التشنج العضلي المزمن هو عبارة عن زيادة لا إرادية في توتر العضلات. تحدث نتيجة إصابة المسارات الحركية في الدماغ أو النخاع الشوكي.
أنواع التشنج العضلي المزمن:
لدينا نوعين من التشنج العضلي المزمن:
- إما ناتج عن إصابة العمود الفقري: كما هو الحال في حالات التصلب المتعدد أو إصابة الحبل الشوكي.
- أو ناتج عن إصابة دماغية: كما هو الحال عند التعرض لإصابة على الدماغ أو السكتة الدماغية.
أعراض التشنج العضلي المزمن:
تتمثل حالات التشنج العضلي المزمن بحدوث ضعف و فرط منعكس و بطء في التنسيق.
مما قد يعيق النشاطات اليومية، كتناول الطعام أو ارتداء الملابس أو حركة الأمعاء و المثانة، بالإضافة للعناية بالنظافة الشخصية.
كما تحدّ من حركة المفاصل. فتسبب انكماش (تقصير في العضلات، التي بدورها تؤدي إلى خلل في حركة المفاصل). و قد ينتج عنها الألم الشديد و تشقق الجلد في بعض الأحيان.
الاختبارات و التشخيص:
أعراض التشنج العضلي المزمن، تبدو واضحة مباشرةً للطبيب، من خلال الفحص البدني للمريض.
أما في حال ازداد التشنج لدى المريض المستقر، يقوم الطبيب بالبحث عن العوامل المحفزة للتشنج العضلي المزمن.
على سبيل المثال هل يوجد أي التهابات (كالمثانة أو أظافر القدمين)، أو حصوات بولية أو الإمساك أو تجلطات في الأوردة العميقة.
و ينصح دائماً بالفحوصات البدنية، كتقييم مجال تمدد العضلات و نطاق الحركة اليومي.
قد يحتاج المريض لاستخدام أقواس للتحكم بحركة الطرف المتشنج، و منع التقلصات و تثبيط المنعكس العضلي لا الإرادي.
الخيارات العلاجية المتوفرة في حالات التشنج العضلي المزمن:
يهدف العلاج للتحكم بالتشنج المزمن، لتعزيز راحة المريض و حركته و مستوى حياته.
يتضمن العلاج استرخاء العضلات المتشنجة قدر الإمكان. و تخفيف الألم و تصلب العضلات.
بالإضافة لتشجيع نمو العضلات بالشكل الأمثل لدى الطفل، و تحسين استقلاله و اعتماده على نفسه قدر الإمكان.
يحدد الطبيب الخطة العلاجية اللازمة لكل حالة، و التي تتضمن المعالجة الفيزيائية، الحقن الموضعية، الأدوية الفموية أو الجراحة.
التشنج العضلي المزمن العام:
يتم الاعتماد على مضادات التشنج الفموية .
تشير الدراسات أن هذه الأدوية أكثر فعالية في حالات التشنج الناتجة عن إصابات النخاع الشوكي، أكثر من فعاليتها في الإصابات الناتجة عن الدماغ.
و تتضمن مضادات التشنج الفموية ما يلي:
- مادة باكلوفين: و هو الخيار العلاجي الأول في حالات التشنج العضلي المزمن. يتم زيادة الجرعة بالتدريج إلى أن نصل للجرعة العلاجية المطلوبة.
و عند إيقاف الدواء أيضاً، يجب تخفيف الجرعة بالتدريج للوقاية من المضاعفات الناتجة كنوبات الصرع و الاختلاجات و الهلوسة.
- مادة تيزانيدين يُعتبر الخيار العلاجي الثاني. أو يمكن استخدامه بالمشاركة مع مادة باكلوفين.
- بنزوديازيبام مثل مادة ديازيبام أو كلونازيبام، يتم الاعتماد عليه لعلاج التشنجات خاصةً في الليل. لا يستخدم في النهار نظراً لآثاره المهدئة.
- غابابنتين: يتم الاعتماد عليه كعلاج بديل أو إضافي، للتحكم بحالات التشنج التي يرافقها آلام عصبية.
- كما قد يتم إضافة خلاصة الماريجوانا أو القنب (بخاخ فموي) لعلاج التشنجات لدى مرضى التصلب اللويحي، أو الحالات التي يرافقها ألم الاعتلال العصبي.
عندما لا نستطيع الاعتماد على العلاجات الفموية، أو لا تبدي الفعالية المطلوبة، يتم اللجوء للحقن داخل القراب. حيث يتم وضع مضخة مبرمجة مزروعة في جدار البطن الأمامي. تقوم بإيصال كميات قليلة متواصلة من المادة الدوائية المطلوبة (عادةً هي باكلوفين) في السائل الشوكي مباشرةً. و هي أكثر فعالية إذا كانت الأطراف السفلية هي المتضررة.
التشنج العضلي المزمن البؤري أو المركزي:
- يعتمد العلاج البؤري على استخدام علاج كيميائي موضعي مثل مادة onabotulinumtoxinA (بوتوكس). و تدوم فعاليتها عادةُ ثلاثة أشهر.
- أو حقن الفينول لتخفيف التشنجات الانتقائية غير الطبيعية. و تدوم فعاليتها عادةُ ستة أشهر. ثم يكرر العلاج كل ستة أشهر حسب الحاجة.
تعمل حقن الفينول على حجب الأعصاب من الذهاب إلى مجموعات محددة من العضلات المتشنجة. أما مبدأ عمل البوتوكس هو منع تحرير مادة أستيل كولين بين الأعصاب و العضلات. و بالتالي حجب النشاط العصبي في العضلات، للتحكم في تشنج العضلات و شلّ حركتها.
في حالات التشنجات البؤرية فإن العلاج الموضعي أكثر فعالية و أقل تأثيرات جانبية، بالمقارنة مع الأدوية الفموية لعلاج التشنجات العامة.
يتبع الحقن الموضعية، المعالجة الفيزيائية. و هي خطوة هامة هنا يجب عدم تجاهلها.
أسأل الله تعالى دوام الصحة و العافية، لكم جميعاً. و شكراً لمتابعتكم و وجودكم إخوتي الكرام 🙂
المراجع:
https://www.healthline.com/health/spasticity
https://www.hopkinsmedicine.org/health/conditions-and-diseases/spasticity