أسباب البواسير و أهم العلاجات الفعالة للقضاء عليها

7046 0
7046 0

البواسير هي عبارة عن انتفاخ و تورم في الأوعية الدموية الموجودة في الجزء السفلي من المستقيم أو فتحة الشرج كما في حالة الدوالي. و هي من المشاكل الشائعة المؤدية للنزف الشرجي، حيث  يعاني شخص من بين ثلاثة أشخاص من البواسير في مرحلة ما من مراحل حياته.

في بعض الأحيان فإن جدران الأوعية الدموية تتمدد و تصبح رفيعة جداً فتنتفخ و تتهيج خاصةً أثناء قضاء اللحاجة.  من النادر أن تسبب الخطر و يتم الشفاء منها عادةً خلال أسبوعين. لكن يجب على المريض مراجعة الطبيب للتأكد من عدم وجود مشاكل صحية خطيرة. كما يمكنه إزالة البواسير التي لم تشفى أو التي تسبب الألم الشديد.

أنواع البواسير:

البواسير الداخلية:

هي البواسير التي تبعد بشكل كافٍ عن سطح المستقيم، أي موجودة في الداخل بحيث لا يمكنك رؤيتها أو الشعور بها. و هذه البواسير عادةً لا تسبب الألم لأنك في تلك المنطقة تمتلك عدد قليل جداً من الأعصاب التي تستشعر الألم. و النزف قد يكون المؤشر الوحيد الذي يدل على وجودهم.

البواسير الخارجية:

هي البواسير التي توجد تحت سطح الجلد حول فتحة الشرج، حيث يوجد العديد من الأعصاب الحساسة للألم، و بالتالي فهذا النوع من البواسير يسبب الألم و النزف. و هو الأقل شيوعاً.

في بعض الحالات تنسدل البواسير أو تصبح أكبر و تنتفخ إلى خارج المصرة الشرجية. و بالتالي يمكنك رؤيتهم كتقرحات رطبة زهرية اللون بشكل أكثر وضوحاً من لون الجلد المحيط بالمنطقة. و في هذه الحالة فهي تسبب الألم بشكل أكبر خاصةً أثناء قضاء الحاجة.

عادةً البواسير المنسدلة أو البارزة و المتدلية للخارج تعود لمكانها الطبيعي الداخلي من تلقاء نفسها. حتى و إن لم تعد من تلقاء نفسها، فبإمكانك الضغط عليها بلطف لإعادتها لمكانها الطبيعي. قد تتشكل خثرة دموية في البواسير الخارجية، فتتحول إلى اللون البنفسجي أو الأزرق. و هي ما تدعى بتجلط الدم.

أعراض البواسير:

تعتمد أعراض البواسير عادةً على مكان وجودها و تتضمن ما يلي:

  • نزف مؤلم خلال عملية تفريغ الأمعاء، و قد تلاحظ وجود كمية قليلة من الدم داخل التواليت أو على المنديل بعد قضاء الحاجة.
  • حكة أو تهيج في منطقة الشرج.
  • ألم و عدم الشعور بالراحة و صعوبة في الجلوس.
  • انتفاخ حول فتحة الشرج.
  • تورم و بروز مؤلم حول فتحة الشرج، قد يكون باسور يحتوي على خثرة دموية.

متى يجب عليك زيارة الطبيب:

  • إن النزف المرافق للتبرز هو من أكثر العلامات شيوعاً للإصابة بالبواسير.
  • أيضاً يجب مراجعة الطبيب عند الإصابة بالبواسير المؤلمة التي تسبب النزف المتكرر أو الشديد، و التي لم تلقى أي تحسن بعد النصائح و العلاجات المنزلية.
  • إذا كنت تبلغ من العمر الأربعين سنة و ما فوق، فليس بالضرورة أن تنسب وجود النزف الشرجي للإصابة بالبواسير، قد يكون هنالك مشاكل صحية أكثر خطورة كسرطان الشرج.
  • إذا كنت تعاني من النزف الشرجي مع وجود تغير في حركة الأمعاء، أو تغير في قوام و مظهر و لون البراز، يجب مراجعة الطبيب. فهذه المضاعفات قد تشير لوجود نزف في أجزاء أخرى من الجهاز الهضمي.
  • يجب الاتصال بفريق الإسعاف في حال وجد نزف شرجي شديد يرافقه الدوار و التعب.

الاختبارات و التشخيص:

بالنسبة للبواسير الخارجية من الممكن رؤيتها و تشخيصها مباشرةً، أما بالنسبة للبواسير الداخلية فتتضمن الاختبارات و الفحوصات التالية:

الفحص الرقمي:

خلال هذا الاختبار يقوم الطبيب بإدخال إصبعه داخل فتحة الشرج بعد أن يتم تعقيمها و دهنها بمادة مزلقة. و ذلك للكشف عن وجود أي شيء غير طبيعي كالزوائد أو الأورام.

الفحص البصري:

على اعتبار أن البواسير الداخلية شديدة النعومة ليتم كشفها عبر الفحص الشرجي، لذلك قد يلجأ الطبيب لفحص الجزء السفلي من القولون و المستقيم بواسطة المنظار.

قد يستخدم الطبيب تنظير القولون في الحالات التالية:

  • إذا أشارت الأعراض لوجود مشاكل أخرى في الجهاز الهضمي.
  • إذا كان المريض يعاني من خطورة سرطان القولون.
  • إذا كان المريض في متوسط العمر و لم يقم بتنظير القولون سابقاً.

أسباب تشكل البواسير الشرجية و العوامل الخطيرة المؤدية للمرض:

  1. تزداد حالات البواسير مع التقدم في السن، لأن الأنسجة التي تدعم الأوعية الدموية الموجودة في منطقة الشرج تصبح أضعف و تتمدد.
  2. التاريخ العائلي: فإذا كان أحد أفراد العائلة كالأبوين يعاني من البواسير، فقد تكون أكثر عرضة للإصابة بهم أيضاً.
  3. إن تطبيق ضغط كبير في الجزء السفلي من المستقيم قد يؤثر على تدفق الدم، و يؤدي لتورم و انتفاخ الأوعية الدموية. و يحدث ذلك نتيجة الوزن الزائد أو الحمل أو قد يحدث نتيجة الحالات التالية:
  • الدفع بقوة أثناء حركة الأمعاء للتبرز.
  • حمل الأشياء الثقيلة أو الوقوف أو الجلوس لفترة طويلة من الزمن.
  • كما قد تصاب بالبواسير عند وجود حالات إمساك أو إسهال شديدة متواصلة.
  • الاعتماد على النظام الغذائي الذي يفتقر لتناول كمية وفيرة من الألياف.
  • ممارسة الجنس من فتحة الشرج (الجماع الشرجي).
  • السعال أو العطاس أو الإقياء قد يجعل البواسير أسوأ.

المضاعفات الناتجة عن الإصابة بالبواسير:

هذه المضاعفات نادرة الحدوث لكنها قد تتضمن ما يلي:

فقر الدم:

هي من الحالات النادرة، لكن النزف الشديد المزمن الناتج عن البواسير قد يؤدي لفقر الدم، و ذلك في حال عدم وجود عدد كريات دم حمراء كافية لحمل الأوكسيجين للخلايا.

البواسير المخنوقة:

إذا انقطع تزويد الدم للبواسير الداخلية، قد تتحول لبواسير مخنوقة فتسبب المزيد من الألم.

علاج البواسير:

العلاجات المنزلية للبواسير:

  • استخدام العلاجات الموضعية: يمكنك استخدام كريم أو تحاميل شرجية تحتوي على مادة الهيدروكورتيزون أو استخدام الضمادات الحاوية على عامل مخدر.
  • استخدام مغطس ماء دافئ لفتحة الشرج لمدة 10-15 دقيقة مرتين إلى ثلاث مرات يومياً.
  • الحفاظ على نظافة منطقة فتحة الشرج: الاستحمام أو الغسول يومياً بواسطة الماء الدافئ للحفاظ على نظافة المنطقة المحيطة بفتحة الشرج. تجنب المناديل المعطرة أو المستحضرات الحاوية على الكحول. جفف المنطقة جيداً بواسطة منديل رطب و ليس جاف، أو قماش معقم رطب. لكن لا تستخدم الصابون لتنظيف المنطقة المحيطة بفتحة الشرج أثناء علاج البواسير.
  • تطبيق كمادات باردة تحتوي على مكعبات الثلج لتخفيف التورم.
  • تناول مسكنات الألم الفموية: مثل مادة أسيتامينوفين (تايلنول)، الأسبيرين أو الإيبوبروفين.

مع المواظبة على النصائح السابقة تختفي البواسير عادةً خلال أسبوع. لكن إذا لم تجد تحسن بعد اتباع التعليمات السابقة يجب مراجعة الطبيب. و تتضمن الخيارات العلاجية الأخرى ما يلي:

العلاجات الداخلية:

بالنسبة للنزف الدائم أو البواسير المؤلمة، قد يلجأ الطبيب للخيارات العلاجية التالية. حيث يقوم الطبيب بهذه العلاجات في العيادة و لا يحتاج للتخدير عادةً.

شريط الرباط المطاطي:

قد يضع الطبيب شريط أو اثنين من المطاط حول قاعدة الباسور لقطع التروية الدموية عنه. فيسقط الباسور خلال أسبوع. هذه الطريقة قد تكون غير مريحة و قد تسبب النزف الذي يبدأ بعد يومين إلى أربعة أيام من أدائها.

الحقن:

في هذه الطريقة يقوم الطبيب بحقن مادة كيميائية داخل أنسجة الباسور حتى تنكمش. قد تكون هذه الطريقة أقل ألماً أو دون وجود ألم لكن فعاليتها أيضاً أقل بالمقارنة مع الرباط المطاطي.

التخثر (الأشعة تحت الحمراء أو الليزر أو ثنائي القطب):

تستخدم هذه الطريقة الأشعة الليزرية أو الأشعة تحت الحمراء أو الحرارة. فتؤدي لتصلب و انكماش البواسير الداخلية قليلة النزف. لكنها تتضمن بعض التأثيرات الجانبية و عدم الراحة. في هذه الطريقة فإن البواسير الداخلية قابلة للتشكل من جديد بالمقارنة مع العلاج بواسطة الرباط المطاطي.

العمليات الجراحية:

إذا لم تنجح الخيارات العلاجية السابقة، قد يلجأ الطبيب للعمليات الجراحية التي قد تتطلب المبيت في المشفى ليلة واحدة أو الخروج في نفس اليوم.

استئصال البواسير:

في هذه الطريقة يقوم الطبيب بإزالة الأنسجة المسببة للنزف. من الممكن استخدام عدة تقنيات. فقد يتم ذلك باستخدام التخدير الموضعي أو التخدير الشوكي أو التخدير العام.

من الأساليب العلاجية الأكثر فعالية هي استئصال البواسير، حيث تعالج الحالات المستعصية و المتكررة من البواسير. و من المضاعفات المؤقتة الناتجة عن استئصال البواسير هي صعوبة إفراغ المثانة، و الإصابة بالتهابات المجاري البولية. بعض المرضى يعانون من الألم بعد العملية. لكن يمكن تخفيف ذلك عن طريق تناول العقاقير الطبية المسكنة للألم. و استخدام مغاطس دافئة.

تدبيس البواسير:

و هي إغلاق التروية الدموية لأنسجة الباسور و تستخدم فقط في حالات البواسير الداخلية. تسبب هذه الطريقة ألم أقل من استئصال الباسور و فترة شفاء أسرع. لكنها تتضمن خطورة عالية من تكرار الإصابة بالبواسير ثانيةً. أما المضاعفات الناتجة عنها فتتمثل بالنزف و احتباس البول و الألم و في حالات نادرة جداً التهاب الدم.

أساليب الوقاية من البواسير:

من أفضل الأساليب لتجنب الإصابة بالبواسير هي بالحفاظ على البراز رطباً ناعماً قادر على المرور بسهولة. و تتضمن النصائح الوقائية ما يلي:

  • تناول كمية وفيرة من الألياف: فمن الأساليب الجيدة للوقاية من البواسير هي الانتباه لنوعية الغذاء، و الاعتماد على الألياف من مصادر نباتية كالخضروات و الفاكهة و الحبوب الكاملة و المكسرات و البذور. لكن قم بإضافة الألياف لنظامك الغذائي تدريجياً لتجنب الإصابة بالنفخة و الغازات.
  • تناول كمية وفيرة من الماء. حيث تساعد على ترطيب البراز و تمنع حالات الإمساك و الجفاف.
  • ممارسة التمارين الرياضية كالمشي نصف ساعة يومياً لتنشيط الدورة الدموية و الحفاظ على حركة الأمعاء.
  • عدم تأخير قضاء الحاجة عند الشعور بحركة الأمعاء.

المراجع:

http://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/hemorrhoids/symptoms-causes/dxc-20249175

http://www.webmd.com/digestive-disorders/understanding-hemorrhoids-basics#1

http://www.medicalnewstoday.com/articles/73938.php

http://www.healthline.com/health/hemorrhoids

الصورة المرفقة:

https://www.flickr.com/photos/mmanuals/

 

 

تصنيفات المقال

انضم الى المحادثة

اذا أعجبك هذا المقال شاركه مع أصدقائك، شكراً لك