حكة الحلق عَرَض شائع لمشاكل صحية مختلفة، و ليس مرض بحد ذاته.
كل شخص منا تقريباً قد يشعر بوجود حكة في الحلق بين الحين و الآخر.
وجود حكة في الحلق هي من الأعراض الشائعة جداً للحساسية. و قد تكون من العلامات المبكرة للعدوى البكتيرية أو الفيروسية.
في معظم الحالات، من الممكن التغلب على مشكلة حكة الحلق من خلال العلاجات المنزلية أو بعض الأدوية التي لا تحتاج لوصفة طبية.
أسباب حكة الحلق:
هنالك العديد من الأسباب التي قد تؤدي للإحساس بوجود حكة في الحلق أو البلعوم.
و من أكثر الأسباب شيوعاً، نذكر ما يلي:
التهاب الأنف التحسسي، و هو ما يُعرف أيضاً بحمى القش:
يحدث التهاب الأنف التحسسي عند وجود فرط نشاط في ردود أفعال الجسم تجاه بعض المواد غير الضارة. مما ينتج عنه تحرير المواد الكيميائية الهيستامين التي تسبب الحساسية المفرطة.
تتضمن العوامل الشائعة المحفزة للحساسية ما يلي:
حبات الطلع، الغبار، وبر الحيوانات و دخان السجائر أو عوادم السيارات.
الحساسية للأطعمة:
تحدث ردود الأفعال التحسسية تجاه الطعام، عندما يتفاعل الجسم مع مواد معينة موجودة في الأطعمة المتناولة، فتسبب الأذى للجسم.
تتطور ردود الأفعال التحسسية عادةً خلال دقائق، أو قد تظهر بعد بضعة ساعات من استهلاك الأطعمة المسببة للحساسية.
أعراض الحساسية قد تكون خفيفة تتمثل بوجود حكة خفيفة في الحلق أو الفم. أو قد تكون شديدة و مهددة للحياة!
و من الأمثلة عن الأطعمة المسببة للحساسية تتضمن ما يلي: الفول السوداني، المحار، البيض، الحليب و القمح.
الحساسية للأدوية:
يعاني العديد من الأفراد من الحساسية تجاه أدوية معينة، بما في ذلك مادة البنسيلين و غيرها من المضادات الحيوية.
تتراوح الحساسية للأدوية أيضاً من حالات خفيفة إلى حالات مهددة للحياة.
و تتضمن أعراض الحساسية للأدوية وجود حكة في الحلق تبدأ بعد تناول الدواء بفترة زمنية قصيرة.
العدوى البكتيرية و الفيروسية:
أولى علامات التهاب البلعوم البكتيري، قد تبدأ بحكة في الحلق قبل أن تتطور إلى التهاب البلعوم الأكثر شدة.
الفيروسات مثل فيروس نزلات البرد و الانفلونزا أيضاً تسبب حكة الحلق.
إذا كان الشخص يعاني فقط من نزلات البرد، فإن حكة الحلق تبقى خفيفة و لا تتطور لالتهاب البلعوم.
أما إذا كان المريض يعاني من الانفلونزا، فإن حكة الحلق سوف تزداد شدة بالتدريج. و يرافقها ارتفاع في درجات الحرارة، و آلام الجسم و عدم الراحة في الصدر.
التجفاف:
تحدث مشكلة التجفاف عندما يفتقد الجسم كمية سوائل أكثر من الكمية التي يتناولها. و هذه المشكلة شائعة عادةً خلال فصل الصيف، أو بعد التمارين الرياضية أو في حالات المرض مثل الإسهال و الإقياء.
قد يؤدي التجفاف إلى جفاف الفم. و بالتالي عدم وجود كمية لعاب كافية. مما يحفز على الإحساس بحكة في الحلق.
ارتداد حمض المعدة:
و هو ما يعرف أيضاً بحرقة الصدر.
يعاني بعض الأفراد من حموضة معدة مزمنة. تسبب لديهم مشاكل في البلعوم أيضاً.
يحدث ارتداد الحمض عندما يرتفع حمض المعدة نحو الأعلى باتجاه المري. لكن من النادر أن تكون حكة الحلق فقط هي المؤشر الوحيد على ارتداد حمض المعدة. لكن أحياناً يصاب الفرد بما يعرف بارتداد الحمض الصامت. و بالتالي لا يشعر بوجود حرقة في الصدر و لا حموضة في المعدة. فقط يشعر بحكة مزمنة في الحلق!
نتيجة التأثيرات الجانبية لتناول بعض الأدوية:
بعض الأدوية قد تسبب السعال الجاف و حكة في البلعوم، دون أن يكون السبب ردود أفعال تحسسية.
مرضى ضغط الدم المرتفع الذين يتناولون مثبطات الأنزيم المحول للأنجيوتنسين. يجب الانتباه إلى أن هذه الفئة من الأدوية قد تسبب حكة في الحلق و السعال الجاف.
في معظم الأحيان فإن هذه الأعراض تبدأ بعد فترة قصيرة من تناول الدواء. و لا يصاحبها الأعراض الأخرى المرافقة لحكة الحلق عادةً.
الأعراض المرافقة لحكة الحلق:
في معظم الأحيان فإن مشكلة حكة الحلق لا تظهر لوحدها. بل يرافقها العديد من الأعراض التي تتراوح تبعاً للأسباب الكامنة لحكة الحلق.
حكة الحلق الناتجة بسبب التهاب الأنف التحسسي، قد يرافقها أي من الأعراض التالية:
- سيلان أو انسداد الأنف.
- ضغط في الجيوب الأنفية.
- حكة في العينين و الجلد.
- العطاس.
- الإرهاق و التعب.
- انتفاح و احمرار و تورم العينين.
حكة الحلق الناتجة عن الحساسية للدواء أو الطعام:
قد يصاحبها العديد من الأعراض التي تتراوح في شدتها، بعضها خفيف و البعض الآخر شديد مهدد للحياة بحاجة لتدخل إسعافي.
الأعراض التي قد تحدث مع حكة البلعوم نتيجة الدواء أو الطعام تتضمن ما يلي:
- طفح جلدي أحمر اللوم يسبب الحكة.
- حكة في الأذنين.
- الغثيان و الإقياء.
- الإسهال.
- ألم في المعدة.
- انتفاخ و تورم الشفتين و اللسان و البلعوم.
- صعوبة في التنفس و البلع.
- انخفاض ضغط الدم.
- فقدان الوعي.
قد يكون من الصعب التمييز بين التهاب الأنف التحسسي و بين التهاب البلعوم، من خلال حكة الحلق فقط. بل من الأعراض المصاحبة لها. ففي الحالتين مثلاً، يرافق المشلكة احتقان الأنف أو العطاس!
حكة الحلق الناتجة عن مرض حاد يرافقها عادةً ما يلي:
- ارتفاع في درجات الحرارة.
- انتفاخ الغدد.
- آلام العضلات.
- الصداع.
- الوهن و التعب.
- السعال.
- الاحتقان الأنفي.
حكة الحلق الناتجة عن التجفاف، قد يرافقها الأعراض التالية:
- العطش الشديد.
- جفاف الفم.
- قلة عدد مرات التبول.
حكة الحلق الناتجة عن ارتداد حمض المعدة، قد يرافقها الأعراض التالية:
- صعوبة أو ألم في البلع.
- الإحساس بحرقة في الصدر أو الحلق.
- وجود الغازات.
- التهاب اللثة و تلف لطبقة ميناء الأسنان.
- طعم سيء غير مرغوب في الفم.
النصائح المنزلية للتغلب على مشكلة حكة الحلق:
تتراوح الخيارات المتوفرة تبعاً للسبب الكامن لحكة الحلق. إنما هنالك بعض النصائح المنزلية الفعالة التي قد تخفف هذه المشكلة، و تتضمن ما يلي:
تناول ملعقة طعام من العسل لتطرية البلعوم:
يفضل المواظبة على تناول العسل يومياً كل صباح.
الغرغرة بواسطة ماء مملح:
- مزج نصف ملعقة صغيرة من الملح في كوب ماء دافئ.
- غرغرة لمدة 10 ثوانٍ. ثم لفظه (بصقه) و ليس بلعه.
- تكرار العملية 2-3 مرات في اليوم.
شاي الزنجبيل الدافئ مع ليمون و عسل:
- وضع ملعقة طعام من العسل في كوب.
- إضافة الماء المغلي.
- عصر شريحتين من الليمون.
- بشر كمية قليلة من الزنجبيل الطازج.
- تحريك الشاي جيداً و تناوله ببطء.
- تكرار ذلك 2-3 مرات يومياً.
تناول خل التفاح:
- مزج ملعقة طعام من خل التفاح في كوب من الماء الحار.
- عندما يبرد قليلاً، تناوله ببطء.
- لتحسين الطعم بإمكانك إضافة ملعقة طعام من العسل.
تناول الحليب و الكركم:
- وضع كوب من الحليب على النار على حرارة معتدلة.
- ثم إضافة ملعقة صغيرة من الكركم إلى الحليب الدافئ (و هو مازال على النار).
- التحريك قليلاً حتى يغلي.
- ثم وضع الحليب في كوب و الانتظار حتى يبرد قليلاً ثم تناوله دافئاً و ببطء.
- تكرار ذلك كل مساء إلى أن تزول حكة الحلق.
تناول شاي الأعشاب مثل الشاي الأخضر أو البابونج.
تناول حب مص لتخفيف السعال.
و من الممكن الاعتماد على الأدوية المضادة للحساسية التي لا تحتاج لوصفة طبية و البخاخات الأنفية التي تقضي على حكة البلعوم الناتج عن الحساسية.
أساليب الوقاية من حكة الحلق:
هنالك بعض الخطوات التي أثبتت فعاليتها في القضاء على حكة الحلق، و الوقاية من تكرارها. هذه الخطوات تتراوح بالاعتماد على سبب حكة البلعوم أيضاً.
إن تجنب العوامل المحفزة على حكة الحلق، هي أفصل طريقة للوقاية من المشكلة. و فيما يلي سوف أستعرض لكم الأمثلة التالية:
- الإقلاع عن التدخين 🙂
- تناول كمية وفيرة من الماء.
- تجنب الكافئين و الكحول.
- غسل اليدين بشكل متكرر خلال نزلات البرد و الانفلونزا.
- تجنب فتح النوافذ أو الذهاب للخارج قدر الإمكان خلال موسم الحساسية.
متى يجب عليك زيارة الطبيب:
غالباً لا تحتاج لزيادة الطبيب من أجل مشكلة حكة الحلق. و تستجيب جيداً على الخيارات العلاجية السابقة.
لكن في حال استمرت الأعراض أكثر من عشرة أيام. و إذا أصبحت الأعراض أكثر سوءاً أو لك تستجب على العلاجات السابقة. في هذه الحالات يجب استشارة الطبيب.
متى يجب عليك طلب العناية الفورية:
إذا رافق حكة الحلق الأعراض التالية، أنت بحاجة للتدخل الإسعافي:
- صعوبة في التنفس.
- انتفاخ الوجه.
- ارتفاع في درجات الحرارة.
- صعوبة في البلع.
- الطفح الجلدي.
- الصفير.
- التهاب شديد في الحلق.
المراجع:
https://www.medicalnewstoday.com/articles/317066.php
https://www.healthline.com/health/itchy-throat-remedy
الصورة المرفقة:
https://www.flickr.com/photos/persnicketpress/
ام دعاء
أعاني من حكة شديدة في العينين والأنف والحلق كلما استخدمت الكلور في التنظيف