متلازمة تململ الساق Restless legs syndrome (RLS)، هي عبارة عن اضطراب في الجهاز العصبي الذي يسبب رغبة شديدة في تحريك الساق بشكل دائم!
يعتبرها الأطباء على أنها اضطراب في النوم، لأنها عادةً ما تحدث و تتفاقم المشكلة أثناء فترة الراحة!
قد تعاني من مشكلة في النوم أو في الجلوس لفترات طويلة. كما هو الحال عند الجلوس في المسرح أو في السيارة.
و قد تزداد سوءاً إذا تم إهمالها و عدم علاجها.
فمع مرور الوقت، قلة النوم ستسبب مشاكل في العمل أو البيت.
تصيب متلازمة تململ الساق حوالي 10% من سكان أمريكا!
أي شخص مُعرّض للإصابة بهذا المرض، لكنه أكثر شيوعاً لدى النساء، و في منتصف العمر قد تكون الأعراض أكثر شدة.
إذا كانت الأعراض خفيفة، قد لا تحدث بشكل دائم، قد يصعب تمييزها و تشخيصها. لكن متى ما تم تشخيصها بشكل صحيح، فمن الممكن التغلب عليها عن طريق العلاج.
أعراض متلازمة تململ الساق:
الشخص المصاب بهذه المتلازمة، قد يشعر بأحاسيس غريبة في الساق مثل الحكة أو الوخز أو التنميل أو كأن شيئاً ما يزحف على ساقه.
فتزداد رغبته بتحريك الساق، للتغلب على هذه الأحاسيس.
كما قد تحدث هذه الظاهرة في مناطق أخرى من الجسم مثل الذراعين أو الصدر أو الرأس.
عادةً ما يحدث الإحساس في جانبي الجسم.
لكن من الممكن أن يحدث في طرف واحد فقط. أو قد يبدأ في جزء واحد من الجسم، ثم ينتقل للجزء الآخر أيضاً.
تتراوح شدة متلازمة تململ الساقين من حالات خفيفة، إلى حالات شديدة لا تحتمل.
قد تأتي هذه الأحاسيس و تزول. و تتفاوت في شدتها. عادةً ما تزداد سوءاً في الليل.
غالباً ما تزول الأعراض في الصباح الباكر. عندها ينام المريض بشكل أفضل في هذا الوقت.
في الحالات الشديدة، التي تمنعه من الراحة أو النوم، قد تؤثر على جودة الحياة و تعيق أعماله اليومية.
أسباب متلازمة تململ الساقين:
في معظم الحالات، لا يمكن معرفة السبب تماماً. لكن الجينات الوراثية قد يكون لها دور في حدوثها.
تقريباً نصف عدد مرضى هذه المتلازمة، يكون لديهم شخص آخر بين أفراد العائلة مصاباً، بهذه المتلازمة كذلك.
كما قد يرتبط ظهورها بالعوامل التالية:
الأمراض المزمنة:
بعض المشاكل الصحية المزمنة طويلة الأمد، قد يكون لها دور في حدوث هذه المتلازمة. بما في ذلك نقص الحديد أو داء باركنسون أو الفشل الكلوي أو أمراص الكلية أو داء السكري أو اعتلال الأعصاب الطرفية.
تناول بعض الأدوية العلاجية:
إن تناول بعض الأدوية قد يؤدي لتفاقم متلازمة تململ الساقين، بما في ذلك الأدوية المضادة للإقياء، و الأدوية المضادة للذهان و بعض الأدوية المضادة للاكتئاب و بعض أدوية علاج نزلات البرد و الأدوية المضادة للحساسية التي تحتوي على مضادات الهيستامين.
الحمل:
قد تصاب بعض النساء بمتلازمة تململ الساقين خلال فترة الحمل، خاصةً في الثلث الأخير من الحمل.
تزول الأعراض عادةً خلال شهر بعد الولادة.
أنماط الحياة اليومية:
إن قلة النوم أو وجود مشكلة أخرى متعلقة بالنوم مثل انقطاع التنفس أثناء النوم، قد يحفز أعراض متلازمة تململ الساقين أو يجعلها أكثر سوءاً.
كذلك يفعل تأثير الكافئين و الكحول و التدخين!
الاختبارات و التشخيص:
لا يوجد اختبار طبي خاصة بتشخيص متلازمة تململ الساقين.
عادةً ما يقوم الطبيب بالتحدث مع المريض حول أنماط نومه.
هنالك خمسة عوامل أساسية يتم الاعتماد عليها لتشخيص هذه المتلازمة:
- الرغبة الشديدة بتحريك الساق، خاصةً إذا رافق ذلك إحساس غريب غير عادي أو غير مريح.
- تبدأ هذه الأحاسيس أو تصبح أسوأ أثناء فترة الراحة.
- تبدأ هذه الأحاسيس أو تصبح أسوأ في المساء .
- تزول هذه الأحاسيس أو تتناقص بشكل ملحوظ أثناء الحركة.
- لا يوجد ارتباط بين هذه المتلازمة و بين تشنج الساق أو التهاب المفاصل أو ألم العضلات.
قد يعتمد الطبيب على إجراء بعض الفحوصات المخبرية لاستبعاد المشاكل الصحية الأخرى المحتملة.
كما يتم الاعتماد على الفحوصات العصبية للكشف عن أي تلف في الأعصاب أو مشاكل في الأوعية الدموية.
إن الاعتماد على تخطيط النوم أيضاً، يساعد في الكشف عن أي اضطرابات نوم أخرى قد تسبب تململ الساق.
علاج متلازمة تململ الساق:
لا يوجد علاج خاص لهذه المتلازمة، لكن الخيارات العلاجية المتوفرة تساعد في التحكم بالأعراض. و تعزز جودة النوم و الحياة.
إذا كان سبب متلازمة تململ الساق هو بسبب وجود مشكلة صحية أخرى، مثل نقص الحديد، يعتمد الطبيب على علاج المشكلة الأساسية المسببة لها.
يستهدف علاج هذه المتلازمة على التحكم بالأعراض.
إذا كانت الأعراض خفيفة أو معتدلة، فإن إجراء بعض التعديلات على عاداتك الحياتية اليومية، قد يساعد بالتحكم بها.
تعديلات على الحياة اليومية:
- على سبيل المثال القيام ببعض التمارين الرياضية المنتظمة
- اتباع جدول مواعيد نوم ثابتة
- تجنب المنبهات و الكحول و التدخين
و من الأساليب العلاجية الأخرى غير الدوائية:
- المساج و التدليك للساق
- حمام ساخن
- إما كمادات تدفئة أو أكياس ثلج على ساقيك
أما عن الخيارات العلاجية الدوائية:
قد تساعد بعض الأشخاص و تخفف الأعراض. لكنها قد لا تصلح لجميع المريض. نفس الدواء قد يعالج حالة، لكن قد يفاقم حالة أهرى. أو الدواء الذي يبدي نفعاً لفترة ما، قد تتوقف فائدته لاحقاً.
تتضمن أدوية علاج متلازمة تململ الساق ما يلي:
أدوية الدوبامين:
التي تعمل على الناقل العصبي الدوبامين الموجود في الدماغ.
مثل مادة براميبكسول (ميرابكس) pramipexole (Mirapex) ، و مادة روبينيرول ropinirole و متدة روتيغوتين rotigotine. لعلاج الحالات المتوسطة إلى الحادة.
البينزوديازيبينات Benzodiazepines:
و هي من أنواع المهدئات التي تساعد على النوم. لكنها قد تؤثر على تركيزك و تسبب الدوار طوال اليوم!
العقاقير المخدرة كنوع من مسكنات الألم!
مضادات الصرع و مضادات الاختلاج:
مثل مادة كاربامازيبين (تيغريتول) carbamazepine (Tegretol)، مادة غابابنتين gabapentin (Neurontin)، و مادة بريغابالين pregabalin (Lyrica).
الخُلاصة:
متلازمة تململ الساقين هي مشكلة صحية دائمة مدى الحياة. قد تزداد سوءاً مع التقدم في السن.
لكن بالنسبة لبعض الأفراد، فإن الأعراض تزول و تعود من جديد. قد تزول الأعراض لعدة أيام أو لعدة سنوات، ثم قد تظهر مجدداً.
يجب المتابعة مع الطبيب بشكل دائم. عندما تشعر أن الأعراض ازدادت سوءاً أو العلاج لم يعد فعال كما ينبغي. يجب إعلام الطبيب. قد تحتاج لتغيير الدواء أو تعديل الجرعة أو إجراء بعض التغيرات على أنماط حياتك اليومية.
نسأل الله تعالى لكم جميعاً دوام الصحة و العافية. و شكراً لمتابعتكم 🙂
المرجع:
https://www.webmd.com/brain/restless-legs-syndrome/restless-legs-syndrome-rls
https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/restless-legs-syndrome/symptoms-causes/syc-20377168