في المقال السابق تحدثتُ عن أكثر المشاكل الصحية شيوعاً التي تؤثر على الرؤية. أما اليوم سوف أكمل الموضوع بإذن الله. أتمنى أن تجدوا الفائدة المطلوبة و شكراً للمتابعة.
أنواع الأمراض العينية الشائعة:
عمى الألوان:
و هو من أكثر اضطرابات الشبكية شيوعاً. حيث ترتبط بخلايا المستقبلات الضوئية الحساسة للضوء، و التي تستجيب للأشعة الضوئية متباينة الألوان.
يوجد نوعين من المستقبلات الضوئية: العصيات و المخاريط:
- المخاريط و هي مسؤولة عن الرؤية في النهار.
- العصيات و هي مسؤولة عن الرؤية في الظلام.
كل مستقبل ضوئي يُنتج صباغ يستجيب لألوان محددة من الضوء. في حال غياب هذه الأصبغة أو تلفها أو استجابتها للأطوال الموجية بشكل خاطئ. يؤثر ذلك على رؤية الألوان. فالضوء المرئي هو مزيج من أشعة ضوئية مختلفة (أي موجات ضوئية مختلفة الطول).
يصيب عمى الألوان عادةً الرجال بنسبة أعلى من النساء. حيث يتمكن المريض عادةً من رؤية ظلال فقط رمادية اللون. و من النادر أن يصاب المريض بعمى الألوان بشكل كامل.
العمى الليلي:
و هي المشكلة التي تتمثل بصعوبة الرؤية في الظلام. و يتم ذلك إذا حدث تلف لخلايا المستقبلات الضوئية من نوع العصيات. فالعصيات مسؤولة عن العمل في الإنارة الخافتة.
هنالك عدة نماذج من العمى الليلي. لكنها ترتبط عادةً بوجود مشاكل صحية أخرى تتمثل بما يلي:
- اضطرابات في الكبد.
- نقص فيتامين أ.
- أمراض وراثية في الشبكية مثل التهاب الشبكية الصباغي.
- إعتام عدسة العين.
و من الأمراض الأخرى التي تصيب العين و تؤدي لمشاكل في الرؤية تتضمن ما يلي:
هنالك بعض المشاكل العينية الأخرى التي تستجيب للعلاج أو الجراحة بدرجات مختلفة. و تتضمن الأمراض العينية الأكثر شيوعاً ما يلي:
- التهاب الملتحمة أو العين الوردية.
- داء الزرق.
- كسل العين (الحَوَل).
- الضمور البقعي.
اعتام عدسة العين Cataracts:
تقوم عدسة العين بتركيز الضوء. مما يسمح لنا برؤية الأشياء بوضوح من مسافات مختلفة. حيث تساهم ثلث طاقة العين في التركيز، للحفاظ على شفافية العدسة و وضوح الرؤية. عندما تصبح العدسة غائمة، تُعرف هذه الحالة بإعتام عدسة العين.
مع التقدم في السن، فإن إعتام عدسة العين يحجب الضوء الداخل إلى العين. و بالتالي يعاني من المريض من تشوش دائم في الرؤية. يزداد سوءاً بشكل تدريجي، لكن لا يسبب الألم.
يصبح إعتام عدسة العين أسوأ في الرؤية الداكنة. و مع تطور المرض قد يؤدي إلى العمى.
يتم علاج إعتام عدسة العين عادةً عن طرق إجراء عملية جراحية، لتصحيح الرؤية الناتجة عن إعتام عدسة العين.
عندما يتم إزالة العدسات الغائمة، يقوم الطبيب بزراعة عدسات صناعية شفافة، لتحل محل العدسات العينية السابقة.
التهاب الملتحمة Conjunctivitis:
الملتحمة هي عبارة عن غشاء شفاف رطب يغطي كرة العين و داخل الجفن. لكن في بعض الأحيان قد يصاب هذا الغشاء بالالتهاب نتيجة عدة عوامل. معظم حالات التهاب الملتحمة تُعرف باسم العين الزهرية. و يتم الشفاء من الالتهاب عادةً خلال بضعة أيام.
على الرغم من أن التهاب الملتحمة قد يكون معدٍ. لكنه من النادر أن يسبب مشكلة صحية خطيرة، أو أن يلحق الضرر الدائم بالعين، إذا تم علاجه بشكل فعال.
هنالك عدة نماذج من التهاب الملتحمة. و تتضمن ما يلي:
- التهاب الملتحمة البكتيري: يصيب عادةً كلتا العينين معاً. و ينتج عنه مفرزات كثيفة من مادة الصديد (القيح) و المفرزات المخاطية. يتم علاجه عادةً بواسطة القطرات العينية، التي تحتوي على المضادات الحيوية.
- التهاب الملتحمة الفيروسي: يبدأ عادةً في عين واحدة. و يؤدي لزيادة إفراز الدموع في العين المصابة، بالإضافة لمفرزات مائية. ثم بعد بضعة أيام، تصاب العين الأخرى بالعدوى. و كما هو الحال في نزلات البرد و الانفلونزا، فإن التهاب الملتحمة الفيروسي يتم شفاءه عادةً من تلقاء نفسه، دون الحاجة للعلاج.
- الرمد الوليدي: التهاب الملتحمة عند حديثي الولادة: و هي عبارة عن نموذج نادر لدى الرضع حديثي الولادة. يتم اكتساب العدوى من الأم خلال فترة الولادة. و في هذه الحالة يجب أن يتم علاجها مباشرةً، للوقاية من التلف الدائم للعين، أو إصابة الرضيع بالعمى. و في بعض الأحيان من الممكن أن تنتقل العدوى لمناطق أخرى من الجسم لدى الرضيع مثل الرئتين.
داء الزرق (ارتفاع ضغط العين- المياه الزرقاء- الغلوكوما) Glaucoma:
من الأمراض الشائعة جداً مع التقدم في السن. و يُعتبر من الأسباب المؤدية لفقدان البصر بشكل دائم.
تتضمن أنواع داء الزرق ما يلي:
- داء الزرق المزمن مفتوح الزاوية: (Chronic open-angle glaucoma (COAG. و هو ما يمثل 90% من جميع حالات ارتفاع ضغط العين. يظهر عادةً في متوسط العمر. و تلعب الوراثة دوراً في ذلك.
- داء الزرق الحاد مغلق الزاوية Acute closed-angle glaucoma : و هو ما يمثل 10% من جميع حالات ارتفاع ضغط العين. لكنه يتطور سريعاً و يسبب القليل من الألم. و يتطلب عناية طبية فورية.
- داء الزرق الثانوي Secondary glaucoma: و يرتبط عادةً بوجود مشاكل عينية، أو مشاكل صحية أخرى، أو استخدام الأدوية الستيروئيدية.
داء الزرق المزمن مفتوح الزاوية:
يشير الأطباء غالباً لداء الزرق المزمن مفتوح الزاوية بسارق البصر الصامت. لأنه يتطور بشكل تدريجي، و يقضي على البصر. يحدث تلف للطبقات العصبية للشبكية، نتيجة ارتفاع الضغط داخل العين. معظم حالات داء الزرق مفتوح الزاوية، لا يرافقه وجود أعراض. مما يؤدي إلى العمى بشكل مفاجئ، قبل أن يتم تشخيص المرض.
الفحص الدوري للعين عند الطبيب يتضمن قياس ضغط العين، بالإضافة لغيرها من الفحوصات، للكشف عن الإصابة بداء الزرق.
داء الزرق مغلق الزاوية:
إذا كنت تعاني من ألم حاد مفاجئ في عينيك، أو تشوش الرؤية بالإضافة للإصابة بالصداع ، الغثيان أو الإقياء و حدقة العين كبيرة غير متفاعلة، قد تكون أعراض هجمة حادة من هجمات داء الزرق مغلق الزاوية. و في حال عدم علاجها، قد تسبب التلف للعصب البصري الذي يحمل الصور المرئية من العين إلى الدماغ. وبالتالي يؤدي إلى العمى الدائم غير القابل للعلاج.
داء الزرق الثانوي:
هو نتيجة وجود أمراض أخرى في العين أو اضطرابات صحية بما في ذلك:
- التهاب داخل العين (التهاب القزحية).
- إصابة العين.
- نزف داخل العين.
- ورم العين و هو من الحالات النادرة.
- داء السكري و الغلوكوما الوعائية neovascular glaucoma.
- الغلوكوما الخلقية (المياه الزرقاء عند الأطفال).
- الأدوية الستيروئيدية.
يُعتبر مرضى السكري أكثر عرضة للإصلابة بداء الغلوكوما الوعائية. و هي نموذج حاد من أنواع داء الزرق الثانوية الناتجة عن تكاثر غير طبيعي للأوعية الدموية. أما الغلوكوما الخلقية، فهي من المشاكل الصحية النادرة. و تتطلب عملية جراحية للحفاظ على الرؤية.
الضمور البقعي (التنكس البقعي) Macular Degeneration:
على اعتبار أن أعراض المرض لا تظهر عادةً قبل عمر ال55. لذلك يعتبر من المشاكل الصحية الناتجة عن التقدم في السن، و من الأسباب المؤدية إلى العمى أيضاً.
يحدث المرض نتيجة تلف المركز الداخلي لشبكية العين، المسؤول عن الرؤية المفصلة، اللازمة للقيادة أو القراءة أو العمل الدقيق عن قرب كالخياطة.
إذا كنت تنظر إلى صورة، قد لا تتمكن من رؤية وسط الصورة. لكن ما زال بإمكانك رؤية حوافها (أي يتم الحفاظ على الرؤية المحيطية في حالة الإصابة بالتنكس البقعي).
تحدث هذه المشكلة على نوعين، جاف و رطب:
النوع الأقل شيوعاً من التنكس البقعي هو الرطب. و الذي يتطلب عناية طبية فورية. و التأخر في العلاج قد يؤدي لفقدان مركز الرؤية.
العينان المتقاطعة، كسل العين أو الحول (Crossed Eyes, Wall Eye (Strabismus), and Lazy Eye (Amblyopia:
مع زيادة نمو الطفل، يتطور نمو العينين أيضاً. خلال الأشهر القليلة الأولى من الحياة. فإن الرضيع لا يملك رؤية واضحة. ثم بعد ذلك تتطور آليات التركيز و حركات العين بسرعة، مع تطور العين و الدماغ و الأجهزة البصرية.
و مع بلوغ الطفل عمر الستة أشهر، يجب على العينين أن تعملان معاً بشكل متوافق و صحيح. مما يسمح للطفل بالرؤية البعيدة و القريبة. يجب أن تكون عينا الطفل بمحاذاة بعضها البعض، و تنظر إلى نفس الشيء و بنفس الاتجاه.
في بعض الحالات، لا تعمل العينان معاً. بل عين واحدة قد تميل للانحراف نحو الداخل أو الخارج بعض الوقت أو معظم الوقت أو طيلة الوقت. في هذه الحالة من الضروري فحص المريض لدى الطبيب، لتشخيص السبب المؤدي لمشكلة الحول سواءً خلل في توازن عضلة العين ,أو مشكلة داخلية في العين تعيق الرؤية الجيدة.
يحتاج الطبيب لتحديد مدى قدرة كل عين على الرؤية و سبب عدم استقامة حركة العين. كما قد يعود سبب الحول إلى ما يلي:
- التعرض لإصابة خلال الولادة.
- إصابة الدماغ أو الشلل الدماغي.
- مشاكل عصبية.
- أخطاء انكسارية.
- استسقاء الرأس.
الحَوَل:
يوجد ست أنواع مختلفة من العضلات التي ترتبط عم كل عين لمساعدتها على الحركة و الدوران. قد لا تتحرك العين بشكل صحيح نتيجة ضعف إحدى هذه العضلات أو أكثر.
تتوفر عدة علاجات متنوعة، يختلف العلاج بالاعتماد على السبب المؤدي للمرض. بعضها يتطلب إجراء جراحة، بينما البعض الآخر يتم علاجه عن طريق ارتداء نظارات طبية.
إذا حدثت مشكل الحول، لدى البالغين بعد التعرض لصدمة على الرأس مثلاً، أو بعد الإصابة بالسكتة الدماغية. في هذه الحالة يعاني المريض من الرؤية المزدوجة نتيجة أن كل عين تنظر إلى صور مختلفة. لن يتمكن الدماغ من مواكبة الصورة المزدوجة, و سوف يؤدي إيقاف الرؤية في العين الأضعف. مما يدفع الطبيب لإغلاق العين السليمة، و ذلك لإجبار العين الأضعف على العمل و تقويتها.
المراجع:
https://nei.nih.gov/healthyeyes/problems
https://www.healthline.com/health/eye-health#complications
https://www.webmd.com/eye-health/understanding-vision-problems-basics#1
https://www.webmd.com/eye-health/understanding-vision-problems-symptoms#1
https://health.clevelandclinic.org/the-5-most-common-vision-problems-and-how-to-prevent-them/
الصورة المرفقة:
https://www.flickr.com/photos/sfloptometry/