قد تبدأ رؤية الكوابيس أو الأحلام المزعجة خلال مرحلة الطفولة المبكرة. ثم نختبرها في أوقات متنوعة عبر الحياة.
إن رؤية الكوابيس من حين لآخر هو أمر شائع و طبيعي، و لا شيء يدعو للقلق. و تنخفض نسبة التعرض للكوابيس مع التقدم في السن.
على الرغم من أن رؤية الكوابيس هي أكثر شيوعاً لدى الأطفال. إلا أن 50% من البالغين هم عرضة لرؤية الكوابيس من حين لآخر.
لكن هل تتكرر رؤية الكوابيس لديك؟
هل تسبب لك التوتر و القلق؟
إذا كان الأمر كذلك، فأنت بحاجة لمتابعة الموضوع و معرفة أسبابها.
ما هي الكوابيس؟
هي عبارة عن أحلام واقعية غالباً، تكون مزعجة و سبباً لاستيقاظك من نومك العميق.
غالباً ما تكون السبب في تسرّع ضربات القلب لديك نتيجة الخوف. و هي أكثر حدوثاً أثناء مرحلة حركة العين السريعة، من مراحل النوم.
و على اعتبار أن فترة حركة العين السريعة أثناء النوم، تصبح أطول بشكل تدريجي مع تقدم الليل. قد تلاحظ أنك تعاني من الكوابيس غالباً في ساعات الصباح الباكر.
على الرغم أن الكوابيس لا يتم تعريفها على أنها مرض بحد ذاته. لكن تكرار التعرض لهذه الكوابيس بشكل كبير، بحيث يعيق أنماط الحياة الصحية والاجتماعية والمهنية والجسدية، تعد اضطراباً و مشكلة صحية. و غالباً ما تكون مؤشر على وجود مشكلة بحاجة لعلاج.
أسباب رؤية الكوابيس و الأحلام المزعجة:
تختلف أسباب رؤية الكوابيس لدى البالغين. و إذا مررت مؤخراً بحادث مؤلم أو صدمة ما، قد تتكرر نفس الكوابيس لديك، حول موضوع الصدمة أو الحادثة التي تعرضت لها.
في معظم الحالات تكون الكوابيس عشوائية. و هنالك عدة عوامل تلعب دوراً في ذلك. لكن في حالات أخرى، قد يكون رؤية الكوابيس مؤشر على وجود مشاكل صحية كامنة لحاجة لعلاج.
وجبات الطعام المتأخرة في الليل:
بعض الأفراد مثلاً، قد يعانون من رؤية الكوابيس بعد تناول وجبة طعام دسمة أو كبيرة في وقت متأخر من الليل. لأنها تزيد معدل الاستقلاب و ترسل إشارادت إلى الدماغ ليصبح أكثر نشاطاً.
تناول أدوية معينة:
تناول بعض الادوية يساهم في رؤية الكوابيس بشكل متكرر.
الأدوية التي لها تأثير على كيمياء الدماغ، مثل مضادات الاكتئاب و الأدوية المخدرة، غالباً ما ترتبط برؤية الكوابيس.
ومن الأمثلة عن الأدوية غير النفسية التي تسبب رؤية الكوابيس أيضاً، نذكر بعض أدوية علاج ضغط الدم المرتفع.
إذا لاحظت اختلاف بتكرار رؤيتك للكوابيس ليلاً، بعد تغيير دواء معين، يُنصح بإعلام الطبيب.
انسحاب تأثير بعض الأدوية من الجسم:
قد يكون سبباً أيضاً في رؤية الكوابيس بما في ذلك المهدئات و الكحول.
قلة النوم و عدم الحصول على نوم جيد في الليل:
يساهم في رؤية الكوابيس. و الذي بدوره سيؤدي أيضاً لقلة النوم و ضعف جودة النوم.
حالات التوتر و الضغوطات و القلق المتكررة:
تحفز على زيادة رؤية الكوابيس لدى البالغين.
التعرض لاضطراب ما بعد الصدمة:
اضطراب ما بعد الصدمة هو سبب شائع أيضاً لرؤية الكوابيس المزمنة المتكررة.
بعض اضطرابات النوم:
مثل انقطاع التنفس أثناء النوم و متلازمة تململ الساق، هي من الأسباب الشائعة أيضاً لرؤية الكوابيس في الليل.
ومن الأسباب الأكثر شيوعاً المؤدية لتكرار رؤية الكوابيس، تتضمن:
- وجود مشاكل نفسية
- حالات التوتر و القلق
- شدة التعب والإرهاق
- أحداث الحياة السلبية أو المؤلمة
- الأصوات العالية المفاجئة في الليل
- مشاهدة الأفلام المرعبة و المخفية أو المشاهد التي تشعرك بالتوتر والقلق.
و تشير نتائج التقارير أن النساء أكثر عرضة لرؤية الكوابيس، بالمقارنة مع الرجال. خاصةً خلال فترة المراهقة و بداية مرحلة البلوغ.
ما هي التأثيرات و المضاعفات الناتجة عن تكرار رؤية الكوابيس لدى البالغين:
يصبح لتأثير الكوابيس دور أكبر من مجرد حلم مزعج، عندما ينعكس تأثيرها على صحة الجسم.
الشخص المصاب بالاكتئاب و القلق، الذي يعاني من رؤية الكوابيس المتكررة:
هذا الأمر يجعله أكثر عرضة للمزيد من الاضطرابات النفسية، و ضعف جودة الحياة. و يؤثر على نشاطاته اليومية. و بحاجة لاستشارة الطبيب.
قلة النوم الناتجة عن رؤية الكوابيس المتكررة:
قد تؤدي لمشاكل صحية كامنة، بما في ذلك الأمراض القلبية و الاكتئاب و البدانة.
كيفية التغلب على الكوابيس و الوقاية منها:
لا يوجد علاج خاص محدد للقضاء على الكوابيس.
إذا كانت الكوابيس تتكرر بشكل متتالي ، يحتاج الشخص لتقييم روتين حياته اليومية. لاكتشاف العادات التي تؤثر على أنماط النوم، و تسبب التوتر و التنبيه العصبي حتى أثناء النوم. بما في ذلك ألعاب الفيديو أو مشاهدة التلفاز.
متى يجب استشارة الطبيب:
- إذا تكررت رؤية الكوابيس بشكل شبه يومي و أصبح الأمر أكثر سوءاً.
- إذا تطورت المشكلة لتعيق أداء النشاطات اليومية.
- إذا كان الشخص يعاني من أمراض عصبية نفسية أو يتناول أدوية نفسية و مهدئات.
علاج الكوابيس:
لحسن الحظ هنالك بعض الخطوات التي يمكنك اتباعها لتخفيف تكرار التعرض للكوابيس و تأثيراتها على الحياة.
- إذا كانت الكوابيس نتيجة تناول أدوية معينة:
يجب إعلام الطبيب لتغيير الدواء أو تعديل الجرعة، لتخفيف التأثيرات الجانبية غير المرغوبة.
- إذا كانت الكوابيس بسبب اضطرابات النوم:
مثل انقطاع التنفس أثناء النوم أو نتيجة متلازمة تململ الساق. فإن علاج المشاكل الصحية الكامنة المسببة لذلك، كفيلاً بعلاج هذه الأعراض.
- إذا كانت الكوابيس مجهولة السبب و عشوائية و غير مرتبطة بأي مشكلة صحية أخرى و لا دواء:
في هذه الحالة فإن إجراء بعض التعديلات السلوكية سيحسن من هذه الأعراض بنسبة 70% على الأقل. بما في ذلك حالات الكوابيس الناتجة عن القلق و الاكتئاب و اضطراب ما بعد الصدمة.
التعديلات السلوكية لتخفيف رؤية الكوابيس و الوقاية منها:
- إنشاء روتين يومي لمواعيد النوم و الاستيقاظ، لضبط الساعة البيولوجية في الجسم. هو أمر هام جداً لتحسين جودة النوم و تخفيف تكرار الكوابيس.
- ممارسة التمارين الرياضية المنتظمة أيضاً له دور فعال في التخلص من الكوابيس الناتجة عن حالات القلق و التوتر. لكن يجب ألا يكون موعد ممارسة الرياضة قريباً من موعد النوم.
- ممارسة رياضة اليوغا و حالات التأمل و الاسترخاء، أيضاً وسيلة فعالة للتخلص من الكوابيس.
- اتباع كافة النصائح التي تعزز جودة النوم، و الوقاية من حالات الأرق و قلة النوم. و كنت قد نشرتها سابقاً على هذا الرابط.
- تأمين مكان نوم هادئ و مريح خالِ من الضوضاء. ليكن المكان المخصص للنوم، هو فقط للنوم و ليس لممارسة أي نشاطات أخرى، مثل مشاهدة التلفاز أو الجوال وغيره من الشاشات الالكترونية.
- تجنب الكحول و الكافئين (المنبهات) و النيكوتين (التدخين) قبل بضعة ساعات من النوم. و الانتباه للكمية الكلية المتناولة أثناء اليوم. لأنه يظل تأثيرها في الجسم لأكثر من 12 ساعة و غالباً ما تعيق أنماط النوم.
بالنسلة للأطفال:
بالإضافة للأساليب الوقائية السابقة:
- فإن استخدام ضوء خفيف في الليل، قد يخفف من شعور الخوف و القلق لديهم.
- استيعاب الأطفال و طمأنتهم من خلال إظهار الاهتمام، و إخبارهم أنه لا يوجد أي شيء يدعو للخوف و أنهم بأمان.
المراجع:
https://www.emedicinehealth.com/nightmares/article_em.htm#facts_about_nightmares
https://my.clevelandclinic.org/health/articles/14297-nightmares-in-children
https://www.webmd.com/sleep-disorders/nightmares-in-adults
https://www.nhs.uk/conditions/night-terrors