على الرغم من أن المصلح العام لاستخدام النزيف الداخلي، هو يستخدم عادةً لحالات التي لا يمكن رؤيتها خارج الجسم. لكن طبياً يتم استخدام هذا المصطلح بشكل أكثر دقة ليعبر عن مكان وجود النزف بوضوح داخل الجسم.
النزف الداخلي قد يحدث داخل الأنسجة أو الأعضاء أو في تجاويف الجسم بما في ذلك الرأس، قناة العمود الفقري، الصدر، البطن. و من الأمثلة عن المناطق المحتملة الأخرى من الجسم للإصابة بالنزف الداخلي تتضمن ما يلي: العين و الأنسجة الداخلية التي تبطن القلب و العضلات و المفاصل.
النزف الداخلي يصعب تمييزه أحياناً. يحتاج لعدة ساعات حتى تظهر الأعراض، و يتم تمييزه. و قد تظهر الأعراض فقط بعد فقدان كمية كبيرة من الدم أو إذا كان تراكم الدم كبير بشكل كافٍ ليضغط على العضو و يمنعه من أداء عمل بفعالية.
يحدث النزيف الداخلي في عدة مناطق من الجسم. و قد يسبب التهاب موضعي واضح و ألم. و في حال فقدان الشخص لكمية كبيرة من الدم، قد يدخل المريض في صدمة.
أعراض النزيف الداخلي:
تعتمد أعراض النزيف الداخلي على مكان حدوث النزف. و تتضمن الأعراض ما يلي:
- الصداع.
- تصلب الرقبة.
- التشوش.
- أعراض السكتة الدماغية و التي تتضمن ضعف البصر و الشعور بالإرهاق و التعب الشديد و صعوبة في التحدث.
- ضيق في التنفس.
- انخفاض ضغط الدم.
- وجود دم في البراز.
- نزف شرجي.
- نزف مع البول.
أسباب النزف الداخلي:
يحدث النزف الداخلي عندما يحدث تلف للشريان أو الوريد. مما يسمح للدم بمغادرة جهاز الدوران و يتجمع داخل الجسم.
تعتمد كمية النزف الداخلي على حجم تلف العضو أو الأوعية الدموية التي تزوده بالدم. و قدرة الجسم على تصحيح التلف الحاصل في جدران الأوعية الدموية. آلية الجسم الطبيعية لتصحيح النزف تتضمن تجلط الدم و قدرة الأوعية الدموية على التقلص للحدّ من تدفق الدم للمنطقة المصابة.
هنالك العديد من الأسباب المؤدية للنزف الداخلي. بما في ذلك الأمثلة التالية:
- التعرض لإصابة أو صدمة.
- كسور العظم.
- الحمل: النزف لا يعتبر من الأعراض الطبيعية نهائياً خلال فترة الحمل. و قد يكون مؤشر على الإجهاض أو الحمل خارج الرحم.
- نزف بعد العملية الجراحية.
- تناول الكحول.
-
يولد بعض الأفراد و لديهم اضطرابات وراثية و خلل في جهاز تخثر الدم. الإصابات الثانوية البسيطة بالنسبة لهؤولاء المرضى، قد تسبب لديهم حالات نزف خطيرة.
-
تناول بعض الأدوية: النزف من المضاعفات الشائعة الناتجة عن تناول مضادات التخثر و الأدوية المضادة للصفيحات. توصف هذه الأدوية عادةً للوقاية من الجلطات. لكن من الضروري الانتباه للجرعة لتحقيق التوازن في الجسم. و الوقاية من اضطرابات النزف.
-
الأفراد الذين يتناولون المميعات الدموية أو الأدوية المضادة للتخثر، هم أكثر عرضة للإصابة بالنزف، بالمقارنة مع الأفراد الذين لا يتناولون هذه الأدوية. عند تناول المميعات الدموية، حتى الإصابات البسيطة الثانوية، قد تؤدي إلى نزف شديد. لذلك من الضروري الموازنة بين أهمية تناول هذه الأدوية، و بين تأثيراتها السلبية.
من الأمثلة عن المميعات الدموية و مضادات التخثر، تتضمن ما يلي:
- مادة وارفارين warfarin
- هيبارين Heparin
- إينوكسابارين enoxaparin
- ريفاروكسابان rivaroxaban
- إيدوكسابان edoxaban
- دابيغاتران dabigatran.
و تتضمن الأدوية المضادة للصفيحات ما يلي:
- مادة الأسبيرين Aspirin
- كلوبيدوغريل (بلافيكس) (clopidogrel (Plavix
- براسوغريل prasugrel
- تيكاغريلور ticagrelor.
معظم حالات النزف تحدث غالباً نتيجة إصابة. و تعتمد على بعض الظروف مثل كمية القوة المطبقة، أو الضغط المسبب للنزف. و في بعض الأحيان قد يعاني الأفراد من نزف عشوائي. ليس بالضرورة أن يرتبط مع أي إصابة أو صدمة.
صدمة حادة Blunt trauma:
السقوط من ارتفاع عالٍ أو التعرض لحادث سيارة مثلاً، قد يسبب ضغط شديد و صدمة قوية على الجسم. ظاهرياً قد لا يحدث أي إصابة خارجية للجسم. لكن الضغط الشديد، قد يُحدِث تلف للأعضاء الداخلية و يسبب النزف.
تخيل لاعب كرة قدم تعرض لإصابة حادة بواسطة خوذة مثلاً على منطقة البطن. قد يتم ضغط الطحال أو الكبد بقوة، و يسبب نزف داخل العضو. و إذا كانت الضربة شديدة، قد تحدث تمزق في بطانة العضو، و امتداد الدم للتجويف البطني|، الذي يحتوي على أعضاء البطن مثل الأمعاء و الكبد و الطحال.
إذا حدثت الإصابة على منطقة الظهر، قد يتم الضغط على الكلية و تسبب نزف.
كسور العظام:
قد يحدث النزف الداخلي مع كسور العظام، و التي تحتوي على نقي العظام، حيث يتم إنتاج الدم. هذه العظام غنية بالدم. و من الممكن أن يفقد الجسم كمية كبيرة من الدم في حال الإصابة بالكسور.
كسر العظام الطويلة مثل عظم الفخذ قد ينتج عنه فقدان كمية كبيرة من الدم.
العظام المسطحة مثل عظام الحوض تتطلب قوة اكبر لتسبب الكسر. الصدمة الناتجة عن الكسر، قد تسبب تمزق للعديد من الأوعية الدموية المحيطة. مما يسبب نزف داخلي شديد.
الحمل:
النزف الذي يرافق الحمل، غير طبيعي نهائياً.
- النزف خلال الثلث الأول من الحمل هو مؤشر على خطورة الإجهاض.
النزف المهبلي خلال الأسابيع الأولى من الحمل، قد تكون مؤشر أو أعراض للحمل خارج الرحم.
في حال الحمل خارج الرحم، يتم انغراس المشيمة و الجنين في أنبوب نفير فالوب، أو مكان آخر خارج الرحم. و مع زيادة نمو المشيمة، تتآكل و تسبب نزف مميت، في حال لم يتم تمييز الحمل خارج الرحم و علاجه.
- أما النزف بعد الأسبوع 20 من الحمل، قد يكون نتيجة انزياح أو انفصال المشيمة. و بحاجة تدخل علاجي سريع.
في حالة انزياح المشيمة، ترتبط المشيمة بالرحم بالقرب من فتحة عنق الرحم. و تسبب نزف مهبلي غير مؤلم. يحدث الإجهاض عندما تنفصل المشيمة بشكل جزئي من جدار الرحم و تسبب ألم واضح سواءً مع نزف او بدون نزف مهبلي.
النزف بعد الجراحة:
في كل مرة يقوم الطبيب الجراح بقص أو فتح شق في الجسم، هنالك خطورة النزف، سواءً مباشرةً أو بعد فترة من الجراحة.
عندما تقترب العملية الجراحية من الانتهاء، يحاول الطبيب التأكد من السيطرة على جميع مخاطر النزيف. و ذلك من خلال تحديد و ربط الأوعية الدموية مع الغرز، أو استخدام الدبابيس الطبية. و من الممكن كيّ الأوعية الدموية، لمنع حدوث نزف. لكن من المتوقع في معظم الحالات حدوث نزف بسيط فقط.
و في بعض الأحيان من الممكن حدوث النزف بعد إجراء الجراحة. الأوعية الدموية التي تم قصها أثناء العملية الجراحية، تنكمش و تتشنج دون وجود مؤشرات للنزف. و من ثم خلال بضعة ساعات من انتهاء العملية، قد تسترخي الأوعية الدموية و تبدأ بالنزف.
كما قد تنفصل الدبابيس الجراحية و تسمح للأوعية الدموية بالنزف مجدداً. في كثير من الحالات يكون النزيف محدوداً. و يتمكن الجسم من ترميم نفسه ذاتياً. لكن في حالات أخرى، قد يحتاج المريض للعودة إلى غرفة العمليات، لاكتشاف سبب النزف و علاجه.
النزف العشوائي:
قد يحدث النزف الداخلي بشكل عشوائي دون وجود إصابة مسببة لذلك. خاصةً لدى الأفراد الذين يتناولون المميعات الدموية، أو لديهم اضطرابات وراثية في النزف.
تناول بعض الأدوية:
قد يحدث النزف الداخلي في القناة الهضمية ، نتيجة التأثيرات السلبية الناتجة عن بعض الأدوية. و غالباً ما يعود ذلك لتناول مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية، مثل مادة إيبوبروفين، و مادة الأسبيرين. هذه المواد قد تسبب الالتهابات و النزف في المريء أو المعدة أو الأمعاء.
فرط استهلاك الكحول:
إن فرط استهلاك الكحول لفترة طويلة من الزمن، قد يسبب تلف للكبد. و الذي بدوره يؤدي إلى مشاكل في النزف، من خلال عدة آليات، بما في ذلك انخفاض إنتاج البروتين المسؤول عن عامل التخثر.
تليف أو تشمع الكبد، أو تغير في تدفق الدم إلى الكبد، يؤدي إلى زيادة الضغط داخل الأوعية الدموية التي تزود الكبد.
و عندما يتغير تدفق إمدادات الدم للكبد، يسبب انتفاخ الأوعية الدموية حول المريء (دوالي المريء). مما يؤدي لزيادة خطورة نزف الأوعية الدموية المتورمة.
كما يؤثر الكحول بشكل مباشر على بطانة المعدة ، و الذي يؤدي إلى التهابات تسبب النزف.
و للحديث تتمة 🙂
المراجع:
https://www.emedicinehealth.com/gastrointestinal_bleeding/article_em.htm
https://www.webmd.com/first-aid/internal-bleeding-causes-signs#1