قد تلاحظ أحياناً و بشكل مفاجئ أنك تشعر بالفزع أو الخوف سريعاً من أي حركة أو صوت يحدث بالقرب منك.
حتى إن تحدث إليك أحدٌ ما بشكل مفاجئ، أو تحركت النافذة أو رنّ الهاتف أو قُرِع الباب!
جميع هذه الأمور العامة التي تسير بشكل تلقائي و طبيعي مع مجريات حياتنا. لسبب أو لآخر، قد تصبح مصدراً للفزع لدينا. أو لتنبيه جهازنا العصبي بطريقة شديدة. بحيث تؤدي لتسارع نبضات قلبنا، أو ارتعاش يدينا و غيرها من الأعراض المرافقة لحالات الهلع.
ما رأيك إذاً، هل هذه أمور و أعراض طبيعية؟ أم أنها أعراض تدعونا للوقوف عندها و تقييم صحتنا مجدداً؟
أن تعيش هذه الحالة خلال فترات متباعدة يُعتبر أمر طبيعي و لا شيء يدعو للقلق.
إنما إذا أصبحت ترتعش بسهولة بشكل متكرر يومياً أو عدة مرات في الأسبوع، معنى ذلك هنالك خطب ما يجب الانتباه له!
هنالك العديد من المشاكل الصحية التي من أعراضها الشائعة سهولة الفزع و الارتعاش المتكرر. بما في ذلك اضطراب القلق العام، حالات التوتر الحادة، و انخفاض مستوى السكر في الدم.
الأسباب الأكثر شيوعاً المؤدية لسهولة الفزع و الارتعاش المتكرر:
اضطراب القلق العام:
هو عبارة عن مشكلة صحية يعاني فيها الشخص من القلق المستمر.
حالات التوتر الحادة:
أو ما يعرف بالإجهاد الحاد، و تتضمن أعراضه: ضيق في التنفس، القلق و العصبية.
انخفاض مستوى السكر في الدم:
يسبب انخفاض سكر الدم أعراض تتمثل بالارتعاش و القلق و التهيج و الجوع و غيرها.
نوبات الذعر أو الهلع:
عندما يعاني شخص ما من نوبات الهلع، يشعر الشخص بالخوف المفاجئ الشديد، بحيث لا يمكنه التحكم به و السيطرة عليه.
اضطراب ما بعد الصدمة:
تعرض أحد ما لاضطراب ما بعد الصدمة قد يسبب له الاكتئاب و التوتر و غيره من أعراض القلق.
إدمان المخدرات:
تعاطي المخدرات و الإدمان عليها بما في ذلك الكوكائين، يؤدي لأعراض خطيرة على كافة الأصعدة، بما في ذلك التأثير على الحالة النفسية و العزلة.
فرط نشاط الغدة الدرقية:
قد يسبب فرط نشاط الغدة الدرقية لأعراض تتمثل بالتعب و الوهن الدائم و زيادة العطش و ضعف التفكير و سهولة كسر العظام.
تأثير هرمون الأنسولين:
رد فعل الأنسولين هو نتيجة انخفاض نسبة السكر في الدم. مما يسبب القلق و الجوع و الدوار و الارتعاش.
استخدام المنشطات:
بما في ذلك مادة الأمفيتامين التي تسبب ارتفاع ضغط الدم و تسرع ضربات القلب و توسع حدقة العين و التعرق و تنبيه الجهاز العصبي عموماً.
ما هي الأعراض التي تصف سرعة الهلع و الارتعاش بسهولة:
- قد تلاحظ أنك تقفز أو تتفاجأ بسهولة، حتى بسبب أصوات صغيرة أو غير مهمة، و التي عادةً لم تكن تزعجك!
- قد تجد أن حدثاً أو موقفاً ما قد يخيفك، لكن أكثر من المعتاد.
- قد تشعر أنك عصبي على نحو غير عادي.
- قد تشعر بالخوف بسهولة. و أن أشياء صغيرة قد تخيفك، و التي لم تكن تخيفك بطبيعة الحال.
- تلاحظ أنك تتنبه بسهولة، و تشعر بالانزعاج من أشياء لم تكن تزعجك بالعادة.
- تشعر كما لو أن أعصابك حساسة للغاية، و تفاعلية بشكل مفرط.
- قد تلاحظ أن هذه الأعراض تأتي و تذهب من حين لآخر. أو تحدث بشكل متكرر أو تستمر لأجل غير مسمى!
- قد تلاحظ أن أعراض الفزع هذه قد تسبق أو تصاحب أو تتبع حالات القلق أو العصبية أو الخوف أو مشاعر أخرى نفسية. أو قد تحدث بشكل منفصل في حد ذاتها.
- كما قد تتفاوت في شدتها. من حالات خفيفة ثانوية، إلى حالات معتدلة أو حادة.
- قد تتغير هذه الأعراض من يوم لآخر، أو من لحظة لأخرى.
لماذا قد يسبب القلق حالات الفزع بسهولة؟
ردة فعل بسبب التوتر:
عندما تكون قلقاً، ذلك ينشط ردود أفعال التوتر.
ردة فعل الجسم تجاه حالة التوتر، تسبب تغيرات فورية في الجسم من الناحية الفيزيولوجية و النفسية و العاطفية. مما يحفز قابلية الجسم على التعامل مع حالات التهديد. أي ينبه الجسم، إما قاتل أو اهرب! (و هو ما يُعرف باسم استجابة القتال أو الهروب fight or flight response).
على اعتبار أن هرمونات التوتر تؤثر بشكل أساسي على الجهاز العصبي. فإن حالات الإجهاد و التوتر المستمرة، قد تسبب مجموعة واسعة من أعراض الجهاز العصبي، بما في ذلك سهولة الفزع المتكرر.
فرط تحفيز الاستجابة للتوتر:
عندما تحدث ردود أفعال التوتر بشكل متباعد غير متكرر. يستطيع الجسم التغلب عليها بسرعة.
لكن عندما تحدث حالات التوتر بشكل متقارب و متكرر. لن يتمكن الجسم من التعافي بشكل كلي.
عدم القدرة على التعافي بشكل كامل، قد ينتج عنه بقاء الجسم في حالة تشبه الاستعداد للطوارئ. و التي نسميها التحفيز المفرط للاستجابة على التوتر.
على اعتبار أن هرمونات التوتر في حالة تنبيه مفرطة. فالجسم الذي يصبح مفرط التنبيه، يكون فائق الحساسية. مما يتسبب في دخول الشخص بحالة ذهول و توتر سهل للغاية.
على اعتبار أن الجهاز العصبي هو الجهاز المسؤول عن إرسال و استقبال الرسائل العصبية، بما في ذلك المعلومات الحسية. و بالتالي عندما يصبح الجهاز العصبي شديد التنبيه. يصبح شديد الحساسية للمنبهات من حوله، بما في ذلك الأصوات و الحركات و الروائح و الأحاسيس. هذه الحساسية المفرطة غالباً ما يُشار إليها بحالة التأهب أو القفز أو الحافة.
على الرغم من أن هذه الأعراض مزعجة. لكنها غالباً غير ضارة بحد ذاتها. إنما مؤشر على ارتفاع مستويات التوتر و القلق بشكل ملحوظ!!
كيف يمكننا التغلب على حالات الفزع المفرطة أو أعراض القلق:
بما أن هذه الأعراض ترتبط مع ارتفاع نسبة هرمونات التوتر في الجسم. إذاً يمكننا التغلب عليها و معالجتها من خلال:
- تهدئة أنفسنا، و اتباع نصائح للاسترخاء، و تخفيف حالات القلق و التوتر و الضغوطات التي نعيشها يومياً.
متى ما تعافى الجسم من ردود أفعال التوتر المفرطة، و التحفيز الشديد للجهاز العصبي. يمكنه العودة بشكل تلقائي لوضعه الطبيعي.
في الحالات الطبيعية:
يحتاج الجسم لمدة 20 دقيقة أو أكثر، حتى يتعافى من حادثة التوتر أو الاستجابة لضغوطات كبيرة.
لكن عندما تكون أعراض الفزع السريع، ناتجة عن التوتر و القلق المستمر:
إذاَ سيتطلب الجسم فترة زمنية أطول، للتعافي من فرط التنبيه العصبي.
متى ما عاد الجسم لوضعه الطبيعي، و زال تأثير التوتر و القلق، أو الإجهاد الشديد. ستزول أعراض سهولة الفزع المتكرر بشكل كامل.
يمكنك تسريع عودة الجسم للوضع الطبيعي، من خلال تخفيف حالات القلق و زيادة فترات الراحة و الاسترخاء و التأمل.
إليك أهم و أسهل الأساليب لتخفيف حالات القلق على المدى القريب:
- ضبط معدل التنفس، يساعد في تهدئة الجهاز العصبي.
- تجنب المحفزات التي تنبه الجهاز العصبي.
- الحصول على معدل نوم جيد و جودة نوم عالية.
- ممارسة التمارين الرياضية المعتدلة بشكل منتظم.
- استغلال أوقات المرح أو إيجادها بأنفسنا. فالسعادة لن تطرق بابنا يوماً ما. بل يجب علينا البحث عنها و صنعها بأنفسنا 🙂
أسأل الله تعالى لكم دوام الصحة و العافية. و شكراً لمتابعتكم أصدقائي و إخوتي في الله.
المراجع:
https://www.anxietycentre.com/anxiety-symptoms/startle-easily.shtml