في المقالة السابقة تحدثت عن أسباب و أعراض مرض الصدفية و المضاعفات الناتجة عنه. أما اليوم سوف أُكمل الموضوع بإذن الله، أتمنى أن تجدوا الفائدة المطلوبة و شكراً للمتابعة.
علاج داء الصدفية:
هنالك العديد من الخيارات العلاجية. و تقسم لثلانة أنواع رئيسية: علاج موضعي، علاج ضوئي بالأشعة و علاج جهازي (فموي أو عن طريق الحقن). يتم تحديد النوع المناسب لكل مريض بالاعتماد على شدة المرض و نوع الصدفية و المنطقة المصابة من الجسم.
- بالنسبة للحالات الخفيفة و المعتدلة (التي تمثل أقل من 10% من سطح الجلد)، يُعتبر العلاج الموضعي كالكريمات و المراهم و المحاليل هو الأكثر فعالية و أمناً. و في بعض الأحيان قد يتم حقن جرعة صغيرة موضعياً من مادة الستيروئيدات بشكل مباشر في المنطقة المصابة.
- بالنسبة للحالات المتوسطة إلى الشديدة، و التي تتضمن مساحة أكبر من سطح الجلد (أكبر من 10% من مجمل سطح الجلد)، قد لا يكون العلاج الموضعي مناسباً لها، و لن يقدم الفعالية و النتيجة المطلوبة. بل يتطلب العلاج استخدام الأشعة فوق البنفسجية أو الأدوية الجهازية كالأدوية الفموية أو الحقن.
و من الجدير بالذكر أنه لا يوجد دواء فعال 100% لجميع الأفراد، و دواء آمن 100% و خالٍ من التأثيرات السلبية. كما يجب تغير نوع الدواء المضاد للصدفية كل 6-24 شهر لتجنب السمية الناتجة عن الدواء.
على الرغم من أن الطبيب يختار العلاج بالاعتماد على نوع و شدة المرض، و المنطقة المصابة من الجلد، إلا أن العلاج التقليدي يعتمد على البدء بالخيارات العلاجية المعتدلة ( العلاج الموضعي و العلاج بالأشعة فوق البنفسجية). و من ثم إذا دعت الحاجة لذلك، و لم تنجح هذه الخيارات، ينتقل للعلاجات الأكثر شدة.
العلاجات الموضعية لداء الصدفية:
يتم تطبيق كريم أو مرهم على المنطقة المصابة من الجلد. و هو يعالج الحالات الخفيفة و المتوسطة من الصدفية. حيث تعمل على تخفيف الالتهاب و القضاء على الحكة. لكن إذا ازدادت شدة المرض، يجب المشاركة الدوائية بين مع العقاقير الفموية أو العلاج الضوئي. تتضمن العلاجات الموضعية للصدفية ما يلي:
الستيروئيدات القشرية الموضعية:
مثل مادة هيدروكورتيزون، فعال جداً، و غالباً يُعتبر الخيار العلاجي الأول للمناطق الصغيرة و المحدودة من الصدفية. و يأتي بتراكيز مختلفة تتراوح في شدتها، و بأشكال علاجية مختلفة كالكريمات أو المراهم أو المحاليل.
- الستيروئيدات القوية تستخدم عادةً للمناطق القاسية من الجسم كالركبة و المرفق، و لعلاج مناطق صغيرة من البشرة.
- أما الستيروئيدات الخفيفة فتستخدم للمناطق الأكثر نعومة كالوجه و تحت الإبط و الفخذ، و لعلاج المناطق الواسعة المتضررة من البشرة. يتم استخدام هذه الأدوية عادةً مرة أو مرتين يومياً على المنطقة المصابة.
إن الاستخدام طويل الأمد، أو الإفراط في استخدام الستيروئيدات القشرية، يؤدي لترقق الجلد و تلف خلايا البشرة. و قد تفقد الستيروئيدات الموضعية عملها مع مرور الوقت. لذلك من الأفضل استخدامها لفترة قصيرة من الزمن.
كريم فيتامين د الموضعي مثل (مادة كالسيتريول، تازاروتين):
إن النموذج الاصطناعي من فيتامين د يُبطئ من نمو الخلايا. كالسيبوترين هو عبارة عن كريم أو محلول يحتوي على فيتامين د، يعالج الحالات المتوسطة من الصدفية، بالإضافة لخيارات علاجية أخرى. فعّال في علاج الصدفية من خلال تأثيره على استقلاب مادة الكالسيوم. و للحصول على نتائج أفضل قد يُستخدم مع الستيروئيدات الموضعية. لكن الاستخدام طويل الأمد لكريمات فيتامين د التي تستخدم على مناطق واسعة من الجلد أكثر من 20%، قد تؤدي لارتفاع غير طبيعي في مستويات الكالسيوم.
أنثرالين:
يعمل هذا الدواء على إبطاء نمو خلايا البشرة. و إزالة الطبقات القشرية، و جعل ملمس البشرة أكثر نعومة. لكنه في بعض الحالات قد يسبب تهيج البشرة. يوصف عادةً لفترة قصيرة من الزمن.
يتوفر كعلاج موضعي سواءً كريم أو مرهم أو معجون. من تأثيراته السلبية التهيج و تغير لون الجلد، مما يجعله غير مرغوب للاستخدام. يتم وضعه من 10-30 دقيقة على المنطقة المصابة.
الريتينوئيدات الموضعية:
و هي من مشتقات فيتامين أ التي تعمل على خفض الالتهابات. لكن من التأثيرات الجانبية تهيج البشرة و التهاب الفم و تساقط الشعر. كما قد تسبب زيادة الحساسية لأشعة الشمس. لذلك أثناء تطبيق العلاج يجب استخدام واقي شمسي قبل الخروج من المنزل أو التعرض للشمس.
إن خطورة الإصابة بالتشوهات الخلقية بالنسبة للرتينوئيدات الموضعية هي أقل بكثير من الريتينوئيدات الفموية. لكن لا يجوز استخدام مادة تازاروتين بالنسبة للمرأة الحامل أو المرضع.
الأدوية الموضعية التي تؤثر على النظام المناعي مثل مادة تاكروليموس، بيميكروليموس (مثبطات كالسينورين):
تعمل هذه الأدوية على تخفيف الالتهابات، و تقضي على الصفيحات القشرية المتراكمة. لا تسبب ترقق البشرة، لكنها تتضمن تأثيرات سلبية أخرى تتضمن التهابات البشرة، و زيادة خطورة الإصابة بالسرطان. لذلك لا يجوز استخدام مثبطات كالسينورين لفترة طويلة من الزمن. يُفضّل استخدامه للمناطق الرقيقة من الجلد مثل حول العين.
حمض الساليساليك:
يساعد في القضاء على خلايا البشرة الميتة، و يخفف تراكم الطبقات القشرية. في بعض الأحيان يتم استخدامه بالمشاركة مع علاجات أخرى كالستيروئيدات القشرية الموضعية أو قطران الفحم. كما يتوفر حمض الساليساليك في الشامبويات الطبية و محاليل فروة الرأس لعلاج صدفية الرأس.
قطران الفحم:
يتم اشتقاقه من الفحم. قطران الفحم يستخدم لتخفيف الحكة و الالتهاب، و يساعد في تخفيف تراكم القشور الجافة. قد يسبب تهيج البشرة، و يصبغ الملابس و له رائحة قوية. يتوفر دون الحاجة لوصفة طبية، على شكل مستحضرات طبية كالشامبو الطبي أو كريم أو زيت أو غسول الاستحمام. كما يتوفر بتراكيز عالية تحتاج لوصفة طبية. لا ينصح باستخدامه للمرأة الحامل أو المرضع. و رائحته و الصبغة الموجودة فيه تجعل استخدامه غير مرغوباُ.
الكريمات المرطبة مع تراكيز من حمض الساليساليك أو حمض اللاكتيك أو اليوريا أو حمض الجليكوليك:
تُعتبر فعالة في علاج الصدفية. و تتوفر بوصفة أو بدون وصفة طبية. تساعد هذه الأدوية في تخفيف القشور التي تعيق حركة الأدوية الموضعية للطبقات العميقة من الجلد. هذا النوع من العلاج يستخدم ثلاث مرات يومياً. كما يعمل على تخفيف جفاف البشرة.
العلاج بالأشعة:
يتم استخدام الأشعة فوق البنفسجية سواءً الطبيعية أو الصناعية. النموذج الأسهل و الأبسط من العلاج الشعاعي يتضمن تعريض البشرة إلى كمية محددة من أشعة الشمس الطبيعية. و من نماذج العلاج بالأشعة الضوئية أيضاً يتضمن استخدام الأشعة فوق البنفسجية الصناعية نموذج أ أو نموذج ب، إما لوحده أو بالمشاركة مع العقاقير الدوائية.
أشعة الشمس:
إن التعرض للأشعة فوق البنفسجية الموجودة في أشعة الشمس أو الأشعة الصناعية، تعمل على إبطاء دورة حياة الخلايا، و يخفف من الالتهابات. لكن يجب التعرض لكمية قليلة من أشعة الشمس يومياً، لتعزيز وضع الصدفية. أما التعرض الشديد لأشعة الشمس يزيد الوضع سوءاً و يسبب تلف الجلد.
العلاج بالأشعة فوق البنفسجية:
إن استخدام جرعات محددة من الأشعة فوق البنفسجية من مصدر ضوئي صناعي، قد يعزز من وضع الحالات الخفيفة و المعتدلة من الصدفية. و يدعى أيضاً الحزم العريضة من الأشعة فوق البنفسجية.
يتم اختيار هذا النوع من العلاج في حالات الصدفية المقاومة للعلاج الموضعي، و في الحالات التي تنتشر فيها الصدفية على مناطق واسعة من الجلد. تتضمن التأثيرات الجانبية الناتجة عن الاستخدام قصير الأمد للعلاج بالأشعة فوق البنفسجية ما يلي: الاحمرار و الحكة و جفاف البشرة. إن استخدم كريم مرطب خلال هذه الفترة، قد يخفف من شدة الأعراض الجانبية.
الحزم الضيقة من الأشعة فوق البنفسجية:
و هو نوع أحدث من علاجات الصدفية. قد يكون أكثر فعالية من الحزم العريضة. يتم استخدامه عادةً مرتين أو ثلاث مرات في الأسبوع، إلى أن تتحسن المناطق المصابة من البشرة، و من ثم تخفيف العلاج لجرعة واحدة في الأسبوع.
سورالين مع الأشعة فوق البنفسجية من النوع أ:
هذا النوع من العلاج يتمثل بأخذ الدواء الحساس للضوء (سورالين) قبل التعرض للأشعة فوق البنفسجية نوع أ. حيث تخترق الأشعة فوق البنفسجية طبقات أعمق من الجلد بنسبة أكبر من الأشعة فوق البنفسجية نوع ب. و مادة بسورالين تجعل البشرة أكثر استجابة للأشعة فوق البنفسجية أ.
هذا العلاج أكثر شدة، و يتم استخدامه في الحالات المستعصية من الصدفية. تتضمن التأثيرات الجانبية قصيرة الأمد ما يلي: الغثيان و الصداع و الحكة و الحرقة. أما التأثيرات الجانبية طويلة الأمد تتضمن: جفاف و تجاعيد البشرة، و زيادة الحساسية لأشعة الشمس، و زيادة خطورة الإصابة بسرطان الجلد.
ليزر اكسيمر:
هذا النوع من العلاج بالأشعة يُستخدم في الحالات الخفيفة و المتوسطة من الصدفية. و تعالج فقط الجلد المتضرر، دون إلحاق الأذى بخلايا البشرة الصحية. يتطلب العلاج بالليزر اكسيمر الخضوع لعدة جلسات بالمقارنة مع العلاج بالأشعة التقليدية. لأن فعالية الليزر أقل من الأشعة فوق البنفسجية. أما التأثيرات الجانبية فتتضمن احمرار البشرة.
العقاقير الطبية الفموية أو الحقن:
و هو ما يعرف بالعلاج الجهازي. يتم الاعتماد عليها لإيقاف تفاقم الضرر و التلف الدائم للمفاصل. لأن الأدوية الموضعية ليس لها تأثير على التهاب المفاصل الصدفي. لكن التأثيرات السلبية للأدوية الجهازية الداخلية أكبر. فإذا كنت تعاني من الصدفية المستعصية أو المقاومة للعلاج، يصف لك الطبيب الجهازية، إنما لفترة قصيرة من الزمن. أو يتم تخفيف تأثيراتها بالاعتماد على أدوية أخرى.
ميتوتريكسات:
يؤخذ هذا الدواء عن طريق الفم، حيث يساعد في خفض إنتاج خلايا البشرة و تثبيط الالتهابات. كما يُبطئ عملية التهاب المفاصل الصدفي لدى بعض الأفراد.
يُعتبر الميتوتريكسات من الأدوية التي يتم التأقلم عليها بسهولة مع جرعات بسيطة، لكنها قد تسبب اضطرابات في المعدة و فقدان الشهية لتناول الطعام و الإرهاق و التعب. و عندما يتم استخدامه لفترة طويلة من الزمن، قد يسبب العديد من التأثيرات السلبية الحادة، و التي تتضمن تلف الكبد و خفض إنتاج خلايا كريات الدم الحمراء و البيضاء و الصفيحات الدموية.
سيكلوسبورين:
يثبط الجهاز المناعي، و هو مشابه لمادة الميتوتريكسات في فعاليته، لكن يتم تناوله فقد لفترة قصيرة من الزمن. و مثل باقي الأدوية المثبطة للمناعة فإن مادة السيكلوسبورين تزيد خطورة الالتهابات و غيرها من المشاكل الصحية، بما في ذلك السرطان. كما يجعل المريض أكثر حساسية لمشاكل الكلية و ارتفاع ضغط الدم.
تتضمن الأدوية التي تؤثر على الجهاز المناعي ما يلي:
- Etanercept
- İnfliximab
- Adalimumab
- Ustekinumab
- Golimumab
- Apremilast
- Secukinumab
- İxekizumab
معظم هذه الأدوية يتم الحصول عليها عن طريق الحقن، و تستخدم عادةً للأشخاص الذين فشلوا في الاستجابة للعلاج التقليدي، أو الذين يعانون من التهاب المفاصل الصدفي. لكن يجب أن يتم أخذ هذه الأدوية بحذر، لأنها تسبب تأثيرات قوية على الجهاز المناعي و قد تكون مهددة للحياة.
كما يُعتبر استخدام مغطس ماء و ملح مركّز، كما في البحر الميت في الشرق الأوسط، مع التعرض البسيط لأِشعة الشمس، من الأساليب الطبيعية المفيدة لمرضى الصدفية.
المراجع:
http://www.webmd.com/skin-problems-and-treatments/psoriasis/understanding-psoriasis-basics#1
http://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/psoriasis/home/ovc-20317577
http://www.medicinenet.com/psoriasis/article.htm
الصورة المرفقة:
https://www.flickr.com/photos/psoriasisforbundet/
أحمد
الله يخليك ويحفظك اذا عندكم دواء neotigason 25 mg اتصل بي
بدور الآغا
لا أخي نحن لا نملك أدوية، إنما ننشر مواضيع متعلقة بالصحة، و نجيب عن الاستفسارات الطبية، لتزويد القارئ بمعلومات مبسّطة فيما يتعلق بمجال الصحة و الأمراض. أتمنى لك الشفاء العاجل.
ندى
انا مريضة صدفية وهذه الشهر زادة حدة الصدفية .. وطبيبي المعالج طلب أن ابدأ في أخذ الميثورتريكسات عن طريق الفم.. وأنا متخوفة من أخذ العلاج لأن لدي كتلة أسفل البطن تقريبا داخل الرحم لأن في فترات الدورة الشهرية يزداد ألمها..
سؤالي، هل يؤثر الميثوتريكسات إذا كان عندي مشاكل في الرحم؟؟ وشكراً