عندما نتحدث عن فوائد العسل ، فمن الضروري معرفة أنه ليست جميع أصناف العسل متساوية في فوائدها. بعض أنواع العسل تحتوي على خصائص مضادة للبكتيريا أقوى بمئة مرة من أنواع أخرى من العسل! و مع الأسف فإن أكثر من 75% من أصناف العسل التي تغزو السوبر ماركت هي من أنواع العسل المكررة المعالجة الخالية من حبوب الطلع.
تحدثتُ سابقاً عن العسل و داء السكري، و أنواع السكريات الموجودة في العسل الطبيعي. أما اليوم فحديثنا عن العسل أوسع. و يشمل معلومات عامة أكثر. أتمنى أن تجدوا الفائدة المطلوبة و شكراً للمتابعة.
فوائد العسل الصحية الناتجة عن استهلاكه بانتظام:
التحكم بالوزن و الوقاية من البدانة:
حيث يعمل العسل على تنشيط الهرمونات التي تثبط الشهية للطعام. مما يساعد في خفض كمية السعرات الحرارية المتناولة، و بالتالي الوقاية من البدانة.
خفض حالات الحساسية:
يحتوي العسل النقي على حبوب طلع النحل. و التي تُعرف بدورها الفعال في الوقاية من مختلف أنواع العدوى. و تعزيز الاستجابة الطبيعية للجسم ضد حالات الحساسية. و تقوية الجهاز المناعي الداخلي. فعندما ينتقل النحل من زهرة لأخرى، يجمع معه غبار حبات الطلع التي تسبب الحساسية. لكن عندما تستهلك العسل الطبيعي، فأنت تستهلك أيضاً نفس غبار حبات الطلع. فإذا كنت تعاني من الحساسية الموسمية مثلاً، و بعد فترة من الزمن (أي بعد فترة من استهلاكك للعسل المَحلّي) سوف يصبح جسمك أقل حساسية من غبار الطلع، و يتغلب عليها.
مصدر أساسي للطاقة:
يحتوي العسل الخام على السكريات الطبيعية 80% و 18% من الماء و 2% من الفيتامينات و المعادن و البروتينات و حبوب الطلع. مما جعله الغذاء الأمثل للطاقة. يتم امتصاصه بسرعة. و يوفر وقود الطاقة للجسم بسهولة.
يُنصح بتناول ملعقة طعام من العسل صباحاً مع بداية اليوم، أو قبل و بعد ممارسة التمارين الرياضية.
مضاد للأكسدة:
إن المواظبة على تناول العسل يومياً، تعزز نسبة مضادات الأكسدة في الجسم. و تقضي على الجزيئات الحرة الضارة، التي تسبب مختلف الأمراض المزمنة.
يساعد على النوم:
يعمل العسل على استرخاء الجسم و تعزيز النوم بطريقتين:
- عند تناول العسل قبل النوم، يتم إعادة إمداد الكبد بمادة الغليكوجين (مخزون الطاقة). و يمنع الدماغ من البحث عن مصدر جديد للطاقة (الأمر الذي ينشطه عادةً)، مما يدفعه للاسترخاء.
- الطريقة الثانية لتأثير العسل في تعزيز النوم، هي عن طريق تحرير الناقل العصبي ميلاتونين في الدماغ (الهرمون المسؤول عن النوم). حيث يحفز العسل على تحرير مادة التريبتوفان في الدماغ، و الذي بدوره يتحول إلى سيروتونين ثم إلى ميلاتونين. أما عن تأثير الميلاتونين، فهو يعزز مناعة الجسم. و يساعد في إعادة ترميم الأنسجة. و يعتبر الهرمون الطبيعي المسؤول عن النوم، و علاج حالات الأرق.
تسريع شفاء الجروح:
يتميز العسل بخصائص مضادة للبكتيريا تعمل على مكافحة الالتهابات، و تعزز شفاء الجروح و التقرحات. حيث يتفاعل العسل مع سوائل الجسم، و يحفز على تصنيع مادة بيروكسيد الهيدروجين. مما يشكل بيئة غير مناسبة لنمو البكتيريا.
لشفاء الحروق و الجروح، يتم تطبيق العسل موضعياً و بشكل مباشر على المنطقة المتضررة، و تغطيتها بضماد معقم مع ضرورة تغيير الضماد مرة يومياً أو كل يومين. لكن هذا الأمر لا ينطبق على مرضى السكري.
يعتبر العسل من الخيارات الصحية لمرضى داء السكري:
و قد تحدثتُ عن هذا الموضوع بشكل موسع مسبقاً.
علاج طبيعي لحالات السعال و مقشع للبلغم:
اشتهر العسل بفعاليته في علاج السعال، و التخلص من البلغم و المفرزات المخاطية المرافقة للسعال.
لعلاج السعال ينصح بتناول من ½-2 ملعقة صغيرة من العسل قبل النوم بعد بلوغ العام الأول من العمر.
الوقاية من السرطان و الأمراض القلبية:
يتميز العسل بغناه بمركبات الفلافونوئيد و البولي فينول و مضادات الأكسدة التي تساعد في خفض خطورة الأمراض القلبية و مختلف أنواع السرطان.
تقوية الذاكرة:
و ذلك بفضل مضادات الأكسدة التي تمنع التلف الخلوي في الدماغ، و تساعد في الوقاية من مرض الزهايمر.
كيف نميز العسل الصاغ الطبيعي من العسل المزيف؟
العسل الطبيعي:
هو العسل الخام الذي يُؤخذ مباشرةً من خلايا أمشاط العسل، داخل خلية النحل. هذا النوع من العسل لا يمكن أن يكون صافياً، بل يحتوي عادةً على حبوب الطلع المفيدة للصحة. لكن بالإضافة لذلك، فمن الممكن أن يحتوي العسل النقي أيضاً على نحل ميت و كتل من شمع العسل و غيرها من الشوائب. و في حال وجود أي من هذه الشوائب، يتم تنقيتها عادةً قبل تعبئة العسل في العبوات المخصصة للبيع.
بينما العسل الصناعي:
يكون معالج بشكل كبير و مكرر كيميائياً. إن تعريض العسل للحرارة، يؤدي لإتلاف الأنزيمات الطبيعية الموجودة فيه، بالإضافة للفيتامينات و المعادن. مما يحوله لمادة سيئة غير صحية.
عملية الفلترة و المعالجة تقضي على كمية كبيرة من المواد الغذائية النباتية التي تكسبه خصائصه الصحية.
الطريقة الوحيدة للحصول على العسل الصافي متألق اللون لامع كالذهب، هو بتعريضه للحرارة، لذلك ابتعد عنه!
العسل غير الخام و المكرر صناعياً يمكن أن يؤخذ من النحل، و يتم معالجته بواسطة المضادات الحيوية مثل مادة سيبروفلوكساسين كما في عسل الصين.
العسل غير النقي هو عسل مبستر و خاضع لعملية فلترة، و مضاف إليه بعض المواد الإضافية. و قد يحتوي أيضاً على شراب الذرة الغني بالفركتوز.
نصائح هامة متعلقة بصحة استهلاك العسل:
- لا تستخدم العسل أثناء الطهي، فعند تعريضه للحرارة يتم القضاء على فوائده و خصائصه الصحية.
- لا يمكن تسخين العسل لدرجة حرارة أعلى من 95 درجة مئوية، و التي تعتبر درجة الحرارة الطبيعية لخلية النحل.
- و لا تقم بتخزين العسل بالقرب من مصدر الحرارة.
- يمكنك استخدام العسل في وصفات الحلويات التي لا تتعرض للحرارة، بدلاً عن السكر. كما يمكن إضافته لطبق الفواكه أو مع وجبة الإفطار الغنية بالشوفان.
- يجب استهلاك العسل باعتدال: على الرغم من أن العسل يتمتع بالعديد من الفوائد الصحية، إلا أنه غني بسكر الفركتوز، و بالتالي يجب تناوله باعتدال.
كل ملعقة صغيرة من العسل تحتوي تقريباً على 4غ من سكر الفركتوز. أي أنه إذا تم تناول العسل بكميات كبيرة، قد يؤدي أيضاً لمقاومة هرمون الأنسولين كما يفعل السكر!
لذلك عند استهلاك العسل خذ بعين الاعتبار لكمية الفركتوز المتناولة أيضاً. و للحفاظ على صحة الجسم و الوقاية من أضرار السكريات، يجب ألا تتجاوز كمية السكريات المستهلكة 25 غ يومياً، بما في ذلك العسل و مختلف أنواع السكريات الموجودة في الفواكه و الأطعمة المتناولة.
المراجع:
https://draxe.com/the-many-health-benefits-of-raw-honey/
http://www.realfoodforlife.com/health-benefits-of-honey/
https://articles.mercola.com/sites/articles/archive/2014/10/20/health-benefits-honey.aspx
http://www.medicaldaily.com/liquid-gold-7-health-benefits-honey-could-heal-your-whole-body-325932
الصورة المرفقة:
https://www.flickr.com/photos/21596297@N03/