
أسعد الله أوقاتكم بكل خير إخوتي الكرام من مختلف أنحاء العالم.
أصبح لهرمون GLP-1 صدى واسع في عالم الصحة، خاصةً بفضل دوره في إنقاص الوزن وتنظيم مستويات السكر في الدم. سواء كنت مصاباً بداء السكري، أو ترغب في إنقاص الوزن، أو تسعى فقط لتحسين صحتك، فإن فهم هذا الهرمون قد يكون نقطة تحوّل في رحلتك الصحية.
في مقالنا لليوم سوف نوضح أهم ما تحتاج معرفته حول GLP-1، بدءاً من وظيفته والأدوية المرتبطة به، إلى فوائده و مخاطره.
ما هو GLP-1؟
GLP-1 (ببتيد شبيه الغلوكاجون-1) هو هرمون يتم إنتاجه في الأمعاء استجابةً لتناول الطعام، عندما يرتفع مستوى السكر في الدم.
يلعب GLP-1 دوراً أساسياً في تنظيم مستويات السكر في الدم من خلال:
- تحفيز إفراز الإنسولين
- تثبيط إفراز الغلوكاجون (الهرمون الذي يرفع السكر)
- إبطاء تفريغ المعدة
- تعزيز الشعور بالشبع
مما يساعد في التحكم بداء السكري النوع الثاني و يعزز إنقاص الوزن.
العوامل التي تؤثر على مستويات GLP-1:
هنالك عدة عوامل يمكن أن تؤثر على إفراز GLP-1، والتي تتضمن مايلي:
- التمارين الرياضية: وذلك من خلال تحسين الاستجابة للهرمونات.
- النظام الغذائي: فالأطعمة الغنية بالألياف والدهون الصحية تحفز على إفراز هذا الهرمون.
- النوم: تؤدي قلة النوم لحدوث اضطرابات في توازن الهرمونات، بما في ذلك GLP-1.
- ميكروبيوم الأمعاء: إن الحفاظ على التوازن الصحي للبكتيريا النافعة الموجودة في الأمعاء يعزز إنتاج الهرمون.
ما هي أدوية GLP-1؟
إن ناهضات مستقبلات GLP-1 هي أدوية تشابه تأثير الهرمون الطبيعي، من خلال الارتباط بمستقبلاته في الجسم، مما يساعد على:
- تنظيم سكر الدم
- تقليل الشهية
- إنقاص الوزن
قائمة بأدوية GLP-1 المعتمدة من إدارة الغذاء والدواء (FDA):
- سيماجلوتيد (Semaglutide): أوزيمبيك Ozempic، ويغوفي Wegovy، ريبيلسس Rybelsus
- ليراجلوتيد (Liraglutide): فيكتوزا Victoza، ساكسيندا Saxenda
- دولاجلوتيد (Dulaglutide): تروليسيتي Trulicity
- إكسيناتيد (Exenatide): بايتا Byetta، بيدوريون Bydureon
- ليكسيسيناتيد (Lixisenatide): أدليكسين Adlyxin
- تيرزيباتيد (Tirzepatide): مونجارو Mounjaro (ناهض مزدوج لـ GIP/GLP-1)
تقوم هذه الأدوية بتفعيل نفس المستقبلات التي ينشطها الهرمون الطبيعي GLP-1، و تؤدي لنفس فوائده وتأثيراته في تنظيم سكر الدم وإنقاص الوزن.
الفوائد المحتملة لناهضات GLP-1:
1. تحسين التحكم في سكر الدم:
في دراسة استمرت ستة أسابيع، تلقّى فيها مرضى السكري من النوع الثاني تسريب مستمر تحت الجلد لهرمون GLP-1، ثم لوحظت انخفاضات كبيرة في مستويات جلوكوز الدم، و في مستوى HbA1c (مؤشر السكر التراكمي). كما تحسّنت حساسية الإنسولين ووظيفة خلايا بيتا المسؤولة عن إفراز الأنسولين من البنكرياس.
لقد أظهرت دراسة أخرى أن إضافة نظائر GLP-1 (مثل ليراجلوتايد أو إكسيناتيد) إلى العلاج القائم على الإنسولين لدى مرضى السكري من النوع الثاني، قد أدت إلى انخفاض في HbA1c، و وزن الجسم، وجرعة الإنسولين المطلوبة.
2. إنقاص الوزن وتقليل الشهية:
أظهرت الأبحاث أن GLP-1 يساهم في فقدان الوزن وكبح الشهية من خلال عدة آليات:
- حيث يؤثر تنشيط مستقبلات GLP-1 على مناطق في الدماغ مسؤولة عن الشهية والمكافأة، مما يؤدي إلى تقليل تناول الطعام. فقد أظهرت دراسة باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي أن إعطاء إكسيناتيد (وهو أحد ناهضات مستقبلات GLP-1) يقلل من نشاط المناطق الدماغية المسؤولة عن الشهية للطعام. مما يشير إلى أن هذا الهرمون يُنظّم الشهية مركزياً (عبر الدماغ) بشكل مستقل عن تأثيراته الهضمية.
- كما أن ناهضات مستقبلات GLP-1 تُبطئ من إفراغ المعدة، مما يزيد من الإحساس بالشبع ويُقلل من تناول الطعام لاحقاً.
3. تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب لبعض المرضى:
أظهرت التجارب السريرية الحديثة أن ناهضات مستقبلات GLP-1 يمكن أن تقلل بشكل كبير من خطر المشاكل القلبية الوعائية لدى فئات معينة من المرضى.
وفي تجربة أخرى، أظهر دواء سيماجلوتايد انخفاضاً بنسبة 26٪ في حالات أمراض القلب الوعائية لدى مرضى السكري من النوع الثاني، الذين يعانون من ارتفاع خطورة الأمراض القلبية.
4. تحسين حساسية الإنسولين:
أظهرت دراسة على أفراد أصحاء أن إعطاء GLP-1 قد زاد من فعالية الجلوكوز، (وهي قدرة الجلوكوز على تعزيز التخلص من نفسه من الدم دون الحاجة إلى الأنسولين). وهذا يشير إلى أن GLP-1 لا يعمل فقط على تحفيز إفراز الأنسولين، بل يعزز أيضاً امتصاص الجلوكوز بشكل مستقل عن الأنسولين، مما يُحسّن من تحمل الجسم للجلوكوز.
5. تقليل الالتهابات والإجهاد التأكسدي:
في دراسة حديثة، أدى العلاج بـدواء ليراجلوتايد (Liraglutide) إلى خفض كبير في الإجهاد التأكسدي الناتج عن ارتفاع مستويات الجلوكوز. وأظهرت الدراسة انخفاضاً في مستويات العوامل الالتهابية، مما يشير إلى أن ليراجلوتايد يُخفف من الالتهاب والأضرار التأكسدية في خلايا بطانة الأوعية الدموية.
كيفية الاستخدام (الجرعة) :
تختلف الجرعات حسب نوع الدواء:
- Ozempic: حقنة أسبوعية
- Trulicity: حقنة أسبوعية
- Wegovy: حقنة أسبوعية (جرعة أعلى لإنقاص الوزن)
- Rybelsus: قرص فموي يتم تناوله يومياً
تختلف مدة العلاج بناءً على الحالة الصحية لكل فرد وأهدافه من العلاج.
المخاطر و التأثيرات الجانبية والتفاعلات الدوائية:
بالرغم من فعالية هذه الأدوية، قد تُسبب بعض التأثيرات الجانبية، بما في ذلك:
- الصداع
- الغثيان والإقياء
- الشعور بالإرهاق
- الإسهال أو الإمساك
- خطر التهاب البنكرياس
- احتمالية حدوث أورام في الغدة الدرقية
قد تحدث تفاعلات دوائية مع:
- الإنسولين أو مركبات السلفونيل يوريا، مما قد يزيد من خطر انخفاض سكر الدم والحاجة لتعديل جرعة الدواء
- أدوية أخرى تتأثر بإبطاء تفريغ المعدة
الأسئلة الشائعة حول GLP-1
ما هو أفضل GLP-1 لإنقاص الوزن؟
لقد تمت الموافقة على عدة ناهضات لمستقبلات GLP-1 لفقدان الوزن، منها:
- سيماجلوتايد (Wegovy): وهو معتمد لضبط الوزن للبالغين الذين يعانون من البدانة مع وجود مشكلة صحية مثل ارتفاع الضغط أو السكري من النوع 2
- ليراجلوتايد (Saxenda): وهو معتمد لضبط الوزن للبالغين وللأطفال من عمر 12 عاماً وما فوق.
حتى الآن، يُظهر سيماجلوتايد (Wegovy) أفضل نتائج لفقدان الوزن بين أدوية GLP-1 المعتمدة. حيث يبلغ متوسط فقدان الوزن أكثر من 15% من وزن الجسم مع الوقت.
- أما تيرزيباتيد (Mounjaro)، فرغم أنه ليس ناهض مستقل ل GLP-1، إلا أنه أظهر نتائج أكبر في فقدان الوزن خلال التجارب. و قد تمت الموافقة عليه من قِبل منظمة الغذاء والدواء للتحكم بالوزن تحت اسم Zepbound.
هل يمكن استخدام أدوية GLP-1 فقط لإنقاص الوزن؟
قد تمت الموافقة على استخدام بعض ناهضات GLP-1، مثل Wegovy من قِبل إدارة الغذاء والدواء (FDA) خصيصاً لإنقاص الوزن. لكن مع الأخذ بعين الاعتبار للتأثيرات الجانبية والمخاطر المحتملة التي قد تنتج عن استخدام هذا الدواء.
متى تبدأ بملاحظة النتائج؟
يلاحظ العديد من المرضى تغيرات في الشهية ومستويات السكر خلال أسابيع قليلة من بدء العلاج.
هل يجب تغيير النظام الغذائي عند استخدام GLP-1؟
إن اتباع نظام غذائي متوازن يُعزز من فعالية الأدوية ويُقلل من آثارها الجانبية.
وللحديث تتمة 🙂
المراجع:
https://draxe.com/health/glp-1
https://www.healthline.com/health/foods-that-increase-glp-1
https://my.clevelandclinic.org/health/treatments/13901-glp-1-agonists