متلازمة أسبرجر Asperger’s-syndrome .. من أنماط التوحد.. تعرف على أهم الأعراض و الخيارات العلاجية

34 0
34 0
أسبرجر

ما هي متلازمة أسبرجر؟

تصنف متلازمة أسبرجر كنوع من أنواع اضطرابات التوحد. فهي عبارة عن اضطراب في النمو. قد يواجه الشباب المصابون بمتلازمة أسبرجر صعوبة في التواصل الاجتماعي مع الآخرين. بالإضافة لأنماط السلوك المتكررة و اهتمامات محدودة جداً لديهم.

بشكل عام، فإن الأطفال و اليافعين ممن يعانون من متلازمة أسبرجر، بإمكانهم التحدث مع الآخرين و الأداء بشكل جيد إلى حد ما في واجباتهم المدرسية. لكن قد تكون لديهم صعوبات في فهم بعض المواقف الاجتماعية، وأشكال التواصل الدقيقة مثل لغة الجسد و الفكاهة والسخرية.

كما قد يفكرون أو يتحدثون كثيراً حول موضوع واحد فقط، أو قد يرغبون بأداء عدد محدود جداً من النشاطات. وفي بعض الحالات، قد يصبح الشخص مهووساً في هذه النشاطات، بحيث تؤثر على أنماط حياته اليومية، بدلاً من منح الطفل منفذاً اجتماعياً أو ترفيهياً صحياً.

يعتبر الذكور أكثر عرضة للإصابة بمتلازمة أسبرجر بثلاثة أو أربعة أضعاف من الإناث. ومعظم الحالات يتم تشخيصها بين عمر 5-9 سنوات.

ما هو الفرق بين متلازمة أسبرجر و بين اضطراب طيف التوحد؟

تم تغيير اسم متلازمة أسبرجر ليتم تصنيفه كنوع من أنواع اضطرابات التوحد. لكن ما زال يتم وصف مظاهر هذه الحالة بمتلازمة أسبرجر. وتم إضافة أعراض متلازمة أسبرجر تحت اضطرابات طيف التوحد.

ما هي أعراض متلازمة أسبرجر؟

بينما يختلف مرضى متلازمة أسبرجر من حالة إلى أخرى. و يتفاوت الاضطراب في شدته. لكن ما يميزهم عن بعضهم البعض هو تحدياتهم الاجتماعية و اهتماماتهم الهوسية.

إن المرضى المصابين بمتلازمة أسبرجر قد تظهر لديهم تفاعلات اجتماعية سيئة،  و أنماط كلام غير اعتيادية، و تعابير وجه محدودة. قد يكون لديهم سلوكيات فريدة و اهتمامات مهووسة وحساسية للمحفزات الحسية.

الاختلاف الأساسي الذي يميز متلازمة أسبرجر عن التوحد، هو أن مريض متلازمة أسبرجر يميل لما يلي:

لذلك، قد لا يتم تشخيص حالتهم حتى مراحل متأخرة من الحياة أحياناً، على اعتبار أن أعراض المرض لديهم خفيفة، فلا تبدو واضحة منذ الصغر.

بالنسبة للشخص الذي يعاني من متلازمة أسبرجر، قد تلاحظ لديه نمط أو أكثر من الأنماط السلوكية التالية:

  • صعوبة في التفاعلات الاجتماعية والمحادثات الاجتماعية
  • لا يفهم المشاعر بشكل جيد، أو لديه تعابير وجه محدودة بالمقارنة مع الآخرين.
  • لا يستخدم أو لا يفهم التواصل غير اللفظي، مثل الإيماءات ولغة الجسد وتعبيرات الوجه.كما قد يتجنب التواصل البصري.
  • قد يظهر صعوبة في المهارات الحركية و التناسق. فيجد أن بعض المهارات الحركية الأساسية، مثل الجري أو ركوب الدراجة أو التسلق، من المهام الصعبة بالنسبة له.

ما هي أسباب متلازمة أسبرجر؟

تحدث بعض التغيرات في الدماغ، هي المسؤولة عن كافة أنواع اضطرابات طيف التوحد. لكن السبب الأساسي لحدوث هذه التغيرات، غير معروفة بعد.

أظهرت نتائج الدراسات والأبحاث وجود بعض العوامل المحتملة، التي من شأنها أن تساهم في تطور اضطرابات طيف التوحد، والتي تتضمن: عوامل وراثية، و التعرض لمواد بيئية سامة مثل المواد الكيميائية والفيروسات.

الاختبارات و التشخيص:

لا يوجد اختبار واحد محدد لتشخيص الطفل على أنه مصاب باضطرابات طيف التوحد. لكن إذا لاحظت وجود أي من أعراض متلازمة أسبرجر، فمن الأفضل استشارة الطبيب المختص بالصحة العقلية، وبإمكانه تأكيد التشخيص من خلال تقييم النقاط التالية:

  • المهارات اللغوية
  • التفاعلات الاجتماعية
  • تعابير الوجه أثناء التحدث
  • الاهتمام في التفاعل مع الآخرين
  • التناسق الحركة و المهارات الحركية
  • السلوكيات تجاه التغيرات المحيط من حوله

كما وضحنا سابقاً، لقد تم دمج متلازمة متلازمة أسبرجر تحت اضطرابات طيف التوحد. لذلك لن يقوم الطبيب بتمييزها عن اضطرابات طيف التوحد، إلا من خلال شدة الأعراض. في متلازمة أسبرجر تكون الأعراض أخف شدة و يطلق عليها اضطراب التوحد عالي الأداء.

الخيارات العلاجية:

إن العديد من مرضى التوحد، بما في ذلك الأشخاص المصابون متلازمة أسبرجر، لا يتم اعتبارهم أنهم يعانون من اضطراب أو إعاقة.

بمعنى آخر، فإن متلازمة أسبرجر مثل التوحد، لا تعتبر حالة طبية تتطلب العلاج. قد يحتاج بعض الأشخاص المصابين بالتوحد إلى الدعم في المدرسة أو العمل أو عند التعامل مع أنشطة الحياة اليومية. لكن الدعم ليس مثل العلاج.

عندما يتم تأكيد التشخيص باكراً، يكون من الأسهل الحصول على النوع المناسب من الدعم. مما يساعد في تعزيز التفاعلات الاجتماعية و المهام اليومية.

عندما يتعلق الأمر في دعم الأشخاص المصابين بمتلازمة أسبرجر، لا يوجد نوع دعم واحد يناسب كافة الحالات. يختلف الأشخاص في احتياجاتهم و نقاط القوة و الضعف لكل منهم.

كما قد تظهر لديهم مشاكل في الصحة العقلية مثل حالات من القلق أو الاكتئاب، كما هو الحال مع أي شخص آخر.

إن الحصول على علاج لاضطرابات الصحة العقلية هذه، يمكن أن يقطع شوطاً طويلاً نحو تحسين الصحة العامة للشخص المصاب.

أدوية علاج متلازمة أسبرجر:

كما وضحنا سابقاً، لا يوجد دواء معين لعلاج متلازمة أسبرجر. لكن وتبعاً للأعراض التي يعاني منها المصاب، قد يتم وصف بعض الأدوية.

على سبيل المثال، إذا رافق متلازمة أسبرجر حالات من القلق أو الاكتئاب، قد يجد بعض الأفراد أن تناول الأدوية المضادة للاكتئاب والقلق، قد تفيد في التحكم بالأعراض و تعزيز الصحة العامة للمريض.

من الأمثلة عن الأدوية التي قد يتم وصفها للمريض تبعاً لكل حالة، ما يلي:

  • الأدوية المضادة للاكتئاب مثل مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية Selective serotonin reuptake inhibitors (SSRIs). التي أبدت فعاليتها في علاج اضطرابات القلق أو اضطراب الوسواس القهري.
  • الأدوية المضادة للقلق، بما في ذلك مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية أيضاً، و البنزوديازيبينات benzodiazepines. تساعد هذه الأدوية على تخفيف أعراض القلق الاجتماعي و اضطرابات القلق الأخرى.
  • الأدوية المضادة للذهان، قد يصف الطبيب هذه الأدوية لعلاج حالات التهيج والعدوانية. مثل مادة ريسبيريدون Risperidone أو مادة أريبيبرازول Aripiprazole.

الخيارات العلاجية الأخرى:

هنالك العديد من الخيارات العلاجية التي قد تعزز جودة حياة المريض و مهارات التواصل و تنظيم المشاعر والتفاعلات الاجتماعية لديهم. والتي تتضمن مايلي:

العلاج السلوكي المعرفي Cognitive behavioral therapy (CBT):

و هو عبارة عن نوع من أنواع العلاجات النفسية التي تساعد الشخص على تحديد و تغيير الأفكار والسلوكيات السلبية غير المفيدة لديه. كما يساعد هذا النوع من العلاج في التغلب على حالات القلق و الاكتئاب و التحديات الشخصية والصعوبات التي تواجهنا يومياً.

علاج النطق:

يقوم الطبيب المختص بتقييم و معالجة تحديات اللغة والتواصل. وبالنسبة للشخص المصاب بمتلازمة أسبرجر، قد يساعد علاج النطق في التحكم بنبرة الصوت، ليبدو نمط الكلام طبيعياً وليس مثل روبوت بدون تعبير.

التدريب على المهارات الاجتماعية:

تتوفر برامج المهارات الاجتماعية التي تعالج القضايا المتعلقة بكيفية التفاعل الاجتماعي، لدى الأفراد الذين يجدون صعوبة في ذلك. و تتراوح المهارات التي يتم التركيز عليها تبعاً لكل حالة، من مهارات المحادثة، إلى فهم الإشارات الاجتماعية   ولغة الإماءة، غير اللغة الحرفية.

الخُلاصة:

يساعد التشخيص الباكر في تلقي الدعم اللازم للشخص الذي يعاني من متلازمة أسبرجر. وبالتالي يتم تقديم الدعم و تعزيز المهارات التي يحتاج لتطويرها.

لا يوجد علاج شاف لمتلازمة أسبرجر. لكن بالنسبة للعديد من الأفراد، لا يتم اعتبار متلازمة أسبرجر كنوع من المشاكل الصحية التي تحتاج إلى علاج.

يستطيع معظم الأفراد البالغين الذين يعانون من متلازمة أسبرجر، من العمل و الحياة بشكل مستقل تماماً دون الحاجة لأي دعم.

المراجع:

https://www.healthline.com/health/asperger-syndrome

https://www.nationwidechildrens.org/conditions/aspergers-syndrome

https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/6436-asperger-syndrome

https://www.webmd.com/brain/autism/mental-health-aspergers-syndrome

الصورة المرفقة:

https://www.flickr.com/photos/veronica-photos/3394202074/in/photolist-a2RReD-BNV8J-2kUpQvW-2psYaXi-6aWb2q-2kk1tsU-d3tYD-9pvecD-2hqTJxP-5bRASj-2p4djoR-6fcocp-2b29LS-5LKg2v-6rW3pB-2n9GJYZ-9mHgRf-5LDsRZ-4z9NVY-5ZrNbA-4z5AY2-4z9Q9d-4z5xaM-akUr3s-8Xjoj3-4z5wrn-4z9LTQ-aFztra-8WKRAh-8TfTxu-9uxBaN-8Uyz8u-8YMyTv-8X1tvR-8Xjrns-8YMyCM-8Y9H8z-8Uyz51-8XzzXf-3dwdPK-CWmNdk-8Z8eHh-2Dyr49-9AcPxK-8XjnMJ-8UixKc-8U7W4N-8Vhky6-8XwsoK-2gdyP3o

تصنيفات المقال

انضم الى المحادثة

اذا أعجبك هذا المقال شاركه مع أصدقائك، شكراً لك