في المقالة السابقة تحدثت عن أسباب و أعراض العقم أو ضعف الخصوبة عند المرأة. أما اليوم سوف أُكمل الموضوع بإذن الله. أتمنى أن تجدوا الفائدة المطلوبة و شكراً للمتابعة.
العوامل الخطيرة المؤدية لضعف الخصوبة و العقم عند المرأة:
العمر:
إن عدد و نوعية البويضات لدى المرأة يبدأ بالانخفاض مع التقدم في السن. حيث يتسارع معدل فقدان الجريبات في منتصف الثلاثينات من العمر، مما ينتج عنه عدد و نوعية بويضات أقل من قبل، بالإضافة لزيادة خطورة الإجهاض.
التدخين:
يؤثر التدخين على صحة الرحم و نفير فالوب، كما يؤدي لزيادة خطورة الإجهاض و الحمل خارج الرحم. بالإضافة لاستنفاد البويضات مبكراً.
الوزن:
إن زيادة الوزن و البدانة تؤثر على عملية الإباضة الطبيعية. أما الحفاظ على وزن الجسم ضمن النسب الطبيعية يعزز من فرص الحمل.
العلاقات الجنسية:
إن الإصابة بالأمراض المنقولة جنسياً قد تؤدي لتلف في أنبوب نفير فالوب. أو ممارسة الجنس دون حماية مع أكثر من شريك، تؤدي لزيادة خطورة الإصابة بالأمراض المنقولة جنسياً، و التي قد تسبب مشاكل في الخصوبة و العقم لاحقاً.
الكحول:
إن الإفراط في تناول الكحول يؤثر أيضاً على صحة الجسم و على الخصوبة.
ممارسة التمارين الرياضية المجهدة:
إن ممارسة الرياضة باعتدال مفيد جداً للصحة و لمختلف وظائف الجسم. لكن الرياضة المُرهقة قد تسبب تغيرات في الدورة الشهرية، و تؤدي لضعف الإباضة.
استخدام حقن منع الحمل:
في بعض الحالات إن استخدام هذه الحقن يؤدي لضعف الإباضة بشكل مؤقت. فبالنسبة لبعض النساء مجرد إيقاف أدوية منع الحمل، يعود جسمها مهيأً للحمل مباشرةً. أما بالنسبة للبعض الآخر قد تحتاج المرأة بضعة أشهر إلى سنة حتى تتمكن من الحمل من جديد.
مشاكل صحية أخرى:
مثل اضطرابات الغدة الدرقية سواءً قصور الغدة الدرقية أو فرط نشاطها، قد يسبب اضطراب في مستوى الهرمونات، و يؤثر على الحمل.
الاختبارات و التشخيص:
- اختبار الإباضة: يمكن إجراء هذا الاختبار في المنزل دون الحاجة لوصفة طبية للكشف عن مستوى الهرمون المنشط للجسم الأصفر LH قبل الإباضة.
- تحليل الدم: للكشف عن مستوى هرمون البروجسترون، و هو الهرمون الذي يتم إنتاجه بعد الإباضة، قد يكون مؤشر على حدوث الإباضة. بالإضافة لقياس مستويات هرمونات أخرى مثل هرمون البرولاكتين و هرمونات الغدة الدرقية و الغدة النخامية لأنها تتحكم بعمليات الإنجاب.
- تصوير بالأشعة السينية للرحم للكشف عن وجود أي تشوهات.
- اختبار المبيض: لمعرفة نوعية و عدد البويضات الموجودة في المبيض و المتوفرة للإباضة.
- إجراء صورة بالأمواج فوق الصوتية لمنطقة الحوض للكشف عن وجود ألياف في الرحم أو في نفير فالوب.
- تنظير البطن: و هي عبارة عن عملية جراحية مصغرة تتضمن إجراء شق صغير تحت السرة، و إدخال جهاز صغير و دقيق مزود بكاميرا لفحص أنبوب نفير فالوب و المبايض و الرحم. هذا الاختبار يكشف عن وجود التهاب الرحم أو أي تندب أو انسداد أو عدم انتظام في أنبوب نفير فالوب أو المبايض أو الرحم.
- الاختبارات الجينية: تساعد في الكشف عن أي تشوه جيني يسبب العقم.
علاج ضعف الخصوبة و العقم عند المرأة:
يعتمد العلاج على تحديد السبب المؤدي للعقم و عمر المرأة و الفترة الزمنية التي تعاني منها من العقم.
على اعتبار أن العقم عبارة عن اضطراب معقد، يتضمن العلاج التزامات مادية و بدنية و نفسية و زمن طويل. يعتمد العلاج لإعادة الخصوبة للمرأة إما على الأدوية أو الجراحة أو مساعدة المرأة على الحمل عن طريق بعض التقنيات الحديثة.
استعادة الخصوبة عن طريق أدوية لتحفيز الإباضة:
تعمل هذه الأدوية على تحفيز و تنظيم الإباضة. و تعتبر العلاج الأساسي لحالات ضعف الخصوبة الناتجة عن اضطرابات الإباضة.
أدوية الخصوبة لها نفس تأثير الهرمونات الطبيعية التي تحرض على الإباضة و هما: الهرمون المنبه للجريب (follicle-stimulating hormone (FSH و الهرمون المنشط للجسم الأصفر (luteinizing hormone (LH.
كما يتم استخدام هذه الأدوية بالنسبة للنساء القادرات على الإباضة، إنما لتحفيز نوعية أفضل من البويضات أو عدد أكبر. تتضمن أدوية تحفيز الإباضة ما يلي:
كلوميفين سيترات: (كلوميد)
يتم تناوله عن طريق الفم. و يعمل على تحفيز الإباضة عن طريق تحريض الغدة النخامية لتحرير كمية أكبر من هرمون . .FSH و هرمون LH. و التي تحفز نمو جريبات المبيض التي تحتوي على البويضة
غونادوتروبين:
بدلاً من تحفيز الغدة النخامية لتحرير المزيد من الهرمونات. يتم حقن مادة غونادوتروبين لتحفيز المبيض بشكل مباشر، لإنتاج المزيد من البويضات.
تتضمن أدوية الغونادوتروبين:
- هرمون الغونادوتروبين البشري بعد انقطاع الطمث (human menopausal gonadotropin (Hmg و هرمون FSH.
- أو نوع آخر من أدوية الغونادوتروبين و هو هرمون موجهة الغدد التناسلية المشيمية البشرية human chorionic gonadotropin التي تستخدم لتحفيز عملية نضج البويضات و تحفيز تحريرهم في موعد الإباضة.
لكن الاعتماد على هذه الأدية قد يحفز على حمل عدة أجنة معاً و حدوث حالات ولادة مبكرة.
ميتفورمين: (Metformin (Glucophage
يستخدم عند تشخيص أسباب ضعف الخصوبة هو مقاومة هرمون الأنسولين. و يكون ذلك عادةً لدى النساء اللاتي تعانين من متلازمة مبيض متعدد الكيسات.
ليتروزول: Letrozole
و هو من فئة أدوية مثبطات أروماتاس و يعمل بنفس مبدأ مادة الكلوميفين. يحفز على الإباضة.
بروموكريبتين: Bromocriptine
و هو عبارة عن منشط للدوبامين. يستخدم عند تشخيص سبب ضعف الخصوبة، هو زيادة إنتاج هرمون البرولاكتين من الغدة النخامية.
التأثيرات الجانبية و العوامل الخطيرة المرتبطة مع أدوية الخصوبة:
الحمل المتعدد:
نسبة حدوث حمل مضاعف عند تناول هذه الأدوية فموياً هو أقل من 10%. و في معظم الحالات يكون الحمل بتوأم. لكن في حال تم استخدام الدواء عن طريق الحقن، ترتفع نسبة الحمل المضاعف إلى 30% (قد يصل لثلاثة توائم أو أكثر).
بشكل عام كلما كان عدد التوائم أكبر كانت خطورة الولادة المبكرة أكبر. بالإضافة لخطورة ولادة طفل منخفض الوزن و في وقت لاحق حدوث مشاكل في التطور و النمو.
متلازمة فرط تنبيه المبيض: (Ovarian hyperstimulation syndrome (OHSS
إن استخدام حقن تحريض الخصوبة قد يسبب متلازمة فرط تنبيه المبيض، مما يؤدي لانتفاخ و تورم المبايض و الإحساس بالألم. تختفي الأعراض عادةً دون العلاج، و تتضمن ألم و انتفاخ البطن، الغثيان و الإقياء و الإسهال.
زيادة خطورة الإصابة بأورام المبيض على المدى الطويل:
و قد يحدث ذلك في حال المواظبة على تناول الأدوية المحفزة للخصوبة لمدة أكثر من سنة متواصلة دون نجاح الحمل.
العمليات الجراحية لعلاج ضعف الخصوبة و العقم عند المرأة:
هنالك عدة خيارات جراحية لعلاج مشكلة العقم و تحسين خصوبة المرأة. لكن بشكل عام فإن الاعتماد على الجراحة نادر جداً، لأن معظم الحالات يتم علاجها بواسطة الأدوية و تبدي نتائج فعالة. و تتضمن أنواع العمليات الجراحة للعقم ما يلي:
جراحة بالمنظار:
تعتمد هذه الطريقة على تصحيح أو إزالة التشوهات لتعزيز فرص الحمل. و تتضمن تصحيح تشوه شكل الرحم، أو إزالة الأورام الحميدة في الرحم أو بعض أنواع ألياف الرحم التي تؤثر على شكل تجويف الرحم و فرص الحمل، بالإضافة لإزالة التصاقات الحوض أو الرحم.
الجراحات البوقية:
إذا كان سبب العقم وجود انسداد في نفير فالوب أو امتلاءه بالسوائل، ينصح الطبيب بإجراء عملية جراحية عن طريق تنظير البطن، لإزالة الالتصاقات و توسيع أنبوب نفير فالوب، أو تشكيل فتحة جديدة له. إنما يُعتبر من العمليات النادرة، لأنه في مثل هذه الحالات يتم الاعتماد على أطفال الأنابيب للحمل. بالنسبة لحالات امتلاء أنابيب فالوب بالسوائل، فإن استئصال الأنبوب أو إغلاقه بالقرب من الرحم، قد يعزز فرص الحمل بواسطة أطفال الأنابيب.
أساليب تعزيز الحمل:
التلقيح داخل الرحم: (Intrauterine insemination (IUI
خلال هذه الألية يتم وضع ملايين النطاف الصحيح داخل الرحم بالقرب من موعد الإباضة.
التلقيح الاصطناعي (الإخصاب في الأنابيب):
تتضمن أخذ البويضة الناضجة من جسم المرأة و تخصيبها مع نطاف الشريك داخل المخبر ثم نقل الجنين لداخل الرحم بعد التخصيب. و يعتبر أطفال الأنابيب هي أكثر طريقة تكنولوجيا فعالة مساعدة على الإنجاب. تحتاج دورة التلقيح الصناعي عدة أسابيع و تتطلب إجراء تحاليل للدم بشكل متكرر و حقن هرمونية يومياً.
و للحديث تتمة 🙂
في المقالة التالية بإذن الله سوف أذكر أهم النصائح للتغلب على مشكلة ضعف الخصوبة، و أهم الأطعمة و العوامل المساعدة على الحمل.
المراجع:
http://www.top10homeremedies.com/home-remedies/home-remedies-for-female-sterility-infertility.html/3
https://www.fitpregnancy.com/pregnancy/getting-pregnant/8-diet-changes-help-increase-your-fertility
http://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/female-infertility/home/ovc-20231706
http://www.webmd.com/infertility-and-reproduction/guide/female-infertility#1
http://www.health.com/health/gallery/0,,20918587,00.html
https://draxe.com/natural-infertility-treatment-remedies/
الصورة المرفقة:
https://www.flickr.com/photos/147888387@N06/