تحدثت في المقال السابق عن أسباب آلام الركبة و الأعراض المرافقة و العوامل الخطيرة المؤدية لذلك. أما اليوم و بإذن الله تعالى سوف أكمل الموضوع عن المضاعفات الناتجة و الخيارات العلاجية المتوفرة.
أتمنى أن تجدوا الفائدة المطلوبة و شكراً للمتابعة.
مضاعفات آلام الركبة:
في معظم الأحيان يزول ألم الركبة حتى دون معرفة سبب الألم.
بالاعتماد على الأسباب الكامنة للألم، قد تتطور المشكلة و تؤدي إلى إصابات أكثر خطورة و مضاعفات.
عادةً هذه المضاعفات تظهر بعد فترة طويلة من الزمن. تؤدي لتفاقم الوضع و زيادة شدة الألم و صعوبة في المشي.
الاختبارات و التشخيص:
يطرح الطبيب بعض الأسئلة على المريض متعلقة بصحته العامة و وجود أي مشكلة صحية أخرى. يطلب من المريض وصف نوع الألم و مدته و ما هي الحالات التي تؤدي لزيادة شدة الألم أو تخفيف شدته. ثم يقوم الطبيب بإجراء فحص بدني للركبة. يتمثل بثني الركبة و فحص مقدار حركة الركبة بالكامل و ثبات الأربطة و ما إذا وجد تورم أو الانتفاخ. و غالباً ما يساعد في تقييم صحة الركبة، مقارنتها مع الركبة الأخرى.
في بعض الأحيان قد يلجأ الطبيب لطلب بعض الفحوصات و التي تتضمن:
الأشعة:
- تطبيق الأشعة السينية: للتأكد كم عدم وجود كسر أو تغيرات في هيكل الركبة.
- الرنين المغناطيسي: يستخدم لتقييم صحة أنسجة الركبة و إصابات الأربطة و الغضاريف و العضلات.
تحليل الدم:
في حال الشك بوجود داء النقرس أو التهاب المفاصل أو غيره من المشاكل الطبية، يعتمد الطبيب على إجراء تحليل للدم.
إزالة سائل المفصل: (بزل المفصل)
بعض الحالات الصحية، يتم تشخيصها بشكل أفضل عن طريق إزالة كمية صغيرة من سائل مفصل الركبة.
خلال عملية بزل المفصل، يتم إدخال إبرة صغيرة معقمة داخل المفصل و سحب كمية من السائلة. ثم يتم إرسال السائل إلى المخبر للتحليل و تقييم الوضع الصحي. هذه الطريقة مفيدة جداً في حال الشك بوجود التهاب في مفصل الركبة أو لتمييز داء النقرس و نماذج أخرى من التهاب المفاصل.
في حال وجود تجمع للدم في المفصل نتيجة التعرض لإصابة، فإن إزالة السائل، يساعد في تخفيف الألم.
من هو الطبيب المختص في علاج آلام الركبة؟
غالباً يتمكن الطبيب العام (طبيب العائلة) من تقييم مشكلة الركبة و علاجها.
إذا كان ألم الركبة يتطلب جراحة أو بحاجة لتقييم وضع الركبة بشكل أكثر تخصص، يتم استشارة طبيب أخصائي الأمراض العظمية.
الخيارات المتوفرة لعلاج ألم الركبة:
يحدث ألم الركبة عادةً لفترة قصيرة من الزمن ثم يزول من تلقاء نفسه. و في بعض الأحيان قد يعاود الألم مجدداً بعد بضعة أسابيع أو بضعة أشهر. تتراوح الخيارات العلاجية المتوفرة للتغلب على ألم الركبة، بالاعتماد على سبب و شدة الألم.
إذا أصبح ألم الركبة مزمن، فمن الضروري استشارة طبيب لتقييم المشكلة و تجنب المزيد من المضاعفات أو تلف الغضروف أو تدهور العظام أو الأربطة المتضررة.
أدوية علاج ألم الركبة:
قد يصف الطبيب بعض الأدوية لعلاج آلام الركبة أو لعلاج المشاكل الصحية الكامنة المسببة للألم.
إذا كنت تعتمد على تناول مسكنات الألم التي لا تحتاج وصفة طبية، بشكل متكرر. أنت بحاجة لاستشارة الطبيب لتقييم الوضع الصحي.
المعالجة الفيزيائية:
في بعض الأحيان فإن تقوية العضلات المحيطة بالركبة، يجعلها أكثر ثباتاً و يساعد في تحسين الحركة.
المتابعة مع المعالج الفيزيائي يساعد في الوقاية من الإصابة أو تطور الوضع سوءاً.
الحقن:
في بعض الحالات فإن حقن الدواء بشكل مباشر داخل الركبة، يساعد في علاج المشكلة. أكثر الأدوية شيوعاً التي يتم حقنها مباشرةً داخل الركبة هي الستيروئيدات القضرية و المزلقات.حقن الستيروئيدات القشروية تساعد في علاج التهاب المفاصل و غيره من التهابات الركبة.
عادةً يحتاج المريض لتكرار العلاج كل بضعة أشهر. أما المزلقات فهي بمثابة سائل الركبة الذي يتواجد بشكل طبيعي داخل المفصل. و يساعد في حركتها و تخفيف الألم.
الجراحة:
تتراوح جراحة الركبة من عملية منظار مفصل الركبة إلى استبدال كامل للركبة.
منظار مفصل الركبة Arthroscopic knee surgery:
من العمليات الجراحية الشائعة للركبة. تسمح للطبيب برؤية داخل الركبة من خلال إجراء شقوق صغيرة و إدخال كاميرا الألياف الضوئية.
بإمكان الطبيب علاج العديد من الإصابات و إزالة قطع صغيرة من العظام أو الغضاريف المتفتتة. هذه التقنيةهي إجراء شائع في العيادات الخارجية.
استبدال جزئي للركبة: Partial knee replacement
يقوم الطبيب باستبدال الجزء التالف من الركبة بأجزاء أخرى معدنية أو بلاستيكية.
على اعتبار أن جزء واحد فقط من مفصل الركبة، يتم استبداله. إذاً هذا النوع من الجراحة يحتاج فترة قصيرة من الزمن للتعافي. بالمقارنة مع جراحة استبدال كامل الركبة.
استبدال الركبة بالكامل:
في هذه العملية الجراحية يتم استبدال الركبة بالكامل بمفصل اصطناعي.
و من الخيارات العلاجية الأخرى:
- يلجأ البعض لتقنيات الوخز بالإبر، لتخفيف ألم الركبة، خاصةً المرضى الذين يعانون من التهاب المفاصل الناتج عن هشاشة العظام.
- المتممات الغذائية الغنية بمادة غلوكوزامين و مادة كوندرتين، كانت نتائجها مختلطة في البحوث و الدراسات.
العلاجات المنزلية لتخفيف ألم الركبة:
مسكنات الألم التي لا تحتاج لوصفة طبية تساعد في علاج ألم الركبة، مثل مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية أو مادة أسيتامينوفين. لكن يجب عدم الاعتماد على هذه الأدوية بشكل منتظم.
و من العلاجات المنزلية الفعالة في تخفيف آلام الركبة:
- الراحة: إن توفير الراحة لمفصل الركبة و أخذ استراحة من النشاطات التي تتضمن الركبة، تساعد في علاج آلام الركبة.
- مكعبات الثلج: تطبيق الثلج على الركبة يساعد في تخفيف الألم و الالتهاب.
- تطبيق ضماد ضاغط على الركبة يساعد في تخفيف التورم و الانتفاخ. يجب ألا يكون الضماد ضيق و يجب إزالته في الليل.
- رفع الساق يساعد في تخفيف التورم و توفير الراحة للركبة.
هل من الممكن الوقاية من آلام الركبة؟
هنالك العديد من الأسباب المؤدية لآلام الركبة. بعض هذه الأسباب من الممكن الوقاية منها من خلال اتباع بعض الاستراتيجيات:
على سبيل المثال ألم الركبة الناتج عن فرط استهلاك الركبة و التمارين المكثفة على الركبة، كما هو الحال بالنسبة لممارسي رياضة الجري. من الممكن الوقاية من آلام الركبة من خلال الجري على سطح طري أملس أو تخفيف مدة الجري.
الوقاية من الإصابات المباشرة على الركبة من خلال ارتداء حزام أمان واقي للركبة من الإصابات الرياضية.
تخفيف الوزن من الأساليب الفعالة لعلاج مختلف المشاكل الصحية التي تسبب ألم الركبة.
المراجع:
https://www.healthline.com/health/chronic-knee-pain
https://www.medicinenet.com/knee_pain_facts/article.htm
https://www.verywellhealth.com/knee-pain-symptoms-2549628
https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/knee-pain/diagnosis-treatment/drc-20350855