يحدث احمرار الوجه نتيجة زيادة تدفق الدم. كلما ازداد تدفق الدم لهذه المنطقة، مثل الخدين مثلاً، كلما توسعت الأوعية الدموية (التي تقع تحت سطح الجلد مباشرة) لمواكبة كمية الدم المتدفقة. مما يؤدي لاحمرار الوجه. و قد يرافق ذلك الشعور بالدفء في نفس المنطقة.
إن احمرار الوجه هو استجابة جسدية شائعة للعديد من الحالات التي تتراوح في شدتها. وبالاعتماد على السبب المؤدي لاحمرار الوجه، هنالك عدة خيارات لعلاجها أو الوقاية منها.
الأسباب الشائعة المؤدية لاحمرار الوجه:
تختلف الأسباب المؤدية لاحمرار الوجه و تتراوح في شدتها. والتي تتضمن الأسباب التالية:
انفعالات عاطفية شديدة:
عندما يشعر بالشخص بالإحراج أو الغضب أو يختبر مشاعر قوية، يقوم الجسم بتحرير هرمون يعرف باسم إيبينفرين (أدرينالين) الذي يؤدي لتوسع الأوعية الدموية.
ترتبط مادة الإيبينفرين مع استجابة الجسم في حالات الهروب أو القتال، التي تساعد الجسم على الاستجابة في حالات التهديد.
عندما يتم تحرير مادة الإيبينفرين بشكل عشوائي، فإن الأوعية الدموية المتمددة، تسبب احمرار و سخونة الجلد.
وفي هذه الحالات، يكون احمرار الوجه هو مصدر قلق اجتماعي أكثر من كونه مصدر قلق طبي أو صحي.
التغيرات في درجة حرارة الجسم:
عندما ترتفع درجة حرارة الجسم، فإنها تستجيب عن طريق توسيع الأوعية الدموية. مما يسمح بتمدد الحرارة في البيئة بينما تحفز عملية التعرق لتبريد الجسم.
إن ارتفاع درجة حرارة الجسم هي سبب شائع لاحمرار الوجه. وتتضمن الأسباب الأخرى، ممارسة الرياضة بقوة، أو ارتفاع درجة الحرارة في المناخ الحار والأماكن الحارة مثل الساونا أو غرف البخار.
مرحلة انقطاع الطمث عند المرأة:
من الأعراض المرافقة لمرحلة انقطاع الطمث عند المرأة، هو الهبات الساخنة. والتي تتمثل بحدوث تغير مقاجئ في درجة حرارة الجسم نتيجة تغيرات في مستوى الهرمونات.
هرمون الأستروجين هو الهرمون الذي يساعد على تنظيم الدورة الشهرية و الذي يحفز جزء من الدماغ يعرف باسم هيبوثلاموس، الذي يعمل مثل منظم لحرارة الجسم (ثيرموستات).
إن التقلبات في مستويات هرمون الإستروجين خلال مرحلة انقطاع الطمث، قد تؤدي لصعوبة الهيبوثلاموس على تنظيم درجة حرارة الجسم. مما ينتج عن ذلك الهبات الساخنة و احمرار الوجه.
الأطعمة الحارة:
ينتج الحر الموجود في الأطعمة الغنية بالتوابل مثل الفلفل الحار و الكاري، عن مادة كيميائية تسمى كابساسين capsaicin موجودة في الفلفل الحار و البابريكا.
عندما تتناول كابساسين، فهي تحفز مستقبلات في القناة الهضمية تدعى capsaicin receptor TRPV1.
إن تحفيز هذه المستقبلات، يجعل الجسم يشعر بدفء أكثر. مما يؤدي للتعرق ليعيد تبريد الجسم مرة أخرى.
يحدث احمرار الوجه مع الاندفاع المفاجئ في الحرارة الناتج عن تناول مادة كابساسين الموجودة في الأطمعة الحارة.
يمكن أن تختلف درجة احمرار الوجه من شخص لآخر، لكنها تميل إلى التوافق مع شدة الحر الموجود في الفلفل
استهلاك الكحول:
بالنسبة لبعض الأفراد، ة بعد استهلاك الكحول يحدث احمرار في الوجه كردة فعل من الجسم بعد شرب الكحول، خاصةً لدى الأفراد من العرق الآسيوي.
تصيب هذه الظاهرة حوالي 36% من شرق آسيا، بما في ذلك اليابانيين و الصينيين و الكوريين.
قد يرافق احمرار الوجه أيضاً، الشعور بالغثيان و الصداع و تسرع ضربات القلب.
تحدث متلازمة تدفق الكحول هذه بسبب نقص الأنزيمات التي تساعد على تحطيم الكحول. و دون وجود هذا الأنزيم في الجسم، يتم تحطيم مادة الكحول بشكل جزئي فقط إلى مادة تعرف باسم أسيتالديهيد.
عندما تتراكم مادة أسيتالديهيد، يستجيب الجهاز المناعي من خلال رفع نسبة العوامل الالتهابية مما يؤدي لتوسع الأوعية الدموية في الوجه.
تناول بعض الأدوية:
قد تحفز بعض الأدوية التي تستخدم لعلاج ضغط الدم المرتفع و أمراض الغدة الدرقية وغيرها، على ردود أفعال التهابية مما يؤدي لاحمرار الوجه. وتتضمن هذه الأدوية:
- مثبطات الأنزيم المحول للأنجيوتنسين ACE inhibitors
- حاصرات قنوات الكالسيوم Calcium channel blockers
- الستيرودئيدات القشرية سواء الفموية أو الحقن أو التسريب الوريدي
- مادة سيكلوسبورين
- مورفين
- نيتروغليسيرين
- تاموكسيفين
- الموسعات الوعائية
- الهرمون المحرر للغدة الدرقية
المشاكل الصحية التي تسبب احمرار الوجه:
الوردية:
داء الوردية هو عبارة عن مشكلة صحية مزمنة تتمثل باحمرار الجلد و ظهور بعض النتوءات. هي أكثر شيوعاً لدى الأفراد بعد عمر الثلاثين، خاصةً لذوي البشرة فاتحة اللون.
غالباً ما تبدأ مشكلة الوردية باحمرار الوجه، ثم مع مرور الوقت، قد يتبعها بعض الأعراض مثل الشعور بالحرقة أو الإحساس باللدغ و ظهور بعض النتواءات الجلدية و احمرار دائم للجلد.
السبب الأساسي لمشكلة الوردية غير معروف تماماً، لكن قد يكون للعوامل الوراثية و البيثة المحيطية دور في ذلك،بالإضافة لفرط نشاط الجهاز المناعي.
الوردية غير معدية و لا تحدث بسبب قلة العناية بالنظافة الشخصية.
إن الاعتماد على بعض أدوية حب الشباب و المضادات الحيوية، قد يساهم في تخفيف أ‘راض الوردية و منع تطور المرض.
فرط نشاط الغدة الدرقية:
تحدث هذه المشكلة عندما تقوم الغدة الدرقية بتحرير كميات كبيرة من الهرمونات الدرقية، مما يؤدي لارتفاع معدل الاستقلاب.
تحدثنا سابقاً عن فرط نشاط الغدة الدرقية بالتفصيل. ذكرنا أهم الأسباب و الأعراض و المضاعفات و الخيارات العلاجية المتوفرة.
متلازمة كوشينغ:
تحدث متلازمة كوشينغ نتيجة ارتفاع مستويات هرمون التوتر الكورتيزول في الدم.
تحدثنا سابقاً عن أهم الأسباب المؤدية للمرض و الأعراض المرافقة و المضاعفات والخيارات العلاجية المتوفرة.
الخُلاصة:
يحدث احمرار الوجه عندما تتوسع الأوعية الدموية التي تقع تحت سطح الجلد، لمواكبة زيادة تدفق الدم.
غالباً ما تحدث هذه الظاهرة نتيجة التعرض لعواطف قوية أو حالات توتر أو إحراج.
في بعض الأحيان، قد يعود السبب لوجود مشاكل صحية كامنة بحاجة لعلاج، لكن في هذه الحالة قد يرافقها أعراض أخرى.
بشكل عام، لا تعتبر ظاهرة احمرار الوجه من المشاكل الصحية التي تتطلب تدخل طبي. لكن إذا استمرت المشكلة أو رافقها أعراض أخرى، ينصح باستشارة الطبيب، لإجراء تقييم صحي شامل.
المراجع:
https://www.verywellhealth.com/facial-flushing-caused-by-carcinoid-syndrome-1069266
https://www.healthline.com/health/skin-blushing-flushing#what-it-is
https://www.medicalnewstoday.com/articles/323219