أهم ما يجب معرفته عن الجهاز الحوفي في الدماغ و تأثيره على العواطف و السلوك

656 0
656 0
الجهاز الحوفي

أسعد الله أوقاتكم بكل خير إخوتي الكرام من مختلف أنحاء العالم.

على الرغم أن الجهاز الحوفي يمثل جزء صغير جداً من حجم الدماغ، إلا أنه يقوم ببعض الأدوار الأساسية الهامة لوظائف الدماغ. ويشكل حدوداً منحنية حول الأجزاء تحت القشرة الدماغية.

هل تساءلت يوماً ما هي الأجزاء من الدماغ التي تتحكم بالمشاعر؟

بينما يساعد الجهاز العصبي المركزي كَكُل في التحكم بالعواطف، تؤثر أنشطة الجهاز الحوفي والجهاز العصبي لا الإرادي على صحتنا النفسية.

يساعد الجهاز الحوفي بأكمله، بما في ذلك الأجزاء الفرعية مثل الهيبوثلاموس (تحت المهاد) و اللوزة الدماغية، في التحكم في العديد من الاستجابات العاطفية والإرادية والغدد الصماء، استجابةً للبيئة المحيطة، والتجارب التي نختبرها يومياً.

ما هو الجهاز الحوفي؟

على الرغم أن الجهاز الحوفي يعمل مع مناطق أخرى من الدماغ بطرق معقدة، ولذلك فهو يساهم في العديد من وظائف الدماغ. إلا أن المهمة الأساسية له تتمثل بالتحكم بالعواطف. من ناحية أخرى، هنالك جزء من الجهاز الحوفي يطلق عليه اسم الحصين hippocampus، و هو المسؤول عن تكوين الذكريات والاحتفاظ بها. وبالتالي فهو عنصر هام جداً للتعلم والتطور.

في جميع مراحل حياتنا، يساعد الجهاز الحوفي في التحكم بالسلوكيات العاطفية.

لا يمكننا القول أن مشاعر الشخص يتم تحديدها من خلال الجهاز الحوفي فحسب. لكن من الواضح أن هذا النظام يلعب دورًا كبيرًا في مساعدتنا على تذكر الأحداث الماضية، سواء كانت ممتعة أو صادمة، وإدراك التهديدات من محيطنا، واتخاذ الخيارات بناءً على تجاربنا، والتحكم في الحركات بناءً على التعلم السابق، وتشكيل التفضيلات الحسية وما نحبه وما نبغضه.

وظائف الجهاز الحوفي:

يقع الجهاز الحوفي فوق جذع الدماغ، و يعتبر أحد الأجزاء الأولى التي تتكون في الدماغ و تتفاعل مع المحفزات. يتوضع الجهاز الحوفي على جانبي المهاد و تحت المخ.

يتكون الجهاز الحوفي من المناطق القشرية في الدماغ، والتي تتضمن ما يلي:

  • الهيبوثلاموس (تحت المهاد) Hippocampus: يرتبط بشكل عام بالذاكرة والتركيز، لكنه يساعد أيضاً في التحكم بالحركة، والتي يتم تعلمها غالباً من خلال التجارب والأخطاء.
  • اللوزة الدماغية Amygdala: ترتبط بالخوف والعواطف المتعلقة بحالات القلق والتوتر.
  • منطقة ما تحت المهاد Hypothalamus: هو المسؤول الأول عن تنظيم الهرمونات والحفاظ على التوازن.
  • نوى الحاجز Septal Nuclei: ترتبط بالمتعة والتعلم من خلال المكافأة أو التعزيز.
  • القشرة الدماغية Cingulate Cortex: تتضمن العديد من جوانب الذاكرة والعواطف.
  • التلافيف المجاورة لمنطقة الحصين من الدماغ Parahippocampal Gyrus: تساعد أيضاً في الذاكرة.
  • الأجسام الحليمية Mammillary Bodies: تتصل باللوزة الدماغية و الحصين.
  • فورنيكس Fornix: وهو عبارة عن حزمة من ألياف عصبية، تربط أجزاء أخرى من الدماغ، بما في ذلك الحصين والأجسام الحليمية.

يعتبر الجهاز الحوفي أحد مناطق الدماغ التي تعمل بجدّ، ويتمثل دورها بالقيام بالوظائف التالية:

الحصين (أو الهيبوكامبوس) هوجزء من الجهاز ال حوفي بأكمله، لكنه يساعد على فهم كيفية مساهمته فيما يتعلق بالذاكرة و التعلم.

تتمثل وظائف الحصين (الهيبوكامبوس) بما يلي:

  • تكوين ذكريات قصيرة وطويلة المدى
  • تعلم مهارات جديدة من خلال المكافآت والعقوبات والتعزيز والفشل
  • تمييز ما هو مألوف مقابل ما هو جديد
  • تمييز الاتجاهات والذاكرة المكانية
  • تعزيز حاسة الشم و ربط الروائح بذكريات معينة

الاضطرابات والمشاكل التي تصيب الجهاز الحوفي:

على اعتبار أن الجهاز الحوفي ينظم جوانب هامة من أنماط حياتنا الواعية وغير الواعية أيضاً، بما في ذلك عواطفنا وتصوراتنا وعلاقاتنا وسلوكياتنا والتحكم الحركي. فمن السهل تمييز أي خلل أو ضرر يلحق بهذه المنطقة من الدماغ.

تشمل الاضطرابات أو الخلل الذي يصيب الجهاز الحوفي نتيجة التعرض للإصابات أو الشيخوخة، ما يلي:

  • السلوك المهمل أو غير المدروس: هذا يعني أن الشخص لا يأخذ بعين الاعتبار لمخاطر السلوكيات، ويتجاهل القواعد أو الأعراف الاجتماعية.
  • زيادة حالات الغضب والعدائية: غالباً ما يرتبط هذا الخلل بتلف يصيب اللوزة الدماغية.
  • فرط اليقظة وزيادة حالات الخوف والقلق: غالباً ما يرتبط هذا الخلل أيضاً بتلف يصيب اللوزة الدماغية أو أجزاء من الدماغ مرتبطة باللوزة الدماغية. في بعض الأحيان، يتم علاج اضطرابات القلق باستخدام الأدوية التي تستهدف منطقة اللوزة الدماغية، لتخفيف المشاعر المرتبطة بالخوف.
  • نقص اليقظة: مما ينتج عنه انخفاض مستوى الطاقة والحافز والدافع للعمل أو التعلم.
  • فرط الرغبة الجنسية بشكل غير طبيعي، نتيجة تلف اللوزة الدماغية. مما يؤدي لسلوكيات غير مناسبة أخلاقياً.
  • مشكلة في تكوين الذكريات: قد يتمثل التلف الذي يصيب منطقة الحصين من الدماغ بحدوث فقدان للذاكرة إما قصير الأمد أو طويل الأمد. غالباً ما يتأثر التعلم بشكل كبير بالتلف الذي يصيب منطقة الحصين من الدماغ، على اعتبار أنه يعتمد على الذاكرة. و في بعض الأحيان، قد يفقد الشخص القدرة على بناء ذكريات جديدة و الاحتفاظ بها، في حين يتمسك بذكرياته القديمة و لا ينساها.
  • الاضطرابات المعرفية كما في داء الزهايمر: أظهرت الدراسات أن الأفراد الذين يعانون من داء الزهايمر و فقدان الذاكرة، عادةً ما يعانون من تلف في منطقة الحصين من الدماغ. هذا الأمر لا يتسبب في فقدان الذاكرة فحسب، بل يؤثر أيضاً على الحالة المزاجية. إحدى الأساليب التي قد تؤدي لتلف منطقة الحصين هي نتيجة تراكم الجزيئات الحرة الضارة و عمليات الأكسدة و نقص الأوكسيجين والسكتات الدماغية و حالات الصرع.

وللحديث تتمة 🙂

في المقال التالي بإذن الله تعالى سوف نكمل الموضوع عن الجهاز الحوفي، و كيفية تعزيز صحته و حمايته من التلف.

أتمنى أن تجدوا الفائدة المطلوبة. شكراً للمتابعة و دمتم بخير إخوتي الكرام.

المراجع:

https://www.verywellhealth.com/the-limbic-system-2488579

https://www.medicalnewstoday.com/articles/limbic-system

https://my.clevelandclinic.org/health/body/limbic-system

https://www.simplypsychology.org/limbic-system.html

https://draxe.com/health/limbic-system

الصورة المرفقة:

https://www.flickr.com/photos/125892716@N05/14604651944/in/photolist-ofyEcS-P2kLrf-2ooYk6Y-GzVKtD-2mmqxrK-9SoFn1-2beeVpH-2kmPoXE-SFCk3C-2kCDkMa-2nANzta-2ocpMSw-2jwmM5H-296ZtCf-2onzTzh-QFdrDM-2dUoURQ-N3ezob-2jFvic6-2idoZ2A-gXj2r-2ekzS8G-2jHkUEo-27Anj41-2kRX1gf-2i6ysTZ-2n2MVHU-DYCSDi-EAqLsK-2o3QUoK-PtizXy-2p7CUiD-dYAJjD-TB5wL7-LFU4Qx-2nthSkm-GBvVVb-2mivPLj-8adeqc-Qfpj6x-U7RYYk-2n8gXxK-WVfE86-EcSLeg-24HWN2v-5UVdGY-HJVHCG-2nm1hWb-QAqS95-2kxVZqf

تصنيفات المقال

انضم الى المحادثة

اذا أعجبك هذا المقال شاركه مع أصدقائك، شكراً لك