أهم النصائح لحماية الجهاز الحوفي في الدماغ المسؤول عن العواطف والذاكرة

120 0
120 0
الحوفي

أسعد الله أوقاتكم بكل خير إخوتي الكرام من مختلف أنحاء العالم.

تحدثنا في المقال السابق عن الجهاز الحوفي و أهميته و دوره في سلوكياتنا و مشاعرنا و ذاكرتنا.

أما اليوم و بإذن الله تعالى، سوف نكمل الموضوع عن الجهاز الحوفي، وكيفية حمايته من التلف وتعزيز صحته.

العلاقة بين الحالة النفسية و العواطف:

كما وضحنا سابقاً فإن الجهاز الحوفي يلعب دوراً قوياً في خلق المشاعر المختلفة. تتمثل إحدى الطرق المهمة التي يؤثر فيها الجهاز الحوفي على الصحة العاطفية، هي من خلال حمل الرسائل الحسية من البيئة المحيطة إلى منطقة ما تحت المهاد من الدماغ، و منه إلى أجزاء أخرى من الجسم.

يعمل تحت المهاد (الهايبوثالاموس) كـ “منظم” للتحكم في الهرمونات. ويساعد الجسم في الحفاظ على التوازن الداخلي. كما يرسل إشارات إلى الغدة النخامية والغدة الدرقية والغدد الكظرية.

يتلقى الهيبوثلاموس المعلومات من العديد من أجزاء الجسم، بما في ذلك القلب والأعصاب والجهاز الهضمي والجلد.

بسبب وظائف تحت المهاد (الهايبوثالاموس)، فإن الجهاز الحوفي يتحكم بشكل مباشر في “استجابة الجسم للتوتر” والوظائف الرئيسية التالية:

  • التنفس
  • الذاكرة
  • المزاج
  • ضغط الدم
  • مستويات التوتر
  • توازن الهرمونات
  • معدل ضربات القلب

إن التفاعلات بين تحت المهاد (الهايبوثالاموس) وبقية الجهاز الحوفي هي المسؤولة عن التحكم في الجهاز العصبي اللاإرادي. بعبارة أخرى، يتحكم الجهاز العصبي المركزي و الطرفي في استجابة “القتال أو الهروب”.

ترتبط الاضطرابات النفسية بفرط الاستثارة، وبكميات كبيرة من القلق أو الخوف، والخلل في استجابة الجهاز العصبي لحالات القتال أو الهروب. من الأمثلة عن الاضطرابات النفسية، حالات القلق العام أو القلق الاجتماعي أو الرهاب أو الاضطراب ثنائي القطب، وحتى الإدمان والاكتئاب.

من ناحية أخرى، فإن زيادة حالات القلق و التوتر، بما في ذلك ارتفاع مستويات هرمون الكورتيزول (هرمون التوتر) يؤثر أيضاً على مستوى الالتهابات في الجسم و صحة الجهاز الهضمي و وظائف القلب والأوعية الدموية و الجهاز المناعي و التناسلي أيضاً. مما قد يساهم أحيانًا في اضطرابات مثل داء السكري و الأرق و ارتفاع ضغط الدم و زيادة خطورة الإصابة بالعدوى والعقم!

الزيوت العطرية والجهاز الحوفي:

يقوم الجهاز الحوفي بجمع المعلومات من البيئة المحيطة من خلال المعلومات الحسية. على الأرجح قد لاحظت ذلك سابقاً، أنه يمكن لحواسك أن تغير حالتك العاطفية بسرعة. على سبيل المثال، إن تناول وجبة لذيذة قد يجعلك تشعر بالراحة. في حين أن الضوضاء العالية جدًا قد تشعرك بالقلق.

هل تساءلت يومًا لماذا تستحضر بعض الروائح ذكريات، وحتى مشاعر جسدية بشكل واضح؟

حاسة الشم لدينا فريدة من نوعها، بالمقارنة مع حواسنا الأخرى (مثل التذوق، والبصر، والسمع). لأنها تتجاوز أجزاء من الدماغ التي لا يمكن لأنواع أخرى من المعلومات الحسية غالبًا تجاوزها. ونتيجةً لذلك، غالباً ما تسبب الروائح ردود فعل عاطفية فورية وقوية، بناءً على الذكريات!

قد تعيدنا الروائح إلى أحداث سابقة في غضون أجزاء من الثانية! مما يجعلنا نشعر بطريقة معينة، بناءً على الأحداث الماضية، سواء كنا ندرك سبب شعورنا المفاجئ بتلك الطريقة أم لا.

إن الزيوت العطرية على سبيل المثال، قد يكون لديها تأثيرات كبيرة على وظيفة الجهاز الحوفي، وكيف تشعر. وذلك بسبب الروائح القوية التي تحتوي عليها، والتي توجد داخل الجزيئات المتطايرة، التي يمكن أن تصل إلى مجرى الدم وتنتقل مباشرة عبر حاجز الدماغ بسرعة كبيرة.

كما وضحنا سابقاً، فإن الجزء من الدماغ الذي يعرف باسم الحُصين له دور في في حاسة الشم. و يتمثل ذلك كما يلي:

تتفاعل الجزيئات العطرية الموجودة داخل الزيوت العطرية مع أجهزة الاستشعار في التجويف الأنفي والرئتين والمسام وغيرها.

تشير نتائج الأبحاث أن البصلة الشمية تنقل المعلومات إلى الجزء البطني من الحُصين (في الدماغ). والذي يقوم بدوره بإرسال محاورًا عصبية إلى البصلة الشمية الرئيسية (بما في ذلك النواة الشمية الأمامية والقشرة الشمية الأولية). هذه هي الطريقة التي ترتبط بها الذكريات والروائح معًا.

بمجرد تفعيلها، تبعث أجهزة الاستشعار إشارات عاطفية قوية، بناءً على الروائح، بدءًا من جهازك الحوفي (الحُصين) وتنتشر في جميع أنحاء الجسم إلى أماكن أخرى مثل القلب والجهاز الهضمي.

نظرًا لأن الزيوت العطرية يمكن أن تؤثر على الذاكرة، وتوازن مستويات الهرمونات، كما تدعم وظائف الجهاز الحوفي بشكل عام، فإن العديد من الأدلة العلمية الحديثة تُظهر أن استنشاق الزيوت العطرية قد يكون أحد أسرع الطرق لتحقيق فوائد فسيولوجية أو نفسية. تشمل هذه الفوائد تقليل القلق أو الغضب أو حتى الإرهاق.

كيف نحافظ على صحة الجهاز الحوفي في الدماغ صحياً و سليماً؟

للحفاظ على التوازن الداخلي و الشعور بحال أفضل، يتمثل الهدف في تحقيق الموازنة بين أنشطة الجهاز العصبي المركزي (الودي) و الجهاز العصبي الطرفي . حيث يؤدي التنشيط المفرط لأحدهما إلى ارتفاع مستويات القلق، و انخفاض الدافع و الشعور بالإرهاق والتعب.

إليك أفضل الأساليب للحفاز على صحة الجهاز الحوفي:

ممارسة التمارين الرياضية:

تساعد ممارسة التمارين الرياضية بانتظام على تخفيف حالات القلق و تحقيق توازن الهرمونات، بما في ذلك هرمون التوتر الكورتيزول. بالإضافة لدورها في خفض نسبة الالتهابات و تقوية مناعة الجسم.

إحدى الآليات للقيام بذلك تتمثل بتدريب الجهاز العصبي المركزي (المسؤول عن ردود الفعل في حالات القتال أو الهروب) إلى العودة للوضع الطبيعي بسرعة أكبر بعد التعرض لحالات التوتر أو الإستثارة.

اكتسب عادة التأمل و الحفاظ على الهدوء والسكينة والصمت:

بإمكانك تعزيز هذه المهارة إما من خلال تعلم تقنيات جلسات التأمل أو من خلال الصلاة و الدعاء، كنوع من الأساليب التي تساعد على تهدئة النفس.

يساعد تعزيز هذه المهارات على تخفيف حالات التوتر و تنمية الامتنان و زيادة التركيز على الجوانب الإيجابية في حياتك، و تعزيز ارتباطك مع الآخرين بطريقة فعالة.

مارس التنفس العميق:

إن تمارين التنفس العميق المقترنة بالاسترخاء المتعمد للعضلات، تعمل على تنشيط دوائر الجهاز العصبي الطرفي (اللاودي) وتزيد من قوته.

تساعد تمارين التنفس العميق على الاسترخاء، و بالتالي تساعد على تهدئة الجهاز العصبي المركزي (الودي) (SNS) المسؤول عن استجابة القتال أو الهروب. حيث ترسل العضلات المسترخية إشارات إلى مراكز الإنذار في الدماغ تفيد بعدم وجود تهديدات.

من أبسط الطرق لممارسة تمارين التنفس العميق، هي من خلال الاستلقاء على ظهرك، ومحاولة أخذ أنفاس بطيئة وثابتة من الحجاب الحاجز (بالقرب من بطنك بدلاً من صدرك). كما يمكنك أيضًا تجربة استنشاق الهواء لمدة أربع ثوانٍ، وحبس أنفاسك لمدة سبع ثوانٍ، ثم الزفير ببطء لمدة ثماني ثوانٍ، مع تكرار هذا التمرين لمدة خمس إلى عشر دقائق.

استخدم الزيوت العطرية المهدئة أو المحفزة:

تحدثنا سابقاً عن مبدأ العلاج بالزيوت العطرية الأساسية. فعند استنشاق هذه الروائح، يتم امتصاص الزيوت العطرية في مجرى الدم، و من ثم تحفز منظقة الحُصين في الدماغ. يعود ذلك أساسًا إلى كمية الأوعية الدموية الموجودة في الرئتين التي تمتص الزيوت، ثم تنقلها لجميع أنحاء الجسم، بما في ذلك الدماغ.

يمكنك استخدام جهاز نشر الروائح للاستفادة من فوائد الزيوت العطرية، أو يمكنك استنشاقها مباشرة من الزجاجة أو قطعة قطن.

من الأمثلة عن الزيوت العطرية و فوائد كل منها:

  • زيت البرتقال البري لتحسين حالتك المزاجية
  • زيت النعناع لتحسين التركيز والطاقة
  • زيت اللبان للاستنارة الروحية
  • زيت اللافندر لتقليل التوتر

شكراً لمتابعتكم إخوتي الكرام.. أتمنى أن تكونوا قد وجدتم الفائدة المطلوبة، و دمتم بخير 🙂

المراجع:

https://www.verywellhealth.com/the-limbic-system-2488579

https://www.medicalnewstoday.com/articles/limbic-system

https://my.clevelandclinic.org/health/body/limbic-system

https://draxe.com/health/limbic-system

الصورة المرفقة:

https://www.flickr.com/photos/bg_dn/41269895950/in/photolist-25ST1fb-8JaQ8t-R8nYVN-Y7LrxA-2nFEKvr-6DuWmp-2oXuXfv-6Dz6mh-2o1sZvb-6Dz5WJ-6Dz6iu-6Dz5ZG-6DuW5n-cq9ryf-6DuWuM-2pJp9Vk-2hEgZGk-2jX4mG3-2pbTjoX-7PfdZT-FkkdWZ-2pudP4u-2kZPN86-2hALR33-dtZLTV-2oNidHd-p3HcT6-2k4fM2D-2nUomaH-4cmE6-2m6bYdQ-BtLc6-RcAq7u-5efyFT-2osCTtB-SKk2GQ-a5a2ik-oXNT-2kxETwY-6KtLvE-2jGsCDj-4feK5N-bHRp8B-CTKnwR-dbJ7qY-YccnKG-2oh5ixw-5oTQyL-bhS4eD-Tc9V1s

تصنيفات المقال

انضم الى المحادثة

اذا أعجبك هذا المقال شاركه مع أصدقائك، شكراً لك