علاج داء الذئبة الحمامية و أهم النصائح للوقاية من هجمات المرض الحادة

5140 0
5140 0

في المقال السابق تحدثتُ عن أسباب و أعراض داء الذئبة الحمامية و المضاعفات الخطيرة الناتجة عنها. أما اليوم و بإذن الله تعالى سوف أُكمل الموضوع. أتمنى أن تجدوا الفائدة المطلوبة و شكراً للمتابعة.

الاختبارات و التشخيص:

إن تشخيص داء الذئبة الحمامية، يُعتبر من الحالات الصعبة، نظراً لأن الأعراض تتراوح بشدة من شخص لآخر. و تتفاوت مع مرور الزمن. و قد تصبح أكثر سوءاً عند وجود مشاكل صحية أخرى.

لا يوجد اختبار معين لتحديد مرض الذئبة، إنما المشاركة بين التحاليل الدموية و تحليل البول، بالإضافة للأعراض التي يعاني منها المريض و الفحوصات البدنية. جميع هذه الاختبارات مشتركة معاً، قد تؤدي لتشخيص مرض الذئبة.

و تتضمن الفحوصات ما يلي:

فحص تعداد كامل لمكونات الدم:

يقيس عدد كريات الدم الحمراء و البيضاء و الصفيحات الدموية بالإضافة لنسبة الهيموغلوبين البروتين الموجود في خلايا كريات الدم الحمراء.

نتيجة هذا الاختبار تساعدنا في الكشف عن فقر الدم في حال وجوده، و الذي ينتج أيضاً عن داء الذئبة الحمامية. و انخفاض نسبة خلايا كريات الدم البيضات و الصفيحات أيضاً من أعراض مرض الذئبة.

قياس معدل سرعة ترسب مكونات الدم:

حيث يعتمد على قياس نسبة ترسب خلايا كريات الدم الحمراء في أسفل الأنبوب المخبري، خلال ساعة من الزمن. إذا كان معدل الترسيب أسرع من الحالة الطبيعية، يشير ذلك لوجود أمراض جهازية مثل الذئبة.

إن قياس معدل الترسيب ليس اختبار خاصة للكشف عن مرض معين. إنما يشير لوجود مرض جهازي أم لا. فهو اختبار غير محدد. قد يرتفع معدل الترسيب عند وجود عدوى ما أو التهابات أخرى أو مرض السرطان.

تقييم وظائف الكبد و الكلى:

يساعد اختبار الدم في الكشف عن وظائف الكلى و الكبد. هذه الأعضاء التي يؤثر عليها مرض الذئبة.

تحليل البول:

للكشف عن وجود ارتفاع في نسبة البروتين في البول أو وجود خلايا كريات الدم الحمراء في البول. مما يشير لوجود مشكلة في الكلية.

اختبار الأجسام المضادة للنواة:

إذا كانت نتيجة الاختبار إيجابية، أي وجود أجسام مضادة و التي ينتجها الجهاز المناعي الداخلية، معنى ذلك أنه تم تحفيز مناعة الجسم. على الرغم أن معظم مرضى الذئبة تكون نتيجة الاختبار لديهم هي وجود أجسام مضادة. لكن ليس بالضرورة إذا كانت نتيجة الاختبار إيجابية أن الشخص مصاب بداء الذئبة. قد يكون لسبب آخر. لذلك في هذه الحالة يطلب الطبيب إجراء اختبارات للأجسام المضادة أكثر تخصصاً.

إجراء بعض الصور للمريض:

إذا اعتقد الطبيب أن مرض الذئبة يؤثر على الرئتين و القلب، يقترح إجراء الاختبارات التالية:

صورة للصدر بواسطة الأشعة السينية:

هذه الصورة قد تعكس وجود ظلال غير طبيعية مما يشير لوجود سوائل و التهابات في الرئتين.

تخطيط للقلب:

يعتمد هذا الاختبار على استخدام الأمواج الصوتية لإنتاج صور لمعدل التنفس مما يكشف عن وجود مشاكل في صمامات القلب أو أجزاء أخرى من القلب.

خزعة:

قد يؤثر مرض الذئبة على الكلى في عدة طرق مختلفة و يتراوح العلاج بالاعتماد على نوع التلف الذي يحدث.

في بعض الحالات من الضروري أخذ عينة صغيرة من أنسجة الكلى لاختيار العلاج المناسب. يتم الحصول على العينة عن طريق إدخال إبرة دقيقة أو من خلال إجراء شق صغير. و في بعض الأحيان يتم أخذ عينة من الجلد لتشخيص داء الذئبة الذي يصيب أنسجة البشرة.

علاج داء الذئبة الحمامية:

يعتمد العلاج على الأعراض و المناطق المتضررة من مرض الذئبة. في معظم الحالات يتم اختيار العلاج للسيطرة على الأعراض و التحكم بالمرض. و تتضمن الخيارات العلاجية المتوفرة ما يلي:

الأدوية المضادة للالتهاب غير الستيروئيدية:

و من الأمثلة على ذلك الأدوية التي لا تحتاج لوصفة طبية مثل مادة نابروكسين و مادة إيبوبروفين (أدفيل)، التي تستخدم لعلاج الألم و التورم و الحرارة المرافقة لداء الذئبة. كما قد يصف الطبيب مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية الأكثر شدة التي تحتاج لوصفة طبية.

التأثيرات الجانبية الناتجة عن مضادات الالتهاب غير الستيروئدية تتضمن:

نزف المعدة، مشاكل في الكلية و زيادة خطورة الإصابة بمشاكل القلبية.

الأدوية المضادة للملاريا:

تستخدم هذه الأدوية عادةً لعلاج مرض الملاريا. و من الأمثلة على ذلك مادة هيدروكسي كلوروكوين hydroxychloroquine التي تؤثر على الجهاز المناعي. و تساعد في خفض خطورة هجمات الذئبة الشديدة.

تتضمن التأثيرات الجانبية الناتجة عن تناول هذه الأدوية:

  • اضطرابات في المعدة.
  • و في حالات نادرة قد تسبب تلف لشبكية العين. الفحوصات العينية المنتظمة ضرورية جداً خلال تناول هذا الدواء.

الستيروئيدات القشرية:

إن مادة بريدنيزولون و غيرها من أنواع الستيروئيدات القشرية تساعد في مكافحة الالتهابات الناتجة عن داء الذئبة الحمامية. الجرعات العالية من الستيروئيدات مثل مادة مثيل بريدنيزولون غالباً ما تستخدم في التحكم بالأعراض الخطيرة التي تتضمن الكلى و الدماغ.

تتضمن التأثيرات الجانبية الناتجة عن هذه الأدوية:

إنما تزداد خطورة هذه الأعراض عند المواظبة على تناول الدواء لفترة طويلة من الزمن و بجرعات عالية.

مثبطات المناعة:

تعتبر الأدوية المثبطة للمناعة من الخيارات العلاجية المفيدة في الحالات الشديدة من داء الذئبة الحمامية.

و من الأمثلة عن هذه الأدوية:

  • مادة آزاثيوبرين azathioprine
  • ميكرو فينولات موفتيل mycophenolate mofetil
  • و مادة ميتوتريكسات methotrexate

من التأثيرات الجانبية الناتجة عن تناول هذه الأدوية:

بالإضافة لبعض الأدوية مثل:

  • مادة بليموماب belimumab التي تعطى عن طريق الحقن الوريدية لتخفيف أعراض الذئبة في بعض الحالات. و تتضمن التأثيرات الجانبية الناتجة عنها: الغثيان و الإسهال. و في حالات أكثر شدة قد تسبب الاكتئاب.
  • مادة ريتوكسي ماب Rituximab قد تعتبر من الخيارات العلاجية المفيدة في الحالات المقاومة من مرض الذئبة التي لا تستجيب على العلاجات الأخرى. و من التأثيرات الجانبية الناتجة عنها حدوث ردود أفعال تحسسية للتسريب الوريدي و الالتهابات.

بعض النصائح و العلاجات المنزلية:

  • المتابعة مع الطبيب بشكل دوري. و إجراء فحوصات منتظمة للفاظ على الصحة و تجنب هجمات أعراض الذئبة الشديدة.
  • تجنب أشعة الشمس القوية: لأن الأشعة فوق البنفسجية تحفز على زيادة أعراض و هجمات مرض الذئبة. لذلك ينصح أثناء الخروج للشمس، ارتداء ملابس طويلة و استخدام الواقي الشمسي و القبعة و النظارات الشمسية.
  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام: للحفاظ على صحة العظام و الوقاية من النوبات القلبية و تعزيز صحة الجسم عموماً.
  • تناول حمية غذائية صحية مستوفية كافة العناصر الرئيسية التي يحتاجها الجسم، خاصةً إذا كان المريض يعاني من ارتفاع ضغط الدم أو مشاكل في الكلية أو اضطرابات في الجهاز الهضمي. و تبعاً لنتائج التحاليل و الفحوصات الدورية، قد يحتاج المريض لتناول المتممات الغذائية الغنية بفيتامين د و الكالسيوم.

المراجع:

https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/lupus/symptoms-causes/syc-20365789

https://www.healthline.com/health/lupus/early-signs

https://www.webmd.com/lupus/arthritis-lupus#1

https://www.medicalnewstoday.com/info/lupus

الصورة المرفقة:

https://www.flickr.com/photos/rubiciu/

 

تصنيفات المقال

انضم الى المحادثة

اذا أعجبك هذا المقال شاركه مع أصدقائك، شكراً لك