أسباب و أعراض و أنواع الاكتئاب

6569 0
6569 0

الاكتئاب هو عبارة عن اضطراب نفسي حاد يصنف من الأمراض العقلية التي تصيب معظم الأفراد في مرحلة ما من مراحل حياتهم، سواءً بشكلٍ مباشر أو غير مباشر. و لا يحدث بنفس الشدة دفعةً واحدة، بل يتطور بشكل تدريجي و يتفاقم الوضع إذا لم يتم علاجه.

ففي البداية قد لا يلاحظ المريض إصابته بالاكتئاب، إلى أن يزداد الوضع سوءاَ. أما في بعض الحالات فقد يحدث الاكتئاب نتيجة تغير جذري في نمط الحياة أو العلاقات الاجتماعية، كالانفصال عن شخص مقرب أو الطلاق أو وفاة أحد الأفراد المقربين.

يصيب الاكتئاب عادةً البالغين، و يُعبّر الرجال غالباً عن حالات اكتئابهم بطريقة خارجية، بحيث لا يتم تشخيصها في معظم الأحيان على أنها اكتئاب. مثال على ذلك، يقضي الرجل معظم وقته أو يركز طاقته على أداء نشاط و يستبعد جميع النشاطات الأخرى. أو لديه صعوبة في التحكم في الغضب، هذه التصرفات تصنف كذلك من حالات الاكتئاب.

أعراض الاكتئاب:

يرمز الاكتئاب إلى العديد من الأعراض الشائعة و التي تتضمن:

نظراً لمتطلبات الحياة المتراكمة و مسؤولياتها التي لا تنتهي، فمن الطبيعي في بعض الأحيان الشعور بالأعراض السابقة. إنما الذي يختلف عن حالة الاكتئاب هو شدة الأعراض و مدتها. عندما تستمر الأعراض السابقة فترة طويلة من الزمن (أكثر من أسبوعين متواصلين)، و تحدث بشكل متكرر، في هذه الحالة فإن الشخص يعاني من الاكتئاب.

الاختبارات و التشخيص:

عندما يبدأ الشخص بالتغيب عن المدرسة أو العمل أو أي اجتماعات أخرى و يتجنب العلاقات الاجتماعية و يفضل العزلة و عدم التعامل مع الآخرين، أو إمضاء الوقت مع الأصدقاء، في هذه الحالة يعتبر اكتئاب. و يتم تشخيص حالة المريض أنه مصاب بالاكتئاب عند وجود خمسة أعراض أو أكثر من الأعراض السابقة.

أسباب الاكتئاب:

السبب الأساسي للإصابة بالاكتئاب غير معروف، لكن هناك العديد من العوامل التي تحفز على الإصابة بالاكتئاب. فجميع الاضطرابات و المشاكل النفسية و العقلية تحدث نتيجة مجموعة من العوامل البيولوجية و النفسية و العوامل الاجتماعية.

  1. بعض أنواع الاكتئاب تجده شائعاً و متداولاً بين أفراد العائلة، و بالتالي فمن العوامل البيولوجية المؤثرة هي العامل الوراثي. و على نطاق أوسع من الاكتئاب، قد تجد عدة اضطرابات عقلية في عائلة واحدة كانفصام الشخصية أو الاضطراب ثنائي القطب.
  2. ترتبط حالات الاكتئاب مع حدوث تغيرات في هياكل و وظائف الدماغ و النواقل العصبية.
  3. الأشخاص الذين يعانون من قلة الثقة بالنفس و التشاؤم المتكرر، هم سريعي التوتر و أكثر عرضة للاكتئاب.
  4. أظهرت بعض الدراسات إلى أن التغيرات الفيزيولوجية قد ترتبط أحياناً مع التغيرات العقلية أيضاً. فالإصابة بالسكتة الدماغية أو الذبحة الصدرية أو داء الباركنسون أو السرطان أو الاضطرابات الهرمونية كفترة الحمل أو بعد سن اليأس أو مشاكل في الغدد، جميع هذه المشاكل الصحية قد يرافقها الاكتئاب أو تجعل المرء أكثر عرضة للإصابة به.
  5. فقدان شخص عزيز أو وجود مشاكل في العلاقات أو مشاكل مالية، هذه الحالات تحدث تغير في أنماط الحياة المعتادة و تسبب زيادة حالات التوتر التي قد تحفز على التطور للاكتئاب.

أنواع الاكتئاب:

اضطراب الاكتئاب المستمر:

الذي يستمر على الأقل سنتين. خلال هذه الفترة تتغير شدة الأعراض، أحياناً تزداد سوءاً و أحياناً تتحسن، لكنها تبقى مستمرة لمدة سنتين متواصلة.

اكتئاب ما حول الولادة:

عبارة عن نفس أعراض الاكتئاب عموماً، تعاني منها المرأة الحامل مع اقتراب موعد الولادة أو بعدها، لكنها تختفي عادةً خلال أسبوعين بعد الولادة.

الاكتئاب الذهاني:

يحدث عندما يعاني الشخص من اكتئاب حاد يرافقه نوع من الذهان، مثل وجود أوهام و معتقدات خاطئة مزعجة، أو سماع أو رؤية أشياء غير موجودة (هلوسة).

الاضطرابات العاطفية الموسمية:

هو عبارة عن الشعور بالاكتئاب خلال أشهر الشتاء، عندما لا يكون هناك كمية جيدة من أشعة الشمس. تختفي أعراض الاكتئاب عادةً خلال فترة الربيع و الصيف.

اكتئاب الشتاء يرافقه عادةً انسحاب و ابتعاد عن الأجواء الاجتماعية و اكتساب الوزن، و تعود الأعراض و الاضطرابات مجدداً كل سنة في نفس الموعد تقريباً.

اضطراب ثنائي القطب:

يختلف عن الاكتئاب العام، لكنه يصنف من نفس القائمة لأن الشخص المصاب باضطراب ثنائي القطب يعاني أيضاً من سوء الحالة النفسية الموجودة في حالة الاكتئاب، لذلك يدعى الاكتئاب ثنائي القطب. لكن الشخص الذي يعاني من اضطراب ثنائي القطب يشعر بتقلبات مزاج شديدة الحدة تدعى بالهَوَس.

و من الأمثلة عن أنواع الاكتئاب التي تم إضافتها حديثاً إلى الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية تتضمن: تقلبات و اضطراب المزاج التخريبية التي تم تشخيصها لدى بعض الأطفال و المراهقين، و اضطراب ما قبل الحيض عند بعض النساء.

و للحديث تتمة 🙂

في المقالة التالية سوف أتحدث عن أساليب علاج الاكتئاب و أهم النصائح للوقاية من هذه المشكلة. شكراً للمتابعة و أتمنى أن تجدوا الفائدة المطلوبة.

المراجع:

http://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/depression/basics/definition/con-20032977

https://psychcentral.com/disorders/depression/introduction-to-depression/

https://www.nimh.nih.gov/health/topics/depression/index.shtml

الصورة المرفقة:

https://www.flickr.com/photos/foreverphoto/

 

تصنيفات المقال

انضم الى المحادثة

اذا أعجبك هذا المقال شاركه مع أصدقائك، شكراً لك