من الطبيعي أن تشعري بالقلق عندما يُعيد طفلك ما أطعمته بدلاً من أن يستفيد منه و يتغذى عليه، لكن عندما يتعلق الأمر بارتداد الحليب، فذلك شائع للغاية و طبيعي جداً. و سوف يزول تدريجياً إلى أن يبلغ طفلك العام الأول.
معظم الأطفال يقومون بارتداد الحليب على اعتبار الجهاز الهضمي لديهم غير ناضج بعد، فيكون من الأسهل لديهم قذف الحليب للأعلى باتجاه المريء. و هو ما يُعرف بالارتجاع أو الارتداد. و هذا يختلف عن الإقياء، حيث تنقبض عضلات الطفل بقوة. أما في حالة الارتداد يقوم الطفل بإعادة الحليب الذي ابتلعه دون جهد منه أو انقباض للعضلات.
يتم ارتداد الحليب عادةً عندما يرضع الطفل كمية كبيرة و بسرعة. كما يحدث ذلك عندما يتم إرضاع الطفل بالقوة أو عندما يكون ثدي الأم ممتلئ جداً بالحليب أثناء الرضاعة الطبيعية. و قد يزداد ارتداد الحليب إذا كان الطفل يبتلع الكثير من الهواء أثناء الرضاعة، أو أثناء مرحلة التسنين، أو بداية الزحف، أو بداية تناوله للأطعمة الصلبة. و يحدث ارتداد الحليب عادةً بعد الرضاعة مباشرة، لكنه قد يحدث أيضاً بعد مرور ساعة أو ساعتين من الرضاعة. و أكثر نسبة ارتداد للحليب تحدث للطفل بين عمر شهرين إلى أربعة أشهر. و معظم الأطفال يتجاوزون مشكلة الارتداد مع بلوغ السبعة أشهر من العمر، و مع حلول العام تماماً تتوقف هذه المشكلة لديهم.
الأعراض التي تدل على وجود ارتداد الحليب:
- إرجاع الحليب خلال أو بعد الرضاعة و هذا قد يتكرر عدة مرات يومياً.
- صعوبة في الرضاعة مثل رفض الحليب أو الاختناق المتكرر أثناء الرضاعة.
- السعال الدائم.
- البكاء الشديد أو البكاء أثناء الرضاعة.
- التهابات الأذن المتكررة.
متى يجب عليك مراجعة الطبيب:
إن مشكلة ارتداد الحليب لا تحتاج عادةً للطبيب لعلاجها، إذا كان سلوك طفلك في باقي الأوقات جيد و يتمتع بالصحة و أموره طبيعية.
لكن يجب مراجعة الطبيب في حال بدأت مشكلة ارتداد الحليب بعد عمر الستة أشهر، أو استمرت لما بعد العام أو إن كان طفلك يعاني من أي من الأعراض التالية:
- ارتداد معظم الحليب بشكل متكرر يومياً أو رفض الرضاعة.
- السعال أو الاختناق أثناء الرضاعة.
- قذف القيء المتكرر.
- البكاء الشديد و التهيج.
- تقيء الدم أو مفرزات خضراء أو صفراء اللون.
- وجود دم في بول الرضيع أو الإسهال الدائم.
- تورم البطن.
- ارتفاع درجة الحرارة فوق 38 درجة مئوية.
- عدم اكتساب الوزن، أو فقدانه للوزن.
أسباب ارتداد الحليب عند الرضع:
من الطبيعي بالنسبة لبعض الأطفال أن يعانون من ارتداد الحليب و السبب في ذلك أن المريء ما زال في مرحلة النمو و التطور.
مع بلوغ العام الأول تتطور حلقة العضلات في أسفل المريء، و يتوقف تسرب محتويات المعدة و ارتجاعها. لكن في حالات نادرة قد يكون ارتداد الحليب مؤشر على وجود مشاكل صحية أكثر خطورة و تتضمن ما يلي:
- مرض الجزر المعدي المريئي (القلس المعدي المريئي)، و في هذه الحالة يحدث ارتداد محتويات المعدة إلى المريء، مما يسبب تحسس و تهيج المريء و حموضة المعدة.
- الحساسية لحليب الأبقار و هذا يسبب أيضاً الطفح الجلدي و الإقياء و الإسهال. لكنه من الممكن معالجته بتجنب حليب الأبقار من النظام الغذائي.
- الانسداد و هي مشكلة صحية نادرة تحدث عند وجود انسداد أو تضيق في المريء أو انسدا في المعدة أو الأمعاء.
الاختبارات و التشخيص:
عادةً لا يحتاج الرضيع لأي فحوصات، فأعراض ارتداد الحليب واضحة. لكن في حالات نادرة عندما تكون مشكلة الارتداد دائمة و مزمنة، يطلب الطبيب إجراء بعض الفحوصات و تتضمن ما يلي:
- التنظير: و هو عبارة عن إدخال أنبوب مرن ضيق موصول بكاميرا في نهايته، يتم إدخاله من البلعوم للكشف عن أي مشكلة داخلية.
- ابتلاع الباريوم: يتم إعطاء الطفل سائل ليتناوله يحتوي على مادة الباريوم و من ثم تطبيق الأشعة السينية، فيظهر الباريوم على الأشعة و يساعد في الكشف عن أي مشكلة موجودة في الجهاز الهضمي. يتم إجراء هذه الاختبارات في المشفى.
علاج ارتداد الحليب:
ارتداد الحليب لا يحتاج للعلاج عادةً إذا كان نمو طفلك طبيعي و يكتسب وزناُ و يتمتع بالصحة و الحيوية.
في بعض الحالات الشديدة أو عند تحديد السبب، يمكن تقديم العلاجات التالية لتلافي المشكلة و تتمثل بما يلي:
نصائح للإرضاع و الوقاية من رتداد الحليب:
- ساعدي طفلك على التجشؤ بانتظام أثناء الرضاعة.
- قدمي لطفلك حجم وجبات رضاعة أصغر و لكن بعدد أكبر، أي قللي كمية الوجبة و أضيفي عدد الرضعات.
- احملي طفلك بشكل مستقيم لمدة من الزمن بعد الرضاعة (نصف ساعة). حيث تزداد مشكلة ارتداد الحليب عند وضع الطفل مستلقياً على ظهره خاصةً بعد الرضاعة.
- إذا كنت تعتمدين على الرضاعة الصناعية، استخدمي نوعية حليب أكثر كثافة.
- إذا كان طفلك يعاني من الحساسية تجاه الحليب، يجب تغيير صيغة الحليب.
- تخفيف كمية الكافئين التي تتناولها الأم في حالة الرضاعة الطبيعية لأنها تؤدي لزيادة ارتداد الحليب عند الرضيع.
- تجنب الضغط على بطن الرضيع و إرخاء ملابس الطفل و الحفاض و تجنب ابتلاع كمية كبيرة من الهواء كما في حالة البكاء.
إن مشكلة ارتداد الحليب أقل ظهوراً في حالة الرضاعة الطبيعية. بالإضافة لذلك فإن الرضاعة الطبيعية تعتمد على تناول كميات بسيطة من الحليب على عدة مرات متكررة بنسبة أكبر من الرضاعة الصناعية. و هذا الأسلوب يساعد في التغلب على مشكلة ارتداد الحليب.
أدوية علاج ارتداد الحليب عند الرضع:
عادةً لا يحتاج الرضيع لأي دواء، لكن في بعض الحالات قد ينصح الطبيب بإعطاء الطفل الأدوية التالية لتخفيف شدة الارتداد. و تتضمن هذه الأدوية ما يلي:
- الجيناتيس: حيث تشكل طبقة وقائية فوق محتويات المعدة و تمنعهم من الارتداد للمريء.
- مثبطان مضخة البروتون و مضادات مستقبلات الهيستامين: تعمل هذه الأدوية على تخفيف حمض المعدة و بذلك لا يتهيج المريء من محتويات المعدة.
إذا قمت بتغيير طريقة إرضاع طفلك، و اتبعتِ نصائح الرضاعة و لم تبدي أي تحسن، يمكنك استخدام الجيناتيس. لكن في حال رفض طفلك للرضاعة و عدم الشعور بالراحة، يمكنك استخدام مثبطات مضخة البروتين و مضادات مستقبلات الهيستامين.
الجراحة:
في حالات نادرة جداً عند وجود مشكلة خطيرة كامنة مثل الشلل الدماغي، يتم إجراء عملية جراحية لتضييق حلقة العضلات في أسفل المريء. كما يحتاج الرضيع إلى الجراحة عند وجود انسداد أو تضيق في المريء أو انسداد في المعدة أو الأمعاء.
المراجع:
http://www.nhs.uk/Conditions/reflux-babies/Pages/Introduction.aspx
http://www.webmd.com/parenting/baby/infants-children#1
http://kellymom.com/hot-topics/reflux/
الصورة المرفقة:
https://www.flickr.com/photos/sleepingplanet/
فاطمة
طفلي يعاني من ارجاع الحليب والو على هذه الحالة تلدااد