أسعد الله أوقاتكم بكل خير إخزتي الكرام من مختلف أنحاء العالم.
تحدثنا سابقاً عن مرض الأكزيما و أنواعه و الخيارات العلاجية المناسبة له.
من العلاجات الأكثر شيوعاً للتحكم بمشكلة الأكزيما هي مركبات الستيروئيدات القشرية، الكورتيزون. حيث يعمل على خفض نسبة الالتهاب و تخفيف الحكة و الاحمرار. فهو يعتبر من الخيارات العلاجية الفعالة، التي ينصح باستخدامها لفترة قصيرة فقط. و عند الرغبة بإيقاف العلاج، يجب الحرص على تخفيف جرعات العلاج بالتدريج!
انسحاب الكورتيزون من الجسم بشكل مفاجئ، قد ينتج عنه حالة تعرف باسم:
متلازمة انسحاب الستيروئيدات الموضعية. و تتضمن أعراضها:
- ظهور بثور تتفاوت في شدتها و حجمها
- الشعور بالحرقة و احمرار الجلد
- التورم و الانتفاخ
- حساسية الجلد
نتيجةً لذلك، و لتجنب التأثيرات الجانبية الناتجة عن الستيروئيدات، يلجأ العديد من الأفراد للخيارات العلاجية البديلة للكورتيزون، للتحكم بمشكلة الأكزيما.
الخيارات العلاجية للأكزيما، البديلة للستيروئيدات القشرية:
مثبطات الكالسينورين الموضعية Topical calcineurin inhibitors :
هي عبارة عن أدوية تحتاج لوصفة طبية لعلاج الأكزيما.
تتوفر هذه الأدوية على شكلين:
- إما مرهم يعرف باسم تاكروليموس (بروتوبيك) (tacrolimus ointment (Protopic، يستخدم للحالات المعتدلة إلى الشديدة من الأكزيما.
- أو كريم بيميكروليموس (إيلديل) pimecrolimus cream (Elidel)، يستخدم لعلاج الحالات الخفيفة إلى المعتدلة من الأكزيما.
تعمل مثبطات الكالسينورين الموضعية من خلال إيقاف نشاط خلايا معينة في الجهاز المناعي. مما يساعد على خفض الالتهابات و تخفيف أعراض الأكزيما، والتي تتضمن الحكة و تغير لون الجلد.
عادةً ما يتم الاعتماد على هذا العلاج لفترة قصيرة لعلاج الهجمات الحادة للمرض. كما يمكن استخدامه لفترات أطول، للوقاية من حدوث الهجمات.
تعتبر مثبطات الكالسينورين من الخلايات العلاجية الفعالة، و هو آمن الاستخدام عندما يتم الاعتماد عليه لفترة قصيرة من الزمن.
من التأثيرات الجانبية الأكثر شيوعاً لمثبطات الكالسينورين:
- الشعور بالحرقة الخفيفة بعد تطبيق العلاج.
تعتبر مثبطات الكالسينورين من الخيارات العلاجية الحديثة. لذلك لم يثبت أمان استخدامها على المدى الطويل بعد.
كريزابورول Crisaborole:
و هو علاج آخر لحالات الأكزيما، بديل للستيروئيدات القشرية. حيث يعمل من خلال تثبيط إنتاج أنزيم يساعد على تنظيم الالتهابات في الجلد. مما يزود الراحة من أعراض الأكزيما الخفيفة إلى المعتدلة.
يتوفر هذا العلاج على شكل مرهم يتم تطبيقه على الجلد مرتين يومياً.
آمن الاستخدام للبالغين و للأطفال الذين تبلغ أعمارهم ثلاثة أشهر أو أكثر.
من التأثيرات الجانبية الأكثر شيوعاً لمادة كريسابورول هو الشعور بالحرقة أو اللدغ مكان تطبيق العلاج. عادةً ما يزول هذا الإحساس بعد فترة من بدء العلاج.
يمكن استخدامه لفترة طويلة من الزمن أو لفترة متقطعة عندما تظهر هجمات المرض.
مثبطات جانوس كاينيز Janus kinase (JAK) inhibitors:
من الخيارات العلاجية الحديثة للأكزيما، و لا يحتوي على مادة الستيروئيدات.
يعمل من خلال منع ارتباط بروتين معين يعرف باسم سايتوكينز بالمستقبل الخاص به في الجسم، المسؤول عن فرط نشاط الجهاز المناعي.
يساعد هذا الأمر في تخفيف حالات الالتهابات و تخفيف أعراض الأكزيما.
يتوفر هذا العلاج إما عن طريق علاج فموي أو علاج موضعي كريم يتم تطبيقه بشكل مباشر على الجلد.
من الأمثلة عن هذه الأدوية:
- abrocitinib (Cibinqo) للبالغين فقط
- updacitinib (Rinvoq) للبالغين و لليافعين بعد عمر 12 سنة
- ruxolitinib (Opzelura) للبالغين و لليافعين بعد عمر 12 سنة
ينصح باستخدام هذه الأدوية للمرضى الذين يعانون من الحالات المعتدلة إلى الحالات الشديدة من الأكزيما. الذين لم يجدون أي تحسن على الخيارات العلاجية البديلة.
تتميز هذه الأدوية بفعاليتها الشديدة في تخفيف أعراض الأكزيما. لكن من ناحية أخرى، قد تسبب بعض التأثيرات الجابنية التي تتضمن:
تعتبر التأثيرات الجانبية الناتجة عن هذه المثبطات، خفيفة و تتضاءل شدتها مع مرور الزمن. لكن من ناحية أخرى، فإن الاستخدام طويل الأمد لهذه الأدوية:
قد يسبب مضاعفات نادرة لكن خطيرة. والتي تتضمن:
- السكتة الدماغية أو الأزمة القلبية
- بعض أنواع السرطان
- تجلطات الدم
و على اعتبار أن هذه الأدوية تعمل على تثبيط الجهاز المناعي، فمن المحتمل زيادة خطورة الإصابة بحالات العدوى عند استخدام هذه الأدوية. ينصح بمناقشة الطبيب حول أساليب خفض خطورة العدوى و غيرها من التأثيرات الجانبية.
أدوية للحقن:
من الخيارات العلاجية للتحكم بالأكزيما أيضاً، هو من خلال استخدام أحد نوعي الحقن:
- dupilumab (Dupixent): يمكن استخدامه للبالغين و للأطفال الذين تبلغ أعمارهم 6 سنوات أو أكثر
- tralokinumab (Adbry): يمكن استخدامه للبالغين فقط
تعمل هذه الأدوية على حجب فرط نشاط الجهاز المناعي. مما يساعد على تخفيف الالتهابات.
ينصح باستخدام هذه الحقن للحالات الشديدة من الأكزيما، التي لم تنفع معها بقية الخيارات العلاجية.
تتوفر هذه الأدوية ضمن حقن جاهزة للاستخدام معبأة مسبقاً، يمكن حقنها إما في عيادة الطبيب أو بمفردك في المنزل.
من التأثيرات الجانبية التي قد تنتج عنها:
- احمرار و ألم موضع الحقن. لكن تعتبر هذه التأثيرات الجانبية ثانوية عادةً.
- من التأثيرات الجانبية الأخرى، هو احمرار العين و التهابات الجهاز التنفسي العلوي.
- و في حالات نادرة قد تظهر بعض المشاكل في الرؤية، لذلك من الضروري إعلام الطبيب حول أي تغير يحدث في الرؤية.
العلاج الضوئي:
بالإضافة للعلاج الفموي و العلاج الموضعي، يتوفر العلاج بالضوء أيضاً. الذي يساعد على علاج هجمات الأكزيما الحادة، دون الحاجة للاعتماد على الستيروئيدات.
عادةً ما ينصح بهذا العلاج للبالغين و للأطفال في الحالات المعتدلة إلى الشديدة من المرض، الذين لم يجدون الفائدة المطلوبة مع الخيارات العلاجية الأخرى.
يعتمد العلاج بالضوء على تسليط الأشعة فوق البنفسجية على كل أو أجزاء معينة من الجسم، ضمن إعدادات محددة. تتراوح مدة الجلسة العلاجية بين بضع ثوانِ إلى عدة دقائق.
يحتاج معظم المرضى عادةً لتلقي جلستين أو ثلاث جلسات من العلاج بالأشعة الضوئية كل أسبوع، لمدة زمنية تتراوح بين بضعة أسابيع إلى بضعة أشهر، حتى تتحسن الأعراض.
يساعد العلاج بالأشعة الضوئية على تخفيف أعراض الأكزيما من خلال خفض نسبة الالتهابات في الجلد.
نتيجةً لذلك، أظهر هذا العلاج فعاليته أيضاً في تخفيف الحكة و الأعراض المرئية للأكزيما. كما انخفضت الحاجة لاستخدام غيره من الخيارات العلاجية.
من ناحية أخرى، قد يرافق العلاج الضوئي، بعض التأثيرات الجانبية غير المرغوبة والتي تتمثل ب:
- حروق الشمس
- طراوة الجلد
- الشيخوخة المبكرة للجلد
- كما هو الحال مع التعرض لأي مصدر للأشعة فوق البنفسجية، فإن العلاج بالأشعة قد يؤدي لزيادة خطورة الإصابة بسرطان الجلد في حالات التعرض المتكرر لهذه الأشعة.
إذا كان أشعة الشمس تحفز على أعراض الأكزيما، يجب الامتناع عن استخدام العلاج الضوئي.
هل يمكن علاج الأكزيما بدون استخدام الستيروئيدات القشرية؟
نعم هذا ممكن. و لقد وضحنا الخيارات العلاجية الأخرى أعلاه. إنما بالإضافة لذلك، يمكننا التحكم بالأعراض الخفيفة للأكزيما دون علاج، من خلال:
- ترطيب الجلد بشكل دوري
- تجنب المحفزات المعروفة للأكزيما
- الاستحمام في ماء فاترة و ليست حارة
- استخدام منتجات البشرة الخالية من المعطرات و المواد القاسية على الجلد.
إذا لم تنفع هذه الأساليب في التحكم بحالات الأكزيما الخفيفة، عندها نلجأ للخيارات العلاجية بعد استشارة الطبيب.
المراجع:
https://www.healthline.com/health/eczema/alternatives-to-steroids-for-eczema#1
https://www.webmd.com/skin-problems-and-treatments/eczema/atopic-dermatitis-eczema