الحمى الروماتيزمية هي عبارة عن مشكلة صحية نادرة، لكنها مهددة للحياة.
تحدث الحمى الروماتيزمية كمضاعفات لالتهاب البلعوم غير المعالج. الذي يحدث بسبب بكتيريا تدعى العقديات مجموعة أ (group A streptococcus).
الأعراض الأساسية للحمى الروماتيزمية:
- ارتفاع درجات الحرارة
- آلام العضلات
- انتفاخ و تورم و احمرار و آلام شديدة في المفاصل، خاصةً مفاصل الركبة و الكاحل.
- في بعض الأحيان يحدث طفح جلدي على الصدر و الظهر و البطن. يبدأ عادةً بعد 2-4 أسابيع بعد الإصابة بعدوى بكتيريا العقديات.
- عقيدات أو نتوءات صغيرة فوق المفاصل المتورمة
-
في بعض الأحيان يشعر المريض بالضعف و ضيق في التنفس نتيجة تأثر القلب أيضاً بالمرض.
في بعض الحالات تكون العدوى خفيفة جداً، بحيث لا يمكننا تميزها.
المفاصل الأكثر تأثراً بهذه العدوى (المفاصل التي تتورم بسبب الحمى الروماتيزمية) هي مفاصل الركبة و الكاحل و المرفق و الرسغ. غالباً ما ينتقل الألم من مفصل لآخر.
الأعراض المرافقة:
مضاعفات الحمى الروماتيزمية:
- من أكثر المضاعفات خطورة التي قد تنتج عن هذه العدوى، هي التلف الذي قد يصيب عضلة القلب.
أكثر من 50 % من حالات الحمى الروماتيزمية، قد تؤدي لحدوث ندوب في صمامات القلب. مما يدفع القلب للعمل بشكل أكبر لضخ الدم.
- بعد مرور فترة من الزمن، (بعد مرور أشهر أو سنوات)، خاصةً إذا أصيب المريض بالعدوى مرة أخرى، قد يؤدي هذا الضرر للقلب، لحدوث مشكلة صحية خطيرة تدعى بأمراض القلب الروماتيزمية. و التي قد تؤدي في نهاية المطاف إلى فشل العضلة القلبية!
- قد تسبب الحمى الروماتيزمية أيضاً اضطراب أو خلل مؤقت في الجهاز العصبي يعرف باسم Sydenham’s chorea. الذي يتمثل بحدوث حركات سريعة لا إرادية للجسم. عادةً ما تحدث في جانب واحد فقط من الجسم. فتؤدي لحركات غير منضبطة في الذراعين و الساقين أو في عضلات الوجه.
- الأفراد الذين يعانون من حالات خفيفة من الخلل العصبي Sydenham’s chorea، قد يواجهون صعوبة في التركيز أو صعوبة في الكتابة.
- أما الحالات الأكثر شدة، قد تؤدي لحدوث حركات في الذراعين و الساقين أو ارتعاش في الوجه لا يمكن السيطرة عليها. كما قد يرافقها ضعف في العضلات و نوبات عاطفية.
نظراً لوجود المضادات الحيوية في يومنا هذا، فإن الإصابة بالحمى الروماتيزمية هو أمر نادر الآن في البلدان المتقدمة.
أسباب الحمى الروماتيزمية:
تنتج الحمى الروماتيزمية عن ردود أفعال التهابية لنوع محدد من بكتيريا العقديات التي تعرف باسم certain group A streptococcus bacteria.
يقوم الجسم بإنتاج الأجسام المضادة لمكافحة البكتيريا. لكن بدلاً من ذلك تقوم الأجسام المضادة بمهاجمة هدفاً مختلفاً. حيث تقوم بمهاجمة أنسجة الجسم نفسها. فتبدأ الأجسام المضادة بمهاجمة المفاصل، و غالباً ما تنتقل إلى القلب و الأنسجة المحيطة.
على اعتبار أن جزءاً صغيراً فقط (أقل من 0.3 %) من المرضى المصابين بالتهاب الحلق العقدي، يصابون بالحمى الروماتيزمية، يجد الخبراء أن هنالك عوامل أخرى تؤدي لتطور الحمى الروماتيزمية ألا و هي ضعف الجهاز المناعي.
من أهم التحذيرات:
- انتبه لأعراض التهاب الحلق خاصةً عند الأطفال و لا تتهاون بها!
- إذا لاحظت أن الطفل يعاني من التهاب حلق شديد دون وجود أعراض نزلات البرد. و يرافقه ارتفاع درجات الحرارة، أعلى من 38 درجة مئوية. أو التهاب حلق خفيف لكن مستمر أكثر من 2-3 أيام. في هذه الحالة يجب مراجعة الطبيب. قد يكون الطفل يعاني من التهاب البلعوم العقدي، الذي يحتاج للعلاج بواسطة المضادات الحيوية.
متى يجب عليك الاتصال بالطبيب:
- في حال ظهور الأعراض السابقة، خاصةً إذا تذكرت أنك أصبت مؤخراً بالتهاب الحلق.
- إذا أصبت بالتهاب البلعوم دون وجود أعراض نزلات البرد الأخرى. و رافق ذلك ارتفاع الحرارة أكثر من 38 درجة مئوية.
- إذا شعرت بآلام في المفاصل بعد الشفاء من التهاب البلعوم.
الاختبارات و التشخيص:
- للتأكد من وجود العدوى ببكتيريا العقديات أم لا، يقوم الطبيب بأخذ مسحة من الحلق.
هذا الاختبار قد يكون مزعج قليلاً، لكنه غير خطير. يتضمن أخذ مسحة (عينة) من المفرزات المخاطية في الحلق. للقيام بتحليلها في المختبر.
تحتاج عادةً مدة 24 ساعة لنمو البكتيريا و تحللها في المخبر.
- يعتمد بعض الأطباء على الاختبار السريع الذي يعطي النتيجة خلال 5 دقائق، لكنه لا يعطي نتائج دقيقة.
- كما يقوم الطبيب بالسماع لصوت القلب، للتأكد من عمل صمامات القلب بشكل طبيعي. ففي بعض الأحيان يحدث خلل في صمامات القلب. و يصدر صوت مرمرة في القلب.
- كما يبحث الطبيب عن أي أعراض أخرى محتملة مثل التهاب المفاصل أو تشكل عقيدات صغيرة تظهر غالباً على المفاصل، خاصةً المرفقين.
علاج الحمى الروماتيزمية:
الالتزام بالعلاج المناسب (الذي غالباً ما يكون طويل الأمد)، يمكن أن يقلل إلى حد كبير من خطر الإصابة بأمراض القلب، و غيرها من المشاكل الصحية المرتبطة بالحمى الروماتيزمية.
- من الضروري الحصول على قسط كافِ من الراحة.
- كما يصف الطبيب بعض المضادات الحيوية مثل البنسيلين أو غيرها للقضاء على بكتيريا العقديات. للوقاية من تكرار حدوث المرض، قد يصف الطبيب المضادات الحيوية لفترة طويلة من الزمن.
- لعلاج الحمى و الالتهابات و آلام المفاصل، قد يصف الطبيب مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية مثل الإيبوبروفين أو نابروكسين. أو الستيروئيدات القشرية.
- إذا أصيب المريض بأمراض القلب الروماتيزمية، من الضروري أن يأخذ المضادات الحيوية في أوقات معينة، مثل قبل إجراءات علاجية للأسنان، أو قبل عمل جراحي. فمن الممكن أن تدخل البكتيريا بشكل خاطئ عن طريق الدم. لذلك عندما يأخذ المضادات الحيوية، ذلك سوف يقي المريض من تكرار التهاب صمام القلب.
- إذ كان التهاب القلب خطير، قد يكون من الضروري إجراء عملية جراحية، لتصحيح تلف صمام القلب، و الوقاية من فشل العضلة القلبية.
المراجع:
https://www.webmd.com/a-to-z-guides/understanding-rheumatic-fever-basics#1
https://www.healthline.com/health/rheumatic-fever