هرمون ميلاتونين الطبيعي أو الصناعي للتغلب على الأرق و المساعدة على النوم

2540 0
2540 0
ميلاتونين

ميلاتونين هو عبارة عن هرمون طبيعي. يقوم الجسم بإنتاجه، لضبط الساعة البيولوجية في الجسم. و تنظيم مواعيد النوم و الاستيقاظ.

من الممكن أيضاً إنتاج مادة ميلاتونين صناعياً. و تتوفر في الصيدليات على شكل متممات غذائية أو دوائية دون الحاجة لوصفة طبية.

تحدثنا سابقاً عن الساعة البيولوجية في الجسم و كيفية الحفاظ عليها. و التي تتمثل عادةً بضبط معدل النوم بمعدل 8 ساعات من النوم ليلاً، و 16 ساعة من النشاطات و الأعمال اليومية في النهار.

إنما يعاني بعض الأفراد أحياناً من اضطرابات و صعوبة في النوم.

مبدأ عمل هرمون ميلاتونين الطبيعي في الجسم:

ميلاتونين هو عبارة عن هرمون منحل في الدسم. يتم إنتاجه من الغدة الصنوبرية في الدماغ.

في الحالة الصحية يبدأ إنتاج هرمون ميلاتونين طبيعياً في الجسم من الحمض الأميني تريبتوفان، بمساعدة هرمون سيروتونين كوسيط. و من ثم يتحرر في مجرى الدم و السائل النخاعي الشوكي.، يعبر الحاجز الدماغي الشوكي.

يعمل على إرسال الرسائل العصبية للمستقبلات الموجودة في الدماغ و مناطق أخرى من الجسم. للمساعدة على التحكم بمواعيد الاستيقاظ و النوم.

متى يتم إفراز هرمون ميلاتونين و كم يبقى في الجسم؟

يزداد إنتاج هرمون ميلاتونين الداخلي (الذي ينتجه جسمنا بشكل طبيعي) كل ليلة استجابةً للظلام. حيث تصل مستويات هرمون الميلاتونين إلى ذروتها ما بين الساعة 11 ليلاً و الثالثة فجراً، بمعدل 200 بيكوغرام في كل 1 مل. ثم تنخفض نسبة هرمون ميلاتونين الطبيعي بشكل كبير قبل شروق الشمس.

هذا الانخفاض و الارتفاع في معدل هرمون الميلاتونين الذي ينتجه الجسم، هو المسؤول عن أوقات النوم و الاستيقاظ. والذي يُعرف باسم إيقاع الساعة البيولوجية.

يبقى هرمون ميلاتونين في الجسم لمدة ساعتين وسطياً (أي نصف عمره الحيوي عبارة عن 20-50 دقيقة). ثم يتم استقلابه و يتحطم بواسطة أنزيم يدعى CYP-450 في الكبد. ثم يتم إطراحه في البول أو البراز.

العوامل المؤثرة على إنتاج هرمون ميلاتونين:

  • تنخفض فترات إنتاج هرمون ميلاتونين في فصل الصيف. حيث يكون النهار أطول. و تزداد فترات إنتاجه في أيام الشتاء.
  • إشعال الإنارة في الليل تعيق إنتاج هرمون ميلاتونين. و تؤدي لاضطرابات في النوم.
  • العمر أيضاً يثبط مستويات هرمون ميلاتونين الذي يتم تحريره في الليل. مما يساهم في حدوث مشاكل الأرق و الاستيقاظ الباكر لدى المسنين.

الاستخدامات الشائعة لهرمون ميلاتونين الصناعي (الدوائي):

  • يساعد في خفض المشاكل الناتجة عن اختلاف التوقيت.
  • ضبط الساعة البيولوجية في الجسم (مواعيد النوم و الاستيقاظ) على مدار ال 24 ساعة.
  • علاج الاضطرابات الناتجة عن تغيير جداول العمل المتكررة لدى الأفراد الذين يعملون ضمن دوريات ليلية، و جداول عمل متفاوتة بشكل متكرر.
  • لعلاج حالات الأرق العامة.

عند تناول المتممات الغذائية الحاوية على هرمون ميلاتونين الصناعي. فإن تأثيره مشابه لتأثير هرمون ميلاتونين الطبيعي الذي يتم إنتاجه في الجسم.

قبل تناول هرمون ميلاتونين (موانع استخدام مادة ميلاتونين الدوائية):

يجب عدم تناول مادة ميلاتونين في حال وجود حساسية للدواء!

و قبل البداية باستخدام الدواء، يجب استشارة الطبيب. من الأفضل عدم تناول الدواء في الحالات التالية:

  • داء السكري
  • الاكتئاب
  • اضطرابات في النزف أو في تخثر الدم.
  • تناول المميعات الدموية مثل مادة وارفارين.
  • في حالات ارتفاع أو انخفاض ضغط الدم.
  • في حالات الصرع أو الاختلاجات.
  • في حالات تناول الادوية المثبطة للمناعة.
  • في حالات وجود أمراض المناعة الذاتية.
  • في حال استخدام مهدئات أو أدوية منوية أخرى.

المرأة الحامل و المرضع:

يجب عدم استخدام هذا الدواء بالنسبة للمرأة الحامل أو المرضع أو من تخطط للحمل:

  • إن تناول جرعات عالية من مادة ميلاتونين قد تؤثر على الإباضة. فتؤدي لصعوبة في الحمل لدى المرأة في سن الإنجاب.
  • غير معروف بعد إذا كانت مادة ميلاتونين تنطرح مع الحليب لدى المرأة المرضع أم لا. و بالتالي يجب عدم استخدامه لدى المرأة المرضع.
  • غير معروف بعد إذا كانت مادة ميلاتونين تلحق الضرر لدى الرضيع أم لا. و بالتالي يجب عدم استخدامه في حالة الحمل.

الجرعة الدوائية الموصى بها:

هرمون ميلاتونين يعتبر فعالاً في علاج حالات القلق و للمساعدة في التغلب على اضطرابات النوم.

تتمثل الجرعة البدائية الفعالة ب 0.3 – 0.5 ملغ من هرمون ميلاتونين.

قد يستجيب بعض الأفراد على جرعات علاجية أقل من 0.5 ملغ. بينما يحتاج البعض الآخر لجرعات علاجية أعلى تصل إلى 3-5 ملغ.

بكل الأحوال فإن الجرعات العلاجية الأعلى، قد يرافقها المزيد من التأثيرات الجانبية مثل الصداع أو  الترنّح أو الأحلام.

كيفية تناول مادة ميلاتونين:

حالات الإرهاق الناتجة عن اختلاف التوقيت عند السفر لمناطق زمنية مختلفة، تسبب صعوبة في النوم، صعوبة في التركيز، بالإضافة للإمساك و غيرها من الأعراض.

ينصح بتناول الدواء قبل 30 دقيقة قبل موعد النوم.

هرمون ميلاتونين لن يعزز مستوى التنبيه و التركيز. إنما يحسن جودة و مستوى النوم خلال 30 دقيقة.

اضطراب النوم المتأخر غالباً ما يحدث خلال فترة المراهقة. و قد يعود السبب لانخفاض إنتاج هرمون ميلاتونين خلال هذا العمر.

يتأخر موعد النوم بما يقارب 3-6 ساعات، بالمقارنة مع مواعيد النوم التقليدية (الساعة 10 -11 ليلاً).

هذا الاضطراب قد يؤثر على أداء الطالب في المدرسة و النشاطات اليومية. و يؤدي لحالات النعاس خلال اليوم. و بالتالي صعوبة التركيز و خطورة قيادة السيارة!

عند الحاجة لتناول هرمون ميلاتونين لعلاج اضطرابات النوم المتأخر لدى المراهقين. ينصح بتناول 1 ملغ من هرمون ميلاتونين قبل 4-6 ساعات قبل موعد النوم.

متى ما وصل الشخص لمعدل النوم الطبيعي في الوقت المحدد، يتم الاعتماد على تناول جرعة ثابتة 0.5 ملغ من هرمون ميلاتونين قبل ساعتين من موعد النوم المحدد.

بالإضافة لذلك يجب الأخذ بعين الاعتبار للعادات الحياتية و النشاطات اليومية. لأنها تؤثر على جودة النوم. و التي تحدثنا عنها سابقاً.

التأثيرات الجانبية الناتجة عن تناول مادة ميلاتونين:

من التأثيرات الجانبية الأكثر شيوعاً لمادة ميلاتونين خاصةً لدى الأطفال، تتضمن ما يلي:

الاحتياطات و التحذيرات: ( تجنّب! )

  • قد يشعر الشخص بالنعاس خلال 30 دقيقة بعد تناوله للمتمم الغذائي الغني بمادة ميلاتونين. لذلك يجب الحذر بعد تناول هرمون ميلاتونين. و تجنب النشاطات التي تتطلب التركيز مثل القيادة.
  • تجنب استخدام الأدوات و الآلات التي تحتاج للتركيز و الانتباه خلال 4 ساعات على الأقل بعد تناول مادة ميلاتونين.
  • تجنب تناول أي متممات غذائية أو أدوية أخرى حتى و إن كانت لا تحتاج لوصفة طبية، إلا بعد استشارة الطبيب.
  • تجنب الكحول.
  • تجنب القهوة و الشاي و الكولا و مشروبات الطاقة و غيرها من المنتجات التي تحتوي على مادة الكافئين. لأنها تتعارض مع تأثير هرمون ميلاتونين.

ماذا يحدث في حال تجاوز جرعة الدواء؟

أي إذا فات موعد تناول الدواء، لا يعتبر هنالك مشكلة في عدم تناول ميلاتونين. إنما يجب الأخذ بعين الاعتبار أنه قد يؤثر على مستوى التركيز و النشاط.

و بالتالي إذا كنت تنوي ممارسة أي عمل يحتاج لتركيز أو نشاطات قوية، فقط تخطى جرعة الدواء و لا تتناول مادة ميلاتونين لأنها تسبب الدوار.

ما عدا ذلك يمكنك تناول مادة ميلاتونين في أقرب وقت تتذكر فيه الدواء. أما إذا اقترب موعد الجرعة التالية، لا تضاعف الجرعة من تلقاء نفسك. فقط تخطى الجرعة المنسية و تابع جدولك المعتاد.

هل يمكنني مضاعفة جرعة الدواء؟

تعتبر مادة ميلاتونين آمنة عموماً عند استخدامها لفترة قصيرة من الزمن.

أما على المدى الطويل، لا يوجد دراسات كافية لنفي ضررها. إنما لا يعتبر من المواد السامة حتى عند تناوله ضمن جرعات عالية تصل إلى 3-5 ملغ مرة في اليوم.

التداخلات الدوائية مع مادة ميلاتونين:

قد يحدث تداخلات دوائية عند مشاركتها مع مادة ميلاتونين حتى و إن كان من المتممات الغذائية.  و بالتالي يجب تجنبها.

تتضمن الأدوية التي قد تسبب تداخلات دوائية مع ميلاتونين ما يلي:

  • فلوفوكسامين
  • المميعات الدموية مضادات التخثر مثل مادة وارفارين، هيبارين أو أسبيرين.
  • أدوية علاج داء السكري. قد يرتفع سكر الدم عند مشاركة الدواء مع مادة ميلاتونين.
  • الكافئين
  • نيفيديبين

بالإضافة لغيرها من الأدوية التي قد تسبب التداخلات الدوائية و لم يتم ذكرها هنا. إذاً فمن الضروري استشارة الطبيب قبل تناول مادة ميلاتونين مع أي دواء آخر. بما في ذلك الأدوية التي لا تحتاج لوصفة طبية و الأدوية العشبية و الفيتامينات و غيرها من المتممات الغذائية.

هل مادة ميلاتونين موافق عليها من قبل منظمة الغذاء و الدواء العالمية؟

لم تحظى مادة ميلاتونين في الموافقة عليها كنوع من العلاج لأي مرض كان. بل تندرج تحت المتممات الغذائية. (تتضمن المتممات الغذائية عادةً الفيتامينات و المعادن و الأحماض الأمينية و المتممات العشبية.)

و بالتالي فإن مادة ميلاتونين لم يتم الموافقة عليها كدواء من حيث الفعالية و أمان الاستخدام.

هل يوجد أطعمة تحتوي على مادة ميلاتونين طبيعياً؟

بعض أنواع الأطعمة تحتوي على كميات متفاوتة من مادة ميلاتونين. تبعاً لكمية استهلاك هذه الأطعمة، قد يؤثر على مقدار إنتاج الجسم الداخلي لهرمون ميلاتونين.

تتضمن هذه الأطعمة:

تشير الدراسات إلى أن تصنيع هرمون ميلاتونين يعتمد على توفر الحمض الأميني الأساسي تريبتوفان، كعنصر أساسي مطلوب في نظامك الغذائي.

إذا كان حصولك على مادة تريبتوفان محدود، فإن تصنيع هرمون الميلاتونين قليل أيضاً.

الأطعمة الغنية بالخضروات و الفواكه و الحبوب، تحتوي على مستويات جيدة من الميلاتونين. إنما التأثير الذي نحصل عليه من الأطعمة يكون قليل و محدود جداً.

إنتاج الميلاتونين يعتمد بشكل أساسي على تأثير الإنارة و الظلام. كما يعتمد على العمر أيضاً. حيث ينخفص إنتاج هرمون ميلاتونين مع التقدم في السن.

المراجع:

https://www.rxlist.com/consumer_melatonin/drugs-condition.htm

https://www.drugs.com/melatonin.html

الصورة المرفقة:

https://www.flickr.com/photos/tofuttibreak

تصنيفات المقال

انضم الى المحادثة

اذا أعجبك هذا المقال شاركه مع أصدقائك، شكراً لك