تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية والعقلية و أهم النصائح

1571 0
1571 0
التواصل الاجتماعي

يلجأ الكثير من الأفراد و دون وعي منهم إلى مراقبة هواتفهم و التحقق من إشعاراتهم بشكل قهري، لدرجة تؤثر على قدرتهم على النوم. و تؤثر على علاقاتهم مع الأفراد المحيطين بهم.

تخيّل لو أنك في مجلس، (و للأسف ما أكثر ما نعيش هذا الموقف)، و أنت تتحدث مع شخص ما. بغض النظر عن الموضوع، بدلاً من أن يركز على التواصل البصري معك. يركز عينه في شاشة هاتفه!

ما هو شعورك؟ أين هو الاهتمام الذي يظهره لحديثك و تركيزه معك و احترامه لمجلسك؟

أصبح استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، أمر شبه حتمي في أي مجلس أو منزل. حيث بلغ عدد مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي 72% من الأفراد، تبعاً لمراكز الأبحاث و الإحصائيات.

يؤدي فرط استخدام مواقع التواصل الاجتماعي إلى ضعف جودة النوم، و إلحاق الضرر بالصحة العقلية و النفسية. حيث ارتبط تأثيره بارتفاع حالات الاكتئاب و القلق و ضعف الثقة بالنفس!

مواقع التواصل الاجتماعي:

هي أداة تواصل قوية و فعالة جداً. استطاعت تغيير كيفية تفاعل الأفراد مع بعضهم البعض.

سرّعت بشكل كبير تبادل الأفكار ومشاركة المعلومات والخواطر، من خلال الشبكات الافتراضية. إذاً لن ننكر المزايا الإيجابية الناتجة عن استخدامها ومواكبة التطور.

لكن من ناحية أخرى، هنالك جوانب سلبية لا بد من تسليط الضوء عليها، لتلافيها:

إن فرط استهلاك هذه المنصات، و إدخالها بشكل كبير ضمن أنماط حياتنا اليومية، كان لها تأثيرات سلبية على الصحة العقلية بطرق متنوعة.

لماذا تؤثر منصات التواصل الاجتماعي على الصحة العقلية:

التأثيرات السلبية:

ارتفاع حالات الاكتئاب و القلق و الشعور بالوحدة:

تشير الأبحاث أن المراهقين قد يقضون ما يصل إلى 9 ساعات كل يوم عبر الإنترنت. و العديد من هؤلاء الأفراد أنفسهم، يُبدون قلقهم، لأنهم ينفقون الكثير من الوقت في تصفّح الشبكات الاجتماعية.

هذه الموجة المثيرة للقلق، أبدت أن وسائل التواصل الاجتماعي، يمكن أن تؤثر على الصحة العقلية لمستخدميها.

و في دراسة كندية تم نشرها عام 2018 م، تؤكد الدراسة أن الطلاب الذين يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي لأكثر من ساعتين في اليوم، هم أكثر عرضة للإصابة بمشاكل في الصحة العقلية.

الأرق و صعوبة النوم:

في دراسة أخرى تم نشرها عام 2019 م، تؤكد أن فرط استخدام مواقع التواصل الاجتماعي،  تُعيق القدرة على النوم.

الحصول على جودة عالية من النوم، هو أمر ضروري للحفاظ على صحة الجسم عموماً.

و تشير نتائج التقارير أن اضطرابات النوم تساهم في حدوث تأثيرات سلبية على الصحة العقلية، مثل الاكتئاب و ضعف الذاكرة.

صراعات ذهنية و تنمّر و تسلّط:

من ناحية أخرى عدا عن التأثيرات الضارة على النوم. قد تؤدي منصات التواصل الاجتماعي إلى صراعات عقلية من خلال تعريض الأفراد للتسلط عبر الإنترنت.

من إحدى التأثيرات السلبية لمنصات التواصل الاجتماعي، أنها تسهل الفرصة لنشر الشائعات و التنمر و استخدام الكلمات المسيئة، التي يمكن أن تترك ندوب عاطفية كبيرة و دائمة لدى الأفراد.

تشير الدراسات الإحصائية أن عالم وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن يكون له آثار مدمرة على الصحة العقلية للمستخدمين.

في الولايات المتحدة وحدها، أظهرت النتائج زيادة نسبة الانتحار ب 25% بين المراهقين، بين عامي 2009 م و عام 2017 م!

و في دراسة نشرت عام 2019 م، تؤكد أن استخدام المراهقين لمنصات التواصل الاجتماعي لأكثر من 3 ساعات في اليوم، هم أكثر خطورة للتعرض لاضطرابات ومشاكل في الصحة العقلية مثل الاكتئاب و القلق و السلوك العدواني.

الشعور بالنقص و عدم الرضا:

قد تحفّز منصات التواصل الاجتماعي على الشعور بالنقص أو قلة القيمة.

قد يشعر بعض الناس كما لو أن حياتهم و مظهرهم لا يقارن بشكل إيجابي مع بعض مستخدمي منصات التواصل الآخرين. يلجؤون للمقارنات المبهمة و الانجراف نحو فتن الحياة و المظاهر و التعالي الذي لا يقف عند حد. فينتهي بهم المطاف إلى الحسد و الانخداع بالمظاهر الواهية و عدم الرضا.

و في دراسة أجريت عام 2018 م، وجدت أن فرط استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، يزيد من مشاعر الوحدة، بدلاً من أن يقللها.

كما ذكرت أن الحدّ من استخدام الشبكات الاجتماعية، يخفف شعور الوحدة والعزلة لدى الأفراد و يحسن رفاهيتهم بشكل أكبر.

التأثيرات الإيجابية:

على الرغم من بعض التأثيرات السلبية الناتجة عن استخدام منصات التواصل الاجتماعي، لا تزال هذه الشبكات الافتراضية وسيلة فعالة لربط المجتمعات و الأفراد في جميع أنحاء العالم.

إنشاء شبكات قائمة على وسائل التواصل الاجتماعي بين مجموعات صغيرة من الناس، هي وسيلة مفيدة جداً للكثيرين، تبعاً لكيفية استخدامهم و الهدف من استخدام هذه الأداة.

  • من خلال منصات التواصل الاجتماعي نفسها، يمكن للشباب الذين يعانون من صعوبات في التواصل الاجتماعي و القلق، التعبير عن أنفسهم و التواصل بفعالية.
  • تعمل وسائل التواصل الاجتماعي أيضاً كمنصة للتعبير عن أفكارنا و مشاركتها و إيصال أصواتنا، لأبعد مما قد نتصور.

على سبيل المثال، يمكن للأشخاص الذين يخضعون للعنف أو الإساءة، الاعتماد على مثل هذه الشبكات الاجتماعية، لإيصال أصواتهم للمجتمع. و التحدث عما يواجهونه. والعثور على الدعم المناسب.

  • و لايخفى أهمية و دور منصات التواصل الاجتماعي في إيصال الوعي و نشر التثقيف و توفير فرص للإبداع والتعلم والعمل وتطوير الذات.

إذاً منصات التواصل الاجتماعي هي عبارة عن سلاح ذو حدين. إن أتقنّا استخدامها، و حافظنا على التوازن ضمن أنماط حياتنا اليومية الصحية. ستعود علينا بالفائدة العظمى.

لكن إدمان استخدامها و تفضيلها على الكثير من اللقاءات التفاعلية والتفاعلات الجسدية الاجتماعية، تزيد من فرص اضطرابات المزاج مثل الاكتئاب و القلق و العزلة.

كيف يمكننا التغلب على سلبيات مواقع التواصل الاجتماعي:

يمكنك الاستفادة بشكل كبير من الشبكات الاجتماعية. و ذلك من خلال:

  • إيقاف تشغيل هاتفك المحمول في اوقات معينة من اليوم، مثل أثناء القيادة أو في العمل أو في الاجتماعات.
  • إيقاف هاتفك المحمول أثناء قضاء بعض الوقت مع عائلتك أو أصدقائك.
  • ضبط هاتفك المحمول على وضع الصامت أو خارج التغطية أثناء النوم.
  • إيقاف الإشعارات لتخفيف إدمان استخدام الهاتف، و خفض الأصوات و الاهتزازات المشتتة.
  • تنظيم الوقت و تخصيص زمن محدد واضح لمدة استخدامك لمواقع التواصل الاجتماعي.

و تبعاً لنتائج الدراسات، لتجنب التأثيرات السلبية الناتجة عن استخدام المنصات الاجتماعية. ينصح الحدّ من استخدام هذه المنصات لنصف ساعة فقط في اليوم كحد أقصى.

ماذا عنك؟ هل تكتفي باستخدام هذه المنصات لمدة نصف ساعة فقط من يومك؟ و هل تركّز في الوقت الآخر على أعمالك و مسؤولياتك، و استثمار هذه الطاقات في بناء نفسك أو إفادة من حولك؟

إن راقبنا أنفسنا، نلاحظ أن اعتمادنا على هذه المنصات أكبر بكثير من نصف ساعة في اليوم.

حسناً، لم ينتهي الأمر هنا. بإمكاننا وضع هدف صغير تدريجي مرن، للحد من استخدام هذه المنصات الاجتماعية للشكل الذي يرضينا ويحافظ على صحتنا.

  • الخطوة الأولى للنجاح، هي من خلال تسجيل مدة استخدامنا لهذه المنصات.

الأرقام ستخيفك! الزمن الذي يقضيه معظمنا على هذه المنصات، هو هدر للوقت و الطاقة و العمر. نحن أحوج بكثير لهذا الوقت.

  • بعد أن نسجّل الزمن الذي يستهلكه كل منا على هذا الأمر. نبدأ بتخفيف المدة بشكل تدريجي. و الأفضل أن نضبط وقت المنبه، لألا يسرقنا الوقت!

نسأل الله تعالى أن يبارك لنا في عمرنا و وقتنا وعلمنا وعملنا. و أن ينفعنا و إياكم فيما علمنا.

دمتم بخير إخوتي الكرام.

المراجع:

https://www.centreformentalhealth.org.uk/blogs/anxiety-loneliness-and-fear-missing-out-impact-social-media-young-peoples-mental-health

https://www.camh.ca/-/media/files/pdfs—ebulletin/ebulletin-19-n2-socialmedia-mentalhealth-2017osduhs-pdf.pdf?la=en&hash=FB9E22671ADBD4D4C1B42E2B7D17DBC7835C2896

https://www.medicalnewstoday.com/articles/social-media-and-mental-health

https://jamanetwork.com/journals/jamapsychiatry/fullarticle/2749480

https://guilfordjournals.com/doi/10.1521/jscp.2018.37.10.751

https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC7364393

https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC6830469

الصورة المرفقة:

https://www.flickr.com/photos/jasonahowie/8583949219/in/photolist-e5wZ3t-9YEKTo-aNzVb6-AmURX4-cdqJUS-fgx2YY-eMnSfC-8h6sWa-6ZckCr-8ddFEZ-oHsWUa-y56vX8-toFP1E-t7ohKh-7fwvtW-srWZPL-7R7gx2-rgTvJL-7rbSNc-rgTtxm-qBG648-5dkXKX-2izMmhY-61LSVh-gSX5jg-dXX1bU-gSX4xN-rwbi3y-rgTx1o-JYFT48-98eeX6-gSXMEv-6FkPYG-gSX5nH-SDENZU-8o2UHN-gSXMFT-gSX5fD-2mhZFz1-gSX4v3-gSX4qd-rgTzpw-7arjcX-aFy3bt-HRv9gc-K4c1J7-8w6RQm-8FSH1y-rfa4sX-dvUxYM

تصنيفات المقال

انضم الى المحادثة

اذا أعجبك هذا المقال شاركه مع أصدقائك، شكراً لك