أسعد الله أوقاتكم بكل خير إخوتي الكرام من مختلف أنحاء العالم.
تحدثنا سابقاً عن مشكلة الرعاف (نزيف الأنف)، و الأسباب المحتملة والعوامل الخطيرة المؤدية لذلك.
أما اليوم و بإذن الله تعالى سوف نركز على أكثر الأسباب شيوعاً لنزيف الأنف، ألا و هو جفاف الأنف.
تزداد حالات نزيف الأنف المتكررة خلال فصل الشتاء، نتيجة جفاف الطقس، خاصةً في الأماكن التي تستخدم فيها التدفئة المركزية.
هنالك العديد من الوصفات الطبيعية المنزلية التي تساعد على علاج جفاف الأنف. وسنأتي على ذكرها بالتفصيل خلال المقال إن شاء الله.
جفاف الأنف و الرعاف:
تحتوي بطانة الأنف على العديد من الأوعية الدموية الشعرية الدقيقة. تساعد هذه الأوعية الدموية على تدفئة و ترطيب الهواء الذي نستنشقه. لكنها تتوضع بالقرب من السطح الداخلي للأنف. و عندما يتحرك الهواء عبر الأنف، قد يؤدي ذلك لجفاف الأنف، و تهيج الأوعية الدموية الدقيقة. مما قد يؤدي لنزف هذه الأوعية الشعرية، و حدوث نزيف الأنف أو الرعاف.
في معظم الحالات، و على الرغم من أن الرعاف هو أمر غير مريح. إلا أنه لا يعتبر من المشاكل الصحية الخطيرة غالباً.
يصيب الرعاف حوالي 60% من الأفراد، خلال حياتهم. و حوالي 10% فقط منهم، من يتطلب علاج طبي.
أعراض جفاف الأنف:
تزداد حالات جفاف الأنف بسبب إما الطقس البارد أو الحساسية.
يعتبر جفاف الأنف عموماً غير ضاراً. لكن إذا تم إهماله و عدم علاجه، قد يؤدي لمزيد من الأعراض المزعجة التي تتمثل بما يلي:
- الحكة
- الحرقة
- الاحتقان
- نزيف الأنف أو الرعاف
العلاجات المنزلية لمشكلة جفاف الأنف:
استخدام جهاز مرطب للجو:
إن ترطيب جو المنزل أو البيئة التي نعيش فيها يساعدنا في الحفاظ على مجرى الأنف رطباً. مما يزيل الاحتقان الأنفي و يسمح للجيوب الأنفية بالتصريف بشكل صحيح.
إن الاعتماد على التدفئة المركزي أو جهاز التكييف يؤدي لسحب الهواء الرطب من الجو. و عند استخدام جهاز الترطيب أو ناشر الرذاذ، يساعد ذلك على توفير الرطوبة اللازمة للجو بدلاً من جفاف الجو.
عند التحدث بشكل مثالي، يجب أن تتراوح رطوبة الغرفة بين 30 – 50 درجة، بالاعتماد على درجة حرارة الغرفة.
من الضروري عدم زيادة مستويات الرطوبة أعلى من ذلك. مما يحفز على نمو عث الغبار و غيره من المواد المسببة للحساسية. التي تجعل الأعراض أكثر سوءاً.
يتوفر مقياس للرطوبة. مما يساعد الشخص على ضبط مستوى الرطوبة في المنزل.
استنشاق البخار:
في الحالات التي يصعب فيها استخدام جهاز الرطوبة. يمكن الحصول على نفس النتائج المشابهة من خلال استنشاق البخار، إما من وعاء يحتوي على ماء ساخن أو عند أخذ حمام ساخن أو الجلوس في غرفة الساونا.
لكن فوائد استنشاق البخار هي فوائد مؤقتة فقط. و لتجنب حروق الجلد، تأكد من أن الماء غير مغلي أو غير حار كثيراً!
الحفاظ على رطوبة الجسم:
إن تناول كميات قليلة من الماء تؤدي لجفاف أنسجة الجسم، بما في ذلك المجاري التنفسية الأنفية.
ينصح بالمواظبة على تناول الماء على مدار اليوم، بمعدل 8 كاسات من الماء في اليوم كحد وسطي.
رذاذ الأنف الملحي:
تساعد البخاخات الأنفية المملحة على ترطيب المجاري الأنفية. مما يساعد على تعزيز تدفق المفرزات المخاطية و التخلص من المواد المسببة للحساسية و التهيج مثل الغبار والأوساخ و حبات الطلع، قبل أن تتاح لها الفرصة في التسبب بالالتهاب.
يتوفر المحلول الأنفي الملحي في الصيدليات و لا يحتاج لوصفة طبية.
كما يمكن تحضيره في المنزل باستخدام:
- الملح غير المعالج باليود. والذي يجب ألا يحتوي عوامل مضادة للتكتل و لا مواد حافظة. لأنها قد تهيج الممرات الأنفية.
- بيكنغ صواد
- كوب من الماء المقطر، أو كوب من الماء المغلي لمدة 3-5 دقائق.
- عبوة بخاخ صغيرة.
لتحضير المحلول الملحي الأنفي للبالغين، ينصح باتباع الخطوات التالية:
- مزج 3 ملعقة صغيرة من الملح مع ملعقة صغيرة من بيكنغ صودا. و تخزين المحلول في عبوة صغيرة محكمة الإغلاف.
- إصافة ملعقة صغيرة من المزيج إلى الماء.
- إذا كنت تستخدم الماء المغلي، اتركه جانباً حتى يبرد تماماً قبل الاستخدام.
- أضف المحلول لعبوة البخاخ.
- قم بإمالة الرأس قليلاً للأمام. و تنفس ببطء من خلال الأنف. ضغ بخة رذاذ واحدة أو اثنتين من المحلول في كل منخر.
تطبيق زيوت طبيعية أو بيتروليوم جيلي (فازلين):
يمكنك استخدام القليل من الفازلين أو زيت جوز الهند أو زيت اللوز أو زيت السمسم مثلاً.
استخدام قطعة قطن لوضع كمية قليلة من الزيت و امسح داخل الأنف بها.
تجنب المواد المهيجة للمجاري الأنفية:
قد تلاحظ أن الأنف أصبح أكثر جفافاً في حالات معينة، تتمثل بما يلي:
- تنظيف الأنف بشكل متكرر جداً
- الوجود في المرتفعات
- التغيرات في الطقس
- الغبار أو الدخان
متى يجب عليك زيادة الطبيب:
إن تناول أدوية معينة مثل مضادات الاحتقان و مضادات الحساسية، قد تسبب جفاف الأنف أيضاً أو تجعل الوضع أكثر سوءاً.
في حالات نادرة، فإن جفاف الأنف قد يشير لوجود مشكلة صحية مثل متلازمة سجوجرن Sjogren’s syndrome ، أو التهاب الأنف الضموري Atrophic rhinitis.
إذا حاولت استخدام كافة العلاجات المنزلية السابقة، و لم تجد أي تحسن. ينصح باستشارة الطبيب.
المراجع:
https://www.medicalnewstoday.com/articles/323068
https://www.verywellhealth.com/dry-nose-and-sinuses-1192181
https://www.healthline.com/health/cold-flu/ways-to-treat-dry-nose