أسعد الله أوقاتكم بكل خير إخوتي الكرام من مختلف أنحاء العالم.
تحدثنا في المقال السابق، عن أهمية الحمية الغذائية لمرضى السرطان. و أهمية سلامة و نظافة الأطعمة المتناولة. و أفضل الأطعمة التي ينصح بتناولها أو الامتناع عنها، عموماً.
المرضى الذين يخضعون لعلاج السرطان، مثل العلاج الكيماوي، يحتاجون لزيادة كمية البروتينات المتناولة. و استهلاك كمية أكبر من السعرات الحرارية.
كما قد يحتاج المريض في بعض الأحيان، لتغيير قوام الطعام المتناول، ليصبح أسهل للمضغ و البلع.
على اعتبار أن العلاج الكيماوي له بعض التأثيرات الجانبية على صحة الجسم. إذاً من الأفضل تهيئة الجسم، ومساعدته للتغلب على ذلك.
بينما يقوم العلاج الكيماوي بالقضاء على الخلايا السرطانية. قد يقوم بإلحاق الضرر بالخلايا الصحية كذلك. مما قد يؤدي لبعض التأثيرات الجانبية أحياناً، التي تؤثر على تناول الطعام، مثل ظهور التقرحات الفموية و الغثيان و فقدان الشهية للطعام.
الحمد لله أن العلم قد تطور، و يمكن التحكم بهذه الأعراض و السيطرة عليها عن طريق الأدوية. لكن من الأفضل مساعدة الجسم بالأساليب الطبيعية كذلك، لتعزيز النتائج المطلوبة.
الأطعمة التي ينصح بتناولها قبل الخضوع للعلاج الكيميائي:
قبل البدء بجلسات العلاج الكيماوي، يجب على المريض المواظبة على تناول حمية غذائية صحية، و الحفاظ على وزن الجسم المعتدل.
تتضمن الحمية الغذائية الصحية التي ينصح الاعتماد عليها، الخضروات والفواكه و الدهون الصحية و البروتينات الهزيلة الخالية من الجلد و الدهن و العظم و الحبوب الكاملة و العدس و البقوليات.
يجب على مريض االسرطان الامتناع عن تناول السكريات و الكربوهيدرات المكررة و الزيوت المهدرجة و الأطعمة المعالجة المحضرة مسبقاً.
المواظبة على اتباع نظام غذائي صحي، قبل البدء بجلسات العلاج الكيميائي، تساعد المريض على خفض خطورة العدوى، و تخفيف التأثيرات الجانبية للعلاج.
من الأمثلة عن الأطعمة التي ينصح بتناولها:
- الألبان السادة
- البيض و التوست
- الحليب و الشوفان
- شوربة الدجاج
- زبدة المكسرات والتوست
ما هي الأطعمة التي ينصح بتناولها خلال فترة العلاج الكيميائي:
بمجرد بدء العلاج، سيحتاج الجسم إلى أطعمة صحية مركزة، ليعمل بأفضل صورة ممكنة.
من الضروري الحصول على ما يكفي من السعرات الحرارية و البروتينات خلال هذه الفترة أيضاً.
الأطعمة التي لا يستمتع بها الشخص عادةً، قد يكون مذاقها أفضل أثناء العلاج. لذلك يتم تشجيع المريض عادةً على تجربة أطعمة جديدة خلال هذه الفترة.
يجب أن يتناول المريض الأطعمة التي تحتوي على خصائص تعزز الصحة و تقوي المناعة. بما في ذلك الفواكه والخضروات والأطعمة الغنية بالبروتينات. والامتناع عن السكريات والأطعمة المصنعة تماماً.
قد تساعد الوجبات الخفيفة الغنية بالبروتينات مثل اللبن الزبادي اليوناني و المكسرات و البذور و سلطة الدجاج و البيض المسلوق جيداً في الحفاظ على مستويات الطاقة.
يمكنك تناول نفس الأطعمة المذكورة أعلاه. كما يمكنك إضافة العصائر قليلة الحموضة مثل عصير التفاح أو العنب أو اللبن الرائب.
تجنب الأطعمة الحامضة لأنها تهيج القناة الهضمية.
تناول رشفيات أو كميات قليلة من السوائل كل نصف ساعة مثلاً، كما هو مقبول بالنسبة لك.
ما هي الأطعمة التي ينصح بتناولها بعد العلاج الكيميائي:
ينصح بتناول الخضروات و الفواكه الملونة مثل الخضروات ذات اللون الأخضر الداكن و الخضروات صفراء اللون و الفواكه الحمضيات.
كما ينصح بتناول الأطعمة الغنية بالألياف مثل الفواكه و الخضروات و البقوليات و الحبوب الكاملة. والأطعمة الغنية بالبروتينات مع كل وجبة.
الاستمرار في الامتناع عن السكريات و الكربوهيدرات المكررة.
تناول كمية وفيرة من السوائل للوقاية من التجفاف.
من الأمثلة عن هذه السوائل:
أهمها الماء حتماً، ثم يمكننا إضافة و التنويع في الخيارات التالية:
- شوربة صافية المرق
- عصير التفاح أوعصير العنب
- شاي الأعشاب مثل النعناع و الزنجبيل
- المياه المعدنية المنكهة التي تحتوي على الشوارد والمعادن الهامة
كيفية التغلب على المشاكل الصحية المتعلقة بتناول الطعام:
قد يسبب العلاج الكيميائي بعض التأثيرات الجانبية والمشاكل المتعلقة بتناول الطعام. و إليك كيفية التحكم بها و التغلب عليها:
فقدان الشهية للطعام:
قد يفقد الشخص رغبته في تناول الطعام بشكل جزئي خلال فترة جلسات العلاج الكيميائي.
بعض المرضى يفقدون شهيتهم للطعام لمدة يوم واحد أو يومين فقط. بينما قد تستمر فقدان الشهية للطعام لفترة أطول لدى البعض الآخر.
للتغلب على مشكلة فقدان الشهية للطعام، و خلال هذه الفترة ينصح بما يلي:
- تناول السوائل و السموذي بدلاً عن الأطعمة
- تناول 5-6 وجبات صغيرة خلال اليوم، بدلاً من تناول 3 وجبات كبيرة من الطعام
- الاحتفاظ بالوجبات الخفيفة الصحية السناك في متناول اليد، لتناولها عند الرغبة بذلك
- تناول رشفات متكررة من السوائل التي تضيف السعرات الحرارية والعناصر الغذائية ، مثل العصير أو الحليب أو الحساء
الغثيان:
يعتبر الغثيان من التأثيرات الجانبية الشائعة للعلاج الكيميائي. مما يجعل تناول الطعام أكثر صعوبة عند الشعور بالغثيان.
لكن يمكننا التحكم بمشكلة الغثيان و السيطرة عليها بعدة طرق. والتي تتضمن:
- تناول الطعام و الشراب بدرجة حرارة الغرفة. فالأطعمة الحارة تكون رائحتها أقوى. و قد تهيج الغثيان أكثر.
- تناول أطعمة خفيفة الهضم سهلة على المعدة، مثل التوست السادة أو مرق العظام الصافية
- عدم إجبار النفس على تناول أطعمة معينة. بل اختيار الأطعمة التي تستمتع بتناولها
- أخذ رشفات صغيرة من السوائل على مدار اليوم
- تناول التوست أو الرقائق قبل الذهاب للنوم
- تناول وجبات صغيرة إنما بشكل منتظم
التقرحات الفموية أو صعوبة البلع:
قد يسبب العلاج الكيميائي التقرحات الفموية أو صعوبة البلع. مما يجعل تناول الطعام غير مريح أحياناً.
يمكننا التغلب على هذه المشكلة أيضاً من خلال:
- طهي الطعام جيداً حتى يصبح ناعم و طري
- تجنب الأطعمة الحارة و الحمضية و المقرمشة
- اختيار الأطعمة سهلة المضغ مثل البيض المقلي أو الكوكتيل
- تقطيع الطعام إلى أجزاء صغيرة أو هرسه أو طحنه على الخلاط
- الأطعمة الناعمة الطرية مثل الصلصة و مرق العظام أو الشوربات
- تناول الطعام بملعقة أصغر، للمساعدة على تناول قضمات أصغر من الطعام
- تناول رشيفات صغيرة من السوائل و يمكن الاستعانة بالشلمونة (الشفاطة أو المصاصة)
- تجنب الأطعمة التي قد تلحق الأذى بالفم مثل الحمضيات و الفليفلة الحارة والأطعمة المالحة و الأطعمة المقرمشة
انخفاض الوزن:
قد يسبب مرض السرطان انخفاض الوزن. أو قد يكون انخفاض الوزن من التأثيرات الجانبية للعلاج.
للتغلب على هذه المشكلة، ينصح بما يلي:
- تناول العصائر الطبيعية و السموذي و الكوكتيل
- تناول الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية و البروتينات
- إضافة بودرة البروتينات للوجبات مثل الشوفان و السموذي و الشوربات
- تناول الطعام ضمن مواعيد منتظمة محددة. و عدم الانتظار حتى الشعور بالجوع
الإمساك:
إن تناول بعض الأدوية و تغيير عادات تناول الطعام و قلة النشاط و الحركة البدنية، جميع هذه العوامل، قد تؤثر على نشاط و حركة الأمعاء و تسبب الإمساك.
للتغلب على هذه المشكلة، ينصح بما يلي:
- تناول كمية وفيرة من السوائل
- زيادة مستوى النشاط و الحركة
- الحد من تناول الأطعمة والمشروبات التي تسبب الغازات
الخُلاصة:
- إن الحصول على تغذية متوازنة و متنوعة من العوامل الهامة جداً، و لها تأثير كبير على صحة الجسم خلال فترة العلاج الكيميائي.
- المواظبة على تناول أطعمة صحية، يساعد كثيراً في عملية التعافي و الشفاء و الوقاية من العدوى. و تخفيف التأثيرات الجانبية الناتجة عن العلاج الكيميائي.
- إذا ضعفت مناعة المريض، يصبح الجسم أكثر عرضة للإصابة بالعدوى. لذلك من الضروري جداً اتباع تعليمات سلامة و نظافة الطعام و الطهي الصحي. و تخزين الطعام في درجة الحرارة المناسبة لها.
- خلال فترة العلاج الكيماوي، يجب على المريض الاعتماد في غذائه على الأطعمة الغنية بالبروتينات و الغنية بالألياف الغذائية و الدهون الصحية.
- من ناحية أخرى، يجب الامتناع التام عن السكريات و الأطعمة النيئة والمصنعة والعفنة.
- يجب المواظبة على هذا النظام الصحي، قبل و خلال و بعد العلاج الكيميائي. لمساعدة الجسم على التعافي و مقاومة التأثيرات الجانبية.
هذه هي الأساليب الطبيعية و التي تعتبر العلاج التكميلي لمرضى السرطان. لكن إذا لم تكفي هذه الأساليب في التحكم بالتأثيرات الجانبية للعلاج الكيميائي، تتوفر العديد من الأدوية التي يتم إعطاءها للمريض، للسيطرة على الأعراض المرافقة للعلاج.
على سبيل المثال، مضادات الإقياء و مضادات الإسهال أو الإمساك حسب الحاجة. لكن يبقى الغذاء الصحي و تقوية مناعة الجسم الداخلية، هو الخيار العلاجي التكميلي الأول، الذي ينصح به خلال هذه المرحلة.
نسأل الله تعالى دوام الصحة والعافية، والشفاء العاجل لمرضانا و مرضاكم. دمتم بخير إخوتي الكرام.
المراجع:
https://www.mayoclinic.org/tests-procedures/chemotherapy/in-depth/cancer/art-20047517
https://www.medicalnewstoday.com/articles/chemotherapy-diet