العدسات اللاصقة هي عبارة عن أقراص بلاستيكية رقيقة أو مصنوعة من السيليكون، يتم وضعها داخل العين فوق طبقة القرنية مباشرةً. تُستخدم إما لتصحيح مشاكل الرؤية، أو لأهداف تجميلية.
إن ارتداء العدسات اللاصقة بشكل يومي يُعتبر آمن جداً للاستخدام في حال الالتزام بكافة التعليمات المطلوبة. لكن في بعض الحالات قد يلحق الضرر بالعين، خاصةً إذا تم ارتدائهم لفترة طويلة من الزمن. أو عدم تنظيفهم بشكل جيد. أو عدم استبدالهم في الموعد الذي حدده الطبيب، و التي تنتهي صلاحيتهم، أو عدم إزالتهم قبل النوم.
بعد أن يتم فحص مستوى الرؤية عند الطبيب، يقوم بتحديد نوعية المشكلة الموجودة لديك. و يصف العدسات الطبية التي تحتاجها تبعاً لسبب المشكلة، و درجة النقص التي لديك. و هي قابلة لتغيير المواصفات مع مرور الزمن.
آلية عمل العدسات اللاصقة الطبية:
بالنسبة للشخص الذي يعاني من مشاكل في الرؤية، فإن انعكاس الضوء (انحناء الضوء) غير كافٍ للسماح برؤية صورة واضحة على الشبكية.
- فالمريض الذي يعاني من قصر النظر: الصورة البعيدة غير واضحة.
- بينما المريض الذي يعاني من بعد النظر (مد البصر): الصورة البعيدة واضحة، لكن الصورة القريبة غير واضحة.
تعمل العدسات اللاصقة على تصحيح الرؤية عن طريق إضافة وسط آخر على سطح القرنية، للقيام بانعكاس الضوء إلى الدرجة التي تفتقد للرؤية الواضحة.
التقنيات الحديثة الآن سمحت بتطور العدسات اللاصقة بالنسبة للمرضى الذين يعانون من اللابؤرية، و التغيرات في الرؤية المرتبطة مع التقدم في السن. بحيث يتم تصحيح الرؤية بواسطة عدسات ثنائية البؤرة.
أنواع العدسات اللاصقة:
هنالك نوعان رئيسيان من العدسات اللاصقة، و هي العدسات المرنة اللينة و العدسات الأكثر صلابة القاسية.
العدسات اللينة:
مصنوعة من البلاستيك. و على الرغم من أنها سهلة التلف و التمزق سريعاً، إلا أنها آمنة أكثر و خطورة الإصابة بالالتهابات قليلة. فالعدسات الأكثر أمناً بالنسبة لعينيك هي العدسات اللينة التي يتم إزالتها يومياً.
العدسات الصلبة:
تعرف أيضاً باسم العدسات الصلبة النفوذة للغاز، توفر تصحيح للرؤية بشكل أفضل من العدسات اللينة. لكن خطورة حدوث المضاعفات و الالتهابات أكبر.
هذه العدسات ذات مساحة قطر أصغر من العدسات اللينة أو السيليكون. لذلك فهي تغطي مساحة أقل من القرنية. كما أن العدسات الصلبة النفوذة للغاز تتحرك قليلاً أثناء ومضة عين، مما يسمح لترطيب العين تحت العدسة.
يتم استخدامها عادةً لتصحيح مشاكل الرؤية المرتبطة مع التقدم في السن. أما بالنسبة لحالات مد أو قصر النظر عموماً، ففي معظم الأحيان يتم استخدام العدسات اللينة و ارتدائها و إزالتها يومياً.
استخدامات العدسات اللاصقة الطبية:
تعمل العدسات الطبية اللاصقة على تصحيح عيوب الرؤية سواءً مشكلة مد البصر أو قصر البصر أو اللابؤرية.
- من الممكن استخدام العدسات اللاصقة بالنسبة للأفراد الذين يعانون من جراحة الساد، مع عدم إمكانية تطبيق عدسات اصطناعية مزروعة داخل العين.
- كما يمكن استخدام العدسات اللاصقة لعلاج أمراض العين مثل تلف للقرنية ناتج عن الالتهاب أو التعرض لإصابة ما.
- أما بالنسبة للأفراد الذين يعانون من قصر أو مد النظر، تم تطوير نوع آخر من العدسات الطبية، و هي ثنائية المحور تعمل على تصحيح كلا الحالتين، و مسافة الرؤية في كل عدسة.
- و في حال لم يكن هذا النوع من العدسات مناسباً لك، قد يصف لك الطبيب عدسات أحادية الرؤية. في هذه الحالة يرتدي المريض العدسة التي تصحح النظر القريب في عين واحدة، بينما العدسة الثانية تصحح النظر البعيد. و بذلك تعمل كل عين بشكل منفصل عن الآخر.
- و في حالات أخرى، قد يصف لك الطبيب ارتداء نظارات خاصة للقراءة، بالإضافة للعدسات اللاصقة التي تصحح رؤية المسافات.
الحالات التي لا يمكنك استخدام العدسات اللاصقة خلالها:
العدسات اللاصقة قد لا تُعتبر خيار موفق بالنسبة لك إذا كنت:
- غير قادر أو لا ترغب بالعناية بالعدسات و تنظيفها بشكل فعال.
- تعاني من صعوبة في تعقيم العدسات بسبب وجود مشاكل صحية أخرى. على سبيل المثال، إذا كنت تعاني من التهاب حاد للمفاصل في يديك، أو مشاكل صحية أخرى، تتمثل بصعوبة وضع أو إزالة العدسات داخل العين.
- تعاني من مشاكل صحية معينة مثل داء السكري غير المضبوط، أو فرط نشاط الغدة الدرقية، أو الحساسية و الربو، و غيرها من الاضطرابات التنفسية المزمنة، التي تجعل ارتداء العدسات من الأمور الصعبة.
- إذا كنت تعاني من جفاف العين أو مشاكل في القرنية.
- الأفراد الذين يعانون من متلازمة شيغرن. و هي عبارة عن مشكلة صحية تسبب نقص في إفراز الدموع، و تسبب جفاف كرة العين.
- الأفراد الذين يعانون من التهابات مزمنة متكررة أو تقرحات في القرنية.
- ممارسة عمل يتمثل بتعريض الشخص لجزيئات أو لهب مواد كيميائية أو بخار، الذي من الممكن امتصاصه أو التصاقه على العدسات، مثل الغبار أو الدخان أو الرذاذ الكيميائي أو مثبتات الشعر الرذاذ.
المخاطر و التأثيرات الجانبية الناتجة عن استخدام العدسات اللاصقة:
هنالك بعض التأثيرات الجانبية الشائعة، لكن بشكل عام تُعتبر الخطورة منخفضة بالنسبة للإصابة بالالتهابات، و غيرها من المضاعفات التي تؤثر على الرؤية. و تتضمن المشاكل الناتجة عن ارتداء العدسات اللاصقة ما يلي:
- جفاف العين.
- مشاكل في القرنية مثل: انتفاخ و ضبابية في الرؤية ناتجة عن انخفاض مستوى الأوكسيجين في القرنية، خدوش أو التهابات في القرنية، تغيرات في شكل القرنية.
- تفاعلات تحسسية تجاه محلول العدسات اللاصقة.
- ترسبات على العدسات، مما يؤدي للشعور بعدم الراحة و زيادة خطورة الإصابة بالالتهابات.
- التهاب العين أو الجفن، مما يجعل ارتداء العدسة غير مريح.
بإمكانك الوقاية من حدوث لمضاعفات عن طريق تنظيف العدسات يومياً. و عدم ارتدائها ليلاً أثناء النوم، و في بعض الأحيان يفضل تغيير نوعية العدسات.
تنظيف العدسات و العناية بها:
قد يؤدي استخدام العدسات اللاصقة لزيادة خطورة ضرر العين. لأن البكتيريا و العوامل الالتهابية الأخرى تستطيع التراكم على العدسة. و يحدث ذلك بشكل أكبر كلما أصبحت العدسة أقدم. حيث تتراكم المواد المسببة للعدوى على كلا وجهي العدسات.
بإمكانك التغلب على هذه المشكلة عن طريق الخطوات التالية:
- تنظيف و تعقيم العدسات يومياً بعد كل استخدام.
- استخدام المحلول المعقم الذي وصفه الطبيب، و عدم تغيير النوع من تلقاء نفسك دون استشارة الطبيب.
- غسل و تعقيم العبوة الحافظة للعدسات بواسطة محلول التعقيم الخاص بالعدسات. و تركها لتجف في الهواء أثناء ارتداء العدسات. هذه الطريقة سوف تساعد في خفض خطورة تلوث العبوة أو العدسات بالكائنات الدقيقة التي تلحق الضرر بالعين.
- تغيير العبوة الحافظة للعدسات كل ثلاثة أشهر على الأقل.
- عدم إضافة المحلول المعقم للعبوة الحافظة للعدسات. فذلك يُضعف من فعاليته، و يسبب التلوث و الإصابة بالعدوى. بل يجب تغيير المحلول بالكامل.
- استبدال العدسات في الموعد المحدد الذي وصفه الطبيب. كما يفضل اختيار نوعية العدسات المصنوعة من السيليكون هيدروجل. هذه العدسات ناعمة مصنوعة من مواد تسمح بنفوذية الأوكسيجين بنسبة أكبر من نوعية العدسات اللينة التقليدية. كما تُعتبر أكثر أمناً على المدى الطويل.
- الحفاظ على تدفق الأوكسيجين للعين كإزالة العدسات يومياً قبل النوم. إن العدسات اللاصقة توضع بشكل مباشر على العين، و تغطي كامل القرنية. و بذلك فهي تؤدي لانخفاض كمية الأوكسجين التي تصل إلى العين من الهواء المحيط. إن تزويد العين بكمية كافية من الأوكسيجين من الأمور الضرورية للحفاظ على صحة العين.
أتمنى أن تكونوا قد وجدتم الفائدة المطلوبة، و شكراً للمتابعة.
المراجع:
http://www.webmd.com/eye-health/contact-lenses
http://www.allaboutvision.com/contacts/faq/cls-damage-eyes.htm
http://www.healthhype.com/wear-contact-lenses-side-effects-risks-and-symptoms.html
http://www.ncascade.com/our-blog/4-rules-to-prevent-eye-damage-from-contact-lenses/
الصورة المرفقة:
https://www.flickr.com/photos/suanie/