أهمية و وظائف البنكرياس و المشاكل الصحية المرتبطة به

5045 0
5045 0

البنكرياس هو عبارة عن غدة موجودة في منطقة البطن. و تُعتبر جزء من الجهاز الهضمي. يُعتبر البنكرياس أحد أنواع الغدد الصماء التي تقوم بتحرير مفرزاتها مباشرةً في مجرى الدم. حيث يعمل على إنتاج هرمون الأنسولين و تحريره في الدم. و الذي بِدَوْره يقوم بتنظيم مستويات السكر في الدم.

كما يتمتع البنكرياس أيضاً بِدَوْر غدة خارجية. يعمل على تحرير العصارات الهاضمة ضمن القنوات البنكرياسية. فيقوم بإنتاج الأنزيمات و العصارات الهاضمة في الأمعاء الدقيقة. مما يساعد على تحطيم الأطعمة المتناولة إلى جزيئات صغيرة ليسهل هضمها.

يبلغ طول البنكرياس 6-8 انش. يمتد بشكل طولي عبر منطقة البطن. الجزء الأكبر من البنكرياس يقع على الجهة اليمنى من منطقة البطن. حيث ترتبط المعدة مع الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة (الإثني عشر أو العفج). الطعام الذي تم هضمه بشكل جزئي في المعدة، يتنقل إلى الأمعاء الدقيقة. و يختلط في نفس الوقت مع العصارات الهاضمة التي يُنتجها البنكرياس.

يمتد الجزء الضيق من البنكرياس إلى الطرف الأيسر من البطن بجانب الطحال. أما القناة البنكرياسية فتمتد على طول البنكرياس، و تنضم إليها عدة فروع صغيرة من الأنسجة الغدية. يرتبط نهاية القناة البنكرياسية مع القناة الصفراوية القادمة من الكبد، و التي تقوم بإيصال العصارة الصفراوية إلى الأمعاء.

95% من أنسجة البنكرياس هي عبارة عن أنسجة غدية خارجية. تُنتج الأنزيمات المساعدة على الهضم. يقوم البنكرياس السليم الذي يتمتع بصحة جيدة، بتصنيع ما يقارب 1 ليتر من هذه الأنزيمات يومياً. أما النسبة المتبقية من أنسجة البنكرياس 5%، فتضم مئات الآلاف من خلايا الغدد الصماء التي تُعرف باسم جزر لانغرهانس.  هذه التجمعات الخلوية التي تشبه عناقيد العنب، تُنتج هرمونات هامة جداً تنظم مفرزات البنكرياس. و تتحكم بمستوى السكر في الدم.

أهمية و وظائف البنكرياس:

يقوم البنكرياس بإنتاج مواد كيماوية تساعد على هضم الطعام الذي نتناوله:

أنسجة الغدة الخارجية تفرز سائل مائي قلوي صافٍ، يحتوي على العديد من الأنزيمات. هذه الأنزيمات تعمل على تحطيم الطعام إلى جزيئات صغيرة سهلة الامتصاص من الأمعاء.

تتضمن أنزيمات البنكرياس:

أما الجزء من البنكرياس الذي يُعتبر من الغدد الصماء أو جزر لانغرهانس، فيعمل على إنتاج هرمون الأنسولين و غيره من الهرمونات:

تقوم خلايا بيتا البنكرياسية بتحرير هرمون الأنسولين، عندما يرتفع مستوى السكر في الدم.

هرمون الأنسولين:

يساعد على نقل الجلوكوز من الدم إلى العضلات، و غيره من الأنسجة. ليتم استخدامه كمصدر للطاقة. كما يساعد الكبد على امتصاص الجلوكوز و تخزينه على شكل الجليكوجين، في حال احتاج الجسم للطاقة خلال فترات التوتر أو الصيام أو أداء التمارين الرياضية.

عندما ينخفض مستوى السكر في الدم، تقوم خلايا ألفا البنكرياسية بتحرير هرمون الجلوكاجون glucagon الذي يعمل على تحطيم هرمون الجليكوجين glycogen إلى غلوكوز في الكبد. ثم يدخل الجلوكوز في مجرى الدم. و يُعيد مستويات السكر في الدم إلى وضعها الطبيعي.

المشاكل الصحية المرتبطة بالبنكرياس:

إن حدوث مشكلة في البنكرياس يؤثر على كامل الجسم. إذا لم يقوم البنكرياس بإنتاج كمية كافية من الأنزيمات الهاضمة، على سبيل المثال إذا لم يتم امتصاص الطعام بشكل جيد. ذلك سوف يؤدي إلى انخفاض الوزن و الإصابة بالإسهال.

جزر لانغرهانس المسؤولة عن تنظيم مستوى السكر في الدم. إذا تم إنتاج كمية قليلة فقط من هرمون الأنسولين، فإن ذلك سوف يؤدي إلى زيادة خطورة الإصابة بداء السكري. و سوف ترتفع نسبة السكر في الدم.

التهاب البنكرياس:

في بعض الحالات قد يعاني الشخص من التهاب مزمن (يتطور بالتدريج و ببطء) أو من التهاب حاد (يتطور بشكل مفاجئ). مما يؤدي إلى الإصابة بداء السكري الثانوي.

يحدث التهاب البنكرياس إذا حدث انسداد في القناة البنكرياسية الأساسية، و ذلك نتيجة وجود حصوات أو ورم. تتراكم العصارات الهاضمة داخل البنكرياس. مما يؤدي إلى تلف البنكرياس. حيث يبدأ بهضم نفسه!

يمكن أن يحدث التهاب البنكرياس نتيجة الإصابة بمرض النكاف أو حصى المرارة أو التعرض لصدمة نفسية أو استخدام الكحول أو الستيريوئيدات أو المخدرات.

التهاب البنكرياس الحاد:

هو من الالتهابات النادرة لكنها بحاجة لعناية فورية.

و تتضمن أعراض التهاب البنكرياس الحاد ما يلي:

يتم العلاج مباشرةً عن طريق تناول السوائل و مسكنات الألم. و عادةً لا يرغب المريض بتناول الطعام في البداية. لكن إذا كان الالتهاب خفيف أو معتدل، يستعيد عافيته سريعاً. و يبدأ بتناول الطعام خلال فترة قصيرة.

إذا حدث التهاب ثانوي في البنكرياس، يكون من الضروري إجراء عملية جراحية.

التهاب البنكرياس المزمن:

إذا تكرر حدوث التهاب البنكرياس الحاد المفاجئ، قد يتطور و يتحول إلى التهاب مزمن في البنكرياس و يسبب تلف دائم.

السبب الأكثر شيوعاَ للإصابة بالتهاب البنكرياس المزمن هو الإفراط في تناول الكحول و يصيب عادةً الأفراد في متوسط العمر.

تتضمن أعراض التهاب البنكرياس المزمن ما يلي:

  • ألم دائم في الجزء العلوي من البطن و الظهر.
  • انخفاض الوزن.
  • الإسهال.
  • داء السكري.
  • اليرقان الخفيف.

التهاب البنكرياس الوراثي:

في حال وجود خلل أو اضطراب وراثي في البنكرياس أو في الأمعاء، قد يؤدي ذلك إلى التهاب البنكرياس الوراثي. حيث يعاني المريض من التهابات حادة متكررة في البنكرياس قبل بلوغه الثلاثين من العمر. مما يؤدي إلى التهابات مزمنة لاحقاً.

هذا النوع من التهاب البنكرياس يتطور ببطء. و يؤدي إلى تلف دائم في البنكرياس.

قد يعاني المريض من:

  • الألم و الإسهال.
  • سوء التغذية.
  • داء السكري.

و يتمثل العلاج في التحكم بالألم و تعويض ما يفقده من أنزيمات. تتوفر اختبارات خاصة للتأكد من التهاب البنكرياس الوراثي.

سرطان البنكرياس:

السبب الأساسي للإصابة بسرطان البنكرياس غير معروف. لكنه غالباً ما يرتبط بالتدخين أو الإفراط في تناول الكحول.

و تتضمن العوامل الخطيرة الأخرى المؤدية لسرطان البنكرياس ما يلي:

و تتضمن أعراض سرطان البنكرياس:

  • ألم في الجزء العلوي من البطن. حيث يبدأ الورم بالضغط على الأعصاب.
  • اليرقان و هو عبارة عن اصفرار لون الجلد و العينين باللون الأصفر. و يصبح البول داكن اللون. حيث يؤثر السرطان على القنوات الصفراوية في الكبد.
  • فقدان الشهية للطعام و الإصابة بالغثيان و الإقياء.
  • انخفاض شديد في الوزن غير مبرر.
  • يصبح البراز دهني (غني بالدهون) و باهت اللون.

قد لا تظهر الأعراض إلى أن يتطور المرض و يصبح في المراحل المتقدمة (أي الأخيرة). لكن حتى بلوغ تلك المرحلة، يكون النجاح في العلاج متأخر جداً! أي فرصة الشفاء ضعيفة.

تتضمن الخيارات العلاجية للقضاء على سرطان البنكرياس ما يلي:

  • عن طريق إجراء عملية جراحية.
  • استخدام العلاج الكيماوي، أو العلاج بالأشعة. أو المشاركة بينهما.
  • أخيراً العلاج الرحيم و الذي يركز على تخفيف الألم.

يعتبر سرطان البنكرياس رابع نوع من أنواع السرطان الأكثر شيوعاً في الولايات المتحدة.

داء السكري:

تم الحديث عنه سابقاً بالتفصيل على الروابط التالية:

أعراض و أسباب داء السكري (مرض السكر) و أنواعه: https://capsuleh.com/diabetes-causes-symptoms/

مضاعفات داء السكري (مرض السكر) و العوامل المؤدية للإصابة به: https://capsuleh.com/complications-diabetes/

أساليب علاج داء السكري – مرض السكر: https://capsuleh.com/diabetes-treatment/

العادات الصحية و الحمية الغذائية لمرضى السكر: https://capsuleh.com/diabetes-diet/

و تتضمن المشاكل الصحية الأخرى الناتجة عن حدوث اضطرابات في البنكرياس ما يلي:

  • قصور البنكرياس أي لا يتمكن البنكرياس من إنتاج كمية كافية من الأنزيمات.
  • تشكيل كيسات أو خراجات في البنكرياس: و من الممكن إزالتها عن طريق الجراحة إذا كان هنالك خطورة من تطور السرطان.
  • تراكم السوائل داخل البنكرياس: و قد ينتج ذلك بسبب عدة مشاكل صحية. و يؤدي إلى الألم و ارتفاع في درجة الحرارة.
  • متلازمة زولينجر إليسون Zollinger-Ellison syndrome: و هي عبارة عن ورم يتطور في البنكرياس أو الإثني عشر.

كيفية الحفاظ على صحة البنكرياس:

تقترح المؤسسة الوطنية للبنكرياس استراتيجية مشابهة للأشخاص الذين يعانون من آلام البنكرياس. حيث يقترحون تناول حمية سائلة واضحة لمدة يوم إلى يومين، بما في ذلك عصير العنب و المرق و التفاح و التوت البري. الصيام لا يمكن أن يوفر كل العناصر الغذائية الأساسية. لذلك من الضروري بعد الصيام، التأكد من الحصول على طعام صحي مغذٍ، لتعويض ما يفقده الجسم.

المراجع:

https://www.medicalnewstoday.com/articles/10011.php

https://www.webmd.com/digestive-disorders/picture-of-the-pancreas#1

https://www.medicinenet.com/image-collection/renal_artery_stenosis_picture/picture.htm

الصورة المرفقة:

https://www.flickr.com/photos/niup20center/

تصنيفات المقال

انضم الى المحادثة

اذا أعجبك هذا المقال شاركه مع أصدقائك، شكراً لك