أسعد الله أوقاتكم بكل خير إخوتي الكرام من مختلف أنحاء العالم.
من المشاكل الصحية الشائعة التي قد يعاني منها عدد كبير من الأفراد. و يجدون صعوبة في التعبير عنها أو الحَرَج من التحدث عنها و طرح الأسئلة، هي الأمراض المنقولة جنسياً.
تحدثنا سابقاً عن بعض الأمراض الشائعة المنقولة جنسياً مثل داء الزهري (السيفلس) و عدوى الكلاميديا و داء السيلان و داء المبيضات أو الكانديدا عند الرجال، و غيرها.
أما اليوم و بإذن الله تعالى سوف نتحدث عن مرض من الأمراض المنقولة جنسياً أيضاً، الذي يطلق عليه داء المشعرات.
ينتقل هذا المرض عن طريق نوع من الطفيليات يدعى المشعرة المهبلية Trichomonas vaginalis.
يمكن أن يصيب هذا المرض أي شخص نشيط جنسياً. و يصيب النساء عادةً بنسبة أعلى من الذكور.
الشخص المصاب بالعدوى لا تظهر عليه أي أعراض غالباً. و قد لا يسبب أي مشاكل. لكن إذا لم يتم اكتشاف المرض، و لم يخضع المريض للعلاج، سيؤدي ذلك لزيادة خطورة انتشار المرض أو الإصابة بغيره من الأمراص المنقولة جنسياً بما في ذلك مرض الإيدز.
أسباب عدوى داء المشعرات:
أي شخص مصاب بالعدوى بإمكانه نقل المرض لغيره، عن طريق ممارسة الجنس والتماس المباشر بين القضيب و المهبل مثلاً.
قد تصاب النساء عادةً بالعدوى في منطقة المهبل أو عنق الرحم أو مجرى البول. بينما يصاب الرجال عادةً بالعدوى في منطقة الإحليل أو البروستات.
من النادر الإصابة بالعدوى في مناطق أخرى من الجسم، مثل اليدين أو الفم أو منطقة الشرج.
لكن أي شخص مصاب بالعدوى بإمكانه نقل المرض لغيره عن طريق الجنس. حتى و إن لم تكن أعراض المرض ظاهرة عليه.
أعراض عدوى داء المشعرات:
إن حوالي 70% من الأفراد المصابين بالعدوى، لا تظهر عليهم أي أعراض. لكن في حالات أخرى، قد تظهر أعراض المرض بعد عدة أيام أو أسابيع من التقاط العدوى.
و تتضمن أعراض داء المشعرات لدى النساء ما يلي:
- وجود إفرازات مهبلية ذات رائحة كريهة، تميل للون الأخضر أو الأصفر
- حكة في المنطقة التناسلية يرافقها احمرار و إحساس بالحرقة
- ألم أثناء التبول أو الجماع
- الحاجة المتكرر للتبول غالباً
- النزف بعد ممارسة الجنس
و تتضمن أعراض داء المشعرات لدى الرجال ما يلي:
- الحكة أو التهيج داخل القضيب
- وجود مفرزات رفيعة بيضاء اللون من منطقة القصيب
- ألم أثناء عملية التبول أو ممارسة الجنس
- الحاجة المتكررة للتبول غالباً
الاختبارات و التشخيص:
- يستطيع الطبيب تشخيص داء المشعرات من خلال أخذ عينة من البول أو من السوائل والمفرزات التناسلية، و الكشف عنها تحت المجهر. للتأكد من وجود نوع الطفيلي المسبب للعدوى.
- في بعض الأحيان، قد يحتاج الطبيب لإجراء فحص يعرف باسم زرعة للعينة. في هذه الحالة يقوم الطبيب بتخزين العينة لعدة أيام، مع مراقبة نمو الطفيلي. هذه الطريقة قد تكون أسهل للكشف عن العدوى من البحث عنه تحت المجهر.
- يوجد اختبار آخر وهو اختبار حساس، يعرف باسم اختبار تضخيم الحمض النووي nucleic acid amplification tests (NAATs). يمكنه أيضاً اكتشاف علامات الطفيلي المسبب للعدوى.
و في معظم الأحيان يقوم الطبيب بإجراء فحوصات لغيرها من الأمراض المنقولة جنسياً. لكنه بالنسبة للعديد من الأفراد، غالباً ما يكون المريض مصاباً بمرض جنسي آخر مثل عدوى الكلاميديا أو داء السيلان.
الخيارات العلاجية لعدوى داء المشعرات:
الخط العلاجي الأول للقضاء على الطفيلي المسبب للعدوى هو عن طريق الأدوية المضادات الحيوية مثل مادة ميترونيدازول (فلاجيل، نوريتات) أو مادة تينيدازول (تينداماكس).
يتم إعطاء المريض عادةً إما جرعة واحدة عالية مركزة من العلاج. أو عدة جرعات صغيرة متكررة. يحدد الطبيب طريقة العلاج الأنسب للمريض.
و في حال وصف الطبيب عدة جرعات صغيرة متكررة، يجب على المريض إتمام الكورس العلاجي بالكامل حتى و إن شعر بتحسن.
تساعد هذه المضادات الحيوية على طرد الطفيلي المسبب للعدوى. لكن من الممكن أن ينتقل المرض مجدداً للمريض. و تشير الإحصائيات أنه حوالي 20% من المرضى، تعود الإصابة لديهم مجدداً خلال ثلاثة أشهر من العلاج!
لنجاح العلاج بشكل فعال، يجب على الزوجين أو الشريكين في الجنس تلقي العلاج معاً و في نفس الوقت. حتى و إن لم يكن الشريك يشكو من أي أعراض.
بالإضافة لذلك، يجب الامتناع عن ممارسة الجنس لمدة 7 – 10 أيام بعد تلقي العلاج.
و في معظم الأحيان، قد يقوم الطبيب بإعطاء الفحوصات للمريض، قبل السماح بممارسة الجنس بعد هذه المدة.
المضاعفات الناتجة عن عدوى داء المشعرات:
إذا تم إهمال الموضوع و لم يتلقى المريض العلاج، قد يؤدي ذلك للإصابة بأمراض صحية أخرى.
- قد يؤدي ذلك لزيادة خطورة الإصابة بغيرها من الأمراض المنقولة جنسياً.
- إذا كان المريض مصاب بمتلازمة نقص المناعة المكتسبة، فإن الإصابة بداء المشعرات، يؤدي لزيادة احتمال انتشار المرض. و نظراً لهذه الخطورة، يقترح الطبيب على المريض المصاب بمتلازمة نقص المناعة المكتسبة، إجراء فحوصات لداء المشعرات على الأقل مرة واحدة كل سنة.
- إذا كانت المريضة حامل، فإن الإصابة بداء المشعرات للحامل، يؤدي لولادة مبكرة للجنين قبل الموعد المحدد.
- قد يكون الوليد منخفض الوزن عند الولادة. مما يؤدي لزيادة خطورة الإصابة بمشاكل صحية أخرى.
- و في حالات نادرة، قد ينتقل المرض للجنين أثناء عملية الولادة.
تستطيع المرأة الحامل المصابة بعدوى داء المشعرات، من تلقي العلاج أثناء فترة الحمل.
أساليب الوقاية من داء المشعرات:
- إن الحل الأمثل للوقاية من الامراض المنقولة جنسياً، هي من خلال ممارسة جنس آمن. و ذلك من خلال استخدام الواقي الذكري أثناء ممارسة الجنس. مع الحرص على وضع الواقي الذكري قبل حدوث أي تماس بين القضيب و المهبل.
- تجنب استخدام الدوشات المهبلية. فالمهبل بطبيعته قادراً على الحفاظ على توازن البكتيريا، للحفاظ على صحته. عندما تعتمد المرأة استخدام الدوشات المهبلية، هذا الأمر سيؤدي لإزالة بعض أنواع البكتيريا النافعة الموجودة في منطقة المهبل. مما يؤدي لزيادة فرصة الإصابة بالأمراض المنقولة جنسياً.
- تعداد الشركاء في الجنس أو ممارسة الجنس مع أفراد مختلفين، يؤدي لزيادة خطورة الإصابة بالأمراض المنقولة جنسياً!
المراجع
https://www.webmd.com/sexual-conditions/trichomoniasis
https://www.healthline.com/health/trichomoniasis
https://www.nhs.uk/conditions/trichomoniasis