تحدثت في المقال السابق عن أنواع و أعراض التهاب الكبد و الأسباب المؤدية لكل نوع من المرض. أما اليوم و بإذن الله تعالى سوف أُكمل الموضوع عن طرق الكشف عن المرض و المضاعفات الناتجة عنه و كيفية علاج التهاب الكبد. أتمنى أن تجدوا الفائدة المطلوبة و شكراً للمتابعة.
الاختبارات و التشخيص:
في البداية يقوم الطبيب بتقييم التاريخ الصحي للمريض و العوامل الخطيرة التي قد تؤدي للمرض. خلال الفحوصات البدنية، يضغط الطبيب برفق على منطقة البطن، للكشف عن أي ألم أو تضخم في الكبد. إذا كان لون بشرة المريض أو العينين أصفر، يبدو ذلك واضحاً بالنسبة للطبيب من خلال الفحص.
تحليل وظائف الكبد:
يتم إجراء هذا التحليل من خلال أخذ عينة من الدم لتحليلها في المخبر. إذا كانت نسبة أنزيمات الكبد غير طبيعية، فذلك يكون المؤشر الأول عن وجود مشكلة في الكبد. خاصةً إذا لم تظهر أعراض المرض من خلال الفحوصات البدنية.
ارتفاع نسبة أنزيمات الكبد، تُشير لإرهاق أو تلف الكبد أو خلل في أداء وظائفه.
و من الفحوصات و التحاليل الدموية الأخرى:
إذا كانت نتائج تحليل وظائف الكبد غير طبيعية، يطلب الطبيب إجراء تحليل آخر للدم للكشف عن الأسباب الكامنة للمرض. حيث يتم الكشف عن وجود أي فيروسات متعلقة بأنواع التهاب الكبد. كما يتم الكشف عن الأجسام المضادة التي ترتفع نسبتها عند وجود اضطرابات في الجهاز المناعي الداخلي.
الأمواج فوق الصوتية:
يستخدم الطبيب اختبار الأمواج فوق الصوتية لمنطقة البطن، لتشكيل صور للأعضاء الداخلية الموجودة في البطن. هذا الاختبار يسمح للطبيب برؤية أوضح للكبد و الأعضاء المجاورة له. مما يساعد في توضيح ما يلي:
- وجود أي سوائل متراكمة في البطن.
- تلف أو تضخم الكبد.
- أورام في الكبد.
- خلل و تغيرات غير طبيعية في المرارة.
- في بعض الأحيان يتم الكشف عن البنكرياس أيضاً من خلال الأمواج فوق الصوتية. مما يساعد في تحديد أسباب الخلل الوظيفي في الكبد.
خزعة من الكبد:
حيث يقوم الطبيب بأخذ عينة من أنسجة الكبد و ذلك من خلال إدخال إبرة دقيقة عبر الجلد. أي لا حاجة لجراحة. و عادةً ما يتم استخدام الأمواج فوق الصوتية لتوجيه الطبيب أثناء أخذ الخزعة من أنسجة الكبد.
يساعد هذا الاختبار في معرفة تأثير العدوى و الالتهاب على الكبد. و يستخدم لفحص أي منطقة من الكبد تبدو غير طبيعية.
المضاعفات الناتجة عن التهاب الكبد:
إن الإصابة بالتهاب الكبد من النوع ب و التهاب الكبد من النوع ج، غالباً ما يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة. و على اعتبار أن الفيروس يصيب الكبد، إذاً فالمرضى الذين يعانون من التهاب الكبد المزمن من النوع ب و النوع ج، هم أكثر عرضة لزيادة خطورة المشاكل الصحية التالية:
- التهاب الكبد المزمن.
- تليف الكبد.
- سرطان الكبد.
عندما يتوقف الكبد عن العمل بشكل فعال، يحدث فشل كبدي. و تتضمن المضاعفات الناتجة عن فشل الكبد ما يلي:
- اضطرابات في النزف.
- تراكم السوائل في البطن.
- زيادة ضغط الدم في الوريد البابي الذي يدخل إلى الكبد.
- الفشل الكلوي.
- اعتلال الدماغ الكبدي، و الذي يتضمن الإرهاق و التعب و ضعف الذاكرة و ضعف القدرات العقلية نتيجة تراكم السموم مثل مادة الأمونيا التي تؤثر على وظائف الدماغ.
- سرطان الكبد.
- الوفاة.
المرضى الذين يعانون من التهاب الكبد النوع ب و التهاب الكبد النوع ج، يجب عليهم الامتناع عن تناول الكحول. لأنه يؤدي إلى تسارع المرض و تدهور صحة الكبد.
تناول بعض الأدوية أو المتممات الغذائية، قد تؤثر أيضاً على وظائف الكبد. لذلك إن كنت تعاني من التهاب الكبد النوع ب و النوع ج، يجب استشارة الطبيب قبل تناول أي دواء أو متمم غذائي.
علاج التهاب الكبد:
يختلف علاج الكبد تبعاً لنوع الالتهاب و شدته و ما إذا كان التهاب حاد مفاجئ أم مزمن يتطور ببطء.
علاج التهاب الكبد أ:
عادةً هذا النوع من التهاب الكبد، لا يحتاج إلى علاج. لأنه يكون لفترة قصيرة من الزمن. الراحة في السرير تساعد في تخفيف أعراض المرض.
إذا كان المريض يعاني من الغثيان و الإقياء، و الإسهال. يقوم الطبيب بوصف أدوية لعلاج هذه الأعراض و الوقاية من الجفاف و لتغذية جسم المريض.
يتوفر لقاح ضد التهاب الكبد النوع أ، للوقاية من الالتهابات. و يتم إعطاء هذا اللقاح للأطفال عادةً بين عمر 12-18 شهر. و هو عبارة عن سلسلة من لقاحين. كما يتوفر اللقاح للبالغين. و من الممكن مشاركته مع لقاح التهاب الكبد النوع ب.
علاج التهاب الكبد ب:
إن الإصابة بالتهاب الكبد ب الحاد المفاجئ، لا يحتاج لعلاج خاص. أما التهاب الكبد ب المزمن الذي يتطور ببطء، يتم علاجه عادةً بواسطة الأدوية المضادة للفيروسات. هذا النوع من العلاج ذو كلفة مادية عالية. لأنه بحاجة للاستمرار بالعلاج على مدى عدة أشهر أو سنوات.
كما يحتاج علاج التهاب الكبد ب إلى متابعة منتظمة و مستمرة مع الطبيب، لمراقبة نشاط الفيروس، و ما إذا كان يستجيب على العلاج بشكل فعال أم لا.
من الممكن الوقاية من التهاب الكبد ب من خلال الحصول على اللقاحات و التطعيمات الخاصة به. و هو عبارة عن سلسلة من ثلاثة لقاحات عادةً ، تكتمل خلال الستة أشهر الأولى من الولادة. كما ينصح بالحصول على هذا اللقاح بالنسبة لجميع العاملين في مجال الرعاية الصحية و الطبية.
علاج التهاب الكبد ج:
يتم استخدام الأدوية المضادة للفيروسات لكلا الحالتين، سواءً الحادة أو المزمن. و المرضى الذين يعانون من التهاب الكبد ج المزمن، بحاجة للمشاركة الدوائية بين عدة أنواع من المضادات الفيروسية.
المرضى الذين يعانون من تليف و تشمع الكبد، أو أمراض الكبد الناتجة عن الالتهاب المزمن، قد يحتاجون لإجراء عملية جراحية لزراعة الكبد. لا يوجد لقاح ضد فيروس التهاب الكبد النوع ج.
علاج التهاب الكبد د:
لا يوجد علاج مضاد فيروسي خاص لعلاج التهاب الكبد من النوع ج.
في دراسة أجريت عام 2013م، تم استخدام علاج انترفيرون ألفا alpha interferon لعلاج التهاب الكبد د، لكن أظهرت النتائج تحسن فقط في 25-30% من الحالات.
من الممكن الوقاية من التهاب الكبد د، من خلال الحصول على اللقاحات اللازمة لالتهاب الكبد ب. على اعتبار أن التهاب الكبد د، لا يحدث إلا بالمشاركة مع التهاب الكبد ب.
علاج التهاب الكبد ه:
حالياً لا يوجد علاج خاص للتغلب على هذا النوع من التهاب الكبد. لأن التهاب الكبد ه غالباً ما يكون حاد مفاجئ و يزول من تلقاء نفسه دون الحاجة للعلاج.
المرضى الذين يعانون من التهاب الكبد ه، يتم علاجهم غالباً من خلال الحصول على كمية كافية من الراحة و تناول كمية وفيرة من السوائل و المواد الغذائية. و تجنب استهلاك الكحول. لكن بالنسبة للمرأة الحامل، إذا أصيبت بالتهاب الكبد ه، فهي بحاجة لعناية إضافية و مراقبة لوضعها الصحي.
علاج التهاب الكبد الناتج عن اضطرابات في المناعة الذاتية:
يتم استخدام مادة الستيروئيدات القشرية مثل مادة بريدنيزولون أو بوديسونيد خاصةً في المراحل المبكرة من العلاج. و يعتبر العلاج فعالاً بنسبة 80% من الحالات. بالإضافة لمادة آزوثيوبرين azathioprine، و هو من المثبطات المناعية التي توصف غالباً في علاج التهاب الكبد الذاتي. و من الممكن استخدامها، إما بشكل منفصل أو بالمشاركة مع الستيروئيدات القشرية.
و من الأدوية المثبطة للمناعة أيضاً مادة ميكوفينولات mycophenolate، تاكروليموس tacrolimus، سيكلوسبورين cyclosporine، التي تستخدم كعلاج بديل لمادة آوزثيوبرين.
نصائح للوقاية من التهاب الكبد:
النظافة:
ممارسة النظافة الجيدة يُعتبر من أفضل الأساليب للوقاية من التهاب الكبد النوع أ و النوع ه.
إذا كنت تنوي السفر لمناطق البلدان النامية، يجب عليك تجنب ما يلي:
- تناول المياه المحلية.
- مكعبات الثلج.
- الأطعمة النيئة أو غير المطهية جيداً مثل المحار.
- الفواكه و الخضروات الطازجة.
التهاب الكبد من النوع ب و النوع ج و النوع د، ينتقل من خلال الدم الملوث بالفيروس. و بالتالي للوقاية من المرض ينصح بما يلي:
- عدم مشاركة أو استخدام الإبر و الحقن مع أي شخص. بل استخدام إبرة جديدة معقمة في كل مرة.
- عدم مشاركة أدوات الحلاقة.
- عدم استخدام فرشاة أسنان لأي شخص آخر!
- عدم ملامسة الدم النازف من أحد آخر.
كما قد ينتقل التهاب الكبد ب و التهاب الكبد ج من خلال ممارسة الجنس دون وقاية. لذلك ينصح باستخدام الواقي الذكري لتجنب الإصابة بالأمراض المنقولة جنسياً.
اللقاحات:
الحصول على كافة التطعيمات اللازمة هو من أفضل الأساليب للوقاية من التهاب الكبد.
المراجع:
https://www.healthline.com/health/hepatitis#treatment
https://www.liver.ca/patients-caregivers/liver-diseases/hepatitis-a/
https://www.liver.ca/patients-caregivers/liver-diseases/hepatitis-c/
https://www.webmd.com/hepatitis/ss/slideshow-hepatitis-overview
الصورة المرفقة:
https://www.flickr.com/photos/155660917@N06/