يتميز اضطراب الوسواس القهري بنمط من الأفكار والمخاوف غير المعقولة (الهواجس)، التي تقودك إلى القيام بسلوكيات متكررة قهرية. هذه الدوافع و الهواجس تؤثر و تعيق النشاطات اليومية، و تسبب توتر كبير.
قد تحاول أن تتجاهل و تتوقف هذه الهواجس، لكن ذلك لا يزيدك إلا توتراً و قلقاً. مما يدفعك لاحقاً لأداء التصرفات القهرية لتخفيف حالات القلق لديك.
بالإضافة للجهد المبذول لتجاهل و التخلص من هذه الأفكار المزعجة، إلا أنها تعود مجدداً. مما يؤدي لإعادة السلوك كدورة متكررة من الوسواس القهري. و الذي يدور غالباً حول مواضيع معينة. مثلاً الخوف الشديد من التلوث بالجراثيم. و للحدّ من هذه المخاوف، يتمثل السلوك القهري بغسل اليدين المستمر إلى أن تتشقق و تصاب بالتقرحات!
إذا كنت تعاني من الوسواس القهري، قد تشعر بالخجل أو الإحراج تجاه هذه الحالة، لكن الحمد لله فالعلاج متوفر و فعال.
أعراض اضطراب الوسواس القهري:
يتمثل هذا الاضطراب بوجود الهواجس و الدوافع. و قد لا يدرك المريض أنه يعاني من هذا الاضطراب، أو أن الدوافع لديه غير منطقية بل مبالغ فيها و تأخذ حيز كبير من الروتين اليومي.
أعراض الهوس:
هو عبارة عن وجود أفكار و دوافع متكررة و دائمة غير مرغوبة، تسبب القلق و التوتر. قد تحاول تجاهلها أو التخلص منها، عن طريق أداء السلوك القهري. هذه الأفكار عادةً ما تقتحم تفكيرك عندما تحاول القيام بأمر آخر.
و تتضمن مظاهر الهوس ما يلي:
- الخوف من التلوث أو الغبار.
- الحاجة إلى أشياء منظمة و متماثلة.
- أفكار عدوانية أو مروّعة حول إيذاء نفسك أو الآخرين.
- أفكار غير مرغوبة تتضمن العدوانية أو المواضيع الجنسية أو الدينية.
و من الأمثلة عن أعراض الهوس تتضمن ما يلي:
- الخوف من التعرض للتلوث عند لمس أشياء قد لمسها الآخرون.
- الشكوك بأنك قد أقفلت الباب أو أطفأت الموقد.
- التوتر الشديد إذا لم تكن الأشياء منظمة و متناسقة بالشكل الذي تريد.
- أفكار و صور لإيذاء نفسك أو إيذاء الآخرين الذين لا ترغب بهم، أو يسببون لك عدم الراحة.
- أفكار حول الصراخ بألفاظ بذيئة أو التصرف بشكل غير لائق لا تريده، مما يسبب لك الانزعاج.
- تجنب الحالات التي تحفز أفكار الهوس لديك، مثل تجنب المصافحة.
- صور جنسية غير مرغوب بها تتكرر إلى ذهنك.
أعراض السلوك القهري:
هو عبارة عن القيام بسلوكيات متكررة تشعر أنك مدفوع لأدائها. هذه التصرفات تهدف إلى منع أو تخفيف حالات القلق المرتبطة مع الهواجس و الهوس الذي لديك، أو لمنع حدوث أي شيء سيء. بكل الأحوال فإن القيام بهذه التصرفات القهرية، لن يعود عليك بالغبطة و السعادة. إنما قد يساعد في تخفيف القلق بشكل مؤقت.
قد تقوم بتكوين قواعد أو طقوس تتبعها، لمساعدتك في التحكم بحالات القلق عندما تراودك أفكار الهوس. هذه الدوافع هي غير منطقية و مبالغ فيها، و لا ترتبط حقاً بالمشكلة التي ترغب بحلها.
و كما هو الحال بالنسبة لمظاهر الهوس، فإن السلوك القهري أيضاً يتمثل بمظاهر تتضمن ما يلي:
- الغسل و التنظيف.
- العدّ و التدقيق.
- اتباع روتين صارم.
- المطالبة بالضمانات و التأكيدات.
و تضمن أعراض السلوك القهري ما يلي:
- غسل اليدين إلى أن يتشقق الجلد.
- التحقق المتكرر من أن الأبواب مقفلة.
- التأكد مراراً أن الفرن أو الموقد مطفئ.
- عدّ الأشياء ضمن نمط معين.
- تكرار كلمة أو جملة أو دعاء بصمت.
- ترتيب المعلبات مثلاً بحيث تكون جميعاً في اتجاه واحد.
يبدأ مرض الوسواس القهري عادةً في عمر العاشرة أو بعد مرحلة البلوغ و بداية فترة الشباب. تبدأ الأعراض عادةً بالتدريج و تتراوح في شدتها خلال مراحل الحياة.
تزداد الأعراض سوءاً في حالات التوتر و الضغوطات. و يعتبر مرض الوسواس القهري من الاضطرابات الدائمة مدى الحياة. تختلف في شدتها بين حالات خفيفة و معتدلة، أو قد تتطور إلى حالات شديدة تستهلك الوقت و تعيق أداء الأعمال اليومية.
متى يجب عليك زيارة الطبيب:
هنالك فرق بين شخص يطلب الإتقان في العمل و يبحث عن الكمال، بحيث تكون نتائج الأعمال دائماً مثالية لا تشوبها أي شائبة مثلاً. و بين الإصابة بمرض الوسواس القهري.
أفكار الوسواس القهري ليست ببساطة مخاوف مفرطة بشأن مشاكل حقيقية في حياتك، أو رغبتك في أن تكون الأشياء نظيفة أو مرتبة بطريقة معينة. إذا شعرت أن الأفكار و الهواجس تستهلك من وقتك و تؤثر على نمط حياتك، يُنصح باستشارة الطبيب.
أسباب الوسواس القهري:
السبب الأساسي للمرض غير معروف تماماً، إنما يتضمن العوامل التالية:
- تغيرات بيولوجية: قد يحدث مرض الوسواس القهري نتيجة تغيرات بيولوجية في كيمياء الجسم الطبيعية أو وظائف الدماغ.
- عوامل جينية: تُشير الدراسات إلى أن مرض الوسواس القهري قد يرتبط بجينات وراثية محددة، لكن لم يتم تحديد الجينات المسؤولة عن هذا الاضطراب بعد.
- عوامل بيئية: بعض العوامل البيئية مثل الالتهابات تعتبر كمحفزات للإصابة بالمرض. لكن ما زلنا بحاجة للمزيد من الأبحاث لإثبات ذلك.
العوامل المؤدية لزيادة خطورة الإصابة بالوسواس القهري:
- التاريخ العائلي للمريض: إذا كان أحد أفراد العائلة المقربين مثل الآباء أو الإخوة، يعاني من هذا الاضطراب، تزداد خطورة الإصابة بالمرض أيضاً.
- الضغوطات و التوتر: إن التعرض لأحداث تدعو للقلق و التوتر أو التعرض لصدمة ما ، تؤدي لزيادة خطورة الإصابة بالوسواس القهري أيضاً.
- وجود اضطراب نفسي آخر: قد يرتبط مرض الوسواس القهري مع أمراض نفسية أخرى مثل اضطراب القلق أو الاكتئاب، أو الإدمان على المخدرات و حبوب الهلوسة.
و للحديث تتمة 🙂
المراجع:
https://www.betterhealth.vic.gov.au/health/conditionsandtreatments/obsessive-compulsive-disorder
https://www.nhs.uk/conditions/obsessive-compulsive-disorder-ocd/symptoms/
https://www.webmd.com/mental-health/obsessive-compulsive-disorder#1
https://www.medicalnewstoday.com/articles/178508.php