تتمثل صحة اللسان عادةً بلونه الزهري الرطب، مع وجود طبقة بيضاء رقيقة جداً، تغطي سطح اللسان. هنالك اختلافات بسيطة تتراوح من شخص لآخر، و جميعها تعتبر من المظاهر الصحية للسان.
يتكون اللسان من مجموعة من العضلات الحركية التي تتصل إلى قاعدة الفم من الداخل. يغطي سطح اللسان مثل مطبات صغيرة تدعى بالحليمات الذوقية. و هي المسؤولة عن حاسة التذوق لدينا، و تمييز النكهات. مهمة اللسان تذوق الطعام، و عملية مضغ و بلع الطعام. بالإضافة لأهميته في تشكيل و نطق الكلمات.
العديد منا تعرض لإصابة اللسان بشكل ما (مثل عض اللسان دون قصد). و نعلم كم هو مؤلم و يسبب الإزعاج، على اعتبار أن اللسان جزء أساسي من حياتنا اليومية، من خلال تناول الطعام و التحدث. لكن عدد قليل جداً من الأفراد يعلم أن اللسان وسيلة فعالة لقياس صحة الجسم الداخلية. و هذا هو سبب فحص اللسان من قبل الطبيب عادةً خلال الفحوصات البدنية.
المشاكل الصحية الشائعة المرتبطة باللسان:
تتضمن المشاكل الصحية الشائعة المتعلقة باللسان، ما يلي:
- تغير لون اللسان.
- زيادة سماكة أو تورم اللسان.
- ظهور خلل غير طبيعي على سطح اللسان.
- تشكل مثل مطبات مؤلمة على اللسان.
- اضطرابات في حاسة التذوق أو طعم غير مرغوب.
- ثقل في حركة اللسان.
أسباب المشاكل الصحية المرتبطة باللسان:
هنالك العديد من الأسباب المؤدية لمشاكل صحية في اللسان. و تتراوح الأسباب في شدتها من حالات بسيطة ثانوية غير ضارة، إلى حالات شديدة أكثر خطورة.
من المشاكل الصحية الأكثر خطورة التي قد تصيب اللسانن سرطان اللسان و الذي يرتبط مع العوامل الخطيرة مثل التدخين و الكحول. كما قد تنتج المشاكل الصحية في اللسان نتيجة وجود مشاكل صحية كامنة.
العوامل الخطيرة المؤدية لمشاكل صحية في اللسان:
بالاعتماد على المشكلة الصحية الموجودة في اللسان، تتضمن العوامل الخطيرة ما يلي:
- التدخين
- تناول الكحول
- سوء العناية بالصحة الفموية
- العدوى الفيروسية
- ضعف مناعة الجسم
- حالات القلق و التوتر.
أهم المشاكل الصحية الشائعة التي تصيب اللسان:
اللسان الأبيض:
تغيرات لون اللسان تتراوح أسبابها من حالات بسيطة ثانوية إلى مشاكل صحية خطيرة بحاجة لعناية.
غالباً عندما يتحول لون اللسان إلى اللون الأبيض، قد يعود السبب لتشكل طبقة من مخلفات الطعام أو من البكتيريا.
و تتضمن الأسباب الأخرى المؤدية لتغير لون اللسان إلى اللون الأبيض ما يلي:
القلاع أو داء المبيضات الفموية:
يحدث نتيجة فرط نمو فطريات الخميرة داخل الفم. حيث تظهر بقع بيضاء على سطح اللسان. و عند كشط هذه البقع البيضاء، يتم ظهور سطح اللسان الأحمر.
- التعرض لحالات التوتر و الضغوطات أو الأمراض، أو تناول بعض العقاقير الطبية مثل المضادات الحيوية، جميع هذه العوامل تؤدي لحدوث خلل في توازن البكتيريا النافعة التي تعيش بشكل طبيعي في الجسم، و تعمل على تقوية مناعته. و عندما تنخفض نسبة البكتيريا النافعة تؤدي لظهور القلاع الفموي.
- مرضى داء السكري هم أكثر عرضة للإصابة بالفطريات الفموية مثل داء المبيضات الفموي. العناية بالصحة الفموية. و المواظبة على تناول حب المص المطهر أو استخدام الغرغرة الفموية التي تحتوي على مضاد للفطريات، تساعد في علاج هذه المشكلة و الحفاظ على صحة الفم.
الطلاوة أو الطلوان أو الصداف (Leukoplakia):
تتمثل هذه الحالة بظهور بقع بيضاء على سطح اللسان، لا يمكن كشطها. في بعض الأحيان تظهر هذه البقع على جانب اللسان. و قد ترتبط بحدوث حالات تهيج مزمنة في الفم.
- السبب الأساسي لهذه المشكلة غير واضح. إنما يرتبط التدخين و استهلاك التبغ بمختلف أشكاله، مع زيادة خطورة الإصابة بالطلاوة. قد يتم علاج المشكلة بعد الإقلاع عن التدخين.
- على الرغم من أن مرض الطلاوة عادةً يكون حميد. إلا انه قد يتطور إلى سرطان الفم. تزداد خطورة الإصابة بسرطان الفم مع التقدم في السن و زيادة حجم المنطقة المصابة و زيادة عددها.
- قد يلجأ الطبيب إلى أخذ خزعة (عيّنة) من المنطقة المصابة لتحليلها. و في بعض الأحيان يتم مراقبة هذه البقع لمتابعة أي تغير قد يحدث فيها. عادةً تتم المتابعة خلال الفحص الروتيني عند طبيب الأسنان أو خلال مراجعة طبيب أخصائي أذن أنف حنجرة.
الحزاز المسطح الفموي (Oral lichen planus):
هو عبارة عن حالة التهابية مزمنة، تحدث نتيجة اضطراب مناعي، يصيب الجهاز المناعي الداخلي. حيث يبدأ مهاجمة الأنسجة الفموية بشكل خاطئ على أنها جسم ضار!
يتمثل بتشطح سطح أبيض، قد يتطور إلى تقرحات يمكن علاجها بواسطة الستيروئيدات القشرية الموضعية. يحتاج المريض إلى متابعة دائمة لأي تغيرات قد تؤدي إلى سرطان الفم. و ينصح بأخذ خزعة من المنطقة المصابة للتحليل.
الطلون الشعري (Hairy leukoplakia):
هو عبارة عن بقع بيضاء على جانب اللسان تبدو قاسية أو شعيرية المظهر. تحدث هذه المشكلة بسبب فيروس يدعى ابشتاين بار Epstein-Barr virus الذي يصيب عادةً الأفراد ذوي المناعة المنخفضة.
في حال ظهور الطلوان الشعيري دون وجود أي اضطراب مناعي سابق، يجب إجراء اختبار فيروس نقص المناعة المكتسبة . و يتمثل العلاج بواسطة المضاد الفيروسي مثل مادة أسيكلوفير (زوفيراكس). و من الشائع تكرار ظهور الطلون الشعيري.
الخط الأبيض (Linea alba):
تتمثل هذه المشكلة بظهور خط أبيض رفيع على جانبي حافة اللسان. تحدث هذه الظاهرة بسبب زيادة سماكة النسيج الظهاري نتيجة التعرض لصدمة أو تهيج من عملية المضغ. لا داعٍ لعلاج هذه الحالة.
اللسان الأحمر:
- هنالك أسباب واضحة لتحول لون اللسان إلى اللون الأحمر، مثل نوعية الأطعمة المتناولة قد تصبغ لون اللسان مؤقتاً باللون الأحمر مثل الفريز أو مواد صباغية موجودة في الطعام.
- بعض الأطعمة الحمضية قد تسبب تهيج و احمرار مؤقت، و الشعور بعدم الراحة في اللسان. إنما لفترة مؤقتة فقط.
- لكن في بعض الأحيان قد يكون تحول لون اللسان إلى اللون الأحمر، مؤشر على وجود مشكلة صحية كامنة بحاجة لعلاج.
- بعض حالات تغير لون اللسان إلى اللون الأحمر يرتبط مع نقص الفيتامينات أو العدوى البكتيرية (الحمى القرمزية).
Erythroplakia:
هي عبارة عن ظهور بقع حمراء على سطح اللسان، لا يمكن كشطها و إزالتها. تشبه حالة الطلوان. هذه الحالة تُعتبر حميدة. إنما تسبق أحياناً سرطان الفم. لذلك في حال عدم زوالها ينصح بأخذ عينة من المنطقة المصابة و تحليلها و من الضروري مراقبة أي تغير قد يحدث فيها.
اللسان الأسود:
هذه الحالة عادةً غير ضارة. و قد تحدث نتيجة تناول بعض العقاقير الطبيبة أو التدخين أو سوء العناية بالصحة الفموية أو جفاف الفم.
يرتبط لون اللسان الداكن عادةً مع تطاول نمو الحلميات الذوقية. و هو ما يُعرف باللسان الأسود الشعري (black hairy tongue (lingua villosa nigra. و يعود السبب عادةً إلى تغير في البكتيريا التي تتواجد بشكل طبيعي داخل الفم. و يحدث هذا التغير بعد العلاج بواسطة المضادات الحيوية أو استخدام المستحضرات التي تحتوي على مادة بيسموث.
يتمثل العلاج بالإقلاع عن التدخين و اتباع نظام غذائي صحي و العناية بصحة و نظافة الفم، بما في ذلك تنظيف سطح اللسان بلطف أو كشط لطيف بواسطة الفرشاة.
زيادة حجم و تورم اللسان:
إن تورم اللسان و زيادة حجمه، يُشار إليه بضخامة اللسان (macroglossia) . و يحدث ذلك عادةً نتيجة ما يلي:
- الحساسية تجاه مادة ما. التفاعلات التحسسية تجاه الأدوية أو الطعام أو حتى التعرض للدغة نحلة، قد تسبب تورم اللسان.
- أو تناول دواء معين. يُعتبر تورم اللسان من التأثيرات الجانبية الناتجة عن بعض الأدوية مثل مثبطات الأنزيم المحول للأنجيوتنسين (ACE inhibitors) التي تستخدم لعلاج ضغط الدم المرتفع، أو مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية (مثل مادة الأسبيرين أو أدفيل).
- أو التعرض لإصابة ما. تعرض اللسان لإصابة نتيجة تناول الأطعمة أو السوائل الحارة، قد تسبب احتراق سطح اللسان. أو ببساطة عض اللسان بشكل خاطئ، قد يؤدي أيضاً إلى تهيج و تورم اللسان.
- أو وجود مشكلة صحية كامنة بحاجة لعلاج. بعض المشاكل الصحية مثل القلاع الفموي أو القوباء الفموية بسبب فيروس الحلأ البسيط، قد تسبب تورم اللسان نتيجة الالتهابات.
- كما قد نلاحظ تورم اللسان لدى الأفراد الذين يعانون من متلازمة داون. و من المشاكل الصحية الأخرى تتضمن الورم السرطاني و قصور الغدة الدرقية و الداء النشواني.
بعد تحديد السبب الكامن وراء المشكلة، يتم اختيار العلاج المناسب. و في حال تورم اللسان بشكل مفاجئ و سريع، يجب طلب لإسعاف سريعاً، لأنه يؤثر على عملية التنفس.
و للحديث تتمة 🙂
المراجع:
https://www.healthline.com/health/tongue-problems-2
https://www.medicalnewstoday.com/articles/319699.php
https://www.medicinenet.com/tongue_problems/article.htm#abnormalities_of_the_tongue_surface