تأخر علامات البلوغ، هي عبارة عن تأخر أو غياب أعراض التطور الجنسي في الفترة الزمنية المحددة لذلك عادةً.
تحدثنا سابقاً عن الفرق بين مرحلة البلوغ و المراهقة. و ذكرنا أهم التغيرات التي تطرأ على الذكور و الإناث خلال هذه المرحلة، و العمر المخصص عادةً لبدء حدوث هذه التطورات.
مرحلة البلوغ:
تبدأ علامات التطور الجنسي و بداية البلوغ، عندما يقوم الهيبوثلاموس (تحت المهاد) بإفراز الهرمون المحرر للغدة التناسلية gonadotropin-releasing hormone.
تستجيب الغدة النخامية لهذه الرسائل الكيميائية، من خلال تحريرهرمون موجه الغدد التناسلية gonadotropins. الذي يحفز على نمو الغدد التناسلية (الخصيتين عند الذكور و المبايض عند الإناث).
عندما تنمو الغدد التناسلية، تبدأ بإفراز الهرمونات الجنسية التستوسترون الذكري و الإستروجين الأنثوي.
تساعد هذه الهرمونات على تطور المظاهر الجنسية الثانوية لدى الذكور و الإناث. و التي تتضمن:
- ظهور شعر الوجه أو اللحية و زيادة كتلة العضلات عند الذكور.
- تضخم الثدي، و ظهور شعر تحت الإبط و في منطقة العانة عند الإناث.
- بالإضافة لبدء الرغبة الجنسية لدى كلا الجنسين.
أعراض تأخر مرحلة البلوغ عند الذكور:
تُعتبر مشكلة تأخر البلوغ أكثر شيوعاً لدى الذكور، و التي يتم تعريفها كما يلي:
- عدم ظهور شعر منطقة العانة.
- عدم تضخم الخصيتين والقضيب مع بلوغ عمر 13 أو 14 سنة.
- مرور أكثر من 4 سنوات منذ بداية إلى اكتمال نمو الأعضاء التناسلية.
أعراض تأخر مرحلة البلوغ عند الإناث:
يتم تعريف تأخر مرحلة البلوغ عند الإناث كما يلي:
- عدم ظهور شعر منطقة العانة.
- عدم تطور نمو الثديين مع بلوغ عمر 12 أو 13 سنة عند الفتاة.
- مرور أكثر من 3 سنوات منذ بداية نمو الثدي، إلى بدء الحيض والدورة الشهرية عند الفتاة.
- عدم بدء الحيض مع بلوغ عمر 15 سنة عند الفتاة.
بالنسبة للفتيات، تتأثر مرحلة البلوع بالعِرق . حيث تبدأ مرحلة البلوغ باكراً عند الفتيات ذوات العِرق الأسود و اللاتينيات، بالمقارنة مع الفتيات البيض.
كما قد يشير قصر القامة أو ضعف معدل النمو أو كليهما، إلى تأخر البلوغ في أي من الجنسين.
قد يبدو المراهق الذي تأخرت مرحلة البلوغ لديه، أقصر من أقرانه بشكل ملحوظ. مما قد يعرضه أحياناً للتنمر. وغالباً ما يحتاج للمساعدة، للتعامل مع هذا الوضع و التحكم بالمخاوف الاجتماعية.
على الرغم من أن المراهقين عادة، يكونون غير مرتاحين لكونهم مختلفون عن أقرانهم . إلا أن الأولاد على وجه الخصوص، هم أكثر عرضة للتوتر النفسي والإحراج، الناتج عن تأخر مرحلة البلوغ لديهم.
أسباب تأخر مرحلة البلوغ:
في معظم الحالات، يمثل البلوغ المتأخر تبايناً طبيعياً، حسب كل أسرة.
في بعض الأحيان، قد تتأخر مرحلة البلوغ لأسباب عديدة، والتي تتضمن ما يلي:
- اضطرابات وراثية
- اضطرابات هرمونية
- اضطرابات تناول الطعام
- وجود أمراض صحية مزمنة
- فرط ممارسة التمارين الرياضية
- التعرض للعلاج بالأشعة أو العلاج الكيماوي
- وجود أورام معينة أو حالات عدوى مخصصة
من الأمثلة عن المشاكل الصحية والأمراض التي قد تسبب تأخر في البلوغ، ما يلي:
- فقر الدم
- داء السكري
- التهاب الأمعاء
- أمراض الكلية
- التليف الكيسي
كما قد تتأخر مرحلة البلوغ نتيجة اضطرابات مناعية مثل داء أديسون و داء هاشيموتو، وبعض الاضطرابات التي تؤثر بشكل مباشر على المبايض.
وجود ورم يؤثر على الغدة النخامية أو منطقة تحت المهاد (الهيبوثلاموس)، قد تؤدي لخفض مستويات موجهة الغدد التناسلية أو إيقاف إنتاج الهرمونات تماماً.
بالنسبة للذكور، فإن المشاكل الصحية التي قد تصيب الخصيتين، مثل التعرض لإصابة ما، على سبيل المثال، الناتجة عن التواء الخصية سابقاً، أو التعرض لعدوى ما، مثل النكاف، قد يسبب تأخر مرحلة البلوغ.
الفتاة التي تكون شديدة النحافة، بسبب فرط ممارسة التمارين الرياضة أو اتباع حمية غذائية قاسية، غالباً ما ينتج عنها تأخر البلوغ، بما في ذلك غياب الدورة الشهرية.
يمكن أن تؤثر تشوهات الكروموسومات ، مثل متلازمة تيرنر في الفتيات، ومتلازمة كلاينفيلتر في الأولاد ، وغيرها من الاضطرابات الوراثية، على إنتاج الهرمونات الجنسية.
أحد هذه الاضطرابات الوراثية ، متلازمة كالمان ، التي تؤثر فقط على إنتاج الغدد التناسلية، دون التأثير على إنتاج هرمونات أخرى.
الاختبارات و التشخيص:
- تحليل دم
- فحوصات بدنية
- فحوصات وراثية
- إجراء تصوير أشعة سينية للعظام
- في بعض الأحيان، تصوير بالرنين المغناطيسي
- تصوير بالموجات فوق الصوتية لمنطقة الحوض عند الفتيات
يجب أن يتكون التقييم المبدئي لتأخر البلوغ من: إجراء الفحوصات البدنية الشاملة، و التاريخ الصحي للمريض، لتقييم معدل النمو عند الإناث و معدل النمو عند الذكور، و مستوى التغذية و تطور مرحلة البلوغ.
غالباً ما يأخذ الطبيب صور أشعة سينية لواحد أو أكثر من العظام، لرؤية مستوى تطور عمر العظم.
كما قد يعتمد الطبيب على تحليل الدم و فحوصات مخبرية أساسية، للكشف عن أي أمراض مزمنة أو خلل هرموني أو وراثي.
عادةً ما يقوم الطبيب بتقييم الذكور الذين لم تظهر عليهم أي أعراض بلوغ، عندما يصل عمرهم إلى 13 أو 14 سنة. بينما يقوم الطبيب بتقييم الإناث اللاتي لم تظهر عليهن أي أعراض بلوغ، عندما تصل أعمارهن إلى 12 أو 13 سنة. أو إذا لم يبدأ الحيض لديهن مع بلوغ عمر 15 سنة.
إذا كان هؤلاء الأطفال أصحاء، غالباً ما يكون تأخر البلوغ طبيعي وراثي لديهم.
قد يقرر الطبيب إعادة الفحوصات بعد مرور ستة أشهر، للتأكد من أن علامات البلوغ بدأت تظهر عليهم.
إذا تأخرت الدورة الشهرية عند الفتاة كثيراً. تحتاج لإجراء فحوصات، و تصوير بالأمواج فوق الصوتية لمنطقة الحوض، وغيرها من تحاليل الدم و الفحوصات الوراثية.
يقوم الطبيب بإجراء صور بالرنين المغناطيسي، للتأكد من عدم وجود أي ورم في الدم، أو تشوه في بنية الغدة النخامية.
علاج تأخر مرحلة البلوغ:
يعتمد اختيار العلاج على أسباب تأخر البلوغ. عندما يكون الاضطراب الأساسي هو سبب تأخر البلوغ ، عادة ما يستمر تطور البلوغ بمجرد علاج الاضطراب.
بالنسبة للمراهقين الذين تأخرت مرحلة البلوغ لديهم بشكل طبيعي. لا داعِ لأي علاج. لكن إذا كان الموضوع يؤثر بشكل كبير على حالتهم النفسية و يسبب التوتر. يمكن أن يلجا الطبيب لإعطاء بعض المتممات بالهرمونات الجنسية البديلة، لتسريع بدء عملية البلوغ.
يعتبر هذا العلاج أكثر شيوعاً لدى الذكور.
عادةً ما يحتاج الأطفال الذين يعانون من تأخر مرحلة البلوغ، من الدعم النفسي من الوالدين و الأصدقاء، لتعزيز ثقتهم بأنفسهم.
إذا لم تظهر أي علامات بلوغ على الذكور مع وصولهم لعمر 13 أو 14 سنة. قد يقوم الطبيب بإعطاء حقن تستوسترون حقنة كل شهر لمدة 4 – 6 أشهر.
عند إعطاء حقن تستوسترون بجرعات صغيرة، تبدأ مرحلة البلوغ ، و تساهم في تطور مظاهر الذكورة و لا تؤثر على معدل الطول النهائي للمراهق.
بالنسبة للإناث، فإن إعطاء جرعات صغيرة من هرمون الإستروجين، سواءً على شكل حب أو لصاقات جلدية، تساعد في بدء مرحلة البلوغ. و في بعض الحالات، مثل متلازمة تيرنر، قد تحتاج الفتاة للمواظبة على العلاج بالهرمونات البديلة لفترة طويلة من الزمن.
في حالات تأخر البلوغ نتيجة اضطرابات وراثية، لا يمكن علاجها! لكن العلاج بالهرمونات البديلة قد يساعد على تطور المظاهر الجنسية.
إذا كان سبب تأخر البلوغ، هو وجود ورم في الغدة النخامية. قد يحتاج المريض لإجراء عملية جراحية، لاستئصال الورم. لكن هؤلاء الأطفال معرضون بعد ذلك لخطر قصور الغدة النخامية (نقص واحد أو أكثر من هرمونات الغدة النخامية).
المراجع:
https://www.stanfordchildrens.org/en/topic/default?id=delayed-puberty-90-P01947
https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK544322