الجوع
هو عبارة عن تجربة جسدية تؤثر على الحالة البدنية والعقلية. كما تؤثر بشكل كبير على الحياة الاجتماعية والعائلية.
التغيرات الفيزيولوجية التي تطرأ على الجسم بسبب الجوع:
تؤدي حالات الجوع الشديد وما يتعرض له ضحايا المجاعة لتحول شديد في أجسامهم.
- عند مواجهة نقص الطعام، يبدأ الجسم أولاً في استهلاك كل الدهون الموجودة فيه، مما يؤدي إلى انخفاض في كتلة الجسم.
- بعد أن ينتهي الجسم من استخدام كل الدهون، يبدأ في حرق العضلات، وفي النهاية الأعضاء، للبقاء على قيد الحياة.
لم تجعل المجاعة الأشخاص يظهرون نحيفين جسدياً فحسب، بل:
- أوقفت نمو الأطفال
- أدت لانخفاض مستوى الطاقة
- و إلى توقف الدورة الشهرية
- وانخفاض الرغبة الجنسية، و العجز الجنسي
- وجعلت الجلد شاحباً أو حتى مائلًا إلى الأزرق
- بالإضافة للعجز عن بقاء الجسم دافئاً. حيث يحتاج الجسم إلى السعرات الحرارية للحفاظ على الحرارة. كلما كان الجو أبرد، زادت السعرات الحرارية المطلوبة للحفاظ على درجة حرارة الجسم.
- ولا ننسى دور سوء التغذية في انخفاض مناعة الجسم و زيادة التعرض للأمراض ومختلف حالات العدوى.
- وفي بعض الأحيان قد يعاني ضحايا المجاعة من الانتفاخ بسبب الوذمة، بما في ذلك انتفاخ اللسان و الحلق. وهي المرحلة الأخيرة من الحياة، التي تسبق الوفاة بسبب الجوع!
التغيرات العقلية التي تطرأ على الجسم بسبب الجوع:
إن البالغون الذين عانوا من نقص الأمن الغذائي في الطفولة لديهم خطر أعلى للإصابة بمشاكل صحية نفسية. لكن حتى الأشخاص الذين يعانون من نقص الأمن الغذائي لأول مرة في مرحلة البلوغ، يكونون عرضة لخطر أكبر لتطوير مشاكل صحية نفسية مختلفة. والتي تتضمن ما يلي:
المشاعر والإدراك:
ربما سمعت من قبل عن مصطلح “غضب الجوع” و هو دمج بين الجوع والغضب، أو ربما قد اختبرته بنفسك. ورغم أن “غضب الجوع” هو مصطلح عامي، لكنه حقيقي وهناك تأثير واضح للجوع على المشاعر.
تُظهر الدراسات أنه كلما كنت جائعاً أكثر، زادت احتمالية الإصابة بالمشاعر السلبية. علاوة على ذلك، كلما كنت جائعاً أكثر، زادت احتمالية أن تحكم على التجارب أو الأشخاص الآخرين بشكل غير حيادي، إنما بسبب تأثير الجوع.
القلق والتوتر والاكتئاب:
عندما يكون نقص الأمن الغذائي مشكلة، يعاني الأفراد من القلق و التوتر والاكتئاب.
يعاني الأشخاص الذين يعانون من الجوع من التوتر على مستويات مختلفة. هناك التوتر المرتبط بعدم الأمان الغذائي الناتج عن عدم معرفة موعد توفر الوجبة التالية. يمكن اعتبار هذا التوتر الشخصي المتعلق بالطعام. لكن تظهر الدراسات أن الأشخاص يعانون أيضاً من التوتر بسبب القلق بشأن أحبائهم ومتى سيحصلون على وجبتهم التالية. في الواقع، حتى عندما يحاول معظم الآباء الذين يعانون من نقص الأمن الغذائي إخفاء نقص الطعام عن أطفالهم (مثل تقليل تناول الطعام)، يظل الأطفال على دراية بالوضع.
يكون القلق والاكتئاب أكثر احتمالًا عندما يُضاف عامل توتر آخر. على سبيل المثال، أظهرت الدراسات أثناء جائحة كوفيد-19 أن نقص الأمن الغذائي زاد من خطر الإصابة بالقلق و الاكتئاب بنسبة 250%.
اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) :
على الرغم من أن اضطراب ما بعد الصدمة يرتبط عادةً بتجارب الحرب وغيرها من الأحداث الصادمة، يبدو أن جوع الطفولة يسبب مستويات كبيرة من التوتر والصدمة. مما يؤدي ببعض الأطفال إلى تطوير اضطراب ما بعد الصدمة في مرحلة البلوغ. إضافةً لذلك، فإن الجمع بين التوتر المرتبط بالطعام وأحداث صادمة أخرى (مثل إساءة معاملة الأطفال أو الإهمال) قد يؤدي إلى حالات أكثر شدة من اضطراب ما بعد الصدمة في مرحلة البلوغ.
يمكن أن يساهم الجوع في الطفولة في تأخيرات النمو والوظائف المعرفية:
دون الوصول المناسب إلى الطعام الصحي، يمكن أن يؤدي الجوع في الطفولة إلى تأخيرات في النمو تستمر حتى مرحلة البلوغ.
على سبيل المثال، أظهرت العديد من الدراسات وجود علاقة بين نقص الطعام الصحي وتراجع الوظائف المعرفية لدى الأطفال. تحدث هذه العلاقة لأن نقص الأمن الغذائي يؤدي إلى تقليل مستويات الاستهلاك الغذائي، مما يترتب عليه انخفاض الطاقة. وبدوره، يؤثر ذلك على مرونة الأعصاب، مما يعيق وظائف الطفل المعرفية.
هل يمكن أن يسبب الجوع الطويل الأمد أمراضاً عقلية؟
يمكن أن يؤدي نقص الأمن الغذائي إلى حدوث حالات عامة من الإعاقات النفسية والجسدية لدى البالغين. إن عدم التفاعل، و التهيج، و تراجع الوظائف المعرفية هي بعض التأثيرات النفسية لعدم تناول ما يكفي من الطعام الصحي.
كما أن المظاهر الجسدية مثل التعب والإرهاق، والمظهر الشاحب، وتقليل الرغبة الجنسية تحدث أيضاً نتيجة لنقص الأمن الغذائي. مرة أخرى، يمكن أن تتفاقم هذه التأثيرات الضارة للجوع بسبب عوامل أخرى، بما في ذلك الوراثة، والتأثيرات البيئية، واضطرابات الصحة النفسية الأخرى.
غالبًا ما يعاني البالغون الجائعون أيضاً من هوس بالطعام. خلال ساعات اليقظة، قد يحلم البالغون الجائعون بالطعام، يتحدثون عنه، أو يقرؤون عنه. كما يمكن أن تكون الأحلام أيضاً مركزة بشكل كبير على الطعام والأكل.
نسأل الله تعالى أن يعم الأمن و الأمان كافة بلاد العالم و يقينا و إياكم من مختلف الآفات و الأمراض. دمتم بخير إخوتي الكرام و شكراً للمتابعة.
المراجع:
https://sunshinebehavioralhealth.com/resources/hunger-and-mental-health
https://www.mentalhealth.com/library/can-hunger-affect-your-mental-health