المتلازمة الكلوية هي ليست مرضاً. بل هي عبارة عن مجموعة من الأعراض، التي تظهر إذا كانت الكلية لا تعمل بشكل جيد، أي لا تقوم بفلترة و تخليص الجسم من الفضلات و الكميات الفائضة من الماء، بشكل جيد. هذه الفضلات و الماء ينتهي بها المطاف في المثانة، و تغادر الجسم ضمن البول.
الأوعية أو الأنابيب التي تنقل الفضلات، هي جزء من جهاز الفلترة و الترشيح الخاص بالكلية، و تدعى الكُبيبات (glomeruli). عندما يحدث تلف في هذه الكبيبات، ينزلق الكثير من البروتين من خلال المرشحات إلى البول. و تحدث المتلازمة الكلوية.
تصيب هذه المشكلة مختلف الأعمار، سواءً الأطفال او البالغين. لكن هنالك عدة خيارات علاجات متوفرة و فعالة.
أسباب المتلازمة الكلوية:
في بعض الأحيان تكون المشكلة الصحية تؤثر بشكل مباشر على الكلية فقط. و بهذه الحالة تدعى المتلازمة الكلوية الأساسية أو الأولية. لكن في حالات أخرى، قد يعاني الشخص من مشكلة صحية في أجزاء أخرى من الجسم. و من ثم تؤثر على الكلية. و تُعرف بهذه الحالة المتلازمة الكلوية الثانوية.
تتضمن المشاكل الصحية التي قد تسبب تلف للكبيبات الكلوية، ما يلي:
مرض ناتج عن تغير بسيط: Minimal change disease
و هو السبب الأساسي للمتلازمة الكلوية عند الأطفال. لا يوجد سبب واضح، ليتمكن الطبيب من تحديد سبب التوقف المفاجئ لعمل الكلية بشكل فعال. تبدو أنسجة الكلية طبيعية عند فحصها تحت المجهر.
تصلب الكبيبات القطعي البؤري: (Focal segmental glomerulosclerosis ( FSGS
و هو عبارة عنمرض يتمثل بتشكل ندبات في الكبيبات الكلوية. و هو السبب الأساسي الأكثر شيوعاً للمتلازمة الكلوية لدى البالغين.
اعتلال الكلية الغشائي (التهاب كبيبات الكلى الغشائي): Membranous nephropathy
حيث يزداد سماكة أغشية الكبيبات الكلوية. لا يوجد سبب معروف لحدوث هذه المشكلة. لكن تُشير الدراسات إلى أنه يرتبط مع حالات السرطان أو الملاريا أو التهاب الكبد الوبائي أو الذئبة الحمامية.
داء السكري:
و يُعتبر داء السكري من أكثر الأسباب شيوعاً للإصابة بالمتلازمة الكلوية الثانوية عند البالغين. حيث يسبب تلف للكيلة يُعرف باسم اعتلال الكلية السكري.
داء الذئبة الحمامية:
الذئبة الحمامية عبارة عن مرض مزمن يصيب الجهاز المناعي المركزي، و تسبب تلف شديد للكلية.
الداء النشواني:
يحدث الداء النشواني عندما يتراكم بروتين الأميلويد في الدم. مما يؤدي إلى إتلاف الكلى.
أعراض المتلازمة الكلوية:
هنالك أربعة مؤشرات أساسية أو أعراض تشير لوجود المتلازمة الكلوية و تتمثل بما يلي:
- وجود كميات كبيرة من البروتين في الدم.
- ارتفاع نسبة الدهون و الكولسترول في الدم (فرط كولسترول الدم).
- تورم الساقين و الكاحل و في بعض الأحيان تورم اليدين و الوجه أيضاً (الاستسقاء أو الوذمة).
- مستويات منخفضة من الألبومين في الدم ( hypoalbuminemia).
العوامل المؤدية لزيادة خطورة الإصابة بالمتلازمة الكلوية:
بعض المشاكل الصحية: مثل داء السكري، الذئبة الحمامية، تؤدي لزيادة احتمال الإصابة بالمتلازمة الكلوية.
- تناول بعض الأدوية بشكل منتظم مثل مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية.
- الإصابة ببعض حالات العدوى و الالتهابات و التي تتضمن: التهاب الكبد النوع ب و النوع ج، الملاريا، فيروس نقص المناعة المكتسبة.
- إهمال علاج الالتهابات عند الأطفال.
الاختبارات و التشخيص:
- تحليل البول، لقياس كمية البروتين الذي تقوم الكلية بفلترته.
- تحليل الدم للكشف عن وظاف الكلية.
- بالإضافة لفحوصات أخرى للكشف عن وجود مشاكل صحية كامنة مؤدية للاعتلال الكلوي الثانوية مثل داء السكري.
- بعض المرضى بحاجة لأخذ خزعة من أنسجة الكلية لفحصها تحت المجهر.
المضاعفات الناتجة عن المتلازمة الكلوية:
إذا لم يتم علاج المتلازمة الكلوية قد تؤدي إلى مشاكل صحية أخرى تتضمن ما يلي:
- تخثر الدم: نتيجة فقدان كمية كبيرة من بروتين الدم. مما يؤثر على قابلية الجسم لمنع تجلط الدم.
- ارتفاع نسبة الكولسترول و الشحوم الثلاثية.
- ارتفاع ضغط الدم.
- الفشل الكلوي نتيجة تلف الكلية و عدم قدرتها على تخليص الدم من السموم و الفضلات.
- التهابات مثل الالتهاب الرئوي و التهاب السحايا. نظراً لفقدان الجسم البروتينات التي تعمل على مكافحة الالتهابات (بروتين الغلوبولين المناعي).
علاج المتلازمة الكلوية:
يتم اختيار العلاج المناسب بالاعتماد على سبب المتلازمة الكلوية. إذا كانت المتلازمة الكلوية الثانوية، يجب ان يتم علاج السبب الأساسي المؤدي للمشكلة.خفض نسبة الكولسترول و الضغط الدم بالإضافة لعلاج حالات الاستسقاء و احتباس السوائل.
و تتضمن الأدوية العلاجية ما يلي:
- أدوية علاج ضغط الدم المرتفع (مثبطات الأنزيم المحول للأنجيوتنسين) التي تحدّ من الضغط على الكبيبات الكلوية و تعمل على خفض كمية البروتينن في البول.
- المدرات البولية لتخفيف احتباس السوائل و التورم.
- خافضات الكولسترول.
- المميعات الدموية أو مضادات التخثر.
- الأدوية التي تخفف نشاط الجهاز المناعي مثل الستيروئيدات القشرية.
قد يحتاج المريض للامتناع عن تناول الأملاح لتخفيف التورم. كما يقترح الطبيب تناول حمية غذائية قليلة الدهون و الكولسترول.
إذا لم تتحسن حالة المتلازمة الكلوية على الرغم من اتباع هذه الخطوات العلاجية. قد يحتاج المريض إلى غسيل الكلية و التي تتمثل باستخدام آلة لفلترة الجم على اعتبار أن الكلية غير قادرة على أداء عملها.
أساليب الوقاية من المتلازمة الكلوية:
لا يمكن تجنب بعض الأسباب المؤدية للمتلازمة الكلوية. لكن بإمكانك اتخاذ بعض الخطوات للوقاية من تلف الكبيبات الكلوية و ذلك من خلال ما يلي:
- التحكم بضغط الدم المرتفع و داء السكري، في حال الإصابة بهم.
- التأكد من الحصول على كافة اللقاحات اللازمة لحالات الالتهاب الشائعة خاصةً بالنسبة للأفراد الذين يعملون أو يحيطون بمرضى التهاب الكبد و غيره من الالتهابات المعدية.
- إذا وصف الطبيب المضادات الحيوية، يجب الالتزام التام بالجرعة و التعليمات و متابعة العلاج إلى أن ينتهي تماماً حتى و إن تحسنت حالة المريض.
المراجع:
https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/nephrotic-syndrome/symptoms-causes/syc-20375608
https://www.webmd.com/a-to-z-guides/what-is-nephrotic-syndrome#1
https://www.healthline.com/health/nephrotic-syndrome
https://www.nhs.uk/conditions/nephrotic-syndrome/
الصورة المرفقة:
https://www.flickr.com/photos/138378612@N08/