في المقالة السابقة تحدثت عن البنية التشريحية لأسفل الظهر و الأسباب المؤدية إلى آلام أسفل الظهر. أما اليوم سوف أكمل الموضوع بإذن الله. أتمنى أن تجدوا الفائدة المطلوبة و شكراً للمتابعة.
بعد أن تعرفنا على البنية التشريحية لأسفل الظهر، فإنه من السهل علينا معرفة وظائفه و الضرر و المضاعفات الناتجة عنه.
وظيفة أسفل الظهر:
تتضمن وظيفة أسفل الظهر أو المنطقة القطنية، الدعم الهيكلي و الحركة و حماية أنسجة محددة في الجسم. و بتوضيح أكبر:
- عند الوقوف يعمل أسفل الظهر على دعم وزن الجزء العلوي من الجسم.
- عند الانحناء أو التمدد أو دوران الخصر، يعزز أسفل الظهر هذه الحركات. لذلك أي إصابة هيكلية، تؤثر على حمل وزن الجسم سواءً إصابة العمود الفقري أو العضلات أو الأربطة و الأوتار.
- بالإضافة لدوره في حماية الأنسجة الناعمة للجهاز العصبي و الحبل الشوكي و الأعضاء القريبة للحوض و البطن.
أعراض ألم أسفل الظهر:
تتراوح شدة الألم من حالات خفيفة إلى إحساس شديد بالألم. قد يؤدي الألم لصعوبة في الحركة، أو صعوبة في تغيير الوضعية خاصةً عند الوقوف بشكل مستقيم.
إن ألم أسفل الظهر الحاد يأتي عادةً بشكل مفاجئ، و يكون ذلك غالباً نتيجة إصابة من حمل الأشياء الثقيلة، أو ممارسة التمارين الرياضية المجهدة.
إذا استمر الألم لمدة ثلاثة أشهر متواصلة يُعتبر ألم مزمن.
متى يجب عليك زيارة الطبيب:
- إذا لم يتحسن الألم خلال 72 ساعة يجب عليك مراجعة الطبيب.
- إن ألم الظهر الشديد الذي يتبع الإصابة أو السقوط، يجب أن يتم فحصه عند طبيب مختص. و من الأعراض التحذيرية التي ترافق الألم:
- قلة التحكم بعملية تفريغ الأمعاء أو المثانة.
- ضعف في الساقين.
- ارتفاع درجة الحرارة.
- ألم عند السعال أو التبول.
- في حال وجود أي من الأعراض السابقة مع ألم الظهر، يجب مراجعة الطبيب.
الاختبارات و تشخيص آلام الظهر:
لمساعدة الطبيب في تشخيص سبب الألم بشكل مركز، يجب أن يكون المريض واضحاً في وصفه و تخصيصه لنوع الألم. متى يبدأ الألم و ما هي الأعراض المرافقة له و في حال وجود مشاكل صحية أخرى أم لا.
قد يلجأ الطبيب لإجراء اختبار في الأشعة السينية أو التصوير المقطعي المحوسب أو الرنين المغناطيسي.
العوامل الخطيرة المؤدية للمرض:
معظم الأفراد يختبرون ألم أسفل الظهر للمرة الأولى في الثلاثينات من العمر. و يزداد تكرر الحالة و شدتها مع التقدم في السن. و من الأسباب الأخرى:
- زيادة الوزن و البدانة.
- قلة الحركة و نمط الحياة الخاملة غير النشطة.
- طبيعة العمل التي تتطلب حمل أشياء ثقيلة.
علاج ألم أسفل الظهر:
هنالك عدة خيارات علاجية لآلام أسفل الظهر، بالاعتماد على السبب و الأعراض. سوف أبدأ بذكرها بالتدريج بدءاً من الحالات الخفيفة من الألم إلى الحالات الشديدة:
العلاجات المنزلية لألم أسفل الظهر:
إن ألم الظهر الناتج عن الإجهاد العضلي يزول من تلقاء نفسه عادةً، لكن يمكنك اتخاذ بعض الخطوات للشعور بالتحسن سريعاً.
- استخدام كيس ماء ساخن.
- الحصول على قسط كافِ من الراحة في السرير. لكن في حال كانت المشكلة نتيجة جهد العضلات، ينصح الطبيب بممارسة النشاطات الطبيعية بأسرع وقت ممكن. فقد أظهرت الدراسات أن البقاء في السرير أكثر من يومين، قد يزيد الوضع سوءاً و يقلل من مرونة العضلات.
- اليوغا: إذا استمر الألم أكثر من ثلاثة أشهر، قد تساعد تمارين اليوغا في تخفيف الألم. فقد أظهرت الدراسات أن الأشخاص الذين يواظبون على ممارسة تمارين اليوغا لمدة 12 أسبوع، تكون أعراض ألم الظهر لديهم أقل بالمقارنة مع باقي الأفراد.
- العلاج بالتدليك (المساج): يساعد التدليك في تخفيف آلام الظهر المزمنة، خاصةً عندما يرافق ذلك التمارين و حركات التمدد.
- الوخز بالإبر: إن نتائج الأبحاث متضاربة في هذا الخصوص، حيث أظهرت بعض الدراسات نتائج ممتازة في التغلب على مشكلة ألم الظهر بعد الاعتماد على الوخز بالإبر لمدة 8 أسابيع. بينما لم تبدي أي تحسن في بعض الحالات الأخرى.
العقاقير الطبية لعلاج ألم أسفل الظهر:
في الحالات الخفيفة أو المعتدلة من آلام الظهر، فإن استخدام العقاقير الطبية التي لا تحتاج لوصفة طبية مثل مادة أسيتامينوفين و مادة إيبوبروفين و مادة نابروكسين، تقدم نتائج ملحوظة في تسكين الألم.
بالإضافة لذلك فإن استخدام الكريمات المسكنات الموضعية تساعد بشكل فعال في علاج ألم العضلات.
أما بالنسبة للحالات الشديدة و الآلام المزمنة، يلجأ الطبيب لاستخدام العقاقير الطبية التي تحتاج لوصفة الطبيب و المرخيات العضلية.
الحقن:
إذا لم يجد المريض أي تحسن على العلاجات السابقة، قد يلجأ الطبيب لاستخدام الحقن في الظهر. حيث تستهدف هذه الطريقة الأعصاب المتهيجة. تحتوي العقاقير الطبية التي يتم حقنها على مادة الستيروئيدات.
العمليات الجراحية:
إذا استمر ألم الظهر لفترة طويلة، و أصبح يؤثر على الحياة اليومية، و لم يجد المريض أي تحسن على الأدوية السابقة، يقوم الطبيب بإجراء الجراحة.
بالاعتماد على سبب الألم، قد يقوم الطبيب بإزالة الديسك أو الغضروف المنزلق أو الممزق، و توسيع المكان المحيط بالنخاع الشوكي، و دمج فقرتي العمود الفقري معاً.
العلاج الفيزيائي:
إذا تسبب ألم الظهر في بقاء المريض لفترة طويلة دون نشاط أو حركة. في هذه الحالة يحتاج المريض لبرنامج إعادة تأهيل يساعد في تقوية العضلات و العودة مجدداً للنشاطات اليومية. إن العلاج الفيزيائي قد يساعد من خلال تمارين القوة و التمدد و انخفاض تأثير القلب سوف يساعدك دون إجهاد ظهرك.
التمارين الرياضية لتقوية الظهر:
بالاعتماد على سبب ألم الظهر، هنالك بعض التمارين التي يجب على المريض تجنبها. لذلك يجب استشارة الطبيب قبل أداء التمارين الرياضية لتحديد نوعية التمارين المناسبة لك.
هنالك نوعين من التمارين التي تساعد على تقوية الظهر مجدداً و هي تمارين الانحناء و التمدد.
- في تمارين الانحناء، يقوم المريض بالانحناء نحو الأمام ليتم تمديد عضلات الظهر و الأرداف.
- أما في تمارين التمدد، يتم انحناء المريض نحو الخلف، لتطوير العضلات التي تدعم النخاع الشوكي. و من الأمثلة على ذلك هو رفع الساق للخلف نحو الأعلى أثناء الاستلقاء على البطن.
أساليب الوقاية من آلام أسفل الظهر:
لا يوجد طريقة أكيدة لتجنب ألم الظهر مع التقدم في السن، لكن هنالك خطوات يمكنك اتباعها لتخفيف خطورة الإصابة بآلام الظهر و تتضمن ما يلي:
- الحفاظ على وزن صحي.
- ممارسة التمارين الرياضية بشكل معتدل و منتظم.
- عند حمل الأشياء تركيز الوزن على القدمين و ليس على الظهر.
- الحرص على وضعية الجلوس الصحية.
المراجع:
http://www.prevention.com/health/health-concerns/highly-effective-treatments-for-lower-back-pain
http://www.webmd.com/back-pain/ss/slideshow-low-back-pain-overview
http://www.medicinenet.com/low_back_pain/article.htm
الصورة المرفقة:
https://www.flickr.com/photos/42269981@N05/
BouaIssa
ماهو الدواج لالم الضهر
بدور الآغا
أهلاً و سهلاً بك..
الخيارات العلاجية المتوفرة هي التي ذكرتها في المقال أعلاه. تبعاً لتحديد سبب ألم الظهر، يتم اختيار العلاج المناسب.
أسأل الله تعالى لك دوام الصحة و العافية. و على الرحب و السعة دائماً.