مع انتشار وسائل الإعلام حول تناول الوجبات السريعة و الأطعمة غير الصحية، و مع مقارنة الأطفال أنفسهم مع أقرانهم و زملائهم في المدرسة، يواجه الوالدان صعوبة بالغة في ترسيخ عادات تغذية صحية لدى أطفالهم. لكن على الرغم من صعوبتها، لا يخفى دور الوالدين و تأثيرهم في ترسيخ هذه العادات دون الحاجة لتحويل مائدة الطعام لمنطقة للخصومات و المشاكل نتيجة عناد الأطفال المستمر و مقاومتهم لتناول وجبة الطعام.
إن الحفاظ على نظام غذائي متوازن و القيام بالتمارين الرياضية المنتظمة هو أمر هام و أساسي لجميع الأفراد في مختلف المراحل العمرية لا سيما الأطفال في سن المدرسة من عمر(6-12) سنة. هؤلاء الأطفال هم بحاجة لتناول مختلف الأغذية من جميع فئات الأطعمة و ذلك للحصول على كافة الفيتامينات و المعادن التي يحتاجها الجسم للنمو و لأداء وظائفه بشكل كامل.
تعتمد الخيارات التي يحددها الطفل حول ما يرغب بتناوله، على الأطعمة التي يتناولها عادةً في المدرسة و المنزل و ما يتأثر به من أصدقائه و وسائل الإعلام خاصة التلفاز.
إن التغذية المثالية للطفل تتمثل في تناوله لثلاث وجبات أساسية خلال اليوم بالإضافة لوجبتين خفيفتين بين الوجبات، مع الحد من تناول السكريات و الأطعمة عالية الدهون. حيث يعتبر تناول الفاكهة و الخضروات و اللحوم الخالية من الدهن و منتجات الألبان قليلة الدسم و الحليب و الجبن، من الوسائل الهامة التي تمنع العديد من المشاكل الصحية. فالحصول على كمية كافية من الأغذية الضرورية في عمر المدرسة، تحفز على النمو السليم و تؤمن بنية جسم صحية لطفلك.
أما بالنسبة للسكريات: يحصل الطفل على حاجاته من السكريات من خلال السكريات الطبيعية الموجودة في وجبات الطعام. لذلك أي سكريات إضافية يتم تناولها، هي عبارة عن سعرات حرارية فارغة تساهم في تسوس الأسنان و تؤدي لفرط نشاط لدى الطفل مع اضطرابات في المزاج كما تزيد من مخاطر البدانة و داء السكري النمط الثاني.
الأغذية الأساسية للطفل في سن المدرسة:
أظهرت الدراسات الحديثة آثار نقص الحديد و الزنك و اليود و حمض الفوليك على الأداء المعرفي و القدرة على التفكير لدى الأطفال في سن المدرسة. فعلى سبيل المثال، يرتبط نقص الحديد و الزنك مع الوظائف العصبية و انخفاض مناعة الجسم و التعرض للأمراض المعدية بنسبة أكبر بالإضافة للتخلف في النمو و التنمية.
تتضمن الأغذية الأساسية للطفل في عمر 6-12 سنة ما يلي:
الكربوهيدرات:
التي تزود الجسم بالطاقة الضرورية للنمو و لأداء النشاطات البدنية. خلال مرحلة النمو السريعة، تزداد الشهية لتناول الطعام، و عندما يتباطأ معدل النمو تتضاءل شهية الأطفال لتناول الطعام و يأكلون كمية أقل خلال وجباتهم اليومية.
يحتاج الدماغ إلى الطاقة حتى يعمل بشكل فعال لذلك فإن تأمين الجلوكوز ضروري للجسم من أجل تحسين الوظائف المعرفية و الذاكرة و المزاج و كافة الأمور التي تتطلب الأمور المعرفية كالدراسة و المذاكرة.
البروتين:
تعمل البروتينات على بناء أنسجة الجسم و تعويض التالف منها، لذلك فهي عنصر أساسي جداً للنمو و يجب على الوالدين تشجيع أطفالهم على تناول كميات كافية من البروتين يومياً كاللحوم و الأسماك و الحليب و البيض وغيرها.
الأحماض الدهنية الأساسية:
إن نقص الأحماض الدهنية غير المشبعة تؤدي لنتائج سلبية على الأداء المعرفي للطفل، مما يؤدي لصعوبات في النطق و الكتابة و التعبير و القراءة.
الكالسيوم:
تتمثل أهمية الكالسيوم بالدرجة الأولى في بناء العظام و الأسنان. إن معاناة البعض للضعف في كثافة العظام و الإصابة بهشاشة العظام، ترتبط عادةً مع نقص الوارد الغذائي من الكالسيوم خلال مرحلة الطفولة. و من الأطعمة الغنية بالكالسيوم نذكر الحليب و مشتقاته بالإضافة للخضروات ذات الأوراق الخضراء الداكنة.
الحديد:
يحتاج الأطفال للحديد بسبب التوسع السريع في حجم الدم خلال مرحلة النمو. ومن الأطعمة الغنية بالحديد نذكر اللحوم و الأسماك بالإضافة للخضروات ذات الأوراق الخضراء الداكنة أيضاً.
الكمية اليومية من الأغذية التي يحتاجها طفلك من عمر 6-12 سنة:
في عمر الست سنوات، يبدأ الأطفال الذكور بالحاجة لمستوى أعلى من الطاقة بالمقارنة مع الإناث في نفس العمر، و بالتالي يحتاج جسمهم لكمية أكبر من وجبات الطعام مما قد تحتاجه الفتيات. لذلك سوف تجدين بعض الاختلافات في الكمية المطلوبة من الأغذية اللازمة لنمو الأطفال سواءً الذكور أو الإناث، وفق الجدول التالي:
سوف آتي على ذكر المعايير العامة للكمية المطلوبة من الأغذية (وهذا بشكل تقريبي) إنما من الممكن أن يختلف قليلاً بناءً على بنية الطفل و نشاط حركته، لذلك كوني على ثقة بعض الشيء بشهية طفلك و مقدار طلبه للطعام.
تتضمن النسب الغذائية الضرورية لنمو الأطفال من عمر6-12 سنة ما يلي:
المادة الغذائية | من عمر 6-8سنوات | من عمر 9-12سنة |
---|---|---|
الكربوهيدرات(عدد السعرات) | الذكر1400- الأنثى1200 | الذكر1800- الأنثى 1600 |
الدهون | الذكر35% – الأنثى 25% | الذكر35% – الأنثى 25% |
الحليب | كوبين | ثلاثة أكواب |
اللحوم و البقوليات | الذكر112غ – الأنثى84غ | 140غ |
الفاكهة | كوب و نصف | كوب و نصف |
الخضروات | الذكر كوب و نصف الأنثى كوب | الذكر كوبين و نصف الأنثى كوبين |
الحبوب الكاملة | الذكر140غ – الأنثى 112غ | الذكر168غ – الأنثى 140غ |
للمحافظة على صحة أطفالك و تزويدهم بالأغذية التي يحتاجونها، إليك هذه النصائح:
يعتبر الوالدان قدوة لأبنائهم، لذلك فإن أي عادات غذائية يشكلها الوالدان في المنزل تنعكس على الأطفال أيضاً. لذا، يجب على الوالدين تزويد أطفالهم بالعديد من الأغذية ضمن وجبات يومية منتظمة:
- الالتزام بتناول وجبة الإفطار يومياً للمساعدة على التركيز في الدراسة طوال اليوم. و ينبغي على وجبة الإفطار أن توفر ثلث احتياجات الطاقة اليومية لطفلك. يتضمن الفطور الصحي النموذجي الأغذية الغنية بالبروتين كالبيض، و الغنية بالحبوب كالخبز بالإضافة لكوب من الحليب و الفاكهة الغنية بفيتامين ج كالبرتقال. حيث أثبتت الدراسات أن الأطفال الذين لا يتناولون وجبات الإفطار بشكل منتظم، من الممكن أن تظهر لديهم آثار ضارة على كافة مستويات الطاقة و النشاط و الإدراك.
- تناول أنواع مختلفة من الأطعمة للحصول على كافة المواد الغذائية التي يحتاج لها الجسم.
- موازنة كمية الطعام الذي يتناوله الطفل مع حركته و نشاطه خلال اليوم.
- اختيار الأطعمة الغنية بالحبوب و الخضروات و الفاكهة.
- اختيار الأطعمة قليلة الدسم و الدهون المشبعة و الكولسترول.
- تعليم الأطفال على اختيار الأطعمة و المشروبات الصحية و المغذية و مدى تأثيرها على بنية أجسامهم و وظائفهم الحيوية.
- اختيار الأطعمة التي تحتوي على نسب معتدلة من السكريات و الأملاح. أي يفضّل تجنب الحلويات و المشروبات المحلاة الغنية بالمنكهات بالإضافة لتجنب الأطعمة الغنية بالأملاح كرقائق الشيبس المملحة، فهذه الأطعمة تفتقر للمواد الغذائية الضرورية لصحة الجسم.
من الأمراض المرتبطة بمشاكل التغذية في سن المدرسة نذكر ما يلي:
البدانة:
فالأطفال الذين يتناولون الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة بنسبة كبيرة في وجباتهم اليومية أكثر تعرضاً للإصابة في البدانة سواءً و هم في عمر المدرسة أو لاحقاً فيما بعد سن البلوغ. فالأطعمة المشبعة بالدهون تؤدي للعديد من المشاكل الصحية و الأمراض. على سبيل المثال فرط شحميات الدم و مشاكل القلب و الأوعية الدموية و داء السكري من النمط الثاني بالإضافة للبدانة أيضاً.
اضطرابات تناول الطعام:
ففي هذا العمر يزداد انتشار حالة فقدان الشهية العصبي أو حالة الشره المرضي.
ارتفاع مستويات كوليسترول الدم:
لتقليل خطر الإصابة بالأمراض القلبية لاحقاً، يجب تعليم الأطفال منذ الصغر على اتباع أنماط غذائية صحية.
تسوس الأسنان:
و يحدث ذلك نتيجة تناول الأطعمة و المشروبات الغنية بالسكريات.
فقر الدم:
عندما تكون الوجبات التي يتناولها الطفل لا تحتوي على كمية كافية من الحديد، في هذه الحالة يؤدي ذلك لفقر الدم بنقص الحديد. فالحديد هو العنصر الذي يقوم بحمل الأوكسيجين في الدم، و عندما يصاب الطفل بفقر الدم نتيجة نقص الحديد يؤدي ذلك إلى انخفاض في التحصيل الدراسي بسبب ضعف النمو المعرفي و ضعف معدل الاهتمام و التعب العام.
المشروبات الصحية لنمو الطفل:
يعتبر الماء و الحليب، الخيار الأفضل من المشروبات بالنسبة للأطفال في مختلف المراحل العمرية. فبالإضافة لعدم احتواء الماء على السعرات الحرارية، فهو يوفر السوائل الضرورية التي يحتاج لها الجسم لإتمام وظائفه الحيوية بشكل كامل. كما يحتوي كوب الحليب على 300ملغ من الكالسيوم، مما يساهم بشكل كبير في تلبية الاحتياجات اليومية للطفل.
إن حاجة الطفل اليومية من الكالسيوم تتمثل بناءً على عمره، بما يلي:
- من عمر سنة حتى ثلاث سنوات:700ملغ من الكالسيوم يومياً، أي ما يعادل كوبين من الحليب.
- من عمر 4-8سنوات: 1000ملغ من الكالسيوم يومياً، أي ما يعادل ثلاثة أكواب من الحليب.
- من عمر 9-18 سنة: 1300ملغ من الكالسيوم يومياً، أي ما يعادل أربعة أكواب من الحليب.
بالنسبة للعصائر:
إذا كان طفلك ممن يحبون تناول العصائر، يجب التحكم بالكمية المتناولة و ضبط هذا الموضوع. و نذكر أيضاً الكمية المسموح بتناولها بناءً على عمر الطفل كما يلي:
- حتى عمر الستة أشهر: لا يجوز تناول العصير مطلقاً.
- من عمر 6-12 شهر: الكمية الكلية المسموح بتناولها طيلة اليوم هي 120مل أي ما يعادل أقل من نصف كوب.
- من عمر سنة حتى ست سنوات: 120-180مل أي ثلاثة أرباع كوب كحد أقصى.
- من عمر 7-12 سنة: 240-360مل أي كوب أو كوب و نصف من العصير كحد أقصى.
و نأتي على المشروبات الغازية و الصودا:
و هي الأكثر طلباً من قبل الأطفال عادةً لكن يجب الامتناع عن تناولها، فهذه المشروبات غنية بالسكريات و الكافئين (المنبهات) و لا تحتوي على قيم غذائية بتاتاً و تؤدي هذه المشروبات لتسوس الأسنان.
إذا بدأت عادة شرب الكولا و غيرها من المشروبات الغازية لدى الأطفال في عمر مبكّر، على الأرجح مع مرور الوقت سوف تتزايد الكمية المتناولة من هذه المشروبات المضرة بالصحة و التي ترتبط عادة بحدوث البدانة و غيرها من المشاكل الصحية الأخرى. لذلك، يفضّل تجنب تناولها خاصة من قبل الأطفال، لا تمنعيهـا نهائياً حتى لا يزداد تعلقهم بها بشكل أكبر إنما تجنبي تقديمها لهم قدر الإمكان.
أفضل الأساليب لتحسين التغذية و التشجيع على العادات الصحية خاصةً لدى الأطفال:
أنصحك بقراءة هذه الفقرة من مقالتي السابقة الأغذية الأساسية للطفل من عمر سنتين إلى خمس سنوات، فهذه النصائح أساسية لمختلف الأعمار.
مثال عن وجبات الطعام ليوم واحد فقط بالنسبة لطفل بعد عامه السادس:
وجبة الإفطار:
- كوب من الحبوب الكاملة ما يعادل 56غ
- نصف كوب من الحليب قليل الدسم
- 14غ من البروتينات كالبيض
- نصف كوب من الموز
وجبة خفيفة:
- كوب من الحليب
- ربع كوب من الخضار
- ربع كوب من الزبيب أو الفاكهة
وجبة الغداء:
- كوب من الحبوب الكاملة ما يعادل 56غ
- 56غ من الدجاج المطهي
- 3/4 كوب من الخضروات
- برتقالة
وجبة خفيفة:
- نصف كوب من الحليب أو اللبن
- تفاحة
وجبة العشاء:
- نصف حبة بطاطا حلوة مخبوزة
- نصف كوب بروكلي (خضار)
- طبق سلطة مع شرائح الجبن المبشور
- 56غ من شرائح اللحم أو البقوليات.
المراجع:
http://www.helpguide.org/articles/healthy-eating/nutrition-for-children-and-teens.htm#school
http://kidshealth.org/parent/nutrition_center/healthy_eating/drink_healthy.html#cat20738
http://kidshealth.org/parent/nutrition_center/healthy_eating/habits.html#cat20738
http://www.myvmc.com/lifestyles/nutrition-for-school-children/
http://www.superkidsnutrition.com/he_sample-menu-6yrold/
الصورة المرفقة:
https://www.flickr.com/photos/ksawyer/