أعراض و أسباب اضطراب ما بعد الصدمة و العوامل الخطيرة المؤدية له

3150 0
3150 0

اضطراب ما بعد الصدمة هو عبارة عن اضطراب قلق و توتر، يحدث نتيجة التعرض لأحداث مؤلمة شديدة التوتر أو الخوف.

بعض الأفراد الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة، يستعيدون الأحداث المؤلمة من خلال رؤية الكوابيس، أو تخيل لقطات من الماضي. و قد يختبرون الشعور بالعزلة و الإحساس بالذنب. كما قد يعانون من اضطرابات في النوم مثل الأرق و صعوبة في التركيز. هذه الأعراض تكون شديدة و تدوم بشكلٍ كافٍ لتؤثر على أنماط الحياة اليومية للمريض.

أعرض اضطراب ما بعد الصدمة:

في معظم الحالات تتطور الأعراض خلال الشهر الأول بعد التعرض لأحداث الصدمة. لكن في حالات أقلية، فإن أعراض اضطراب ما بعد الصدمة، قد تتأخر بالظهور إلى ما بعد عدة أشهر أو حتى سنوات!

بعض الأفراد الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة، قد يعانون من أعراضها لفترة طويلة من الزمن. عندما تكون الأعراض خفيفة غير ملحوظة بشكل واضح. يتبعها فترة عندما تصبح الأعراض أكثر سوءاً.

بعض الأفراد لديهم أعراض شديدة دائمة.

تتراوح الأعراض من حالة لأخرى. لكن بشكل عام يتم تقسيمها تبعاً للأصناف التالية:

تكرار اختبار المعاناة:

من أكثر مظاهر و أعراض اضطراب ما بعد الصدمة، هو اختبار نفس الشعور مرة أخرى. و يحدث ذلك عندما يستعيد الشخص الموقف المؤلم بشكل لا إرادي.  و يكون ذلك على شكل:

  • كوابيس.
  • أو ذكريات الماضي.
  • أحاسيس مؤلمة و متكررة.
  • أعراض بدنية مثل الألم، التعرق، أو الإحساس بالمرض.

بعض الأفراد لديهم أفكار سلبية دائمة حول التجربة السيئة التي مروا بها. يسألون أنفسهم مراراً و تكراراً ، الأسئلة التي تمنعهم من التوصل إلى تفاهم مع الحدث. على سبيل المثال قد يتساءلون لماذا وقعت هذه الحادثة معهم. أو إذا كان بإمكانهم فعل أي شيء لإيقافها. مما يؤدي إلى شعورهم بالذنب أو الخجل!

محاولة تجنب تذكر الحدث الأليم:

و يعني ذلك تجنب أفراد معينين أو مناطق محددة تذكرهم بالحادثة. أو تجنب التحدث إلى أي شخص حول الحادثة الأليمة.

العديد من الأفراد الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة، يحاولون دفع ذكريات الحادثة الكئيبة ، بعيداً عن مخيلتهم. غالباً ما يشغلون أنفسهم بالعمل أو الهوايات لتجنب التفكير.

بعض الأفراد يحاولون التغلب على مشاعرهم تجاه الحادثة من خلال محاولة تجميد عواطفهم و عدم الإحساس بأي شيء. و هو ما يُعرف التخدير العاطفي. و هذا ما يدفع الشخص لأن يصبح معزولاً . و أن يتخلى عن ممارسة النشاطات التي يعتمدها عادةً للاستمتاع.

فرط التوتر (الشعور و كأنه على الحافة):

بعض الأفراد الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة، قد يعاني من القلق. و يجدون صعوبة في الاسترخاء. قد يكون الشخص مدركاً تماماً للتهديدات. و يشعر بالذعر بسهولة. هذه الحالة العقلية تُعرف ب فرط التوتر. و غالباً ما تؤدي إلى:

  • التهيج و عدم الراحة.
  • انفجار الغضب الشديد.
  • اضطرابات النوم و الأرق.
  • صعوبة في التركيز.

مشاكل أخرى:

بعض الأفراد المصابون باضطراب ما بعد الصدمة، قد يعانون من العديد من المشاكل الصحية الأخرى و التي تتضمن:

في بعض الأحيان فإن اضطراب ما بعد الصدمة قد يؤدي لمشاكل متعلقة بالعمل أو العائلة أو الانفصال العلاقات.

 

اضطراب ما بعد الصدمة بالنسبة للأطفال:

اضطراب ما بعد الصدمة قد يؤثر على الأطفال كما يؤثر على البالغين أيضاً. الأطفال يختبرون أعراض مشابهة لما يعاني منها البالغين، مثل مشاكل في النوم و رؤية الكوابيس.

و كما هو الحال لدى البالغين، فإن الأطفال الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة، قد يفتقدون أيضاً الشعور بالاستمتاع في أداء نشاطاتهم المعهودة التي كانوا يستمتعون بها سابقاً . كما قد يعانون من أعراض بدنية مثل الصداع و ألم المعدة.

إنما هنالك بعض الاعراض المخصصة للأطفال الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة مثل:

  • تبليل السرير
  • الشعور الدائم بالقلق حول أن يكون معزولاً أو بعيداً عن الأبوين.
  • إعادة أحداث الصدمة في ألعابهم.

أسباب اضطراب ما بعد الصدمة:

من أنواع الأحداث المؤلمة التي قد تؤدي لاضطراب ما بعد الصدمة، تتضمن ما يلي:

  • حادث سيارة شديد.
  • الاعتداءات الشخصية العنيفة، مثل الاعتداءات أو السطو أو السرقة.
  • ولادة مؤلمة.
  • الاعتداء الجنسي لفترات طويلة أو العنف أو الإهمال الشديد.
  • مشاهدة حالة وفاة عنيفة.
  • المعارك العسرية أو المحتجزين كرهائن أو الهجمات الإرهابية.
  • الكوارث الطبيعية مثل الفيضانات الشديدة أو الهزات الأرضية.
  • تشخيص حالة الشخص بمرض مهدد للحياة.
  • إصابة شديدة غير متوقعة أو موت مفاجئ لأحد أفراد العائلة أو الأصدقاء المقربين.

اضطراب ما بعد الصدمة لا يرتبط عادةً مع حالات بسيطة تدعو للإحباط مثل فقدان العمل أو الرسوب في الامتحان او الانفصال عن الشريك.

يتطور اضطراب ما بعد الصدمة لدى شخص واحد من بين كل ثلاثة أشخاص يتعرضون لصدمة شديدة أو حادثة مؤلمة.

لا يمكن فهم تام لأسباب تطور هذه الحالة لدى بعض الأفراد، دون تطورها لدى البعض الآخر. لكن وجود عوامل محددة قد تجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة باضطراب ما بعد الصدمة.

العوامل المؤدية لزيادة خطورة الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة:

  • وجود حالة اكتئاب أو قلق سابق لدى نفس الشخص الذي أصيب بالصدمة.
  • عدم تلقي الدعم الكافي من الأهل أو الأصدقاء.
  • عوامل جينية مثل وجود أمراض عقلية وراثية تؤدي لزيادة خطورة تطور هذه الحالة.

ارتفاع مستويات هرمون الأدرينالين:

تُشير الدراسات إلى أن الأسخاص الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة، تكون لديهم مستويات غير عادية من هرمونات التوتر .

بشكل طبيعي، في حالات الخطر، فإن الجسم يقوم بإنتاج هرمونات التوتر مثل هرمون أدرينالين الذي يحفظ على ردود أفعال في الجسم. هذاه الردود الأفعال غالباً ما تُعرف باسم المكافحة أو الهروب fight or flight

تساعد هذه الهرمونات في تبليد الحواس و تخفيف الألم.

الأفراد الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة، أظهرت نتائج الأبحاث لديهم استمرار إنتاج مستويات عالية من هرمونات التوتر. على الرغم من عدم استمرار وجود أي خطورة!

هرمون التوتر هو المسؤول غالباً عن جمود المشاعر و فرط التوتر الذي يصيب الأفراد مع اضطراب ما بعد الصدمة.

تغيرات في الدماغ:

بالنسبة للأفراد الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة، فإن أجزاء الدماغ المسؤولة عن معالجة المسائل العاطفية، تبدو مختلفة أثناء فحص الدماغ.

جزء من الدماغ المسؤول عن الذاكرة و العواطف يعرف باسم الهيبوثلاموس.

بالنسبة للأفراد الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة، فإن الهيبوثلاموس لديهم يبدو أصغر حجماً من الحالة الطبيعية. و يتم الاعتقاد أن التغيرات في هذا الجزء من الدماغ، قد ترتبط مع الخوف و القلق و اضطرابات في الذاكرة و لقطات الفلاش باك (استعادة أحداث الماضي).

عدم مقدرة الهيبوثلاموس على العمل بشكل فعال، قد يمنع معالجة الكوابيس و لقطات استعادة الماضي. و بالتالي حالات القلق لديهم لا تزول مع مرور الزمن.

و للحديث تتمة 🙂

المراجع:

https://cmha.ca/documents/post-traumatic-stress-disorder-ptsd

https://www.nhs.uk/conditions/post-traumatic-stress-disorder-ptsd/

https://www.psychologytoday.com/ca/basics/post-traumatic-stress-disorder

https://www.nimh.nih.gov/health/topics/post-traumatic-stress-disorder-ptsd/index.shtml

https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/post-traumatic-stress-disorder/symptoms-causes/syc-20355967

الصورة المرفقة:

https://www.flickr.com/photos/just-a-click/

تصنيفات المقال

انضم الى المحادثة

اذا أعجبك هذا المقال شاركه مع أصدقائك، شكراً لك