الكركم هو عبارة عن نوع من التوابل التي تُكسب الطعام اللون الأصفر، و هو المادة الأساسية الموجودة في الكاري. يُعتبر الكركم من النباتات المعمرة التي يعود موطنها الأصلي إلى الهند. حيث تستخدم منذ آلاف السنين لخصائصها الطبية، و في تحضير العديد من الأطباق كالشوربات و الصلصات و مع اللحوم و الأرز. الكركم ينحل في الدسم، لذلك يفضل تناوله مع الوجبة الدسمة.
لسوء الحظ فإن مادة الكركمين قليلة الامتصاص من مجرى الدم. لكن في حال إضافتها مع الفلفل الأسود يصبح امتصاصها أفضل، حيث يحتوي الفلفل الأسود على مادة البيبيرين، و هي مادة طبيعية تحفز امتصاص الكركمين بنسبة 2000%.
يتم استخلاص فوائد الكركم من جذمور النبتة، حيث يتم تجفيفها أولاً، ثم طحنها و استخدامها على شكل مسحوق الكركم كنوع من التوابل الهندية. المادة الفعالة الأساسية الموجودة فيها تدعى الكركمين. فقد أظهرت العديد من الدراسات أن مادة الكركمين تتميز بخصائص و فوائد أساسية لصحة الجسم و الدماغ.
للحصول على التأثيرات الطبية لمادة الكركم يجب تناول 1غ يومياً، و هذه النسبة من الصعب الحصول عليها عن طريق استخدام الكركم في التوابل فقط، بل يجب تناول خلاصة شاي الكركم يومياً أو المتممات الغذائية التي تحتوي على مسحوق الكركم.
فوائد الكركم:
الوقاية من الالتهابات والسرطان و تقوية مناعة الجسم:
يتميز الكركم بغناه بمضادات الأكسدة التي تساعد في القضاء على الجزيئات الحرة، و مكافحة الأجسام الضارة التي تهاجم الجسم، و تعويض التلف الناتج. و بالتالي يفيد في الوقاية من العديد من الأمراض و يقوي مناعة الجسم. بالإضافة لذلك فإن مادة الكركمين تمنع من تكاثر و انتشار الخلايا السرطانية.
تقوية الذاكرة و الوقاية من الزهايمر:
في السابق كان الاعتقاد السائد أن الخلايا العصبية غير قادرة على الانقسام و التكاثر بعد فترة الطفولة المبكرة. لكن أثبتت الدراسات أن ذلك قابل للحدوث. فالخلايا العصبية قادرة على تكوين اتصالات جديدة، لكن في مناطق محددة من الدماغ. فهي قادرة على التكاثر و زيادة عددها. أحد أهم العوامل المساعدة لذلك هو هرمون النمو.
هنالك العديد من الاضطرابات الدماغية التي تسبب انخفاض مستويات هرمون النمو، بما في ذلك حالات الاكتئاب و الزهايمر. إن مادة الكركمين قادرة على زيادة مستويات هذا الهرمون. و بالتالي فهو يساعد في تحسين وظائف الدماغ و الذاكرة و الوقاية من الأمراض و المشاكل الصحية المرتبطة بالدماغ.
خفض خطورة الإصابة بالأمراض القلبية:
تعمل مادة الكركمين على تعزيز وظيفة البطانة الداخلية للأوعية الدموية (the endothelium)، و هي المسؤولة عن العديد من الأمراض القلبية. حيث تعمل على تنظيم ضغط الدم و تخثر الدم. بالإضافة لذلك فإن مادة الكركمين تثبط إنتاج مادة الهوموسيستين الضارة، و هي من المنتجات الثانوية السلبية للجسم التي تعمل على إتلاف جدران الخلايا.
و من ناحية أخرى تعمل مادة الكركمين على خفض مستويات الكولسترول الضار، مما يساعد في الوقاية من تصلب الشرايين و أمراض الأوعية الدموية.
إن تناول مادة الكركم يومياً تفيد صحة القلب بنفس فعالية و تأثير ممارسة التمارين الرياضية أو تناول المادة الدوائية أتورفاستاتين.
الوقاية من الاكتئاب:
ففي دراسة أجريت لمرضى الاكتئاب لمدة 8 أسابيع، تم تقسيم المرضى لثلاث مجموعات. تم إعطاء المجموعة الأولى مادة بروزياك المضاد للاكتئاب. بينما تم إعطاء المجموعة الثانية 1غ من الكركم يومياً. في حين تم إعطاء المجموعة الثالثة مادة بروزياك و الكركم معاً. فكانت النتيجة بالنسبة لمجموعة البروزياك و مجموعة الكركم متماثلة تماماً، و أما المجموعة الثالثة فكانت النتائج أفضل حالاً.
و في دراسة ثانية أظهرت النتائج أن الكركم يعمل على زيادة مستويات النواقل العصبية السيروتونين و الدوبامين المسؤولة عن تحسين المزاج و علاج الاكتئاب.
تأخير مظاهر الشيخوخة و الوقاية من الأمراض المرتبطة مع التقدم في السن:
على اعتبار مادة الكركم تساعد في الوقاية من الأمراض القلبية و الزهايمر و السرطان، إذاً فهي تعتبر من المتممات الغذائية الفعالة لتأخير مظاهر الشيخوخة.
تعزيز صحة الجهاز الهضمي:
يُعتبر مسحوق الكركم من المواد الفعالة لعلاج المشاكل الهضمية، بما في ذلك الإمساك و التشنجات و اضطرابات الأمعاء. بالإضافة لتخفيف حالات التقرحات و النزف المعوي.
تخفيف أعراض متلازمة ما قبل الحيض عند الإناث:
فإذا كانت المرأة تعاني من آلام الدورة الشهرية أو الأعراض المرافقة لمتلازمة ما قبل الحيض، فإن مادة الكركم تعمل على تخفيف هذه الأعراض سواءً التشنجات و النزف الشديد و تقلبات المزاج و انتفاخ البطن.
إزالة السموم من الجسم:
مادة الكركم من المواد العضوية النشطة التي تعزز وظيفة الكبد و تساعد على تخليص الجسم من السموم.
تحسين القدرات المعرفية:
عُرف الكركم كعلاج تقليدي لتعزيز القدرة على التعلم و زيادة التركيز و تنشيط الذاكرة.
تخفيف و علاج الآلام المرافقة لالتهاب المفاصل و البواسير أو آلام العضلات.
تسريع شفاء الجروح و تعويض الأنسجة التالفة.
طريقة تحضير شاي الكركم:
- غلي 3-4 كوب من الماء.
- إضافة 2 ملعقة صغيرة من مسحوق الكركم و تركه و هو محكم الإغلاق لمدة 5-10 دقائق.
- تصفية خلاصة شاي الكركم إلى وعاء آخر و إضافة العسل و عصير ليمونة طازجة أو برتقال طازج أو بعض الحليب حسب الرغبة.
التأثيرات الجانبية و المخاطر الناتجة عن استهلاك مادة الكركم:
إن مادة الكركم تعتبر آمنة عند استخدامها ضمن جرعات معتدلة. لكن في حال زيادة الجرعة و الإفراط في تناول مادة الكركم، تتضمن التأثيرات السلبية ما يلي:
الغثيان و الدوار و الإسهال، و في حالات نادرة قد يسبب اضطراب في معدل ضربات القلب.
و يجب استشارة الطبيب قبل المواظبة على تناول شاي الكركم في الحالات التالية:
- التهابات المثانة و وجود الحصوات البولية.
- انسداد في القنوات الصفراوية.
- زيادة حموضة المعدة، و بالتالي الإصابة تسبب تقرحات المعدة.
- داء السكري (لأن مادة الكركم تسبب انخفاض مستوى سكر الدم في حين تناول جرعات علاجية عالية).
- تناول المميعات الدموية. لذلك يجب أخذ الحذر و عدم الإفراط في تناول الكركم لأنه يؤخر زمن التخثر. و بالتالي في حال تناول شاي الكركم، يجب الامتناع عن تناوله قبل أسبوعين من إجراء عملية جراحية.
- خلال الحمل لا يجب الإفراط في تناول شاي الكركم أو المتممات الغذائية الغنية بالكركم، فذلك قد يسبب النزف و الإجهاض.
- فقر الدم: إن زيادة استهلاك مادة الكركم قد تمنع امتصاص الحديد، مما يؤدي لفقر الدم الناتج عن نقص الحديد.
المراجع:
http://www.webmd.com/vitamins-supplements/ingredientmono-662-turmeric.aspx?activeingredientid=662
https://authoritynutrition.com/top-10-evidence-based-health-benefits-of-turmeric/
https://www.organicfacts.net/health-benefits/herbs-and-spices/turmeric.html
http://www.healthline.com/health/turmeric-tea-benefits
الصورة المرفقة:
https://www.flickr.com/photos/149676711@N07/
yasser
شكرا مقال رائع
بدور الآغا
شكراً لمشاركتك و أهلاً و سهلاً بك