط أثناء التبرز.
و يتم ذلك من خلال:
استهلاك كمية جيدة من الألياف الغذائية:
تقوم الألياف بسحب المزيد من الماء للبراز. مما يزيد حجم الكتلة البرازية، و يجعل قوام البراز أكثر طراوة و أسهل للحركة عبر القولون.
تناول كمية وفيرة من الماء:
تناول المزيد من الألياف يمتص كمية أكبر من الماء. و بالتالي أنت بحاجة لزيادة كمية الماء المتناولة، للحفاظ على طراوة البراز و تسهيل حركة الأمعاء.
ينصح خبراء الصحة بتناول ماء بمقدار نصف وزنك بالأونصة. أي باختصار ما يعادل وسطياً 2 ليتر ماء في اليوم.
على سبيل المثال إذا كنت تزن 160 باوند، ينصح بتناول 80 أونصة من الماء كل يوم.
للتحويل من باوند إلى كغ نقسم على 2.5:
160 باوند= 160/2.5= 64 كغ
للتحويل من أونصة إلى مل * 25:
80 أونصة = 80*25 = 2000 مل = 2 ليتر ماء في اليوم. أي ما يعادل 8 أكواب ماء 🙂
المواظبة على أداء التمارين الرياضية:
تساعد الحركة البدنية على تسهيل عبور الطعام عبر الجهاز الهضمي.
ينصح بالمواظبة على أداء التمارين الرياضية بمعدل 30 دقيقة يومياً إن أمكن.
ما هي كمية الألياف التي يجب علي تناولها في اليوم؟
ينصح مركز الوقاية و التحكم بالأمراض بتناول 14 غ من الألياف لكل 1000 سعرة حرارية مستهلكة في اليوم.
على سبيل المثال، إذا كنت تتبع نظام غذائي يتمثل بتناول 2000 سعرة حرارية كل يوم، يجب أن تحصل على 28 غ من الألياف كل يوم.
كل شخص بغض النظر إن كان يعاني من أمراض الرتوج أم لا، يجب عليه استهلاك هذه الكمية من الألياف يومياً.
الألياف الغذائية هي الجزء من الأطعمة النباتية التي لا يمكن هضمها.
ما هي الأطمعة الغنية بالألياف؟
- الحبوب الكاملة مثل الخبز و النخالة و الأرز الأسمر و الشوفان
- التوت البري و غيره من الفواكه
- الخضروات مثل البروكلي و السبانخ و القرع و البقوليات
- منتجات النخالة المصنوعة من الأرز أو الذرة أو القمح أو الشوفان
- البازلاء و الفاصولياء
فوائد الألياف الغذائية:
- بالإضافة لفعاليتها في الوقاية من الإمساك، فإن تناول الأطعمة الغنية بالألياف يساعد في:
- خفض ضغط الدم
- و خفض الكولسترول الضار
- و تعزيز مستويات سكر الدم ضمن المستوى الطبيعي
- و خفض خطورة الإصابة بأمراض الأمعاء مثل سرطان القولون
هل يجب الامتناع عن تناول البذور و المكسرات و الفشار إذا كنت أعاني من داء الرتوج؟
حتى الآن قد يوصيك الطبيب بتجنب تناول المكسرات و البذور و الذرة و الفشار.
تظهر الأبحاث الحديثة أن هذه الاطعمة لا تسبب أي نوبات أو هجمات للمرض.
الأهم هو معرفة الأطعمة التي تسبب الأعراض أو تؤدي لتفاقم الأعراض لتجنبها.
المراجع:
https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/10352-diverticular-disease/living-with
https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/10352-diverticular-disease/prevention
https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/10352-diverticular-disease/management-and-treatment