في المقال السابق تحدثت عن أسباب و أعراض و مضاعفات التهاب المثانة الخلالي. أما اليوم سوف أكمل الموضوع بإذن الله. أتمنى أن تجدوا الفائدة المطلوبة.
علاج التهاب المثانة الخلالي (متلازمة آلام المثانة):
لا يوجد علاج واحد فعال لكافة حالات مرضى متلازمة آلام المثانة. بل يتم اختيار العلاج لكل مريض تبعاً على الأعراض التي يعاني منها. تهدف معظم الأدوية لتخفيف الأعراض و التحكم بها.
عادةً يتم تجريب عدة أدوية مختلفة أو مشاركة بين عدة أصناف دوائية، إلى أن تتحسن الأعراض. و لا يوجد علاج يبدي فعالية فورية، بل يحتاج الجسم لعدة أسابيع او أشهر قبل أن تتحسن الاعراض.
معظم المرضى يلاحظون تحسن واضح في الأعراض، و يتمكنون من العودة إلى ممارسة الحياة الطبيعية مع العلاج. يتم علاج التهاب المثانة الانحلالي غالباً على عدة مراحل و التي تتحكم بالألم و بنوعية الحياة.
مراحل علاج متلازمة آلام المثانة:
التغيرات في أنماط الحياة:
و يدعى أيضاً بالعلاج السلوكي. و يُعتبر خط العلاج الأول للتحكم بالمرض. يعتمد الطبيب في ها النوع من العلاج على إحراء بعض التغيرات في نمط الحياة يومياً بيوم، بما في ذلك تغيير الحمية الغذائية.
المعالجة الفيزيائية:
يعاني مريض التهاب المثانة الخلالي غالباً من ألم في منطقة الحوض. من الممكن أن تتحسن الأعراض، و يخف الألم عن طريق المعالجة الفيزيائية.
تجنب حالات التوتر:
إن التوتر و الضغوطات العقلية و العاطفية قد تجعل مرض التهاب المثانة الخلالي أكثر سوءاً. لذلك و يفضل الوقاية منها قدر الإمكان و تعلم بعض أساليب و تقنيات الاسترخاء.
الحدّ من تناول أطعمة و مشروبات معينة:
يجد معظم الأفراد الذين يعانون من متلازمة آلام المثانة أن الأعراض لديهم تصبح أسوأ مع تناول أطعمة معينة و تتضمن:
- الفواكه الحمضيات.
- البندورة.
- الشوكولا.
- القهوة.
- المشروبات الكحولية.
- المشروبات الحاوية على الكافئين (المنبهات).
- الأطعمة الحارة.
اتباع حمية غذائية معينة:
إن قائمة الأطعمة التي قد تؤثر على التهاب المثانة الخلالي تعتبر طويلة بعض الشيء، لكن ليس جميع هذه الأطعمة تؤثر على جميع المرضى و بنفس الطريقة. لذلك يجب على كل مريض الانتباه للأعراض و للأطعمة التي تحفز على تفاقم الأعراض، لتجنبها.
و من أسهل الطرق للتأكد أن هذا الطعام يزعج المثانة و يسبب تهيجها أم لا، هو عن طريق استبعاد هذا الطعام من النظام الغذائي لمدة أسبوع أو أسبوعين. و مراقبة الأعراض إذا تحسنت أم لا. إذا تحسنت أعراض المثانة، معنى ذلك أن هذا الطعام من ضمن الأطعمة التي تسبب تهيج المثانة.
الخطوة التالية هي اكتشاف نوع الأطعمة تماماً المسببة لمشاكل في المثانة. و بعد مرور أسبوع أو أسبوعين من الامتناع عن تناول هذه الأطعمة، أعد المحاولة في تناول نوع من هذه الأطعمة. إذا لم تسبب لك أي إزعاج خلال 24 ساعة، معنى ذلك أن هذا النوع من الطعام آمن و من الممكن إضافته لنظامك الغذائي.
في اليوم التالي، حاول تناول نوع طعام آخر من قائمة الأطعمة المحظورة، و هكذا. في هذه الطريقة سوف تعيد إضافة الأطعمة المحظورة إلى نظامك الغذائي كل يوم طعام واحد فقط و أعراض التهاب المثانة هي التي سوف تخبرك أيها يسبب المشاكل لك.
تأكد من إضافة نوع واحد فقط جديد في كل يوم و مراقبة الأعراض لمدة 24 ساعة.
المرحلة التالية: أدوية علاج متلازمة آلام المثانة:
عندما لا تجد تحسن على تغيير العادات اليومية، سوف يلجأ الطبيب لاستخدام الأدوية. قد يتم تناول الدواء لوحده أو مع العلاج السلوكي أيضاً. الأدوية الموصوفة عادةً لعلاج هذه الحالة، هي أدوية فموية و أدوية تعطى داخل المثانة.
هنالك العديد من الأدوية الفموية لعلاج متلازمة آلام المثانة، و تتراوح تأُثيراتها السلبية من دوار إلى اضطراب المعدة. أما أدوية داخل المثانة، يتم وضعها بشكل مباشر في المثانة بواسطة قسطرة.
Pentosan Polysulfate عن طريق الفم:
آلية عمل هذا الدواء غير معروفة تماماً، لكن يعتقد البعض أنه يعمل على إعادة بناء و تخزين الطبقة الوقائية لأنسجة المثانة. كما يساعد في خفض التورم و الانتفاخ.
التأثيرات السلبية غير شائعة لكنها تتضمن: الغثيان و الإسهال و اضطراب المعدة. و فئة قليلة من المرضى قد يلاحظون تساقط مؤقت للشعر خلال فترة العلاج. يحتاج العلاج فترة 3-6 أشهر حتى يبدي فعالية ملحوظة.
(Dimethyl Sulfoxide (DMSOثنائي ميثيل سلفوكسيد:
يتم وضع هذا الدواء بشكل مباشرة في المثانة عبر القسطرة. و يتم ذلك مرة في الأسبوع و تكرر لمدة ستة أسابيع. و بعض المرضى يواظبون على استخدامها كعلاج وقائي.
و يعتمد تأثير الدواء على خفض التورم و الانتفاخ، و خفض الإحساس بالألم، و إزالة السموم الناتجة عن الجزئيات الحرة التي تسبب تلف الأنسجة. و في بعض الحالات تتم المشاركة الدوائية بين ثنائي ميثيل سلفوكسيد و بين غيره من الأدوية مثل الهيبارين أو الستيروئيدات لخفض الالتهابات.
و التأثيرات السلبية الأساسية المرتبطة مع هذا الدواء هو ظهور رائحة تشبه الثوم و التي تستمر عدة ساعات بعد استخدامه. بالنسبة لبعض المرضى، يعتبر ثنائي ميثيل سلفوكسيد مؤلم تطبيقه داخل المثانة، لكن من الممكن تخفيق الألم عبر المخدر الموضعي.
هيدروكسيزين:
هو عبارة عن مضاد هيستامين. بعض مرضى متلازمة آلام المثانة ظهرت لديهم نسبة كبيرة من مادة الهيستامين في المثانة و هي التي تؤدي للإحساس بالألم و غيرها من الأعراض. لذلك تعتبر مضادات الهيستامين من الخيارات العلاجية الفعالة.
التأثيرات الجانبية الأساسية هي النعاس.
أميتريبتيلين: Amitriptyline
و هو من الأدوية المضادة للاكتئاب. لكنها تتمتع بالعديد من الخصائص التي تساعد في علاج التهاب المثانة الخلالي. حيت تتميز بخصائص مضادة للهيستامين، و تعمل على خفض تشنجات المثانة و إبطاء حركة الأعصاب التي تحمل رسائل الألم.
يستخدم أميتريبتيلين بشكل واسع لعلاج مختلف حالات الألم مثل السرطان و تلف الأعصاب. و من التأثيرات الجانبية الشائعة هي النعاس و الإمساك و زيادة الشهية للطعام.
هيبارين:
مشابه لمادة بينتوسان بولي سلفات و يعمل بنفس الآلية. يتم وضع مادة الهيبارين داخل المثانة مع القسطرة.
الجرعة المعتادة 10 آلاف إلى 20 ألف وحدة يومياً أو ثلاث مرات في الأسبوع.المضاعفات الناتجة عن الهيبارين نادرة جداً، لأنه يبقى في المثانة فقط و لا يؤثر على باقي الجسم.
المرحلة الثالثة:
التعديل العصبي Neuromodulation Therapy:
إذا كان تغيير العادات اليومية و استخدام العلاجات الدوائية، لا يجدي نفعاً. أو كان الألم يؤثر على نمط حياتك. هنالك خيار علاجي إضافي قد يكون الأفضل. يتم استشارة طبيب أخصائي في الأمراض البولية. و بعد معرفة التاريخ الصحي للمريض، قد يتم استخدام هذه التقنية في العلاج و التي تعتمد على إرسال نبضات كهربائية غير ضارة إلى الأعصاب، لتغيير آلية عملها.
كيّ تقرحات المثانة:
إذا كان المريض يعاني من وجود تقرحات في المثانة، إذاً تعتبر عملية الكيّ بعد استخدام مخدر أو حقن الستيروئيدات قد تساعد في التخلص من الألم لمدة سنة أو أكثر.
و من الممكن إعادة تكرار العلاج عند الضرورة.
الحقن:
من الممكن إعطاء المريض بعض الحقن مثل البوتوكس إذا لم يجد فائدة من التحكم بالأعراض. جرعات صغيرة من العلاج قد نسبب شلل للعضلات.
عندما يتم حقنها في عضلة المثانة، قد تساعد في تخفيف الألم. لكن هذا العلاج قد يزول و يحتاج المريض لعلاج آخر خلال 6-9أهر بعد الحقنة الأولى. يتم متابعة حالة المريض و أعراضه عن قرب، لمراقبة المضاعفات بما في ذلك صعوبة التبول.
المرحلة الرابعة سيكلوسبورين:
عندما تفشل العلاجات السابقة، يتم الاعتماد على مادة سيكلوسبورين. لكن يجب مناقشة تأثير الدواء و فعاليته و مضاعفاته بالنسبة لحالة المريض. هنالك العديد من التأثيرات السلبية بما في ذلك تثبيط الجهاز المناعي و بالتالي خفض قدرة الشخص على مكافحة الأمراض.
المرحلة الخامسة: الجراحة:
يتم استخدام الجراحة في الحالات الشديدة التي لا تستجيب على أي علاج و في الحالات التي يتقبل بها المريض أن يواجه صعوبة و مضاعفات الجراحة.
معظم المرضى لا يحتاجون إلى جراحة كبرى لهذه الحالة. لكن مع الأسف من الممكن معاودة ظهور الأعراض على الرغم من تلقي العلاج لفترة طويلة من الزمن. و يستطيع المريض الوقاية من معاودة المرض عن طريق:
- المواظبة على تناول الأدوية فترة طويلة من الزمن بعد الشفاء.
- تجنب تناول أطعمة معينة قد تهيج المثانة.
أتمنى لكم دوام الصحة و العافية و شكراً للمتابعة.
المراجع:
https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/interstitial-cystitis/symptoms-causes/syc-20354357
https://www.webmd.com/urinary-incontinence-oab/interstitial-cystitis-painful-bladder-syndrome#1
https://patient.info/health/painful-bladder-syndrome-interstitial-cystitis
https://www.urologyhealth.org/urologic-conditions/interstitial-cystitis
الصورة المرفقة:
https://www.flickr.com/photos/serversalive/
حسناء
السلام عليكم استفدت كثيرا من مقالكم جزاااكم الله خيرا و مشكورين
بدور الآغا
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته..
كلماتك تسعدني. أسأل الله تعالى لك دوام الصحة و العافية و شكراً لمشاركتك.